الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدسية الوطن ...وأعتصموا بحبل الوطن ولا تتفرقوا

رشيد كرمه

2005 / 5 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


واعتصموا بحبل الوطن ولا تتفرقوا ..
رشيد كَرمة
تتداخل كل المكونات الجغرافية والتاريخية والأجتماعية والإقتصادية والسياسية حتى لتصبح جزء ًمهماً من كيان الفرد و تؤلف جزء ًمن ثقافته. وأنا أعني هنا الثقافة الإنسانية بمفهومها العام , والتي تطبع شخصيته بعيدا ً عن الإنتماء القومي والديني . ثم تتألف ( مواقف ) بفعل ديناميكية الحياة وقوانينها يجد فيها المرء إنه حبيس فكر معين سرعان ما ينحاز إليه ويعلن إ نتماءه له . و يلعب الإنتماء للطبقة أو بتعبير أشمل وأدق ألإنحدار الطبقي أ ي الوجود الإجتماعي دورا في تحديد الوعي الإجتماعي وليس العكس . ومن هنا يبدأ جهد الفرد في الموازنة بين الوطن ومتطلباته و أهداف الحزب الذي ينتمي إليه وينهل منه مايعينه على تلمس الطريق . دون الأنتقاص من الواجب الوطني والذي يجب أن يكون فوق الميول والإتجاهات, ومن هنا تنشأ المواقف و الإختلافات في وجهات النظر بما فيها الحزبية أو حتى في داخل الحزب الواحد . و عندما تقترب من تحليل شخصية الفرد ا لعراقي الخليط من كل هذه المكونات و التركيبات إن صح التعبير. ستجد أن هناك أكثر من ولاء وأكثر من محفز يحدد وعيه الإجتماعي وربما يكون في هذه المرحلة ( الوعي الإجتماعي هو من يحدد الوجود الإجتماعي ) و ستجد أن هناك خروقات ٍ ليست قليلة تنتقص من الواجب الوطني الذي يجمع الكل تقريباً على قدسيته وأن تباينوا في ذلك ولكل هذا اسباب عديدة ومتنوعة لست بمعرض التوقف عندها حاليا وفي هذه المداخلة تحديدا ً ولكن لا بأس من الإشارة الى ( ان الدكتاتورية البعثية وكل الأنظمة العربية وألإسلامية المحيطة بالعراق أو تلك البعيدة عنه ) يضاف اليها دولاً كثيرة في اوروبا و آسيا و أمريكا الاتينية وأفريقيا والكثير من المنظمات الدولية والعالمية قد إنتعش أقتصادها بفعل الحرب العراقية- الإيرانية من جهة - حيث زودت كل دول العالم تقريبا ً الجيش العراقي بمختلف الأسلحة والمعدات وبمبالغ خيالية ٍ غاية في السخاء بما فيها من يدعي _ الحياد مثل السويد _ وبفعل ( حروب ) النظام الداخلية ضد الشعب العراقي من جهة أخرى حيث تطلب ذلك تعتيما ً إعلاميا ً رشى فيها النظام مؤسسات إعلامية ودور نشر كبيرة وصحف متنوعة وأقلام مأجورة !!!!!!!!! أن الرشاوي التي قدمها النظام ( الصدامي _ القومى _الدينى ) أجبرت عددا كبيرا من العراقيين ومن مختلف الأديان والقوميات أفراداً وأحزاباً على الإجتهاد في تفسير ومعالجة ممن هو في _ خانة _ القداسة أي الوطن وأعتبروا ما كان من الثوابت الوطنية سابقا ً شيئا متغيرا ًو ثانويا ًفي المرحلة الراهنة والمرحلة القادمة وهذه مفارقة كبيرة وحديثة لتبرير طلب المساعدة الخارجية وبوسائل عسكرية لإزاحة نظام دموي مثل نظام البعث في العراق . مما حدا بالبعض إتهام قوى اليسار العراقي والعربي والعالمي بعدم الواقعية السياسية والامبالاة الأنسانية والسذاجة من خلال رفع شعار لا للحرب لا للدكتاتورية . ومن هنا يأتي مبرر الشارع اليساري العراقي تحديدا ًبان التقاء المصالح ( الأمريكية _ الشعب العراقي ) قد تحقق لحظة سقوط النظام فقط ومن ثم فقد زالت هذه المصالح بعد ان اعلن من مقر الأمم المتحدة بان العراق بلد ( مُحتل ) وعلينا تصديق مثل هذا الأمر وعدم تبريره بمسميات قد تكون غير دقيقة في مثل هذه الحالات . لذا أبديت إستغرابي في غرفة الديوان قبل يوميين من قبل البعض ممن لا يريد أن يصدق ان الوطن أصبح محتلا ليس بالقوة العسكرية وحسب وانما بقرار اممي ( دولي ) . إن الإرهاب القادم لوطننا من قبل المتخلفين والتكفيريين وبمساعدة الهاربيين من فلول البعث وبمساندة دول الجوار يستخدمون شعارات كان الأولى بإستخدامها نحن ممن يقدس الوطن لا أُؤلئك الهمج . ولو عملنا على توعية الناس واستمالتهم بمسلمات واضحة وصادقة وبشفافية لَكنُا قد حرمنا الإرهابيين من اعداد هائلة تجد في الخطاب الديني التحريضي ضالتهم , ولقد وجدت البعض العلماني مبهورا بالخطاب التحريضى الأخير للشيخ حارث الضاري بتناوله الإرهاب الأمريكى والإرهاب الحكومي !!!! والإرهاب الحزبي !!! وإرهاب دول الجوار وقد حددها بايران والطامة الكبرى ان يقفز الضاري الداعية الأبرز للزرقاوي على الإرهاب السلفي الوهابي الذي ينطلق من الفكر القومي _ الديني !!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهنا لابد من التنبيه من ان هناك قنوات اعلامية فضائية وغيرها تشاطر الشيخ الضاري فيما يذهب اليه بل ان كثيرا ً من الكتاب والساسة في دول الجوار ينفخون في نار الحرب الأهلية التي ستحرق الجميع . ولأ ن اجتمعت القوى القومية والدينية الجديدة في عراق ما بعد الدكتاتورية البعثية على برامج ومبررات تهدف لإزالة نظام قومي ديني كنظام صدام حسين ومسح آثاره ومخلفاته عليها ان لا تسلك نفس النهج الذي سار ت عليه أكثر الدكتاتوريات في المنطقة وعلى سبيل المثال لا الحصر قادة إيران وحكام الأنظمة الشمولية ومنهم تحديدا _ صدام حسين _ متجاهلا القوى الوطنية متمثلة بالتيار الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي الذين لازالت قدسية الوطن ضمن الثوابت لا في خانة المتغيرات , وإن اليسار العراقي حريص جدا ًعلى المصلحة الوطنية . ولا أستبعد محاولات التيار الديني كحزب الدعوة والمجلس الاسلامي ( عزيز الحكيم ) وكل التنظيمات الإسلامية ومعها التيار القومي بشقيه العربي والكردي ومنهم البعثيون الرامية الى إقصاء التيار الديمقراطى واليسار العراقي تحديدا ً إلا عقوبة لموقفهم أزاء الغزو الأمريكي ( الإحتلال ) والذي يرفض البعض تسمية الأشياء بمسمياتها .
ولعل تاريخ العراق القديم والحديث يزخر بنماذج لا تعد ولا تحصى بين مبرر لهذا وناكر لذاك ويمكن تطبيق هذا الزعم أعلاه على الشخصية العراقية سواء من تحزب منها أو إستقل عنها ولكنها تلتقي شاءت أم أبت عند _ المصلحة الوطنية _ وملاحظتي هنا إنني أَستثني العصابات التي هيمنت على مقاليد الحكم في العراق منذ 8 شباط عام 1963 وحتى سقوط رموزها في 9 نيسان عام 2003 بسبب أنها لم يهمها الشأن العام للوطن مثل عصابة البعث العربي الإشتراكي لذلك إنزلق المجتمع الى ما يخالف السجايا الحميدة التي تطبع عليها بفضل الحركة الوطنية العراقية وشهدائها الذين تتنكر لهم القوى الجديدة متمثلة برئيس الجمعية الوطنية الدكتور حاجم الحسني والدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء والدكتور جلال الطلباني رئيس الجمهورية العراقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة