الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب ككل الشعوب

شاؤول منشه

2013 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهرة غريبة تستحق الاهتمام ألا وهي أن الاكراد هم أكبر جالية أتنية ليس لها دولة.
والسؤال هو كيف ولماذا؟
شتى الشعوب والقوميات في هذه الأرض انشأت دولاً وحصلت على الاستقلال وقبلت اعضاءً في الأمم المتحدة إلاّ الاكراد.
قبل أن نحاول تقصي الحقائق والرد على هذا السؤال، نستعرض بعض المعطيات حول الاكراد :
• الاكراد قدموا الى المناطق التي يعيشون فيها حالياً منذ الفيّ عام قبل الميلاد وحوالي 1500 عام قبل الميلاد، انشأ الاكراد كياناً خاصاً بهم اسمه "ميتني" شمالي غرب العراق وشمالي شرق سوريا في محافظة القامشلي حالياً.
• تعداد الاكراد يتراوح بين 30 و40 مليون يقيمون في مناطق متجاورة لدول أربع هي تركيا والعراق وسوريا وايران. والمنطقة التي يعيشون فيها تسمى كردستان وتبلغ مساحتها 230 الف كيلومتر مربع.
• الاكراد حافظوا على هويتهم وتراثهم ولغتهم رغم الاضطهاد الذي تعرضوا له على مر العصور وهم جدّ فخورين بقوميتهم ويعتزون بكون صلاح الدين الايوبي من أصل كردي.
• العام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى وعدت الدول العظمى الاكراد باقامة دولة لهم في الاراضي التي يقطنون فيها، وعصبة ا لأمم هي الأخرى أوصت باقامة دولة كردية. إلاّ أن دول الحلفاء نكثت بوعدها حفاظاً على مصالحها ووزعت الاراضي التابعة للاكراد والتي يعيشون فيها على دول اربع هي العراق وتركيا وسوريا وايران. وذلك وفق معاهدة لوزان.
• مصالح دول الحلفاء كانت في الحصول على النفط الذي اكتشف في العراق وايران آنذاك وتأمين وصوله الى أوروبا عبر هذه الدول.
• التاريخ الحديث للاكراد مفعم بالنضال من أجل الحصول على الاستقلال وأكبر حركات التمرد في تاريخ الاكراد الحديث كانت في العراق في الاعوام 1930 ـ 1935 ـ 1946 ـ وعلى امتداد خمسة عشر عاماً من العام 1960 وحتى 1975. إلاّ أن الأنظمة العراقية على مختلف نزعاتها ضربت تمرد الاكراد بالنار والحديد.
• قمع تمرد الاكراد بلغ أوجه في عهد صدام حسين الذي لجأ الى استخدام غاز الخردل العام 1987 في بلدة حلبجه مما أدى الى قتل خمسة آلاف وجرح آلاف أخرى. ويقدر عدد الاكراد الذين أبيدوا في حملات القمع لصدام حسين بـ 200 الف.
• بعد اسقاط نظام صدام حسين، تنفس الاكراد في العراق الصعداء ونالوا الحكم الذاتي وفق اتفاق مع الحكومة العراقية وانبروا يشغلون مناصب عليا في نظام الحكم.
• النظام القمعي في سوريا لم يكن أرحم بالاكراد من نظام صدام حسين، حيث تنكر لحقوقهم الاساسية كمواطنين الى درجة حرمانهم من الجنسية.
حالياً وبعد مرور عامين ونيف على اندلاع الثورة في سوريا يسعى الاكراد في سوريا الى بلورة كيانهم في الشمال.
• في تركيا كفاح الاكراد بدأ في سنيّ العشريات من القرن الماضي، إلاّ أن نظام كمال أتاتورك أفلح في قمعه، وهذا النضال متواصل حتى الآن والاكراد يتخذون من منطقتهم ذات الحكم الذاتي في شمال العراق مقراً.
• في ايران افلح الاكراد بعيد الحرب العالمية الثانية في اقامة كيانهم في منطقة كردستان الايرانية برعاية الاتحاد السوفييتي الذي دخل مناطق ايران في غضون الحرب. إلاّ أن نظام الشاه هو الآخر الغى ذلك الكيان.
وقد شهدت ايران تمرداً بعد اندلاع ثورة الخميني العام 1979 ولكن ذلك التمرد قمع بالحديد والنار من قبل الحرس الثوري.
تركيا في هذه الايام تسعى لبلورة فكرة انشاء اتحاد فدرالي كبير تركي ـ كردي يشمل الاكراد في العراق وشمالي سوريا بعد اقامة دولة كردية تكون عضواً في اتحاد فدرالي مع تركيا.
إن الاكراد في شتى هذه الدول هم حالياً أقرب من أي وقت مضى لتحقيق آمالهم في اقامة دولتهم..
على ضوء هذه التطورات، ما هو موقف اسرائيل بهذا الشأن المعقد؟
إن اسرائيل ملزمة بالاعتراف بحقوق الأقليات وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها. إلاّ انه وكما يبدو الاّ يكون ذلك على حساب علاقاتها بدول المنطقة.
واذا كانت تركيا ملزمة ومؤيدة لاتحاد فدرالي مع الاكراد، اتحاد من شأنه أن يعزز كتلة الدول السنية المعتدلة، فمن الممكن ان تتخذ اسرائيل موقفاً من ذلك ولكن ذلك لن يكون قبل ان تقوم دولة الاكراد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|