الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قل ودل :عش ودع غيرك يعيش !

جودت هوشيار
كاتب

2013 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الأنسان السوى بمسيس الحاجة الى ظروف ملائمة ، يتمكن فى ظلها من أظهار قدراته ومواهبه و تحقيق ذاته فى المجال الذى يختاره . و هذه الظروف هى أساس المجتمع الديمقراطى .
من الأقوال التى أبتذلت لكثرة تكرارها : ان الديمقراطية هى سيادة القانون و الأنتخابات الحرة النزيهة و التداول السلمى للسلطة و حرية التعبير بشتى أشكالها و هذا كله صحيح و لا غبار عليه ، و لكننا نعتقد ان الأهم من ذلك هو الألتزام بقواعد السلوك التى توفر حياة مريحة و كريمة للأنسان فى مجتمع يعتبر الأنسان أهم ما فى الوجود . و فى نهاية المطاف فأن الديمقراطية هى ثقافة الحرية المسؤولة .
فى عراق اليوم الكل ديمقراطيون متحمسون قولا و لكن المؤمنين بالديمقراطية الحقيقية فعلا وعملا قلة نادرة .
يقال ان شعبنا لم يعرف الديمقراطية وتقاليدها ، طوال تأريخه العاصف ، الحافل بالأحداث الجسام ويفتقر الى الثقافة الديمقراطية ، ولا يمكن دمقرطة العراق .
أعداء الديمقراطية لا يتوقفون عن التكرار الممل لمقولات مبتذلة و مضللة من قبيل الزعم بأن الديمقراطية نبتة غربية لا تلائم مجتمعنا العراقى ؟ و لكن لا تلائم من ؟. انها حقا لا تلائم من حول العراق الى بقرة حلوب له و لأعوانه و حاشيته و حزبه و طائفته !
الديمقراطية و الفساد على طرفى نقيض . و الديمقراطية لا تلائم من يتلاعب بمشاعر الجماهير البسيطة المسحوقة و المخدوعة فى الوقت ذاته بالشعارات الدينية التى حولت ايام العراقيين الى مصائب و نكبات و احزان لا تنتهى .

و بعيدا عن المقولات الجاهزة ، نقول ان الديمقراطية الحقيقية ينطلق من مبدأ حياتى بسيط : عش و دع غيرك يعيش ! و لا يوجد فى هذا ما هو غربى . يوجد فقط تطلع انسانى عام الى نظام عقلانى للحياة و العدالة .

ان ما يميز الأنظمة الديمقراطية في الدول الغربية هو أن الجميع فى تلك الدول- المؤسسات الرقابية في السلطة التنفيذية ، البرلمان ، المعارضة ، القضاء ، المجتمع المدني ، الأعلام ، وحتى المواطن العادي - يراقب مدى الألتزام بالنظام المعترف به من قبل الجميع .

من اجل تحويل حاكم يحترم نفسه و شعبه الى أنسان آخر لا يحظى بثقة شعبه ، ينبغى بذل جهود متواصلة و كبيرة . وهى جهود تحتاج الى أناس من صنف خاص ، الى خبراء ومستشارين . أنهم موجودون دائما الى جانب الزعيم و يحيطون به كالحلقة . مثل خلية النحل ، يحولون النحلة العاملة العادية الى ملكة و يحيطونها بالرعاية المتواصلة ، و يطعمونه و فق نظام غذائى خاص . و لكنهم يعملون في الوقت نقسه ما يحلو لهم من دون كلل او ملل ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على