الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة شعب أم ثورة ملك؟

جمعة مقطب

2013 / 8 / 12
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


بمناسبة قرب حلول ذكرى مايسمى بثورة الملك والشعب كنت قد كتبت بعض السطور التي توضح الغموض فيما يخص هذا الامر وذلك لما رأيت من تطبيل وسائل الاعلام الرسمية لمشاركة القصر الملكي في هذه الثورة!
فالاكيد ان النظام العميل القائم بالمغرب يحاول جاهدا الركوب على انجازات ابناء الشعب المغربي وآستغلال تاريخهم حيث يظهر نفسه بمظهر البطل المخلص بينما هو في الحقيقة من كان وراء توريط المغرب في توقيع معاهدة الحماية التي وقعها السلطان عبد الحفيظ في 30مارس 1912 وذلك لسوء تدبير الساسة المغاربة الدين أغرقوا المغرب في المديونية للدول الامبريالية مما فتح الباب واسعا لتوغل هذه القوى داخل التراب المغربي سواء عبر معاهداتها الإقتصادية (معاهدة مع انجلترا في 1856 واسبانيا في 1861 بعد حرب تطوان ومايسمى بتسوية بيكلار مع فرنسا 1863 بالإضافة الى معاهدة لالة مغنية والتي وقعها المغرب مع فرنسا اثر معركة اسلي سنة1845 ) أو عبر التدخل العسكري ان لزم الأمر وهو ما أصبح يعرفه الجميع في تاكتيكات الإمبريالية فان عجزت عن تحقيق أغراضها بالطرق الديبلوماسية كشفت بكل وقاحة عن وجهها المرعب للعالم حتى تتمكن من تأمين مصالحها والوصول لغاياتها وهذا ما يتأكد لنا يوما بعد يوم فلأكيد أن فلاديمير اليتش اوليانوف لينين لم يخطأ حين قال "ان الرأسمالية هي الرعب دون نهاية”.
وانه من المؤسف أن بعض أبناء الشعب المغربي يقفون عاجزين عن آستشفاف الحقيقة الغابرة خلف كل هذا التعتيم وهذه الضبابية التي يلف بها النظام تاريخهم..فهاهم جلادو الأمس يصورون اليوم أنفسهم بمظهر المخلصين.لذا أرى أنه من الضروري القيام بدراسة نقدية لتاريخنا حتى يتمكن أبناء الشعب المغربي من رسم بناء مغرب الغد ومواصلة ثورة التحرير الشعبية التي وقفت في وجه اتمامها مختلف أطياف وتلاوين الرجعية والإنتهازية.
لقد كانت المحافظة على العرش من ضمن ما آتفق عليه في معاهدة الحماية وبالتالي نستشف أن العرش لم يكن مستهدفا من طرف الإمبريالية الفرنسية بأي حال بل كان التقتيل والإضطهاد والإستغلال يطال أبناء الشعب المغربي وحدهم.فان كان المغرب قد قدم آلاف الضحايا لقاء الدفاع عن حريته فلن يأتي اليوم أي كان ليسترزق على نزيف دماء أبناءه وليحصد لنفسه نضال غيره وليأسس لذاته تاريخا من النضال والكفاح.
ان نفي محمد الخامس في 20 غشت 1953 لم يكن الا مناورة حاولت من خلالهاا لإمبريالية التلاعب بمصير الحركة الشعبية المغربية وقد وجدت ضالتها في بعض الإصلاحيين المغاربة الذين ربطوا الإستقلال والحرية التي كانت أول أولويات مطالب المغاربة بشخص الملك وجعلت من عودة هذا الإخيرآنتصارا ساحق على المستعمر وبذلك أعاقت فرنسا تطور الثورة المغربية وذلك باستعانة كما سبق وذكرت بمجموعة من الحلفاء من داخل المغرب .
لقد استطاعت فرنسا أن تجعل الإستقلال يساوي عودة محمد الخامس الذي لم يكن غير حليف قوي لها.وقد وجد القصر نفسه مرغما على تأدية دور الضحية حتى يتمكن من كسب التعاطف الشعبي ويتمكن من الإمساك بدفة القيادة بعد أن فقد هيبته وسلطته ،فمن المعروف أن الإحتفاظ بالمؤسسة السلطانية لم يكن مسألة ضرورية بالنسبة للشباب المغربي المغربي المثقف والأكثر من ذلك كان البعض يرى أن السلطان مسؤول عن وضعية المغرب وأن الملك يدفع بالبلاد الى الإفلاس المالي والعجز العسكري وقد قبل السلطان نفسه- كما سبق أن ذكرنا- سنة 1912 عن طواعية وضع القيود على السيادة المغربية ،كما جاء آختيار المقيم العام ستيك لمحمد آبن يوسف ليخلف السلطان المتوفي بسبب صغر سنه وسهولة انقياده،ولم يكن للسلطان أي قيمة تذكر بالنسبة للعديد من المغاربة لأن الملوك العلويين أصبحوا مجرد لعبة طيعة بأيدي الإقامة وكان من الصعوبة أن يتصور الوطنيون أن يكون للملك دور في تخطيطاتهم،وبامضائه على الظهير البربري برهن على عجزه وعدم قدرته على حماية السيادة الوطنية*.فمن البديهي ان من كان وراء توقيع معاهدة الحماية لم يكن ينتظر منه دفع عجلة المطالبة بالإستقلال الى الأمام فكما صرح الرئيس الفرنسي ادغار فور”محمد الخامس لم يكن بأي حال عرقلة في طريق تطبيق الإصلاحات بل بل بالعكس كان يطالب بها,وانما كان يقترح ان تناقش تلك الإصلاحات من طرف نخبة مختارة من الفرنسيين والمغاربة”*.
فمحمد الخامس كان يسعى للحفاظ على مضلة السيطرة الفرنسية وحتى عندما جاء على ذكر الإستقلال فقد قال عن الإستقلال في اطار التبعية وذلك تحت ضغط الشعب المغربي الذي رفض أي مساومات وعبر على انه لن يرتضي غير الإستقلال الكامل بديلا..فهل كان من الممكن أن يعارض محمد الخامس مطالب الشعب علانية وهو الذي كان يسعى جاهدا لكسب تعاطف هدا الأخير!.
ذكر ادغار فور في كتابه الخبايا السرية لايكس ليبان فمهموم التبعية المتبادلة أثاره محمد الخامس في رسالة له غير منشورة بتاريخ26 دجنبر 1954 * .وقد اضطر القصر الى التقرب من الحركة الوطنية كما قلنا كي يسترد هيبته التي فقدها جراء سياساته الفاشلة.ففرنسا نسقت بجهد مع محمد الخامس كي تخرج من المستنقع الذي أصبحت تعيش فيه بالمغرب وهو علم علم اليقين أن نفيه سيكون بمثابة الجسر الذهبي الذي سيعبر به الى قلوب المغاربة ويثبث اقدامه في الساحة السياسية المغربية..فأي ثورة قام بها الملك غير الحفاظ على عرشه!
من كان يتلقف بصدره رصاص المستعمرين دفاعا عن استقلال المغرب ووحدة أراضيه..بالتأكيد كان هؤلاء أبناء الشعب المغربيا لذين أرقوا جحافل الجيش الفرنسي الذين سقطوا في ساحة الوغى دفاعا عن عزة وكرامة هذا الوطن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي


.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال




.. استطلاع للرأي يكشف أن معظم الطلاب لا يكترثون للاحتجاجات على 


.. قبول حماس بصفقة التبادل يحرج نتنياهو أمام الإسرائيليين والمج




.. البيت الأبيض يبدي تفاؤلا بشأن إمكانية تضييق الفجوات بين حماس