الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات وانحياز الجيش للشعب

محمد زهير الخطيب

2013 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ثورة يناير المصرية انتصرت لان الجيش وقف معها، لو لم يقف معها لانتقل الامر لصدام بين الجيش والشعب ولانتهى بلجم الجيش للشعب طال الوقت أم قصر إلا إذا انشق الجيش، ولم يكن يبدو في الافق أن الجيش المصري يمكن أن ينشق لانه بشكل عام متجانس ويتمتع بمميزات توحد صفه ولانه قد يفقدها لو انشق.
مصالح الجيش ككل تقدمت على مصالح القشرة الحاكمة مبارك وفلوله، فتمت التضحية بهم للمحافظة على الجيش ومصالحه، ومتوقعاَ أن يستطيع إحتواء أي حكومة ستأتي بها الديمقراطية. حكومة مرسي توجهت نحو بناء تغييرات إيجابية حقيقية، وتسلسل متتابع في مسك خيوط السلطة، لم يعجب هذا الامر الجيش والفلول وخصوم الاسلاميين والطامحين إلى مشاركة قوية في الحكم لم يوفرها لهم مرسي، بالاضافة إلى قوى أجنبية رأت في نجاح مرسي خطراً عليها.
تمت ترتيبات انقلاب 30 يونيو لعودة العسكر وحصر خيوط القوة بيدهم بالتعاون مع الفلول وخصوم الاسلاميين.
رغبة معتصمي رابعة العدوية في تكرار ثورة يناير ستصطدم بان قرار العسكر لن يدخل في مغامرة جديدة لصالحهم، لقد ضحى في يناير بمبارك ككبش فداء، واليوم ليس هناك مبارك، السيسي ليس مبارك، السيسي اليوم هو مصالح المؤسسة العسكرية كلها، المؤسسة العسكرية كلها اليوم على المحك، وانتصار معتصمي عدوية ليس قلعا لقشرة السيسي وفلوله بل هي لجم للسلطة العسكرية واعادتها لثكناتها وكف يدها عن التدخل في الشؤون السياسية، العسكر سيفكرون ألف مرة هذه المرة قبل أن يغامروا بشبيه لسيناريو يناير ويعيدوا الحكم لمرسي، هم قد يتحولون إلى الخطة البديلة (بلان بي) وهي القمع بوحشية للمعتصمين وخاصة لو تاكدوا من تماسك الجيش وتقديمه لمصالحه ومكاسبه المشتركة على العواطف الاديولوجيات وأحاديث الديمقراطية التي قد تحد من مكاسبه وتعرضه للتحجيم والمساءلة بعد عقود من الترفيه والبعد عن المساءلة.
إعتصام عدوية لن يسير باتجاه إعتصام مليوني يؤدي إلى إسقاط رأس الحكم، لانه هذه المرة بشكل واضح هو إسقاط للعسكر، ولن يقدّم العسكر الحكم ثانية للاخوان ومرسي على طبق من ذهب.
العسكر سيتعاملون مع اعتصام عدوية كمجموعة مارقة سيلجؤنها إلى اليأس والملل ويفتّون بعضددها بالتخويف والبطش.
مصر اليوم أمام ساعة الحقيقة التي هي كيفية التعامل مع العسكر، ومفتاح الحل هو إرساء دولة المؤسسات وتجذير الديمقراطية بحيث يتم تحجيم العسكر بسلاسة وإعادتهم إلى مكانهم الطبيعي بعيداً عن السياسة وفي الخنادق لحماية البلاد من العدو الخارجي.
ولكن اليوم العسكر هم الخصمُ والحكمُ وليس هناك كبش فداء يتم التضحية به. لذا على معتصمي عدوية ومن يفكر ويخطط معهم أن يستوعبوا أن مواجهة العسكر ليست في صالحهم صداما وليس في صالحهم وقتا وصبرا لان الثمن المطلوب من العسكر باهظ وشبه إنتحاري. يجب التفكير بحلول اخرى.
أحد الحلول أن يعتبر المنادون بالشرعية والمعتصمون في عدوية أن المعركة طويلة، وأنهم خسروا جولة، وأن الرابح الحقيقي هو من سيستطيع أن يتابع الحشد السياسي ليكسب صناديق الانتخابات القادمة.
المشكلة أنه بسيطرة العسكر ليس هناك أي ضمانة في توفير مناخات حرة وانتخابات نزيهة،
لو كان هناك أي مخرج سياسي يضمن ترسيخ الديمقراطية ونزاهة الانتخابات القادمة فقد يكون فيه نصر من حيث يبدو أنه مغامرة، ولكن ما هي الضمانات؟ هذا ما يجب أن يُصار إليه من خلال مباحثات مكثفة صريحة مرنة.
أعتقد أنه من الناحية النفسية السايكولوجية الافضل للاسلاميين أن يتراجعوا قليلا على حساب تقدم الديمقراطية وترسيخها، إن كثيرا من شرائح المجتمع المصري يريدون الديمقراطية ولكنهم يرفضونها لو أتت بالاسلاميين، ماذا لو أعطيناهؤلاء وقتا لترسيخ الديمقراطية بعيدا عن سيطرة الاسلاميين بل بمشاركتهم فقط، أعتقد أن بناء الديمقراطية وترسيخها يمكن أن يكون أولوية لانه بدون الحرية والديمقراطية نحن نزرع في أرض بور لاتنبت عشباً وتحفظ ماءً.
وأهل مكة أدرى بشعابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة