الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النواخه أشرفهم !!!

يحيى الحميداوي

2013 / 8 / 13
كتابات ساخرة


أطلق عليها المتشددون في محلتنا من كبار السن (بالنواخة ) حتى ضاع أسمها ولم نعرف عنها نحن الصغار الموبؤين بتقليد أهلنا حتى بالكره ,سوى أنها تبيع جسدها بثمن بخس لكل من هب ودب ,لم يكن إلا أبو محمد هو الرجل الوحيد الذي يناديها بكنيتها (أم ناصر) يلاطفها قائلا :مو كافي أشوكت أتعفين ؟,تبتسم بوجهها الأزرق الذي ملئته تجاعيد الزمن وتجيبه بدلع! (حجي وهاي الشباب منو ألها ),أنقذتنا حين المراهقة من جنون الرغبة , ونحن نطاردها في السوق والمحطة وشارع أربعين لا يخلصها منا سوى الرجل الخير أبو محمد ,ولكن للأمانة أم ناصر كانت باذخة بالعطاء لاتبخل حتى على كارهيها بالمنح ,منحت الوطن الكثير وكرهتها النساء والرجال كثيرا ,اتذكركيف وقفت أم ناصر عارية وهي تستقبل جسد ناصر مضرجا بدمائه في (نهر جاسم )شعرت حينها أنها أم ككل النساء تشعر بما تشعر به أمي وخالتي وحسيبه جيرانه عندما يغيب احد أبنائها أو يتأخر,حينها أحببت أم ناصر وتغيرت صورتها التي رسمها الآخرين بفرشاة الفضيلة الكسيحة التي يرسمون بها صورا لرجال أو نساء يفعلون كل موبقات الدنيا بخفاء ومكر ويظهرون كأنهم أنبياء حين العلن .أم ناصر تجوب الشوارع في مدينة تغازل الغراف حين اللقاء ويمنحها الدمع حين الفقد أعطت كل ما تملك منحت جسدها للعابرين وما توالد منه فبعد إن ذهب ناصر هدية لمعارك خاضها مجنون ,وقف ياسر ابنها الأصغر بوجه المجنون حين الانتفاضة الشعبانية وراح ضحية الجنون حين كان المجاهدين الفلتة يرقدون في أحضان المواخير في لندن والعواصم الأخرى يستجدون الأموال لنزقهم وطيشهم ,ورغم ذلك مازالت المدينة تبخل على أم ناصر ومازالت تنعتها بالنواخه ,استمرت بالفقد هذه الشريفة حتى التخمة لتعطي ثالثهم لأيدي النظام يسرقوا منه روحه التي انفلقت من روح أم ناصر ولكنها شامخة تهب ولا تسأل الآخرين العطاء حتى الصدقات بخل بها المزيفون بالنضال عن هذه المرأة التي هي أشرفهم وأطهرهم فلم تخرج غير برداء اسود يغطي خشبات الرحيل ووجه باسم وكأنها تقول : ماقصرت وياكم ولكن أنتم من قصر ورغم كرهكم غسلني الغراف وخضبني الطين , رحلت أم ناصر ولكن مازالت رائحتها عالقة بأبناء ناصر اللذين يعانون اللعنة ويملؤن بطونهم من قيح المتندرين والسراق فمازالوا جياع رغم ما وهب ناصر وما زالوا عراة رغم ما أعطاه ياسر وما زالوا مشردين برغم السياط التي ألهب ظهر ثالثهم ليختفي في مقابر الخيبة ومازلوا بلا شرف برغم رحيل أم ناصر ,ليصعد الأشراف إلى منصة الشرف ويبقى أمثال أم ناصر المناضلة في الحضيض , لو كان بيدي لمنحتك الكوتا إلى الجنة يا أشرفهم !!!


يحيى الحميداوي
بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس