الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يعبث الجهلة بقضايا حقوق الإنسان ، يجرّمون حكمت الشهابي ويبرّئون مصطفى طلاس !

المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

2005 / 5 / 14
حقوق الانسان


حملت بعض وسائل الإعلام يوم أمس تصريحا لأحد المعارضين السوريين قال فيه إن مطالبة عضو الكونغرس الأميركي السيدة روس ليثينين الحكومة الأميركية بالمساعدة على محاكمة رفعت الأسد إنما هو إنذار " لمن يقف على رأس السلطة اليوم في سورية ( أمثال) رفعت الأسد وغازي كنعان وبهجت سليمان (...) و حكمت الشهابي " !
يشكل هذا التصريح واحدا من أوضح الأمثلة ليس على الجهل الفاضح برموز القمع والإرهاب في سورية وحسب ، , وليس على حالة " الشوربة " التي آلت إليها قضية حقوق الأإنسان في سورية فقط ، بل ـ وهو الأشد خطورة ـ على الكارثة التي يمكن أن ينتهي إليها عبث الجهلة والطارئين والمتطفلين على قضايا حقوق الإنسان ، حيث تتحول محاكماتهم لرموز القمع والإرهاب في سورية إلى محاكمات شبيهة تماما بالتي أقامها هؤلاء الرموز للمواطنين السوريين ومناضليهم على مدار العقود الماضية ! أو بتعبير أدق : يتحول الأمر إلى مهزلة حقيقية تشبه إلى حد بعيد أن تنصّب عريفا جاهلا وأميا على رأس محكمة شبيهة بمحكمة نورمبرغ !
من المضحك والمثير للشفقة حقا أن تخرج علينا السيدة ليثينين بمطالبتها الرخيصة والمنافقة للحكومة الأميركية من أجل المساعدة في محاكمة رفعت الأسد ، في الوقت الذي نعلم نحن ويعلم الكثيرون ( باستثناء السيدة ومن يرقص على إيقاع تصريحاتها ) أن الحكومة الأميركية تقيم اتصالات وثيقة مع رفعت الأسد منذ عدة أشهرعلى الأقل ، في أكثر من مكان في أوربا ، وبشكل خاص إسبانيا وباريس ولندن . وقد ذهبت الاتصالات الأميركية القذرة برفعت الأسد إلى إسناد مهمات سياسية له على الساحة اللبنانية ! وتريد السيدة ليثينين أن " تأكل بعقلنا حلاوة " بهذه التصريحات التي لا مكان لها إلا صالونات ومنابر الدعارة السياسية ، وتحرف تفكيرنا عن حقيقة أن الحامي الأساسي لرفعت الأسد في أوربة ، وبشكل خاص إسبانيا ، هو الولايات المتحدة التي تنظر إليه بوصفه أحد " رواد النضال العالمي ضد الإرهاب الأصولي " ( كما وصفه السفير الأميركي في مدريد ، حرفيا ، قبل أقل من شهر !!) .
بيد أن الأكثر إثارة للشفقة والرثاء في تصريح هذا السياسي " المخضرم " الذي يناضل منذ ... سنتين (!) من أجل جلب الديمقراطية لسورية ، أنه لم يجد إلا اسم العماد حكمت الشهابي ليضعه إلى جانب غازي كنعان وبهجت سليمان وسواهما ! ولو سألناه أن يكتب ثلاثة أسطر عن العماد الشهابي ، فإننا على ثقة بأنه لا يعرف عنه شيئا أكثر من أنه كان رئيسا للأركان . ونتحداه إذا كان يعرف على وجه الدقة متى أصبح العماد الشهابي رئيسا للأركان !
" البهورة " الإعلامية كثيرا ما تقود إلى العمى . ولكن حين تكون براءة الناس هي ثمن هذا العمى ، نصبح أمام كارثة حقيقية ! والكارثة الأكبر تكون حين يتحول أعمى البصيرة والجاهل إلى قاض يريد أن ينصب المشانق للناس . وساعتئذ من حق الناس أن يترحموا حتى على شخص مثل فايز النوري أو سليمان الخطيب ( بالمناسبة : هل يعرف هذا " المناضل " المخضرم من هو سليمان الخطيب وما هو موقعه في آلة الإرهاب والقمع التي طحنت السوريين على مدار عقدين من الزمن !؟ ) . نحن نجزم بأنه لم يسمع حتى باسمه .. أبدا !
نود أن نقول لهذا السيد الذي يتنطح لأشياء لا علم له بها إن العماد حكمت الشهابي هو من وقف ضد زج الجيش السوري في حربه ضد المواطنين السوريين خلال سنوات المحنة التي عاشتها سورية خلال الثمانينيات . وأن حكمت الشهابي هو الذي دخل على حافظ الأسد في تلك الساعة من الليل ليقول له إنه سيقدم استقالته من الجيش إذا استمر هاشم معلا في ارتكاب مجازره في جسر الشغور ! ( أيضا بالمناسبة : هل يعرف هذا المناضل من هو هاشم معلا ؟ بالتأكيد لا ، ولم يسمع به ولا يعرف من هو ولا بالمجازر التي ارتكبها ! ) . وأن حكمت الشهابي هو الذي تجرأ بالقول لحافظ الأسد ، يوم كان الآخرون برتعدون خوفا ورعبا مجرد مثولهم أمامه ، " إن جيش الشعب وجد ليحرر الأرض وليحمي البلاد وليس لقتال الشعب " ، و " جيش الشعب مكانه في الجولان وليس في حماه وحلب وجسر الشغور " ! وأخيرا ، وليس آخرا : إن العماد الشهابي هو الوحيد الذي قال لحافظ الأسد " لا لتوريث السلطة " !
صحيح أن العماد الشهابي كان أحد أركان النظام على مدى سنوات طويلة ، ولكنه كان الضابط المحترف الذي رفض حتى آخر لحظة أن يضع جيشه في مواجهة شعبه . وإذا لم يكن له من مأثرة سوى أنه أرسل من قبل مرجعيات دولية كبرى ليدرأ الفتنة الطائفية في لبنان بعد اغتيال الحريري ، وقد درأها ومنعها بما له من نفوذ مع جنبلاط ، لكفاه ذلك . ولكن من أين لهؤلاء أن يعرفوا قيمة الناس أو يعرفوا بهذه الأمور إذا كانوا يشتغلون في السياسة على طريقة " بياع القضامة " !؟
الأشد غرابة وسخرية أن هذا السياسي " المخضرم " زج باسم العماد الشهابي وسط زمرة القتلة والسفاحين ، في الوقت الذي لم يأت فيه على ذكر مصطفى طلاس الذي لم تمض على نشر اعترافاته في صحيفة ألمانية سوى بضعة أسابيع ، والتي تبجح فيها بأنه كان يوقع يوميا على أكثر من مئة وخمسين حكما بالإعدام ، وبأنه يضع لوحات هتلر في منزله !!
فهل علينا بعد ذلك أن نعتذر للعماد الشهابي على هذه الجريمة التي ارتكبها بحقه أحد الجهلة ؟
وهل علينا أن تعتذر للشعب السوري لأن رد مظالمه وحقوقه إليه أصبح في يد قاض لا يميز بين المدعي العام والمجرم ، ولا يميز بين " هيئة المحلفين " و " هيئة المجرمين " ؟
إذا كان علينا أن نفعل ذلك ، ها نحن نفعلها ونعتذر من الشعب الذي يستحق مدافعين عنه من غير هذا الصنف ، ونعتذر من .. " أبو حازم " أيضا ! ونقول : كفى بيع " قضامة " في ساحات السياسة والدفاع عن حقوق الإنسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا