الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سجن ابو غريب - حفلات ليست كالحفلات

سنان الخالدي

2013 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


لإجل ان تستمر المداهمات العشوائية والاعتقالات الغير مبررة كان لابد من تكذيب خبر إلقاء القبض على الهاربين من سجن ابو غريب. قبل ثوان كنت حائراً، هل اسميهم هاربين ام طلاب حرية؟ لا اخفي لكم انني لازلت ومنذ ساعات مضت اقاسي تلك المشاهد المؤلمة التي تشكلت في مخيلتي عن مجموعة جلادين يحملون الهراوات والعصي، يملأهم حب تعذيب الجسد البشري وايقاع الألم به ثم السرور بذلك الاشباع وتلك الرغبة المستمرة في التعذيب والتنكيل والقتل. رغبة تكبر كلما علت صيحات المجلودين ألماً من عنف يمارس في اجسادهم بما يسمى الحفلة. والحفلة بالمختصر هو ان يدخل جلادو السجن على النزلاء بالهراوات فيبدأون ضربهم حتى الصباح او متى ما تكل اكتافهم من الضرب. يحدث ذلك كلما فجّر انتحاري نفسه عند بوابات السجن ! هذا ما كان بالفعل يوم الاحد الماضي. كل ما تخيلتهُ حتى هذه اللحظة عن تلك الحفلة الدموية بسبب قراءتي لتقرير كان قد اعده الصديق قاسم السنجري ونشره صباح هذا اليوم في صحيفة العالم الجديد موثقاً اياه بصور احد المعذبين وقد فارق الحياة نتيجة ما لاقى من تعذيب شديد يوم الأحد. و اليوم يخرج السيد حسن الشمري وزير العدل ليكذب تصريحات قادة الداخلية في مؤتمر صحفي عقده بمبنى مجلس الوزراء قال فيه: لم نلقي القبض بعد على معظم الفارين من سجن ابو غريب ولازال البحث جارياً عن 559 منهم. وفي ذات الوقت يستنكر مجلس محافظة الانبار اعتقال اكثر من 500 شخص جرى اقتيادهم في اليومين الماضيين بدون أمر قضائي غرب الانبار، ويدعو لعقد جلسة طارئة يطالب فيها حكومة بغداد بأسباب اعتقال ابناء المحافظة. لا تستغربوا إن فارقتكم اليوم او غداً إلى سجن ابو غريب او سجون قيادة عمليات بغداد، فقد اكون احد اولئك المعتقلين بلا جريرة فأحضر احدى الحفلات التي يقيمها السجانون على شرف الحكومة، بعدما يأتي انتحاري لا علاقة لي به فيفجر نفسه لأعذب بسببه ثم اصرخ الماً حتى الموت. وبعد هذا؛ هل لازلتم تقولون ان الارهاب متستر والارهابيون كما الاشباح، انهم هناك، في ابو غريب، والتاجي وبقية السجون، انهم في المنطقة الخضراء، يظهرون يومياً على الفضائيات بهندام جميل واجسام طويلة عريضة ومنطق منمق لأداءهم الحكومي الدنيء. إنني وكمواطن عراقي اتسائل؛ عن اي ذنب نعتقل؟ ولماذا نعذب؟ هل نحن ارهابيون؟ وهل الذين يعذبون في حفلات السجون مجرمون؟. رحم الله النواب حين قال: "وطني علمني ان اقرأ كل الاشياء، وطني علمني ان حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء، وطني هل انت بلاد الأعداء؟ هل انت بقية داحس والغبراء؟ وطني انقذني رائحة الجوع البشري مخيف، انقذني من مدن يصبح فيها الناس مداخن للخوف والزبل مُخيس، من مدن ترقد في الماء الآسن كالجاموس وتجتر الجيف، يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق، في العلب الليلية يبكون عليك و يستكمل بعض الثوار رجولتهم، و يهزون على الطبلة و البوق، أولئك أعداؤك يا وطني ". تلك هي ديموقراطية العراقيين منذ عشر سنوات، منذ عشر سنوات وهم مرؤوسين لعصابات ترقص على آهات المعذبين من ابناءهم، سمفونيات من الآهات، يصطدم صداها بجدران السجون، لكنني اسمعهُ كل دقيقة. امواج من الصدى الثقيل، تحمل قيح جروح الابرياء، ودم يكتب في مسامع الضمير: يال العار اين الأحرار؟. إنني اصارع الموت في الشوارع واعيش حالا مأساويا في السجون، واقاسي التشريد بين المدن، واعاني الضنى مع الفقراء، وابكي لأجل مرضى بلا دواء. وفي العراق ألم يسكنه الصبر والأمل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة