الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغرب من خيال : بضعة أشخاص يهزموا دولة

جاسم محمد كاظم

2013 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


اغرب من خيال : بضعة أشخاص يهزموا دولة
تعرف الدولة عند البرجوازيين بأنها الكيان السياسي والتنظيمي للمجتمع والممثلة العليا لإرادة الإفراد والجماعات من خلال إصدار القوانين لتامين حركة المجتمع وتامين السلم في دواخله إلى حمايته والمحافظة علية من محيطة الخارجي .
وان اختلف هذا التعريف باختلاف وسائل الإنتاج من تقدمها إلى تأخرها عند فلاسفة السياسة والاقتصاد وان اجمع الكل على أن الدولة لا تتشكل إلا بثلاثة شروط أساسية تتألف من الأرض . الشعب . الموارد الاقتصادية .

وان خالف ماركس هذا المفهوم وعرف الدولة بكلمات تقول :-
" إن تجريد الدولة كدولة لا يعود إلا إلى الأزمنة الحديثة لان تجريد الحياة الخاصة ليس إلا من صنع الأزمنة الحديثة ."
ووصل إلى نقد المفهوم الهيجلي للدولة قائلا :-
" ولا يعاب على هيجل أنة يصف وجود الدولة الحديثة كما هو .ولكن كونه يمنح وجود الدولة ما هو كائن .وان يكون العقلاني حقيقيا فما ذلك إلا بالتعارض مع الحقيقة اللاعقلانية التي تشكل في كل مكان نقيض ما تعرب عنة وتعرب عن نقيض ما تشكله" .
وهكذا سارت الدولة البرجوازية اليوم من تكوين السلطة حتى تشكيل الجيوش المحترفة إلى الشركات العابرة لغرض استغلال الشعوب التي لم تدخل بعد نفق الحضارة عبر امتصاص دمائها مواردها الاقتصادية .
ومن اجل أن لا يؤكل الكل لحوم الكل وصلت هذه الدول إلى تنظيم الحكم سلميا عبر صناديق الاقتراع فئة حاكمة ومعارضة تعد أنفاس الحكام وتتصيد أخطائهم .

بينما يختلف الأمر في دول الضاد المتصارعة على كرسي السلطة بطريقة حرب البسوس مجهولة البداية والنهاية فلا السلطة معرفة بشكل كلي ولا المعارضة محددة المعالم .

ويزداد الأمر سوئا في ميسوبوتاميا حتى بالمقارنة مع البلاد التي تشاركها خطوط الطول والعرض والتي تعاني نفس المرض المستعصي على علاج فلاسفة الديمقراطية بخروج فئات تريد العودة إلى بداية حكم التاريخ ونسف كل ما بنته الحضارة في الثلاثة قرون الأخيرة .

ومن ملاحظة نشأة هذه التنظيمات التي تولد في بلاد الفقر والجوع وتستقطب فئات الشباب والعاطلين أو تلك البلاد التي تنعدم فيها العدالة ويهيمن الحكام على مكتسبات الشعوب ليكون الخيار هو العودة إلى بدايات التفكير المساير بالتوازي مع أفكار البسطاء وهو العودة إلى الأصول ومجتمع المشاعة الأولي للخروج من حالة الخنق والنهب والسلب.

وهكذا وجدت هذه التنظيمات المسلحة أرضا خصبة تستطيع التمدد فيها أفقيا وعرضيا بعد السكتة الدماغية الفكرية التي أصابت العالم بسقوط حصن الاشتراكية ومعقل اليسار والعالم التقدمي .

وعانت أكثر دول المحيط من هذا التنظيم المتفعل والمتجدد بشكل لافت للنظر والمؤكد لحضوره على الواجهة بكل شي من العبوة الناسفة إلى الهجوم على الثكنات العسكرية المحصنة .
لكن الملاحظ أن مسيرة هذا التنظيم مسيرة بدأت تتلاشى شيئا فشيئا وتنحسر من أراضي تلك الدول تلك التي بدأت تكافح هذه التنظيمات عبر بوابات عدة منها انفتاح اقتصادي وتقليص حجم البطالة وإشاعة حرية الإعلام حتى انتقاد رؤوس السلطة أنفسهم بنقد موضوعي بناء .
وبناء منظومة أستخباريه عنكبوتيه وغرف عمليات تلتقط المعلومات وتحللها وتعمل بمنتهى السرعة لدر الخطر المحتمل عبر تكامل كل الأجهزة .
ولا تعمل هذه الأجهزة بالضد من راحة شعوبها عبر تقطيع أوصال الشوارع وسدها بالكتل الكونكريتية لتصبح السير لبضعة أمتار يتطلب ساعات عديدة .

يمتلك عراق اليوم منظومة عسكرية تفوق المليون عسكري مابين الدفاع والداخلية والأمن الوطني لكنة هذا الرقم يبقى عاجزا عن صد هجمات بضعة أشخاص مجهولي الهوية والمعالم يلبسون طاقية الإخفاء .
ولوعدنا إلى تعداد الجيش العراقي في عام 1974 كما تذكرة الموسوعة البريطانية بالأرقام فتقول الموسوعة البريطانية بأنة بلغ 250 ألف مقاتل من مختلف الصنوف وكان ثلث هذا الرقم مستعد لتحرير الجولان وتصفية جيب سعسع من قوات غولاني المدرعة في حرب 1973 .
وحين نعود لإحصائيات التاريخ فان مليون جندي ألماني استطاعوا احتلال اللوكسمبورغ .بلجيكا .الأراضي المنخفضة لهولندا واستعرضوا تحت قوس النصر في شوارع باريس بخطة الماريشال فون مانشتاين الشهيرة لاحتلال غرب أوربا .
واستطاع مليون مقاتل ألماني آخر من احتلال كل دول أوربا الشرقية بخطة بارباروسا بدئا ببولندا . الجيك والسلوفانك . هنغاريا . حتى وصلوا في آخر الأمر إلى مسافة 150 كيلو مترا من شوارع موسكو والكرملن .

يقول نابليون في حكمة مشهورة تبرر سر انتصاراته على الخصوم وكفائتة بقيادة الجيوش "" بان جيش من الوعول يقوده أسد أفضل بكثير من جيش من الأسود يقوده وعل ""

ومن مضمون هذه الحكمة الشهيرة نستطيع أن نفهم وجود القيادة الكفوئة وكيف تنظم .تخطط وتستخرج نظام المعلومات النهائية من حزم البيانات الأولية من اجل حماية شعوبها من خطر الهجمات المحتملة في عالم يحتقن بالبارود والاستغلال .
وعندما تنعدم هذه الكفاءة وتغلف بالمحسوبيات والوصوليات فإننا سوف نسمع الأعاجيب ونرى الغرائب حين يتفوق بضعة أشخاص على مليون مقاتل بالحديد والنار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح