الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرر الجنسي...تكتيك أم إستراتيجية؟؟ -رد على حالة إفتراضية-

خالد غميرو

2013 / 8 / 15
كتابات ساخرة


كتبتي يا صديقتي العزيزة على "حائطك الإفتراضي"، عن موضوع التحرر الجنسي، الكلام الآتي:
"تسعى الأنظمة بجميع الإمكانات إلى تركيز وتوجيه كل فرد للجنس وكيفية إشباع رغباته، بدل أن ينشغل بما تعانيه الطبقة الكادحة من ظلم وتهميش وغيرها من مخلفات النظام الرأسمالي، وبدلك يكون هدا الأخير قد حصن نفسه من الطاقة التي من المفروض لها أن تتجمع لتشكل قوة إبداعية و قوة تمرد وثورة ضده."

من حيث المعنى الغير واضح في هذا الكلام أنك يا صديقتي من مؤيدي التحرر الجنسي، اي مع الفكرة التي تقول ان الفرد يجب أن يتحرر جنسيا لكي يستطيع أن يتحرر فكريا، ولقد ظهر هذا بوضوح عندما اتفقت مع أحد "المعلقين الإفتراضيين" على "حالتك الافتراضية" الذي علق بالكلام الآتي:
"من بين التهميش الذي تعانيه الطبقة الكادحة التهميش الجنسي أي الكبت، الجنس حق من حقوق الإنسان، عندما يتحرر الإنسان جنسيا يتحرر فكريا، أنصحك بوليام رايش، الثورة الجنسية. عندما نتحدث هنا عن الجنس لا نتحدث عن الإباحية والمشاغبة، أي الفوضى الجنسية، بل في جنس قائم على أساس الإلتزام بين راشدين يعيان شروط الممارسة الجنسية السليمة صحيا و إجتماعيا."
بغض النظر عن الجنس اللغوي والإملائي الذي يمارسه هذا النص القصير ( لن نآخده عليه لإن الكلام هنا إفتراضي)، لكن تبدو واضحة الفكرة التي يريد أن يوصلها لنا "المعلق الافتراضي" حول الموضوع، والذي كما قلتي يا صديقتي انك لا تختلفين معها.
بالنسبة لي، و مع كل ما جاء في هذا "الكلام الافتراضي" فأنا متفق مع شيء واحد هو أن "الجنس حق من حقوق الإنسان"، بل والحيوان أيضا، لكنني إنطلاقا من فكرة التحرر هذه، أتخيل أن الحيوانات هي أيضا متحررة فكريا بشكل أكثر منا، أو أن أبطال "أفلام البرنو" سيكونوا هم الأفراد الأكثر تحررا في العالم، وان الطبقة الكادحة ما عليها إلى أن تمارس الجنس بكثافة وتتحرر من كبثها الجنسي، و ستجد نفسها تلقائيا وبدون جهد متحررة فكريا. والله لو كان "ماركس" و "فرويد" و "وليام رايخ" قد سمعوا مثل هذا الكلام لما اتعبوا نفسهم بتأليف ما ألفوه من كتب، ووفروا على نفسهم كل ذلك العناء، الذي يعتبر بناء على هذه "النظرية الافتراضية" عناء غبيا و لا جدوى منه.
إذن ووفق هده "النظرية التحررية"، وبناءا على "التحليل الملموس للواقع الملموس" فأنا أتساءل كيف يمكنني أن أتحرر جنسيا، ومن أين أبدأ؟ و هل التحررالجنسي تكتيك أم إستراتيجية؟..
ببساطة و إذا اعتبرنا أن تحرير الإنسان جنسيا أولا وتحريره فكريا ثانيا، ليستطيع في النهاية تحرير نفسه من النظام الرأسمالي، فإن التحرر الجنسي يا صديقتي سيكون "تكتيك"، لأن الهدف الإستراتيجي هو التحرر من الرأسمالية، أما البداية فيمكن أن تكون بممارسة "العادة السرية".
بغض النظر عن هذه الفكرة وأصولها، والأوساط "المتحررة" التي تتداولها، و الطريقة التي يتم إستعمالها بها، والتي غالبا ما تدخل في طرق الإستقطاب "الحزبي" و"الإديولوجي"، أصل الموضوع أن هذه "النظرية التحررية" رغم ما قيل وما كتب عنها، والتي هي في الأصل من الفكرة التي تقول: "انه عندما يحقق الإنسان جميع رغباته، ويشبع جميع غرائزه يمكن ان يتحرر فكريا"، تبقى فكرة لم يُجزم فيها بشكل مطلق، وان هناك فكرة ونظرية أخرى أقوى تقول عكس ذلك، وتتحدث عن العامل المهم في "تحرر الإنسان الفكري"، وهو عامل التربية والتراكمات التي تفرضها البيئة التي ينشأ فيها الفرد سواء كان متحررا جنسيا ام لم يكن، لكن تبقى هذه القضية الفكرية والعلمية غير محسومة، و أن من له "الأهلية" للإجابة على مثل هذا نوع من الأسئلة، هم المفكرين و الباحثين الإجتماعيين وعلماء النفس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟