الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكذوبة الشعب الموحد

محمد فريق الركابي

2013 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


اكذوبة الشعب الموحد
ما من شعب يحاول اقناع نفسه بأنه موحد و لا زال على قيد الحياة رغم كل ما حدث من مصائب و كوارث انسانيه فيه اكثر من الشعب العراقي ربما يعتقد البعض انها مكابره او عزة نفس لكنه في الحقيقه وهم يحاول العراقيين معه نسيان ما مر بهم من ظروف و ربما لا يستطيع غيره من الشعوب تحملها او العيش معها لكن الشعب لا زال يصارع و يسعى الى الانتصار و هي من الاهداف الساميه التي يحاول الشعب العراقي الوصول اليها في المستقبل.


ان الشعب العراقي ليس موحدا كما هو معروف بل هي و كما اطلقنا عليها بالاوهام و ان كلام الشعب العراقي عن وحدته ادعاء يمكن دحضه بالعديد من الادله التي اثبتها الواقع سواء قبل او بعد الاحتلال نعم قد لا يعرف العراقي ديانة او طائفة او قومية جاره الذي يسكن بجواره و قد لا يريد ان يعرفها او لا يبدي اهتماما كبيرا لذلك لكنه و عند الوصول الى اختيار من يمثله سواء في الحكومه او البرلمان او سائر الانتخابات العامه او الخاصه او حتى البسيطه جدا فهو لا يختار الا من يمثل ديانته او طائفته او قوميته و لا يختار على اساس الكفائه او الثقافه او غيرها من المؤهلات التي يمكن ان يملكها الاخرين ممن ترشحوا الى المنصب فقط لانه لا يتنتمي الى نفس الدين او الطائفه او القوميه التي ينتمي اليها.


قال جوزيف جوبلز وزير الدعايه السياسيه الالماني ابان الحكم النازي في احدى نقاشاته مع ادولف هتلر " اعطني اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعي" لقد لخص جوبلز ما يحدث اليوم قبل اكثر من نصف قرن ولكن هذه الدعايه لا يمارسها الاعلام المعروف كالصحافه او التلفاز او الاذاعه المسموعه بل يمارسها رجال دين يتكلمون بصفتهم ممثلين لله تعالى و هم في الحقيقه لا يدفع الى الاعتقاد انهم ينتمون الى الدين الاسلامي سوى الزي الذي يرتدونه و هذا لا يقتصر على طائفه دون اخرى فهم (رجال الدين) يمارسون تضليل المجتمع و بكل من لديهم من حيل و الاعيب و قد نحجوا فعلا ليس فقط في تضليل البسطاء الذي لا يستطيع احداً توجيه اللوم عليهم نظرا لقلة معرفتهم و خوفهم من الله و اعتقادهم ان هؤلاء فعلاً يخشون الله و يدلوهم الى الطريق الصحيح بل تعدوا هذه المرحله و استطاعوا ان يصلوا الى العقول التي يدعي اصحابها انهم يمثلون الطبقه المثقفه في المجتمع.


ان الوحده التي حققها الشعب العراقي موجوده لكنها بين ابناء الطائفه فقط من اجل محاربة الطوائف الاخرى التي اعدت العده هي الاخرى استعداداً للحرب ضد الاخرين و هكذا نحن نعيش في دوامة التدين و الطوائف التي تتجدد باستمرار دون توقف علماً انهم قدموا انفسهم من اجل الطائفه و الدين و لم يقدموا ولو كلمة من اجل العراق بل حتى عندما تم احتلال العراق تقاعس العراقيين عن الدفاع عنه بذريعة اسقاط النظام السابق و كأن العراق كان قد سجل بأسم النظام السابق و انهم ضيوفا لا اكثر و لا اقل و كي لا نكون مجحفين تقاعس البعض و نهض البعض للدفاع عن العراق من سائر المحافظات العراقيه في بداية الحرب على العراق.


ان العراقيين يعانون من اضطراب نفسي مزمن فهم يخشون ترك مذهبهم او طائفتهم و يخسرون اخرتهم و الثواب و يخشون ايضا نصرة العراق و جعلهذه الخطوه ( خطوة الدفاع عن العراق) في المقدمه فيحسبون على الملحدين اللذين لا يؤمنون بالله او العلمانيين (اللذين وحسب فهم للفكر العلماني) يريدون اسقاط الدين او اضعافه على اقل تقدير و تبقى وحدة الشعب العراقي مجرد وهم لا وجود لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مين اعترف بالحب قبل.. بيسان أو محمود؟ ????


.. العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز




.. الانتخابات الأوروبية: انتكاسة مريرة للخضر بعد معجزة 2019.. م


.. أغذية فاسدة أو ملوثة، سلع مستوردة مجهولة المصدر.. كيف نضمن ج




.. هنا تم احتجازهم وهكذا تم تحريرهم.. مراسل سكاي نيوز عربية من