الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دنيا المسؤول وآخرة المواطن

عباس ساجت الغزي

2013 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


دنيا المسؤول وآخرة المواطن
ينظر المواطن الى المسؤول على انه راعٍ كلف بالعمل لإدارة شؤون الرعية وخدمتهم ويتعامل معه من باب الحقوق والواجبات , ويحاول جهده ان يتفانى في مسألة الواجبات وتقديم الطاعات من اجل نيل رضا من هو ارفع منه درجة ( المسؤول ) او لدافع انساني واخلاقي تربى عليه او للحس الوطني الانتمائي العالي الذي يتمتع به المواطن .
والتضحيات الكبيرة التي قدمها المواطن العراقي شاهدة على التزامه بتأدية الواجبات الملقاة على عاتقه , ورغبته في بناء حضارة كبيرة وكتابة تاريخ ينير طريق الاجيال من ابناء وطنه وكذلك للحرص على الخروج من هذه الدنيا بعمل نافع يرضي الله ورسوله والمؤمنين يكون له في اخرته حصن حصين من عذاب اليم يوم لا ينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم .
المسؤول بما منحه المنصب له من امتيازات هو الاقرب للحياة الدنيا ومغرياتها فقد زين الله لهم حب الشهوات ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) وقليل منهم من يبحث عن الباقيات الصالحات لان وقت الاغلبية منهم للتفاخر والتبجح والتضليل للحصول على درجات ارفع عند من هم اعلى منهم منزلة وللحصول على مكاسب ومنافع مادية تنفعهم حين يتخلى ولاتهم عنهم , وكل ذلك على حساب دنيا المواطن التي سلمها لهم انتقاماً منهم لأنه يعلم ان الله يمدهم بطغيانهم يعمهون .
فاجأني مواطن لم اشكك يوما بالوطنية التي يحملها وهو يرغب بان يصبح مسؤول رفيعاً لشهر واحداً فقط !! لم استغرب بداية الامر لاعتقادي بان غايته انصاف احد المظلومين او اصلاح منظومة معينة من مؤسسات الحكومة او من اجل اعمار البنى التحتية وتقديم الخدمات , لكني شعرت بحزن كبير حين اكمل سرد حديثه .. كي اتمكن من السفر الى بريطانيا للعلاج !! كما يفعل المسؤولين حين يصاب احدهم بوعكة صحية او نوبة زكام ! فقد مللت ان اكون حقل تجارب لبعض الاطباء الذين همّهم الكسب المادي فقط , وكرهت العلاجات التي تشعرني بالنعاس من اجل ان انسى المي ولا تنفع بشيء غير ذلك !! .
ايقنت حينها ان المواطن في بلدي لا ينظر للمسؤول على انه الراعي المسؤول عن رعيته الذي يشاركهم همومهم ومعاناتهم ويعيش حياتهم بكامل تفاصيلها , لذا فقدت الروح الوطنية بسبب الامتيازات التي تخلق الطبقية بين الرعية ممن هم اقرب الى المسؤول فما دون من باب ( الاقربون اولى بالمعروف ) فكانت تلك الفجوة الكبيرة السبب في استمرار معاناة العراقيين رغم التغيير في العراق الجديد .
لذا اجد من باب النصح ان يتمتع المسؤول بروح الوطنية ويتخلى عن امتيازاته الكبيرة جداً بداً من الرواتب التقاعدية الضخمة التي تثقل كاهل الشعب العراقي الى التفرقة في طرق المعيشة من الاكل والمشرب والخدمات وطرق العلاج له وللأقربين , ان كان يرغب برؤية بصيص امل في نفق الاخرة .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20% في منشأة فوردو جن


.. الجيش الأمريكي يعد خطة مشهد الجحيم لمحاصرة الصين




.. قادة دول مجموعة السبع يعتمدون 50 مليار دولار لصالح أوكرانيا


.. السلطات تنفذ عملية مداهمة -تاريخية- لسجن في أوروغواي




.. إنقاذ 85 شخصاً من عبارة كادت أن تغرق قبالة السواحل الإيطالية