الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة الجزائرية مصابة بمتلازمة ستوكهولم اتجاه الإسلاميين.

صالح حمّاية

2013 / 8 / 15
الصحافة والاعلام


أفترض {خاصة بعد ردود الفعل الصادرة من الصحف الجزائرية (لا يشمل هذا الإسلامية و المتأسلمة منها) إتجاه ما يحدث في مصر حاليا } ؛ أن هذه هي الحقيقة التي على الصحافة الجزائرية الإقرار بها ، فالواقع انه لا يمكن تفسير هذا الطرح الداعي إلى تحاشي العنف و الفوضى بالانبطاح للإرهاب الإسلامي إلى بكونه حالة مرضية و بالتحديد متلازمة ستوكهولم .

إن أي ردة فعل طبيعية لإنسان معافى على ما نراه في مصر ، هي لاشك مناصرة ما يقوم به المصريون من حماية لبلدهم ، فالأفراد أو الدول إذا واجهت الأخطار فالتصرف الطبيعي و السليم منها أن تقاتل ، لكن طبعا و بالنسبة للإنسان غير السوي ( كما هم المصابون بمتلازمة ستوكهولم ) ، فنحن سنرى دعاوى الانبطاح لهذا الإرهاب بداعي أن هذا هو الخيار السليم .

(يفسر الطب النفسي متلازمة ستوكهولم على أنها آلية دفاعية لدى الإنسان حالة التعرض لترويع هائل ، فالإنسان أحيانا و من فرط الترويع على يد خاطف مثلا يلجئ إلى طاعة الجلاد و التعاون معه ، وهذا ضنا منه أن هذا التعاون سيجعل الجلاد يعفوا عنه بحيث قد ينجو ، لهذا فالمرضى بمتلازمة ستوكهولم يقعون في حالة من التعاطف مع جلاديهم تحث ذرائع أن هذا هو الخيار الأسلم ، وهي نفس الحالة التي تنتهجها الصحافة الجزائرية التي تدعوا المصريين إلى التصالح مع الإرهاب لتحاشي شرهم ، وهو الأمر الجنوني تماما )

إن التبرير الذي تقدمه الصحافة الجزائر لتحاشي العنف حقيقةً ابرز دليل على إصابتها بهذه الحالة ، فالتفكير السليم لا شك يرفض أن يتم تحاشي الحرب على الإسلاميين فقط لان هذا قد يؤدي إلى خسائر و إرهاب ، فالأحرى وكما نعلم أن هذه الحرب كان يجب أن تقوم ولو لم يكن هناك سبب غير هذا السبب .

إن المسألة التي تغيب على الصحف الجزائرية هي أن إرهابية الإسلاميين و عنفهم و التي يتم التحذير منها هي في ذاتها اكبر داعي لمحاربتهم ، فالفصيل الوطني الذي يستحق المصالحة هو الفصيل الذي يعلي من قيمة الشعب و الوطن ولا ينجر للعنف حتى لو هضمت حقوقه ، لكن الفصيل الذي لا يتوانى عن حرق البلاد في سبيل أهدافه ، فهذا هو من يجب على الدولة النيل منه مهما ما كان الثمن .

عن نفسي أدعو الصحافة الجزائرية اليوم وبدل محاولة إعطاء دروس للمصرين في مسالة التعامل مع الإرهاب أن يذهبوا للعلاج ، فالحقيقة أن هذه المهادنة للإسلاميين منهم رغم كل الإرهاب و العنف الذي يمارسونه تقول أنهم مرضى ، فالمريض وحده من يدافع عن جلاده ، و بالمناسبة "من الأفضل لهذه الصحافة أن تكون مريضة خير من أن تكون تقوم بهذا بعقل سليم ، لان هذا يعني أنها صحافة موالية للإرهاب وهذا أمر أكثر كارثية ".

إن الموقف المصري حاليا موقف لا غبار عليه ، وعن نفسي أرى جميع الجزائريين و البشر الأصحاء نفسيا في كل العالم يناصروه ، فالإرهاب لا سبيل للتعامل معه إلا القوة ... ولمن يرى عكس هذا ، فأقول الأحرى بكم توجيه كلامكم للإسلاميين ، فحين يتبرأ هؤلاء من الإرهاب و الإجرام الذي يمارسون ، حينها فقط سيجدون المعاملة الحسنة من الناس، فالقوة أو الحرب التي ندعو إليها ضدهم إنما هي حرب دفاعية ضد الإجرام والعنف وليست حرب اعتداء .

ملاحظة أخيرة : لا عيب برأيي في أن تعترف الصحافة الجزائرية بأنها مصابة بهذه المتلازمة فالواقع و الكل يعلم هذا أن الصحفي الجزائري كان أكثر المتضررين من العشرية السوداء ، فالإرهاب الإسلامي حصد من الصحفيين الكثيرين ، وقد كانوا أكثر الناس تعرضا للضغوط ، لهذا فأن يصاب البعض أو الكل بهذه الحالة بسبب أهوال تلك الفترة فهو أمر طبيعي ، ولا حرج فيه (أصلا لا حرج على مريض) ، لكن الحرج طبعا هو أن ننكر وجود مثل هذه الأمور و أن نرفض علاجها لأن هذا النوع من الإصرار يؤدي إلى أمور مدمرة على غرار الدعوة للتعاطف مع جلادي الإخوان بداعي أن هذا هو الخيار الحكبم ، وهو طبعا ما ليس صحيحا مطلقا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خط الجزيرة الارهابي وتوابعه
نور الحرية ( 2013 / 8 / 16 - 08:03 )
بصراحة ليست الصحافة الجزائرية فقط مصابة بمتلازمة ستكهولم او العمى الاعمى بل تقريبا غالبية الصحافة العالمية والتي اصبحت لا ترى الا بعين واحد اي عين الارهاب و ما الصحافة الجزائرية الا تابع تنطق باسم الغوغاء الهمج واعتقد ان راس الافعى في كل ما يجري في الخط الاعلامي هو استمرار لما تبثه قناة الجزيرة ومن ورائها دوائر الاخوان الارهابية


2 - أي جزائر
بلبلي ( 2013 / 8 / 16 - 12:41 )
يا أخي صالح .هل الجزائر دولة أولا حتى نتكلم عن صحافة جزائرية؟ إنني أشبه هذا الكائن بشخص يملك الثروة والصحة والقصور الفاخرة ومع ذلك يعيش بئيسا شقيا.
مشكلة الجزائر هي في أن لا أحد فيها استطاع أن يبني مواطنين جديرين بهذا النعت ناهيك عن عقدة أخرى تسمى عقدة التاريخ. فتاريخ الجزائر هو تاريخ ما فعله بها الآخرون فقط. هذه الحقائق سوف تثير غضب الجزائريين وأنا لا ألومهم على ذلك ..فكل كائن يتمسك ويدافع عن هويته با حثا لها عن قيمة ما . ولكن حينما يخلو الواحد إلى نفسه ويفكر في الأمر بعقل بعيدا عن كل تشنج سيكون قد وضع قدمه على أول خطوة في الطريق الصحيح.


3 - حذاري
ليليت ( 2013 / 8 / 16 - 21:26 )
انا ضد الأسلام السياسي بكل اشكاله و ارفض ان يرى في اني عورة و اصبح مادة نقدية لسفهاء ناطقين بلغة و عقيدة اسلامية فارغة من كل فكر حضار لكن انبهك سيدي ان المجازر التي تبيد الإخوان في سلميتهم تجعل منهم ابطالا من جديد و تكسبهم تعاطفا اما تالنسبة للجزيرة فهي ذات حرفية عالية و لا تدعو للإسلام السياسي و الدليل مديعاتها الغير محجبات و تنقل ما تيسر من مساوئ العرب و لا يجوز ابدا التعتيم عن الاعلام

اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟