الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قل ودل : - كلاوات - المالكي

جودت هوشيار
كاتب

2013 / 8 / 15
كتابات ساخرة


أعتذر للقراء العرب من غير العراقيين عن أستخدام كلمة " كلاوات " في عنوان هذا المقال ، وهي كلمة عراقية عامية خالصة تنم عن العبقرية الشعبية العراقية – ان جاز التعبير – وتعني ( النصب والأحتيال والضحك على الذقون) ، وتنطبق على العراقيين الجدد ، الذين سلطهم ( اليانكي ) على رقاب شعبنا و تعبر تماما عن سلوك حكومة اعتادت ان تستخف بعقول العراقيين وتتحايل عليهم بالبيانات الكاذبة و الأنجازات الموهومة . ولكن لنبدأ الحكاية من أولها .
في اوائل حزيران 2011 أعلنت وزارة الأتصالات العراقية أن " الحكومة الايطالية ستقوم بتأهيل مهندسين فضائيين عراقيين في نهاية العام الحالي لغرض صناعة أول قمر عراقي وعربي "
ويبدو ان القمر الصناعي -الذي طال انتظاره - لا يفارق خيال الوزير ومستشاريه الأفذاذ الذين دأبوا علىاصدار بيانات جديدة حول القمر الموعود " الذي يأتي ولا يأتي " على حد قول الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي ، ويعتقدون انهم بذلك سيجعلون الناس تصدق حكاية القمر الموهوم ، ايماناً بمقولة وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز " أكذب حتى يصدقك الناس " ( راجع على سبيل المثال بيانات الوزارة حول هذا القمر الموهوم الصادرة في ( أيار /مايو 2012 ،كانون الثاني / يناير 2013 ، نيسان/أبريل 2013 ، أيار/ مايو 2013)
ويبدو ان وزير الأتصالات يود أن يتوج انجازات العهد المالكي الذهبي بأنجاز تكنولوجي مبهر ،، بعد ان تحول العراق الى واحة للأمن والأمان وجزيرة للأستقرار والأزدهار .
و لم يتبقى سوى العمل على اللحاق بالدول الصناعية المتقدمة . و من اولى المهام العاجلة فى هذا الشأن ليس تطوير القطاع الزراعى وضمان الأمن الغذائى أو اعادة تشغيل و تحديث مئات المصانع الحكومية و آلاف المصانع في القطاع الصناعى الخاص المتوقفة عن العمل بعد تسلط الجهلاء على شؤونها - فهذه كلها امور هامشية تافهة لا تستحق الأهتمام - ، بل الأهم من كل ذك هو البدء بتصنيع الأقمار الصناعية وغزو الفضاء الخارجى.
و لا شك ان حكومة المالكى - التي تضم في صفوفها افضل الخبراء التكنوقراط فى العراق والمنطقة - قد وضعت الخطط اللازمة لبناء قاعدة صناعية متطورة في البلاد ، ابتداءا من ذروة التقدم العلمي – التكنولوجي المعاصر وليس العكس.
و اذا كانت الدول شبه الصناعية تلجا الى الدول المتقدمة صناعيا مثل روسيا و فرنسا لوضع أقمارها الصناعية فى الفضاء الخارجى و تأمين الأتصال معها ، فأن خبراء المالكى فى مجال الصواريخ و تقنية الفضاء قادرون لوحدهم من دون مساعدة خارجية على تخطى كل الصعوبات الفنية التى تقف أمامهم بعزيمة لا تلين مستمدة من عزيمة" القائد الضرورة " ووضع أول قمر صناعى عراقى فى مدار حول الأرض في القريب العاجل..
و الحق ان خطط القائد الضرورة فى مجال غزو الفضاء ، تتسم بأبعاد ستراتيجية مهمة !، ،حيث ان من المعروف ان تصنيع الأقمار الصناعية يتطلب ، البدأ اولاً بتصنيع صواريخ الأطلاق ومن ثم أنشاء محطات الأتصال واخيراً صنع القمر ذاته . وهذه المراحل الثلاث المترابطة ضرورة حتمية لكل من يود اطلاق قمر صناعي مهما كان نوعه او الغرض من تصنيعه . وانجاز هذه المراحل بنجاح يمهد لأنتاج صواريخ أرض – أرض .
ولا بد من الأشارة هنا ،الى عدم وجود فروق جوهرية بين صواريخ الأطلاق و الصواريخ البالستية ، فالصاروخ الذى يحمل قمرا صناعيا ، يمكنه ، بتعديلات فنية صحيحة، ان يحمل رأسا حربيا تقليديا أو كيمياويا أو نوويا ، و لذلك فأن أمتلاك العراق لصواريخ اطلاق الأقمار الصناعية ، يخدم اكثر من هدف ستراتيجي واحد .
ويبدو ان تصنيع منظومة متكاملة لأطلاق الأقمار الصناعية ( الصواريخ ، محطات الأتصال ، القمر الصتاعي ) أسهل على خبراء "القائد الهمام" من تصنيع جهاز لكشف المتفجرات ، لا يزيد سعره عن عشرات الدولارات !
كان الله في عون الشعب العراقي المبتلى بـ(كلاوجية ) لا يملون من الكذب و الضحك على الذقون . لأنهم لا يتقنون مهنة سواها.

جودت هوشيار
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال