الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موتوا موتة الجلاب السود!

سلام عبود

2013 / 8 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


لا فضيلة لقائد القوات المسلحة العراقيّة سوى أنه جلب الأمن والأمان للناس؛ هكذا اعتاد هو ومريدوه القول.
لكنّ الواقع اليوميّ، والقنابل اليوميّة، والدم المسفوح يوميّا، تقول لهم: كذابون أنتم، وأبناء ستين ألف كذابين!
فضيلتكم الوحيدة، التي تتباهون بها، هي أكبر جرائم التاريخ السياسي العراقي.
حينما لا تتمكن قوات القائد الأعلى من حماية أكبر وأشهر سجن في تاريخ البشرية، السجن الذي مسح - لشهرته - اسم سجن الباستيل بكل رمزيته التاريخية، حينما لا يقدر القائد الأعلى أن يعاقب أو يحفظ عتاة المجرمين وهم في عهدته، وبدلا من ذلك يمنحهم فرصة إعادة مسلسلات القتل- سهوا أو جهلا أو تواطؤا، أو لأي سبب آخر- فإنه ينتزع، بكل جدارة، فضيلته الوحيدة التي يتباهى بها أمام خصومه: الأمن والأمان.
الإرهابيون الهاربون، وإخوتهم اللابدون، ورعاتهم الذين ينامون نومة العوافي في ملفاتك الابتزازيّة، يضربون الشعب بكلّ ما يستطيعون. يصلون اليه بكلّ سلاسة ومرونة، ويضربونه بكلّ قسوة وحقد.
شعبك المغلوب على أمره تفتـّق وعيه، فاجترح معجزة " ألهية سخيفة" اسمها إلغاء رواتب التقاعد للنواب. كان المفترض به، بعد هذا العذاب الأسطوري، في الأقل، أن يلغي هؤلاء الفاسدين الحمقى، هم ورواتبهم، عن بكرة أبيهم.
لا بأس! ربما لا يستطيع أبناء الشعب أن يفعلوا أكثر من هذا في ظل غياب القوى السياسيّة الرائدة واستحالة وجود متنور يملك حتّى نصف ضمير. لا بأس! هذا ما يقدر المواطن عليه، لأنه يفكر وهو موضوع بين مطرقة النواب والسياسيين المرعبة وبين صواعق الإرهابيين الفتاكة.
ماذا يفعل!
لهذا السبب، أنا أطالب الشعب أن لا يفعل شيئا، وأن يكفّ حتى عن مطالبة النواب بالتخلي عن رواتبهم التقاعديّة. على العكس، أرجو من الشعب أن يطالب بزيادة هذه الرواتب الى الضعف، ولكن بشرط واحد: أن يتمّ تجريد هؤلاء النواب والسياسيين الأوغاد من حماياتهم.
سيقول قائل منهم: سنكون هدفا مباشرا للإرهابيين.
وأنا أرد عليهم جميعا: ولماذا يكون عامل المسطرة هدفا؟ ولماذا يكون الباعة البسطاء ورواد المقاهي الشعبيّة هدفا ثابتا ومفضلا للارهابيين؟ هل أرواحكم أغلى من أرواحهم؟ هل مواطنتكم الوضيعة أعلى من مواطنتهم؟
احرسوا أنفسكم بأنفسكم!
دعوا الجيش والشرطة تحرسكم، بالطريقة نفسها التي تحرس بها الشعب، وتحرس بها سجن أبو غريب.
بخلاف ذلك، أقول لكم: لقد صنعتم "توازن الموت" في الشارع العراقي، صنعتم توازنا للقتل، يقوم على الذبح اليومي للعراقيين البسطاء، مقابل عدم المساس بكم.
توازن الموت هذا، سواء نشأ بحكم المصادفة، أو أنه مرتب على ضوء حسابات خاصة، يرغمنا لو اختل الميزان سهوا، ولو مات أحدكم سهوا بدلا من مواطن غير حكومي، يرغمنا على أن نقول لكم بوقاحة مطلقة: موتوا، موتة الجلاب السود!
مع الاحترام الشديد للكلاب، سواء كانت سودا أو بيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جيف نتنة
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 16 - 03:00 )
عزيزي سلام عبود
موضوعة سحب الحماية اقتراح وجيه, ولا ادري ما الذي يمنع من اضافة هذا الطلب الى المطالبة بالغاء تقاعد الرلمانيين واعضاء مجلس المحافظات.
اهديك فيديو للامعة احمد الجلبي وتبريراته بالاحتفاط بالتقاعد, مما يدلل على ان هؤلاء الذين باعوا الوطن للمحتل قد باعوا شرفهم ايضا معه.
http://www.youtube.com/watch?v=duN-d17ReO8&feature=youtu.be
ان موت هؤلاء نفع كبير للوطن لانهم طفيليات تعيش على امتصاص دم الشعب.


2 - خبز العباس
سلام عبود ( 2013 / 8 / 16 - 05:44 )
عزيزي طلال
، لقد جاءتني هذه الفكرة البشعة ليس فقط بسبب تكرار مشهد قتل الناس المجاني المتواصل من دون انقطاع
لقد تحول المواطنون الى لقمة لذيذة بيد الارهاب
وجعلتهم لعبة القائد العام العبثية مثل خبز العباس
ليس هذا سبب الفكرة فقط
أنا أفكر: ماذا يفعل حمايات المسؤولين حينما يكون المسؤول مجازا في الخارج او مسافر، وهم كثيرو السفرا؟ماذا يفعلون خارج اوقات الدوام الرسمية؟
اين يقضي افراد الحمايات يومهم وكيف يملأون أوقات فراغهم؟ وما العلاقات التي تربطهم ببعضهم افرادا ومجموعات؟
لقد نشأت طبقة اجتماعية خاصة ومتخصصة اسمها الحمايت، هي التي تقود ، حركة الشارع اليومية وهي التي تصنع للسياسيين مناخ التحاور واللقاء والصفقات والضغط وتتولى مهمة صنع مزاج الشارع لصالح السياسيين في الحياة اليومية
هذا السؤال يجب أن يطرحه الناس على انفسهم وعلى نوابهم
وشكرا لك


3 - الادعاء شيء والتطبيق شيء آخر!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 8 / 16 - 07:46 )
على المنابر تصدح ائمة المسلمين ومن كل فئاتهم بان الاسلام هو الحل. وقفة للتامل!. اي اسلام؟. هل هو اسلام السنة ام اسلام الشيعة ام اسلام الاباضية؟.السنة هم اتباع الخلفاء الراشدين والصحابة العدول حسب تعريفهم والشيعة اتباع اهل البيت الذين هم معصومون من الخطا والزلل وانهم لو تسنى لهم الحكم لعاشت الامة الاسلامية في رغد من العيش ولكن السياسة ابعدتهم وبهذا الابعاد خسرت الامة النعمة المتوخات. حسنا ايها الاخوة من الطرفين السنة والشيعة. لا خلفاء ولا صحابة ولا تابعين ولا ائمة يعيشون بينكم وانتمم لا زلنم نتشبثون بهم بل نتقاتلون لاجلهم حسرة على النعم المفقودة.اذا ما ذا يعني لكم هذا التشبث والادعاء وما هو المطلوب لاثبات ولائكم لهم كما تدعون؟. اليس السير على هديهم؟؟.يا نواب السنة ويا نواب الشيعة اين الحقيقة فيما تدعون ام انها لعبة لتجين المغفلين من كلا الطائفتين بمساندة الفقهاء واتخاذ الدين ورموزه وسيلة للسيطرة فقط؟؟. لو كنتم حقا تؤمنون بمن تمثلون من الرموز الدينية وبالاخض اهل البيت لعاش العراق في نعمة ولكن ما نراه منكم هو ادعاء فارغ من المضمون. نعم انكم تمثلون اهل البيت في النوح والعويل لاغراض سياسية.


4 - فكرتك متأخرة..
سعد السعيدي ( 2013 / 8 / 16 - 12:55 )
استاذ سلام عبود
اخشى ان تكون فكرتك متأخرة. فقد طبقها نوابنا الاذكياء منذ زمن طويل. فالنائب ((يمنح)) نثرية تسمى رواتب الحماية وهو من يحدد حاجته منهم. وعند استلامه للمقسوم يقوم بعدها بواجب ((الاستحواذ)) عليه او جزء منه , والباقي ((للحمايات)) ايآ كان عددهم !!!
لكني اتفق معك في ((فكرة)) مطالبة اسراب الامعات بالاستقالة الكاملة جميعآ اجمعين... مع ملاحظة ان الفرق مع مصر هو عدم توفر القيادة الموحدة بسبب غياب تقليد التظاهرات العلنية..


5 - الإناء ينضح بمافيها!يا كاكه العماري
حميد كركوكي ( 2013 / 8 / 17 - 07:19 )
قلبي تنضح دما لشروگ الذين يقتلون يوميا بمفخخات الوهابية، لا أحد يشتكي لأن الدماء،، معيدية،، مگاريد،، وشروگية،، رافضية! ووو،،،إلخ من الطبقات الشيعية التي لامحل لها في حسابات الشلة في المنطقة الخضراءة!! كل من يحكمنا هم منا وعلينا، شكرا عبودي العماري لقبولكم من مداخلتي.