الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا عن الديمقراطية؟؟

خالد غميرو

2013 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


سواء كان ما حدث في مصر يوم 30 يونيو إستمرار للثورة أو إنقلاب عسكري على الشرعية الديمقراطية، شئ واحد أظهرته كل المواقف وردود الأفعال والنقاشات التي تلت ما حدث،وهو أن لا أحد مهتم بمعرفة ومناقشة الديمقراطية. فالأجدر أنه كان من المفروض أن يطرح كل السياسين والمثقفين في مصر والعالم العربي وبلدان شمال إفريقيا سؤالا واحدا، وهو كيف نبني الديمقراطية في مجتمعاتنا؟ لكن ماجرى أنه عوض ذلك، حصل إصطفاف وإصطفاف مضاد وفق المصالح والإنتماءات السياسية والإيدولوجية، ووفق الصراع حول من سيحكم في النهاية، ومن ستكون له السلطة وليس وفق هم بناء الديمقراطية في المجتمع، وهذا ما يتبث وجهة نظر تقول، ان ما يحدث هو صراع صريح على السلطة بإسم الديمقراطية وبإسم الثورة، في ظل غياب تام لأي إثبات جدي من الجماهير التي تخرج للشوارع وتعتصم في الميادين، لإرادتها في بناء مجتمع عادل وديمقراطي. لكن السؤال هو كيف عليها ان تتبث ذلك، أليس الخروج إلى الشارع والإحتجاج كافيا لتتبث هذه الجماهير إرادتها؟؟
من المفترض أنه عندما تخرج الجماهير إلى الشارع بحشود كبيرة تريد ان تسقط نظاما سياسيا ظالم و غير عادل، فهذا يعني أن هده الجماهير وصلت إلى وعي سياسي وإجتماعي معين يجعلها تدرك بأن هذا النظام يجب إسقاطه، وأنها تريد نظاما أكثر عدلا و أكثر ديمقراطية، وأنها وصلت لمرحلة من النظج التي يمكن ان تخلق وتختارالنظام الذي تريد وتبدأ في بناءه، إبتداءا من تنظيماتها المحلية الصغرى إلى المؤسسات والتنظيمات الكبرى للمجتمع، وتبدأ بتكوين فكرة واضحة عن النمودج الذي تريد أن يكون عليه مجتمعها وطبيعة نظامه الإقتصادي والإجتماعي.
إنطلاقا من هذا و إذا نظرنا مثلا إلى ما يحدث في مصر الآن، و بحثنا فيه عن هذه "الرغبة في التنظيم" من طرف الجماهير التي خرجت تطالب بتغيير أوضاعها، فالأكيد ان ما سنجده هو السخط والرغبة في الإستقرار والعيش الكريم، لكن لن نجد في المقابل رغبة وإرادة في إعادة تنظيم الحياة اليومية للمجتمع، وبناء الديمقراطية التي تطالب بها، وإعادة النظر في المؤسسات التي أنتجت وساهمت في إستمرار النظام التي تطالب بإسقاطه، وإنما سنجد تلاعبا بهده الجماهير من طرف السياسين المتهافتين على السلطة، فكل طرف يحرض بطريقته الخاصة ليزيد من فرص وقوة تفاوضه لتميل الكفة إلى صالحه، سواء بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين أو الجيش والليبراليين، أو حتى بعض "اليساريين"، وأن ما سيحدث في نهاية الأمر هو تغير للحكام وليس تغيير لبنية النظام الإقتصادي والإجتماعي، فكل هؤلاء المتسابقين على السلطة يقومون بطرق مختلفة بعدم السماح لهذا النوع من الوعي بالتطور، وهو الوعي بأن هذه الجماهير التي خرجت ولازالت تخرج إلى الشارع، يجب أن تبني تنظيماتها الداتية والمحلية لكي تستطيع أن تبني ديمقراطيتها التي تريد، وتغير بنية النظام الإقتصادي والإجتماعي الذي ترفضه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو