الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغازلة رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا

عارف آشيتي

2013 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لو أن هذه الرابطة منذ تأسيسها وإلى اليوم انتقدت السلبيات في الحراك الكردي، لكان الوضع متغيرا بشكل ملحوظ. للأسف كتاب هذه الرابطة وغيرها لا يخدمون القضية إلا بما يصب في مصلحتهم. حين تتعرض مصالحهم إلى الإهمال أو التهميش تنبري أقلامهم وأقلام رابطتنا الكريمة بتوجيه اللوم والعتاب على الجهة المسببة لا أكثر، هذا الأسلوب لا يجدي نفعا، ولن يجدي. كتاب الشعوب تقف بالمرصاد في وجه المسببين والمستغلين والمتاجرين... ويوجهون انتقاداتهم اللاذعة كالصواريخ المدمرة، لذا لهم مكانتهم في الأروقة العليا من سلطات بلادهم. كتاب وصحافيي كرد سوريا لا زالوا في الأجواء البعثية، لومهم كمن يتسول ويطلب صدقة، أو استعطاف أو تملق، وفي أفضل الحالات رموز وإشارات، إلا في شيء واحد لم يقصروا منذ نصف قرن وأكثر وهي اتهامهم الأحزاب الكردية السورية بما تستحق وبما لا تستحق. والأحزاب الكردية بذاتها هي ضوابط النظام وممتصي الصدمات المنبعثة من القاعدة. ما يؤسف له أن هؤلاء الكتاب يغرقون في وصف المظهر دون البحث في جوهر الأحزاب ودواعي بروزها بهذه الصورة على الساحة. وهذا الوصف ضروري ولكنه ليس كل شيء، وتشخيصه يقتصر على مرحلة البداية، ومن بعدها يستوجب إرجاع تصرفات الأحزاب إلى مصدر بواعثها ودواعيها، وليس كونها تقف حجر عثرة في إعاقة مسيرة الجماهير فحسب. على الكاتب الوطني الحقيقي أن ينتقل بقارئه إلى مركز السبب، وليس الاكتفاء بالأداة. غالبا ما يتعمق الكتاب فيه هو: الأداة التي انطلقت منها القذيفة، ولكن من أطلق هذه القذيفة ولماذا أطلقها وما القصد من قذفها ومن يقصد بها، وما تأثيرها الحالي والمستقبلي، كل ذلك يختصر في حالة الوصف غير متجاوز المظهر.
والرسالة الموجهة لسيادة الرئيس مسعود البارزاني لا يتعدى ما ذكرته آنفا، وعلى القارئ الكريم أن يحكم بنفسه على الرسالة ويعاينها جيدا. بدلا من أن يوجه اللوم وبشكل لاذع إلى الإقليم وعلى رأسه سيادة الرئيس مسعود البارزاني وأنه يتبع مع كرد سوريا كما أسلوب النظام السوري وأجهزته الأمنية، قبل الثورة السورية وبعدها، مع القضية الكردية والأحزاب الكردية وحراك الكرد هناك. وكون رابطة الكتاب والصحفيين هذه ليست بوقا له ولنظامه الشمولي، فلن يكون لها مكان فيما يقوم به من نشاطات في المجال الكردي بشكل عام والكردي السوري بشكل خاص. وإلى الراهن لم نجد، وأنا من المتابعين لتعامل الإقليم مع القضية الكردية في سوريا كوني منها، ما يقوم به سيادة الرئيس مسعود البارزاني بقصد أن تستفيد القضية هناك بل يقوم بما يفيده ونظامه كما هو حزب البعث السوري، أقول هذا ولا أبالغ بما أقول، بل اختزلت إلى الحدود القصوى لما يقوم به سيادته في مساعدتنا.
لماذا هذا التخاذل والتذلل من قبل أعلم وأعرف وأدرى شريحة في مجتمعنا الكردي السوري؟ والتصرف كمتسول من قبل هذه الشريحة يجعل أمثال سيادة الرئيس مسعود البارزاني يمضي في إذلالنا والاعتماد على الأحزاب التي لم تبقَ بقعة واحدة في جسدها إلا واخترقها النظام السوري. وجاءت سيادته ليضم إليه المخترق حتى مخ العظام والمدجن إلى حالة الذوبان في الخارق له، وما حصل للأحزاب من اختراق وتدجين لم تكن بمحض إرادتها، بل كان إجباريا، وليس عن طواعية، فطبيعة النظام الشمولي فرض عليها ذلك. لم تكد الأحزاب الكردية المغلوبة على أمرها، والمتعودة على الانقياد كالسجين المؤبد، (وفي الواقع كانوا سجناء) التخلص من النظام الشمولي باندلاع الثورة السورية حتى استلمها سيادة الرئيس مسعود البارزاني ليتعامل معها بأسلوب الأجهزة الأمنية السورية؛ لأن ذلك أنفع لسيادته وعن طريقها يلحق بنا يوما بعد آخر إذلالا تلو الآخر، من التسكع على أبواب المعارضة السورية إلى الرضوخ لأداة النظام الفعال حزب الاتحاد الديمقراطي (ب. ي. د.). واليوم يحاول أن يجرنا إلى مساندة النظام عندما يعلن بدفاعه عنا في محاربة السلفيين والقاعدة وشركاهما.
أهيب بهؤلاء الكتاب أن يكفوا عن أسلوب الذل والتذلل والخنوع، وان يبدؤوا بمرحلة جديدة وينتهوا من التسول والتملق لأمثال سيادة الرئيس مسعود البارزاني. فالكتاب والصحفيون الكرد بالنسبة لي ولأمثالي ولمعظم الجماهير الكردية في سوريا هم أعلى مرتبة وأرفع مقاما وأنبل خلقا وأحرص من أي كائن آخر على قضيتنا إن هم أرادوا ذلك. ولا يخفى عليكم أن سيادة الرئيس مسعود البارزاني مقيد بتجارته مع الدول المقتسمة لكردستان، ولم يبدِ أي اهتمام بقضيتنا منذ ظهور الإقليم وإلى وقتنا الحاضر إلا من باب مصلحته. فكيف لكم أن تتوسلوا إليه وأنتم أعلمنا جميعا به وبعدم مصداقيته. كفاكم خنوعا وذلا للغير كائنا من كان. ألسنا رجالا وبشرا أسوياء حتى نتوسل إلى أمثاله، والذي لم يستطع تحرير إقليمه لولا دماء شهداء حلبجة وكرم جورج بوش الابن لكان اليوم في خبر كان أو كان أداة كما هو الحال لدى حزب الاتحاد الديمقراطي. كونوا رجالا أسوياء، ولتكن ثقتكم بنفسكم كبيرة. ألم تلد أمهاتنا إلا متملقين ومتذللين على أبواب سيادة الرئيس مسعود البارزاني وأمثاله. فأنتم طليعتنا وشريحتنا المتنورة والقائدة، كيف تقبلون هذه الدونية لأنفسكم، وبتذللكم وخنوعكم، يذل الشعب ويخنع بمعظمه. لتكن عزة نفسكم فوق هذه الدونيات. ألم تتعظوا عندما رفض أحزابنا، بالرغم من هشاشتها، حزب الاتحاد الديمقراطي أن يكون متمايزا عليها، فجاء سيادة الرئيس مسعود البارزاني، لدى تشكيله الهيئة الكردية العليا، ليجعل له نصف المقاعد ولجميع الأحزاب النصف الآخر؟ كان من المفروض وقتها أن تثوروا أنتم وليس غيركم على هذه الإهانة التي ألحقها بنا سيادة الرئيس مسعود البارزاني، ولكنكم رضيتم بالخنوع، وأقولها صراحة، وأنا واحد منكم لم أكتب وقتها في هذا الصدد، بل التزمت الصمت، وأنا أول الخانعين. وليكن نبذ الخنوع والمذلة ومرادفاتهما منذ اليوم قائما وجاريا من قبلنا. كل من يشذ عن هذا أراه شريكا لمُذِلِّنَا وخَانِعِيْنَا. أنا لا أرضى بالمذلة والخنوع، ابتداء من اليوم، سأكون في المواجهة بقدر استطاعتي. وأدعو كل كاتب وصحفي وطني حقيقي أن يأخذ عهدا على نفسه بنبذ الخنوع والمذلة والتملق والدونية. فالشعب الكردي في سوريا مثقف أكثر من غيره في الأجزاء الأخرى، سيتفهم وضعكم، سيؤازركم بكل صدق وأمانة، فلا تكونوا ممن يهمله أو يهمشه. إن دافعتم عنه بأمانة راسخة وصدق مبين، سيكون لكم السند القويم، وهو ينتظر منا هذا، لماذا نرفضه ونرتمي في أحضان الغير. فشعبنا هو مصدر قوتنا وذخيرتنا إذا اعتبرناه بما يستحق لن نخذل، وسيحترمنا أمثال سيادة الرئيس مسعود البارزاني.
-------------------------------
عارف آشيتي [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا