الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماسبيرو يلبس الحداد

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2013 / 8 / 16
الصحافة والاعلام


ماسبيرو يلبس الحداد
فى ظل أزمة طاحنة ، تكاد تطيح برؤوس الآمنين قبل المقاتلين من أجل الكراسي . يقف جهاز الإعلام الحكومي المصري موقف الأرملة التي نعت زوجها وراحت تلعن شهور العدة كي تمر من أجل الفارس الجديد . نواح الأرامل لا يحل أزمات وطن بأي حال من الأحوال . فما كان من الدكتورة درية شرف الدين والزميل عصام الأمير إلا استخدام أفكار رجعية ، لا تمت للواقع بصلة ، فأنتجا بهذيان العائد من غيبوبة السكري ، بعض رسائل مترجمة تبث على قنوات النيل غير المرئية داخل مصر ، وكأنها رسائل عبقرية لكشف إجرام الجماعات الإرهابية ، اعتقادا منهما أن العالم يشاهد هذا الهراء . ثم أتت الأوامر أن يفعل جهاز ماسبيرو فعل الأرملة ، من النواح والسباب لقنوات بعينها تعمل على تزييف الواقع المصري . ومن لا يؤمن بضرورة حل وهيكلة هذا الجهاز الآن وتحويله إلى هيئة وطنية ، تخضع لميثاق وقوانين إعلامية جادة ، فعليه أن يحترم قدراته ويترك منصبه لمن يقدر على متطلبات المرحلة ، فماسبيرو الخاسر 17 مليار دولار كدين لبنك الاستثمار ، لم يفكر بعمل خطة عمل جدية بمشاركة الجهات السيادية ، كالدفاع والمخابرات العامة وهيئة الاستعلامات المتوفاة منذ زمن والرئاسة والخارجية ، لاستئجار مساحات زمنية على أهم الشاشات العالمية والمناهضة لمصر ، وأيضا الاستفادة من المصريين المغتربين لعمل خطة عروض تجوب الشوارع والميادين فى الدول الكبرى . فالإعلام العالمي يدار جميعه فى غرف مغلقة ، تحكمها مصالح الدول الكبرى ، وليس هناك ما يدعى بحرية الإعلام ، كما يتوهم المتوهمون . ففي أمريكا مثلا ، يتحكم البنتاجون والبيت الأبيض والس أي إيه ، وبمشاركة الشركات العملاقة ، فى الرسائل الإعلامية المطروحة ، ولا يجرؤ أي مستثمر فى مجال الإعلام الخروج عما قرروه وإلا فليتبؤ مقعدة من الخسائر والإفلاس ، أما فى وطننا العزيز فلا نملك إلا ترديد ما يصدره لنا الغرب من اصطلاحات ، دون وعي معرفي بكيفية إدارة منظوماتهم التي تظهر ضمانة المصطلح وتمارس بدورها ما ينافيه تماما . فحرية الإعلام لا تعني إلا مصالح البشر فى ظل التعريف الذي طرحته من قبل على أن الإعلام : وسيلة محرضة على الثقافة والمعرفة ودافعة لهما . فمازالت الحكومة المصرية غير قادرة على استيعاب فكرة العمل المؤسسي الجمعي ، بعيدا عن أسماء شهيرة نتيجة الظهور على الشاشات ليلا ونهارا ، دون أن تملك فكرة حقيقية عن الإدارة ومتطلبات المرحلة ، فما كان النتاج إلا هذا السقوط الإعلامي مدفوع الأجر ، فى مقابل النواح على الرسائل العابرة للقارات من محطات استطاعت أن تروج لنفسها ، على أنها ضمائر للإنسانية ، فعلى مسئولي ماسبيرو أن يخلعوا ملابس الحداد ويكفوا عن النحيب والعويل ، أو أن يأخذوا استراحة فى أقرب شاليه على شاطئ العشاق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة