الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
برسم الديمقراطيين و الليبراليين العرب: تلازم الديمقراطي و الوطني
فراس سعد
2005 / 5 / 14اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
سعت الديكتاتوريات العربية للجمع بين الوطنية و الاستبداد و إعطاء انطباع تحوّل إلى حقيقة وواقع نظري و عملي أن الديمقراطية مكافئة للاستعمار و التدخل الخارجي بالشؤون الوطنية و أن الوطنية ملازمة دائما للاستبداد أو لأقل مستوى ممكن من الحريات
لانعدام الحريات عمليا و لذلك كان يلاحظ أن كل تصّلب في المواقف الوطنية للنظام السوري تجاه امريكا أو اسرائيل أو حلفائهما كان ينعكس على الشارع السوري مزيداً من القمع و التشدد الأمني و مزيدا من النهب والإفقار أي أ ن ثمن التصّلب مع الخارج مزيد من القمع و النهب للداخل
لذلك ليس على الحركات الليبرالية العربية الناشئة أن تعكس الآية فتقع في مطب ردود الأفعال أو الأفعال القسرية التي تدل على عدم وعي سياسي مستقبلي .
فإذا كانت ديكتاتورية الحزب الواحد قد طبقت عملياً تلازم الأستبداد – الصمود أو استبداد تجاه الداخل –صمود تجاه الخارج فيجب على الليبراليين العرب الخروج على المعادلة المعكوسة المفترضة أي حرية الداخل – تخاذل تجاه الخارج , و هو ما كان موضة لدى بعض الأنظمة المنسلخة للتو من الديكتاتورية كما في أوروبا الشرقية و بعض آسيا , و من ثم يحاولوا قدر المستطاع تحقيق التوازن و أيجاد معادلة جديدة تضمن حرية معقولة داخلياً و توازن في التعاطي مع الخارج بحيث لا برمي النظام السوري كل أوراقه و يقف عارياً أمامه و هو ما سيحاول فعله نظام يعتبر تحطيم الداخل على كافة المستويات أنجاز يجب على الخارج لاسيما إسرائيل أن تمنحه عليه مكافأة , لكن الخارج لا يمنح عملاءه السابقين سوى مزيد من طلبات التنازل المهينة وصولاً إلى العري الكامل و ربما سلخ الجلد عن اللحم الحي .
المطلوب من الليبراليين العرب و السوريين في رأسهم – لاسيما من المثقفين الليبراليين خارج السلطة –
1 – الجمع بين إدانة ديكتاتورية الحزب الواحد المعتمدة علىالقبضة الأمنية و بين الدفاع عن حقوق الشعوب العربية و ليس حقوق الأنظمة العربية فليس لهذه الأنظمة حقوق لدى شعوبها مثلما أنه ليس للشعوب العربية أية حقوق لدى أنظمتها , قد يبدو الجمع بين الإدانة و الدفاع متناقضاً , لكن الحقيقة أن عدم التمييز بين المسألتين أمر شديد الخطورة على مستقبل الديمقراطية و كذلك على مستقبل الحركة الليبرالية في الشرق العربي و سورية خصوصاً .
2- التأكيد على تحرير الداخل من قبضة العسكر و المخابرات و القوانين المانعة للحريات الأساسية ( صحافة , تجمّع , تظاهر , تأسيس جمعيات سياسية ) و التعامل مع النظام سلباً و أيجاباً على هذا الأساس .
3- المطالبة بتحرير الأقتصاد لكن مع تحديث القطاع العام و عدم بيعه أو تخصيصه بحيث تبقى الملكية للدولة و تسليم الإدارة للقطاع الخاص و هنا لا بد أن يكون أختيار أشخاص مخلصين أو ذوي عقائد تؤمن بالقطاع العام ... و العمل لأصدار قانوني الضمان الصحي و الأجتماعي لكل السوريين في الداخل دون أستثناء .
4- التعامل مع الخارج على هذين الأساسين الداخليين , أي التحرّر من قبضة النظام الأمني الحزبي و الحصول على الحماية الأجتماعية إضافة لتحرير الأقتصاد و تحديث القطاع العام , فإذا كان الخارج يضغط على النظام لتحقيق هذين البندين يمكن التعامل معه أيجابياً , أما العكس فيقابل بالعكس و المسائل الأخرى مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي و الأمريكي العراقي فيجب عدم تقديم آراء و تصريحات تخالف تيار الرأي العام و يفضل عدم تقديم تصريحات سلبية بهذا الشأن لحساسيته القصوى و لهذا يجب ترك هذه المسائل لأصحابها المعنيين بها مباشرة و عدم مصادرة الآخرين و التدخل في شؤونهم , لأنه ثبت لدى العرب المعاصرين أنه " ما حك جلدك مثل ظفرك " !!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي
.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق
.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را
.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض
.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل