الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرفوض أمني : ممنوع التوظيف

عطا مناع

2013 / 8 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بقلم : عطا مناع
قال هل هي سياسة الاخصاء الوطني ؟؟؟؟ ادرك ان كلماته غرقت في عتمه ألصمت عاد وقال هل هي سياسة الاخصاء الوطني، تشعر للوهله الاولى انك بصدد كلمات ساذجه تعكس القرف من الحاله الغارقه في الوحل، ولا تقف امام كل ما يقال لأنك في كل يوم تستمع لكم هائل من التذمرات والشكاوى التي اصبحت اسلوب حياه بالنسبة لشعب افقدوه البصر والبصيره.
عاد وقال اخت هيك بلد، كل ذنبي انني سجنت في دوله الاحتلال وخرجت ووضعوا صورتي الى جانب صوره احمد سعدات ورقصوا لي حتى الفجر، ومرت الايام وتلقيت دوره من مركز تأهيل الاسرى الذي وعدني بوظيفه، وبالفعل وظف كافه زملائي باستثنائي رغم انني امتلك كافه مقومات التوظيف فانا رياضي وقبلني البنك الذي تقدمت اليه لكنه بعد اقل من عشره ايام ابلغني بان الفحص الامني يمنعه من العمل في البنك.
بعض الصمت: طلبني احد الاجهزه الامنيه وسألني اسئله تقليديه ....لماذا سجنت ....وما هو تنظيمك .....ومن جارك وعمك وخالك وجدك وأبوك، نعتذر منك انت مرفوض أمني..... لماذا هل انا عميل لا سمح الله ؟؟؟؟ لا انت انسان محترم ولكن مرفوض أمني سأل نفسه السؤال الغبي ذاته يعني عشان انسجنت جبهه شعبيه.
حاله كحال الالاف من ابناء الشعب ألفلسطيني مرفوض امني.... ممنوع التوظيف، فهو يسارك في المسيرات المناهضه للسلطه، وهو يعارض ألمفاوضات انه شاب في مقبل العمر لم يتلوث ولا يسمح له عمره التمكن من فن الممكن ليتقن فن الدجل والكذب والتضليل وتجميل الواقع البشع، وهو واحد من الشباب البكر كما الارض التي على وشك ان يكرها بعد ان عشقها، انه مرفوض أمني لماذا انا مرفوض أمني لا جواب.
شتم ولعن السلطه وقيادته التي اتخذت شعار المهم راسي، وبدأ يسرد الحكايات ويطرح المعلومات حيث اعتقد انه مالكها الوحيد، احس بعدم التفاعل مع حكايته لأنه واحد من مئات ألضحايا ضحايا مرحله الفلسطيني الجديد، والفلسطيني الجديد عليه السمع والطاعه والتنفيذ وعليه ان يفهم انه العبره لغيره، والعبره ايها الساده تختصر في مرفوض امني ممنوع التوظيف.
انتهت الحكايه كما المئات من قبلها وساد الصمت الملفع بالرثاء ليس لصاحب الرفض الامني ولكن للمتكرشين الذين يتركون عناصرهم لقمه سائغه لاستجواب الاجهزه الامنيه، لكنه استدرك مخاطباً نفسه: لماذا تستغرب فهذا هو الحال في رام الله ستان وغزه ستان ، وما تبقى كسور عشريه، وتذكر كيف احتجت الجبهه الشعبيه قبل عده اعوام على اداء السلطه وعلقت حضورها لاجتماعات منظمه التحرير الفلسطينيه ويومها خرج الرئيس وقال اللي بدو يلحق الشعبيه مع السلامه، لم يلحق الشعبيه احد ولكن الشعبيه عادت لحضور اجتماعات المنظمه.
كانت شمس اليوم متعبه وغالبه النوم لكنه قلق وفي حالته ليس بحاجه لأسباب حتى يقلق فكل ما يحيط به مقلق وجاء صاحب المنع الامنى ليعيد الطين بله.
تسلل اليه شعور انه لا يريد ان يغفو دخن سيجارة واثنتين وثلاثه وشرب بقايا فنجان قهوه، حاول ان يطرد النوم بمتابعه القنوات المصريه للاطمئنان على احوال الاشقاء في مصر بدون فائده، فصدى الكلمات التي قالها صاحب المنع الامني لا زال يتردد في رأسه، تذكر جورج حبش ومقولته الشهيره التي تعبر عن تمسكه بحق العوده .....لن اعود الى فلسطين إلا مع اخر لأجيء فلسطيني.
لا يعرف لماذا تذكر جورج حبش عاد ليفكر بمقوله الاخصاء الوطني وتساءل بينه وبين نفسه، هل الاخصاء عباره عن شعور يتسلل الى الدماغ؟؟؟؟ هل هو مرض ام حاله متأصله في الإنسان ايعقل ان يكون فكر الاخصاء حاله واقعية وما الذي يدفع الانسان للتقبل بان يكون مخصياً ؟؟؟؟ تذكر ان السياسه تعبير مكثف عن الاقتصاد وجاء جنكييز ايتماتوف صاحب رواية وداعاً يا غولساري.
غولساري هذا عباره عن بغل عمل بجهد خلال الحرب الاهليه في روسيا، وما ان استنفذ البغل قوته امرت الثور باطلاق الرصاص على رأسه لأنه ادى مهمته، وهذا ما يحدث في الغالب مع خيل الحكومه، لكن صاحب البغل رفض الفكره وحاول ان يخاطب الثوره فوجد اصحاب الياقات البيض وكتب وداعاً يا غولساري ليحكي قصه ذل الشعب القرغيزي مع رغيف الخبز الخاضع للبيروقراطيه والعنصريه السياسيه.
ارهقه الحوار مع الذات، ونظر في الافق فوجد بقايا أمل وحاول ان يستعين بالماضي على الحاله التي تراكم عليها ألغبار لكنه عاد وكأنه شعر بالندم على العبث بالماضي، وقال في نفسه لا تعبث مع الاموات حتى لا تنزل عليك اللعنه، دع الماضي وشأنه، واقبل بالعار الذي لحق بك، عار الصمت والاخصاء والانتظار على باب هارون الرشيد لاستلام ألعطايا ساق الله على ايام هارون الرشيد كان الكتاب يوزن بالذهب، ما ألفرق ما بين الكتاب وموقف اللاموقف حبل سري لا ينقطع، وما بين الموقف وموقف اللاموقف عطايا ورفض امني للعامه.
حاول بينه وبين نفسه ان بيرر تقبل الاخصاء، وتمنى لو انه حاول اقناع صاحب المنع الامني ولو كذباً بضروره تقبل الوضع وعدم الكفر بما اعتقد وحاول ان يقنع نفسه بان الوقوف على باب هارون الرشيد في انتظار العطايا ضروه وتكتيك حاول كثيرا لكنه فشل، فهو يعرف ان العطايا تشريع للفساد وان الرفض الامني محاوله للاخصاء وان الصمت على الحاله مدفوع الأجر وان غسان كنفاني مات وشبع موتاً.
ما عاد يوسف ادريس مقنعاً ونحن نعيش الحقبه البوليسيه، وكأنه كان يخاطب غيرنا عندما قال : يا شعب فلسطين اقرؤوا مرتين مره لتعرفوا انكم موتى بلا قبور قبور الثقافه بلا ثوره والثوره بلا ثقافه، لا اعرف تنبأ كنفاني في هذه الكلمات بحالتنا؟؟؟؟ وهل قرأ حاله الاخصاء مبكراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية بفرنسا: اكتمال لوائح المرشحين واليمين المتط


.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا




.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين


.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع




.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف