الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاص والناقد السينمائي فؤاد زويريق... في ضيافة المقهى

فاطمة الزهراء المرابط

2013 / 8 / 16
مقابلات و حوارات


- الحلقة 122-

مبدع من أصول مراكشية، نشأ في بيت أعمدته من كتب وجدرانه من ورق، فعشق الكلمة في سن مبكرة، يحلم بمقهى بلا أبواب ولا جدران ولا كراسي ولا نادل، ليمارس غواية الكتابة والتأمل، من أجل التعرف على المبدع فؤاد زويريق وعلاقته بالمقهى كان الحوار التالي...

من هو فؤاد زويريق ؟
فؤاد زويريق هو واحد من الذين أحبهم الله وأنزلهم إلى هذا الفردوس السفلي بكآبته وفواجعه.. هو ترنيمة مراكشية خلقت كي تعيش وتترعرع داخل بيت أهله من حملة كتاب الله كانوا له نورا في ظلمات هذه الحياة .. هو واحد من الذين اكتووا بلسعة الغربة وصقيعها.. هو واحد من الذين يدفئون روحهم وفكرهم بالقراءة والكتابة .. هو واحد من الذين أصيبوا بانفصام شخصي صحي، حيث يعيش باسمين ولإسمين عزيزين، هما فؤاد وزويريق ..يعيش بفؤاده حتى ينفخ الروح في زويريق، ويعيش بزويريق حتى يعين فؤاده على الاستمرارية والنجاح.. هذا اسمي، هذا أنا، نعيش معا في جسد واحد وبروح واحدة.. اسمي هو أنا، وأنا هو اسمي بكل بساطة.

متى وكيف تورطت في عالم الكتابة؟
لم أتورط في الكتابة، الكتابة هي التي تورطت معي في الحقيقة، فالبعض يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، أما أنا فقد ولدت وفي يدي قلم، بحيث ولدت وترعرعت في بيت أعمدته من كتب وجدرانه من ورق، لن تدخلي أية غرفة من غرفه دون أن تجدي كتابا أوقلما فكل غرفه تؤدي إلى العلم والمعرفة، أما صاحبه والدي الشاعر إسماعيل زويريق حفظه الله، فهو ربه ورب كل حرف من حروفه المنزوية بين أركانه ورفوفه، إذن كما قلت لك فكيف بواحد ولد في بيت جدرانه من حروف وغرفه من قصائد وأشعار، لن يكتب؟ حتما سيتورط في الكتابة ومشاغلها، أو بالأحرى ستسكنه الكتابة وهوسها. وفعلا، كان أول نص كتبته هو قصة قصيرة تناولت فيها القضية الفلسطينية، وكان ذلك أيام الدراسة الإعدادية وقد تم نشرها في ملحق الاتحاد الاشتراكي آنذاك، لتتوالى بعدها الكتابات الإبداعية والنقدية وخصوصا السينمائية منها.

فتح النشر الإلكتروني أبوابا واسعة أمام المبدعين المغاربة وأصبح منافسا حقيقيا للنشر الورقي، بصفتك مؤسس ومدير تحرير شبكة الفوانيس الإلكترونية كيف تقيم هذا الوضع؟
صحيح، المجلات الإلكترونية وبإمكانياتها الشحيحة، حاولت ومازالت تحاول خلق قاعدة خدمات ثقافية جيدة وجادة إلى حد ما، وجلب طاقات إبداعية تضفي الحيوية والتجديد على النشر الرقمي. كما أن هذه المنابر تعتمد التنوع في النشر لمصالحة القارئ، وإحياء الثقافة الإبداعية من جديد. وهذا ما جعلني أعتقد اعتقادا راسخا - من منطلق خبرتي في هذا الميدان - أننا نسير في الاتجاه الصحيح، إذ أن المنابر الجادة تجد تجاوبا فاعلا بكل تأكيد، حيث يلجأ المبتدئ في النشر الرقمي إلى البحث عن ضالته في كل ما يصادفه من مواقع، ينتهي به إلى عزل واختيار ما يرى فيه البغية، وإن كان هذا التجاوب يبقى رهين مدى امتلاك المثقف لأدوات التعامل مع الإنترنت، والوعي الإيجابي بقيمة النشر الرقمي.
ورغم ما يعانيه هذا الإعلام من بعض الصعوبات والعراقيل، إلا أنه فرض نفسه وبقوة على الساحة الثقافية، مما جعله امتدادا للإعلام التقليدي أو الورقي وإن كان يرى فيه البعض بديلا، وأنا لا أقر بذلك في الراهن كما أنني لا أرى بينهما تضاربا في الأهداف بقدر ما أرى أن هناك تنافسا من أجل هذه الأهداف، تنافسا لن يكون إلا في مصلحة القارئ، وهذا بطبيعة الحال سيجعلهما يسيران جنبا إلى جنب لسد الثغرات التي يعاني كل منها.

ما هي طبيعة المقاهي في مدينة لاهاي الهولندية ؟ وهل هناك خصوصية تميزها عن المقاهي المغربية؟
المقاهي في مدينة لاهاي الهولندية لها نكهة خاصة وهي بطبيعة الحال بعيدة كل البعد عن المقاهي المغربية، المقاهي الهولندية تعكس ثقافة وسلوك وطبيعة شعب بأكمله، شعب يحب المطالعة والقراءة شعب رومانسي حالم بطبيعته.. المقاهي في هولندا خلقت من أجل ذلك لاغير، لن تجد في مقهى هولندي أحدا جالسا دون كتاب في يده، وإذا لم يكن كذلك فهو حتما مع حبيبته أوحبيبه يقضيان وقتهما في تبادل العبارات الرومانسية والعاطفية، أوالقبل حتى، هذا هو المقهى في هولندا، أما في المغرب فالكل يعرف طبيعة مقاهينا فلا داعي للحديث عنها هنا.

لعبت المقهى خلال القرن الماضي أدوارا طلائعية في مختلف المجالات فماهي الأسباب الكامنة وراء تراجع هذا الدور؟
في الماضي كان السبيل الوحيد للتجمعات هو المقاهي سواء كانت هذه التجمعات سياسية أو ثقافية أو غيرها. الآن اختلف الأمر كثيرا فبتطور العصر تطورت كذلك وسائل التواصل فأصبح الشخص لايفارق حاسوبه أبدا وأضحى هذا الاثير الافتراضي بمثابة تجمعات وتكتلات بديلة من أفراد ومجموعات سواء عبر المنتديات أو الشبكات الاجتماعية أو مواقع الشات... الخ

"يعتبر المقهى فضاء ملائما للكتابة" ما رأيك؟ وماهي طبيعة العلاقة بين المبدع فؤاد زويريق وفضاء المقهى؟
هذا صحيح، لكن ليست كل المقاهي ملائمة للكتابة فلن تستطيع الكتابة في مقهى شعبي مثلا. الكتابة فعل مقدس يلزمه التخشع التام، يلزمه السكون والسكينة، يلزمه التركيز، لن تستطيع الكتابة وسط أناس لايقدسون هذا الفعل، لن تستطيع الكتابة وسط الضوضاء والصراخ، لن تستطيع الكتابة والذي بجانبك يلعب أوراق اللعب.. لا.. قطعا لا.. الكتابة لها طقوسها الخاصة، ويلزمها أناس وأشخاص يشاركونك نفس الطقوس ويحترمونها.. الكتابة كما تمارين اليوغا يلزمها التأمل والانفصال عن العالم ببساطة، وهذا رأيي الشخصي .
أما عني أنا وطبيعة علاقتي بالمقهى، فلي ارتباط وثيق بهذا الفضاء، أحب الكتابة والتأمل فيه، ولي مقهى خاص ارتاده كلما أردت أن أكتب القصة فقط، وهو متواجد في مدينة هولندية اسمها (دلفت/Delft) هذا المقهى يجاور كاتدرائية مشهورة هنا في هولندا وتطل على ساحة عامة وارتاده في الصيف فقط حيث يكون الجو ملائما.

ماذا تمثل لك: مراكش، القصة، السينما؟
مراكش هي عشيقتي.. هي ذاكرتي.. هي وطني الأم.. هي لوني الأحمر الذي أفتخر به.. هي المدينة التي أسكنها وتسكنني بكل بساطة.
القصة هي بدايتي الابداعية.. هي حبي الأول.. هي قصتي مع الحياة.. هي قصتي مع الغربة.. هي اختزال لواقعي بأحزانه وأفراحه في سطر أو سطرين.
السينما هي الشاشة التي تعكس حلمي.. هي جزء من ذاكرتي.. هي حلم لم أحققه.. هي العشق الخالد الذي تمثله السينما الهندية.. هي الحركة والقوة التي تمثلهما السينما الأمريكية.. هي الواقع الذي تمثله السينما الايرانية.. هي الرومانسية التي تمثلها السينما الفرنسية.. هي الاحباط الذي تمثله السينما العربية.. هي الخذلان الذي تمثله السينما المغربية... هي الحياة كلها في أقل من ساعتين.

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟
أتصوره بدون أبواب ولاجدران ولا كراسي ولا نادل حتى، لأن الثقافة أكبر من أن تحتويها أربعة جدران وبضع كراس ونادل يخدمك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر


.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه




.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم


.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا




.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي