الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الإسلامية و إسرائيل

حميد المصباحي

2013 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا تحارب الولايات المتحدة الأمريكية حركات الإسلام السياسي و التنظيمات الديننية,لكنه تعمل في حالة وجودها كقوى اجتماهية دعمها و مساعدتها على الوصول للحكم؟هل هي صاحبة الفكرة أم أنها سياسة إسرائيلية,اقتنعت بها الولايات المتحدة الأمريكية و صارت مدافعة عنها دفعا للحرج الذي قد تصادفه إسرائيل إن ظهرت واضحة وراء مثل هذه الخطوات؟؟؟
1إسرايئل و الدولة الدينية
رغم علمانية إسرائيل سياسيا,فإن الديني في ساستها متحكم,و ليس بفعل اختياراتهم,بل بفعل جذور اليهودية اجتماعيا و ثقافيا,فهي الجزء الأقوى في هوية الشعب اليهودي,و نقطة ارتكازه القوية في مواجهة العرب لاكتساب شرعية الوجود و التملك العنيف للوطن الموعود به,و لذلك فقد قبلت كل الأحزاب السياسية دينية الدولة بمن فيهم العلمانيون و الديمقراطيون و ربما مستقبلا حتى الإشتراكيون,و لأن الفكرة اعترضتها الكثير من العوائق,في العلاقة بالدول الداعمة لإسرائيل,كان لابد من وجود دول دينية في الجوار.
2دينية دول الجوار
عندما يجد العالم,من خلال الربيع العربي,انتصار التنظيمات الإسلامية,الساعية لبناء الدولة الدينية في صيغتها اللاهوتية,و تدبيرها الإسلامي لإنتاج المشاريع الرأسمالية رغم الشعارات المحرمة لها,مع تنشيط التجارة و دعم التبادل بين الدول التي لها علاقات قديمة بالأنظمة المنهارة,فما الذي يمنع الولايات المتحدة الأمريكية من التعامل مع مثل هذه النظم السياسية,خصوصا التي تقبل بالإعتراف بما اعترف به السابقون كإسرائيل و حقها في الوجود و حتى الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لهجومات خصوصا من طرف القوى الإسلامية غير المعتدلة و المقصود بها الحركات الدينية السلفية الرافضة للمشاركة في الإنتخابات أو قوى التحرر اللبنانية المتمثلة في حزب الله و الدول الداعمة لحقوقه من إيران و سوريا و كل أحرار العالم بما فيهم روسيا و الصين.
3الدين و المصلحة
تجد إسرائيل بدينية الأنظمة المحيطة بها مبررا منطقيا و موضوعيا لإعلان نفسها كدولة دينية يهودية,بذلك تتخلص من عرب 48,و من المحيطين بمجالها الحيوي,و تستفيد من الصراعات المحتملة بين القوى الدينية الإسلامية و قوى الديمقراطية أو الداعين للدولة المدنية,و هي تدرك رفقة الولايات المتحدة الأمريكية أن جل الإنهيارات العربية تبدأ بوصول الكهنة و رجالات الدين للسلطة السياسية,فهم يعرضون المؤسسات لمزيد من الإنهيار فيعمقون الوجود العقدي كأخوة دينية ليتراجع الوازع الوطني,و تنبعث بذلك حركية الأقليات الدينية و العرقية,و هو ما تجيد إسرائيل اللعب به استراتيجيا في الحرب و السلام,لكن كيف تقبل و تدعم وصول الإسلاميين للسلطة و تتوجس خيفة من أنظمة دينية السلطة كإيران و حزب الله؟
4إسلامية إيران
لنبدأ أولا بحزب الله,فإسرائيل تنتظر بل تتمنى أن يحكم حزب الله لبنان,و يتحمل مسؤولية الإدارة للسلطة اللبنانية,و لأن حزب الله له استراتيجيته فهو يعرف غاية إسرائيل من وراء كل ذلك,كما أن إسلامية حزب الله المقاومة تختلف عن دينية و إسلامية الحركات السلفية و الإخوانية المميالة للسلطة و حتى للتسلط,أما دينية و إسلامية الجمهورية الإسلامية,فهي تعددية,و ليست منغلقة,فهناك اجتهادات في الفكر و السياسة توازيها نهضة علمية تقدمت فيها إيران خطوات جبارة مثبتة كيفية الربط بين الديني و الديمقراطي بآليات تستحضر العلم و المصالح في الوقت بدون التفريط في السيادة الوطنية ببناء تحالفات دولية تتحرر من خلالها إيران من الهيمنة التي تعيشها كل الدول العربية خصوصا المتبجحة بدينيتها و إسلاميتها.
خلاصات
الدولة المدنية تختلف عن إسلامية الدولة,لكن يمكن خلق توافقات و تقاربات تحفظ للدين حضوره,و السياسة فعاليتها,بدون أن يعمل الساسة على خلق تماهي بين قواهم والشرائع الدينية,لأن مدنية الدولة تفترض أولا أن الدولة مؤسسات تتغير, و تحقق مصالح الناس بالفعل لا الدعوات و التجمعات الصاخبة,فالحساب أمام الله لا يكون جماعيا,بل فرديا كما الجزاءات و العقاب,فلا داعي لأن يفرض الفكر الكهنوتي سيطرة مزدوجة على الناس دينا و دنيا,فقد فشلت هذه التجربة و ينبغي التخلص منها و نسيانها للأبد.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل منطقي وواقعي
ابولؤلؤة ( 2013 / 8 / 16 - 18:53 )
Bravo pour lalyse

اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة