الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هروب السجناء بين ارهاب الحكومة وبين الارهابيين

منى حسين

2013 / 8 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لو سمحتم سادتي الكرام اشعلوا الاضواء ولنبدا العرض الان لقد طال تمثيلكم والدور صار باهتا لا مفاجئات فيه ولا نفع. كل ما في القضية الالتصاق بالكرسي وسطوة البرلمان الجاه والنفوذ والاجرام، لقد تباينت الادوار القتل صار حلال والحياة حرام، بين طيات الجوع والفقر والالم ينام اطفال وتشعل شموع ماساتهم بنور سياسي يفترش النعيم وسادة والعسل كاس وقلادة، وتحت القلق والدموع وعدم الامان ترقد قاصراتنا وارامل ومطلقات صارت اعدادهن بالالاف بل بالملايين، والسياسة لدينا قصة كبيرة معقدة ومستحيلة والبرلماني يصب كل تفكيرة في حل الازمة، ازمة التقاعد والمخصصات والمبالغ المستحصلة والجميع يشد لها الاحزمة،، فالتفجيرات امور ثانوية.. وقتل النساء ملفات عشائرية.. وموت الاطفال امور عادية.. ونقص الخدمات توافه ادارية.. وبراميل النفط عائدات اقتصادية.. وابادة الجماهير طبع السياسة الاسلامية..
كل شيء هنا في العراق صار وارد وطبيعي جميعهم يجلس خلف طاولة الاجتماع بدا من المالكي وعلاوي.. وانتهاءا بالسيدة الفتلاوي والدوري ومرورا بالمشهورة بقذق القبقاب.. وتدعى عالية نواب.. وكتل واحزاب تدور الجرائم في دوائرهم ويتأبط الارهاب سياستهم.. كل هؤلاء اجتمعوا وأثمر اجتماعهم عن هروب السجناء، ما هي قصة هروب السجناء هل يا ترى كانت تنسيق مثير للدهشة على اعلى المستويات من اجل تحقيق تلك العملية الخارقة، التي كان واضحا تعاون اجهزة في اعلى قمة هرم السلطة العراقية لنقل السجناء الى مكان مناسب واقامة حفل افطار لهم، وحصولهم على الموبايلات والاسلحة وعملية النقل العظيمة لحوالي الف سجين ارهابي خطير، وتدبير اختفاء معظمهم بنجاح، ليس بالامر الهين على الاطلاق حتى في افلام الاكشن، وتعجز حتى الدول العظمى احيانا عن انجازه ضد الحكومات المعادية لها هل نرى هنا تواطء للحكومة في العملية، وبالتالي هذا يكشف لنا التواطء الكبير بين الحكومة والارهاب وخصوصا في الجانب الامني.
ان الارهاب لا تنفذه الخطط العسكرية الامريكية وحدها فحسب بل ينفذه جنود متاسلمين حفر الحقد جباههم واعمى الجهل ابصارهم. فلو بدءنا العد فسنبدء من مؤسس الحملة الايمانية صدام حسين وكل عصابته، عزت الدوري وعصابته، عبد الناصر الجنابي وحمايته، حارث الضاري وحمايته، ثم انتسابا للابن لادن وعصابته.. والظواهري وعصابته.. الزرقاوي وعصابته.. كثير لا يتسع المكان والوقت للادراجهم هنا وهناك ايضا الالاف من الانتحاريين اللذين نفذوا العمليات الانتحارية في العراق، الالاف من منفذي عمليات زرع العبوات الناسفة والالاف من منفذي اغتيالات كاتم الصوت، ثم اين كانت حاضنات الارهاب هذه انها في قلوب وجيوب اصحاب السلطة، ومقابل كل هذا كانت هناك ايضا فيلق بدر.. جيش المهدي.. قوات سوات التي تعتقل وتقتل بغير حساب.. جيش البطاط..هذه منظمات واحزاب اما عن الاشخاص فرجال امن وضباط جيش وشرطة اعتقلوا وقتلوا عشرات الالاف من الابرياء، كل هذا الارهاب له جذر واصل واحد وهو الوقاحة والوحشية المتمثلة بحكومات الاسلام السياسي ومحاولة فرض هيمة الاديان على حياة المدنين.
ان المشكلة الحقيقية ليس في هروب السجناء، ولا لانهم اعضاء في القاعدة او في منظمات ارهابية اخرى، بل ان المشكلة تكمن بأن العراق تحول الى مرتعا سياحيا للارهابيين والمليشيات والعصابات التي تقتل بدم بارد يوميا عشرات الابرياء. وكما تكمن المشكلة ايضا بأن حكومة لا تهتز لها جفن جراء ما يحصل في البلد الذي يعتقد انها تديره وباقية رغما على انف الجميع فهي متورطة بالارهاب مع سبق الارصاد والترصد. ان الطريق لاحلال الامن لن يأتي من خلال الحكومة ولا من خلال لجانها التحقيقية المزيفة ولا بأنتقادات الصدر وعلاوي، بل يأتي عن طريق نزول الجماهير بنفسها في ادارة امنها. ما نراه اليوم في البصرة وبالامس في الناصرية من تظاهرات جماهيرية من اجل الخدمات وتوفير الكهرباء ومحاربة الفساد بداية الغيث وعلينا ان نوسع تلك الاحتجاجات على مستوى العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل