الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا ننسى ما نسيناه !! -سبق الميم ترتاح-

خالد غميرو

2013 / 8 / 17
كتابات ساخرة


هناك وجهة نظر جدية تقول، أن المشكلة الأساسية التي تجعل الشعوب العربية والامازيغية ( لكي لا أُتهم باني "عروبي")، مظطهدة ومظلومة ويعمر عليها الإستبداد طويلا، هي مشكلة القدرة العجيبة على النسيان، فشعوبنا تنسى بسرعة أنه قد مر عليها سنوات من الرصاص أو حكما ديكتاتوريا أو حاكما ظالما أو زعيما مستبدا، وسرعان ما تسارع للركوع لحاكم أو زعيم جديد رغم انها تعرف انه غير مضمون، بدعوى أنها تريد الإستقرار والسلام، بل أكثر من ذلك تكون قادرة على المسامحة، بمجرد أن يعدها الحاكم بأنه سيفتح عهدا جديدا، وديمقراطيتا جديدة، وينشأ لها هيئة للإنصاف والمصالحة.

لكن لكي تكون هذه "الوجهة نظر" أكثر جدية، يجب أن تجيب على من أين أتت هذه القدرة العجيبة على النسيان؟ وماهي أسبابها؟

أفضل مكان يمكن أن نبحث في عن جواب لمثل هدا النوع من الأسئلة، هي أمثالنا الشعبية التي نسمعها بشكل يومي ومتكرر، ونُنصح بالإلتزام بها عند رؤيتنا وحضورنا لحادثة معينة، لدا فالذي يجيب على سؤالنا هدا هو داك المثل الشعبي الذي يقول: "سبق الميم ترتاح".
إن هذا المثل يدل على شيء واحد، هو أنك إن شهدت على شيء رأيته وتعرفه، فإنك لن تجني من وراءه سوى المتاعب، لذلك عليك ان تلزم الصمت لكي ترتاح، لذا فالناس تعرف جيدا ان الشاهد يتعرض للمتاعب والعقوبات أكثر من الضحية و المجرم، ، وتعرف جيدا أن السجون مليئة بشهود تحولوا فجأة لمدنبين، حتى ما نسميهم "بمعتقلي الرأي" فالرأي الذي أعتقلوا من أجله مهما كانت طبيعته، هو "شهادة نادرة" على ما وقع، لهذا يفضل الناس في غالب الأوقات حل النسيان والمسامحة، لأنه سيجنبهم كل المتاعب والمشاكل التي ستأتي من وراء تقديم شهادتهم، بإعتبارهم شهودا على ما وقع، ويُظهرون ذلك في التوجه بكثرة إلى دور العبادة كل ما وقعت مصيبة تستلزم "الشهادة" ، وهي الأماكن التي تساعد على النسيان والمسامحة بطريقة أفضل و أسرع.

خلاصة القول إن "قدرة الشعوب العجيبة على المسامحة ونسيان ما وقع، نابعة من خوفهم و عدم قدرتهم على أن يكونوا شهودا على ما يقع."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط