الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة من شباب ثورة 19

حسين عبد المعبود

2013 / 8 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عندما يتقدم السن بأي منا تراه دائما لديه حنين للماضي متذكرا دائما لأيام شبابه الجميلة دائما بالنسبة له بما لها وما عليها ، والخطأ هنا أن كل منا إلا من رحم ربي يعتقد دائما أنه وحده الذي كان صائب الرأي وحكيم زمانه سواء أخذ برأيه وقتذاك أو لم يؤخذ ، وأنه مازال ثابتا على مبدأه ، والأخطر من ذلك أننا نصدق من يجاملوننا بالقول الحسن وعبارات الثناء على ما نمتلك من رؤية وسداد في القول وثبات على المبدأ وغالبا ما يكون هذا القول لا حقيقة له على الإطلاق ولكن لظروف السن ومن باب الاجتماعيات المزيفة، وهذا ما استغله العسكر بقيادة الفرق السيسي لتوظيف أحداث 30 يونيو 2013 لصالحهم وطمعا في السلطة ولو من وراء الستار .
ولذلك ليس غريبا أن يأتي لنا العسكر بحكومة الدكتور الببلاوي صاحبة الرقم القياسي في تقدم سن أعضائها وصدق من قال : ( أن حكومة الببلاوي سوف تدخل موسوعة جنز من حيث تقدم السن لعدد كبير من أعضائها الذين كانوا شبابا أثناء ثورة 19 ) التي اندلعت عقب القبض على الزعيم الراحل سعد زغلول .
فالدكتور الببلاوي ورفاقه أكثر من محترمين ولكن تجاوزتهم الأيام وتجاوزتهم الأحداث فلا الأيام أيامهم ولا الأحداث قد أتت بهم ولكن أتى بهم العسكر لأنهم يعيشون على الماضي ولا رؤية حقيقية لهم تعالج الأحداث وتخرج بنا من الأزمة لواقع جديد بلا تردد ولا ارتباك ولا تسلط ولا استبداد ولا ظلم ولا طغيان ، وهذا على عكس رغبة العسكر الذين يريدون امتيازات وأوضاع خاصة لهم تمكنهم من السيطرة على الحكم والإمساك بزمام الأمور ولو من وراء الستار وإن ادعوا بغير ذلك أوحلفوا بكل الكتب السماوية ، ولن يمكنهم من ذلك إلا حكومة مثل حكومة الدكتور الببلاوي التي تحتاج لخارطة طريق لخارطة المستقبل التي وضعها العسكر من أفكار الدكتور البرادعي مع ملاحظة أنهم أخذوا من أفكار البرادعي العناوين وغيروا المضمون فخرجت الخارطة مشوهة وكل الممارسات تثبت صحة ما ندعي ، ولن يقبل بذلك إلا حكومة مثل حكومة الببلاوي الذي وافقت على أن يكون الفريق السيسي نائبا لرئيس الوزراء كي تكون له الكلمة الفصل دون بقية االوزراء أما السيد رئيس الوزراء فيكفيه أنه كلما خرج علينا حدثنا عن ضرورة الأمن وفائدة الاستقرار وأنه لا استثمار ولا تنمية قبل أن يتحقق الأمن ويسود الاستقرار دون اتخاذ أي خطوة توضح لنا رؤية الحكومة واتجاهاتها .
الأمن والاستقرار ضروريان وهي كلمات جميلة وحقائق لا جدال فيها ولكنها فقدت معناها لأنها أصبحت النغمة التي نواري بها عجزنا وفشلنا ولا نخجل من تكرارها بدءا من أيام مبارك ومرورا بالمجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي ثم حكم الإخوان وختاما بالعسكر مرة أخرى ولكن على لسان الببلاوي .
أعرف جيدا أن الدكتور الببلاوي يستطيع أن يعطينا وطلبة الجامعة محاضرات أكثر من رائعة عن : الاشتراكية والرأسمالية ولكن للأسف لم تعد هناك اشتراكية بمفهوم الستينيات ، ولم تعد هناك رأسمالية كالتي كان نقيضها الاشتراكية ، العالم تجاوز كل هذه المفاهيم وهذه النظريات ، كما أن النظرية وحدها لا تكفي بل لابد من رؤية واتجاه كي نعرف اتجاه البوصلة وهذا من نريده من حكومة غير حكومة الببلاوي التي لم يكن لأي من أعضائها دور ملموس في ثورة 25 يناير ولا أحداث 30 يونيو باستثناء الفريق السيسي الذي كان ومازال اللاعب الأساسي في صناعة الحدث ، نريد حكومة شباب كان لأصحابها رؤى ودور في صناعة ثورة يناير عرفناهم في الميدان وعرف الميدان بهم لا حكومة شباب ثورة 19.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي