الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيار الجزائري أم الخيار السوداني .

صالح حمّاية

2013 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الكثيرون يتحدثون عن النموذج الجزائري وعن خطورة تكراره ، و الجميع ينذر ويحذر ... لكن الحقيقة انه رغم هذا التهويل المبالغ فيه ، فالنموذج الجزائري نموذج يشاد به و قد يكون من الأفضل تبنيه مقارنة بالخيارات الأخرى الممكنة (نقصد هنا تدخل الجيش للإطاحة بحكم الإرهاب ) .

إن الحل الوحيد الباقي إذا ما قررنا عدم المشي في الخيار الجزائري كما ينادي البعض ( اغلبهم إسلاميون طبعا ) هو النموذج السوداني ، النموذج حيث يتحالف العسكر و رجال الدين و هو نموذج لا يخدم طبعا سوى الأصولية و يعتبر كارثة على الوطن .

الواقع أننا لو قارنّا بين حال الجزائر التي أطاح فيها الجيش بحكم الإرهاب ، وبين حال السودان التي تحالف فيها العسكر و رجال الدين و التي ينادي البعض بتبني خيارها ضمنيا لوجدنا أن حال الجزائر أفضل بما لا يقاس (أفضل بالنسبة لغير الإسلاميين طبعا ) ، فالجزائر رغم الصعاب التي مرت بها بسبب هذا الخيار ضلت دولة موحدة و لها سيادتها ، في المقابل فالسودان و بمعيت العسكر الملتحي تقسم بل هو مقبل على مزيد من التقسيم ، ثانيا الجزائر و التي يهول البعض بضحاياها الذي حصدهم الإرهاب الإسلامي ، فهي و مع هذا المصاب الأليم تبقى أفضل من السودان التي عرف إبادة للملايين على أيدي نظام الإخوان المسلمين ، الأمر الأخر أن الجزائر وبعد كل شيء ها نحن نراها دولة ديمقراطية إلى حد ما ، وفيها حريات وهناك أمل في مستقبل أفضل لها ، في المقابل في السودان فهناك طاغية مجنون يدير الأمور و حكومة دينية مهلوسة تجلد الفتيات بسبب لبس البناطيل .

(هنا لا ننسى خروج الترابي عراب النموذج السوداني بعد سنين من الحكم وتخريبه للسودان ليقول أن ما فعله كان خطا ، وانه كان أفضل لو لم يحكم الإسلاميون ، وهو اعتراف صريح من أب هذا المشروع بفساد مشروعه ، في المقابل فالخيار الجزائري الذي قاده الجنرال الخالد خالد نزار ها هي تتأكد صحته يوما بعد يوما و بشهادة الواقع ) .

الواقع أن الجزائر رغم كل شيء أفضل بما لا يقاس بالنموذج الثاني الذي يطالب به الإسلاميون ، وهي ورغم كل ما تعرضت له تبقى أرقى ، أما بالنسبة لما دفعته ثمنا لهذا ، فهذا الثمن يتحمله الإرهاب الإسلامي الذي قتل الناس و الذي قايض البلاد من أجل مصالحه وليس الجيش او الشعب الذي ثار على حكمه .

إن النموذج الجزائري الذي يجذر التحذير منه في الحقيقة ليس الانقلاب على الإسلاميين كما يروج البعض ، بل هو السماح لهم بالعمل السياسي ، فالمشكلة بالأساس انك حين تسمح لفصيل متطرف بالعمل السياسي فأنت تفح على نفسك باب الإرهاب ، فهذا الفصيل سوف لا محالة سيسعى لتطبيق برنامجه المتطرف ،و حين سيفعل فأنت أمام خيارين إما الرضوخ لحكم الإرهاب و إما الصبر على الأذى بعد الإطاحة به .

إن الكارثة الحقيقة التي كان يجب تحاشيها في الأصل كانت في السماح للإسلاميين بالعمل السياسي و إنشاء الأحزاب ، أما وقد حصل فهذا فعلى الشعوب تحمل مسؤولية أفعالها ، لأن التاريخ لا يغفر لمن لا يتعلمون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالحاج الارهابي
نور الحرية ( 2013 / 8 / 17 - 18:12 )
خرج علينا بالامس عراب الارهاب و سيئ الصيت ومكفر الاخوان_ المتباكي عليهم اليوم_ والصوفيين والعلمانيين وكل الناس بستثناء السلفيين طبعا علي بالحاج في مظاهرات محدودة بالعاصمة منددا بالتجاوزات على حقوق الانسان _نرجوا عدم الضحك_ مطالبا السلطات الجزائرية بمساندة الارهاب و الاخوان المجرمون في مصر

اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم