الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يصبح الوطن منفاً على الشعب أن يُقسم البلاد

هشام محمد علي

2013 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


على الشعب أن يثور ضد الطغاة إن كانت مشكلته مع طاغية، ولكن مشكلة العراقيين مع انفسهم.

بين الفينة والأخرى اجد صديقاً صحفياً او كاتباً عراقياً عرفته معتدلاً، قد اعلن أنه من الطائفة الشيعية او السنية وانه وقلمه بالمرصاد لكل من يحاول النيل من طائفته.

تحدث مثل هذه الأمور عندما يشتد الصراع بين طرفي النزاع، ولا يعود للمثقف المعتدل صوتٌ او مكان بين طائفته، بل ويُنبذ من ابناء جلدته مالم يُعلن انه معهم ضد من يُعاديهم.

هذا المثقف هو في الغالب ايضاً طائفي ولا تُعيبه طائفيَتُه في العراق بشيء، فكل الشعب طائفي، وقد اصبح الجزء الأكبر منه متطرفاً في طائفيته، ولكن الجديد هنا هو في الإعلان الدراماتيكي لطائفية المثقف، من خلال مقال او على حساب على موقع إجتماعي مع جُمل "من يمس طائفتي بسوء يمسني" واحد الأصدقاء كتب "من لا يستطيع الدفاع عن اهله لن يستطيع الدفاع عن العالم"!

وهذا يؤشر على أن الفشل الذي يعيشه العراق اليوم كدولة هو الفشل الأكبر لمحاولات المئة عام الماضية للتحول نحو دولة حقيقية.

بني العراق الحديث على ارضٍ هشة، وقد توالات عليه كوارث عدة، ومقاومته للصدمات باتت شبه معدومة، وهو اليوم في اسواء حالاته، فقادته من السياسيين يبحثون عن حلول السلام عبر مسالك الحرب سواءً عن جهلٍ او عمد، وعندما تندلع الحرب فستكون بالنسبة لهم فرصة ليلتحقوا بأهاليهم في الدول الأخرى، وليشرفوا على اعمالهم التجارية ودروس اطفالهم في افضل المدارس والجامعات، فالحرب بالنسبة لهم إجازة من هموم السياسة، لأنهم يتقنون ايقادها لا إدارتها.

لذلك اقول للإنسان العراقي البسيط، الذي مل زحام الطرق، وهموم الأهل ومشاكل البلد، إذا ما رأيت بوادر الحرب قادمةً فأخرج وارفع صوتك بالتقسيم السلمي، بغض النظر فدراليات، كونفدراليات او دول، لأن الحرب ستأخذ منك من تحب. ودعك من شعار "الوطن يستاهل مي العين" لأن الحياة الكريمة ومستقبل الأطفال اولى بماء العين، والوطن الذي كل تاريخه ظلم وحروب ومعتقلات ليس بوطن بل منفى.

واعلم ان جميع الصراعات والحروب ضحاياها من الفقراء وعوام البسطاء وليس السياسيين او ذويهم من الدرجة السابعة، وهي في النهاية ليست حربك بل حربهم. وإذا تحارب الضباع والثعالب فالضحاياً سيكونون من الأرانب، وإن لم تستطع منع الحرب فلا تكن مطيةً تُركب في ساحة المعركة وتؤكل عند الجوع.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م