الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي في الأحداث المصرية الأخيرة

رياض اسماعيل

2013 / 8 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أنا لست هنا في مجال تبرير العنف المفرط الذي مارسه الجيش والأمن المصريان أثناء فض الاعتصامات الأخيرة، ولكنني أريد توضيح حقيقة معينة حتى لا تغيب في خضم الأحداث المأساوية.
برأيي إن الممارسة الوحشية التي أظهرها الجيش المصري تدل على حقد كبير موجود في قلوب فئة كبيرة من الشعب المصري على الإسلام السياسي متمثلآ بتنظيم الإخوان المسلمين بشكل خاص، وعلى التيارات الإسلامية كلها بشكل عام.
هل تساءلنا لماذا؟ هل هي طبيعة بشرية مريضة؟ أم أن هناك أسبابآ وتراكمات أخرى غذّت كل هذا الحقد؟
أنا لست من محبي نظريات التآمر التي اعتدنا أن نلقي عليها مشاكلنا، ولا أصدق أن أمريكا وإسرائيل هي وراء ذلك، الخلل موجود في المجتمع المصري وعلى الشعب المصري معالجته.
برأيي يقع الجزء الأكبر من اللوم على الإسلاميين أنفسهم، لأن هذه الفئة من الناس إما أن تحبها وتنتمي إليها، أو تكرهها كرهآ عظيمآ، لا أحد يزرع الأحقاد في المجتمع مثلهم، لا أحد مثل الإسلاميين يخلق استقطابآ في المجتمع، معي أو ضدي، مسلم أو كافر.
تخيلوا حياة مواطن ليبرالي وخاصة إذا كانت إمرأة في مجتمع يحكمه إسلاميون متشنجون استقطابيون مثل إسلاميي مصر!
كم كنيسة أحرقوا في السنوات الأخيرة؟ كم قبطيآ قتلوا بدون سبب؟ كم كاتبآ ومفكرآ ليبراليآ تم قتله أو هددوه بالقتل؟ وكم كاتبآ اضطر للتراجع عن أفكاره اتقاءآ لشرهم؟
كم فتاة غير محجبة تعرضت للأذى والإهانة حتى انتشر الحجاب والنقاب خوفآ من أذى هؤلاء الناس؟
كم فضائية دينية تبث السموم وتزرع الأحقاد والتمييز بين المواطنين وتكرّس فكر استعلاء المسلم على غير المسلم وتروج لمنهج اجتماعي غاية في التخلف؟
أحقاد كبيرة تراكمت بسبب ممارساتهم وسياساتهم الإقصائية الاستعلائية الاستقطابية، وتراكمت الأحقاد عليهم أكثر عندما ركبوا الثورة المصرية قبل أن تقطف ثمارها، الثورة التي أسسها الشابات والشباب المصريون الذين كانوا أبعد ما يكون عن الخطاب الديني، بل كانت ثورتهم ثورة شعبية اجتماعية تهدف لمحاربة الفساد وتوريث الحكم وإعادة الحق لأصحابه.
وتراكمت أحقاد جديدة عليهم عندما وصلوا إلى الحكم بهامش ضئيل وحتى بنتائج مشكوك فيها، ثم وضعوا برنامجآ يكرّس حكمهم وبدؤوا بأخونة كل مؤسسات الدولة والدستور لكي تصبح مصر كلها بكل أطيافها وفئاتها غنيمة خالصة لهم إلى يوم القيامة.
الخلاصة، الإسلاميون زرعوا الأحقاد فحصدوا القمع، لو زرعوا المحبة والمودة والتسامح والاعتراف بالآخر وبحقوقه المشروعة، لو قدموا مشروعآ وطنيآ حضاريآ جامعآ، هل كانت القلوب امتلأت حقدآ عليهم وتحيّنت أقرب فرصة لكي تنتقم منهم؟
أرجو أن يكون ذلك درسآ لتنظيم الإخوان المسلمين في بلدنا سوريا ولبقية تنظيمات الإخوان، الدرس هو، الوطن للجميع، وليس غنيمة يتنازع عليها الناس
أليس من أجل هذا المبدأ ثار الشعب المصري في المرّة الأولى؟
على تنظيم الإخوان أن يستوعب دروس التاريخ، عليه أن يدرك أن هناك ثورة شعبية حقيقية لن تقبل بأنصاف الحلول ولا الانتقال من استبداد إلى استبداد آخر
عليهم أن يدركوا أن هناك وعي حقيقي في الشارع ورغبة حقيقية بالنهوض والتطور والتحرر من كل أشكال الاستبداد الأمني والديني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - لقاء مع صبري فواز | الجمعة 26 أبريل 2024 | اللقاء


.. مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع - الرمضاني- مساء يوم ا




.. Messages to the Tories: -Get Out- Socialist issue 1275


.. The Arab League - To Your Left: Palestine | الجامعة العربية




.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل