الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكهرباء تدخل موسوعة غينس

مفيد بدر عبدالله

2013 / 8 / 17
كتابات ساخرة



نسمع بين الحين والآخر عن غرائب وعجائب جديدة تدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية العالمية ، هذه الموسوعة التي تضم كل ما هو مبهر وغريب من شتى بقاع الأرض ، في السنوات الأخيرة سجلت أحدى بلداننا العربية (دولة الأمارات ) رقمين جديدين احدهما لأعلى برج في العالم والثاني لأغلى فندق بالعالم أما بلدنا فلم يُسجل له رقم قياسي رغم ما فيه من الغرائب والعجائب التي تكفي لملء مساحة غير قليلة من الموسوعة وبأرقام يصعب تحطيمها عالميا ولكن القائمين على الموسوعة لم يلتفتوا إليها لتدون كحق أصيل لنا بلا منازع ولا نجد للأسف الشديد من يطالب بهذا الحق ، فالكهرباء تأتي في المرتبة الأولى بعجائبها وغرائبها ، فلم تشهد أي وزارة في العالم أنفاقا يفوق أنفاقها على عمليات الصيانة على مدى الأعوام العشرة الماضية ومازالت تراوح مكانها مثلها مثل أجهزة الركض في الصالات الرياضية ( لا تقدم يذكر ) فما زالت سطوح المنازل ملاذنا رغم رطوبتها وبعوضها وباعة الثلج أكثر من نشتاق إليهم ونزورهم يوميا ، ومما يستحق أن يدخل الموسوعة الكم الهائل من الأسلاك المتشابكة الشبيه بخيوط العناكب والتي أصبحت من سمات شوارعنا وأزقتنا والتي بمجملها لا توفر ألا النزر اليسير من الامبيرات التي تسري في قلوبنا قبل الأسلاك وتغادرنا في عز شوقنا ومحبتنا فتغادرنا الأحلام والأمنيات ، أمنيات تسحق تحت أقدام خطواتنا المتعبة بين سطوح المنازل وغرف نومنا وأخرى بين ثلاجاتنا الخجولة وباعة الثلج بأعدادهم المتزايدة و التي تستحق وبجدارة أن تدخل الموسوعة ، فما بين بائع وآخر أمتار قليلة ومن حولهم الحالمون بكأس ماء بارد بعدما تجرعوا كأس الخذلان من الواعدين بالغد الأفضل ، فتسقط الوعود مع قطرات الماء المنهمر من الثلج المحمول على الرؤوس فتمتزج بقطرات الدموع ، دموع المتعبين المنهكين وهم ينظرون إلى المحولات الكهربائية بشفقة والتي تستحق أن تدخل الموسوعة برقم قياسي جديد لعدد المنتحر منها فنسمع صوت صرختها الأخيرة من على سطوح المنازل ونشاهد وهج وميضها الشبيه بالبرق ، لمن نشكو ماسينا ونحن نستذكر أقاويل الكثيرين ووعودهم قبل الانتخابات وهي تستحق أن تدخل الموسوعة لكثرتها لم نفهم في حينها معناها فصدق بعضهم بان الكهرباء ستكون من أولى اهتماماته ولم يمر شهر على دخوله البرلمان حتى اشترى لمنزله ( مولدة ديزل عملاقة ) فالكهرباء كانت من أولى اهتماماته وسبقت السيارة الجديدة والمسكن الجديد ، أما مواطنونا فقد حطموا كل أرقام الموسوعة بصبرهم وقناعتهم العجيبة ، فان حصل على ثلث نهاره خير من اللاشيء و يطمح أن لا تتراجع ويرى في الوعود بأنها المحال الأقرب للخرافة من الحقيقة فحلم استقرار الكهرباء كما يحتاج من الوقت ليتحقق ، فكل ما نعلم بأنه ينتقل على ظهر سلحفاة وهي الآن متوقفة تستريح وبانتظار أن تتحرك لتقطع الآلف الأميال وهنيئا لمن يمد الله بعمره ليشهد استقرارها ، حينها سينضم باعة الثلج وأصحاب المولدات لأعداد العاطلين عن العمل ويصعدوا على ظهر سلحفاة لتسير باتجاه أحلامهم فان وصلت بعد عشرة أعوام فستكون أسرع سلحفاة بالعالم وستتدخل موسوعة غينس للأرقام القياسية العالمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟