الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خليل كلفت - مفكر وكاتب ماركسي مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مخاوف من الحرب الأهلية في مصر، الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى.

خليل كلفت

2013 / 8 / 18
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -110 - سيكون مع الأستاذ خليل كلفت - مفكر وكاتب ماركسي مصري -  حول: مخاوف من الحرب الأهلية في مصر، الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى .
 


1: حملة أمريكية ضد فض الاعتصامين بالقوة: تُدين جوقة عالمية ومصرية فض الاعتصاميْن بالقوة. وتتألف الجوقة من أصوات متنافرة تأتى من مصالح متعارضة، ومع هذا فإنها جميعا تعزز الحملة الأمريكية كما تعزز الموقف السياسى للإسلام السياسى بقيادة الإخوان المسلمين. وكان إسقاط الحكم الإخوانى السلفى فى سياق موجة 30 يونيو الثورية، وتدخُّل الجيش، صدمة كبرى للولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص لأن مصالح أمريكية إسرائيلية خاصة فى سيناء كانت تأخذ من الحكم الإخوانى السلفى أكثر مما كان بوسعها أن تأخذ من حكم مبارك. وكانت تلك المصالح تتحقق عبر صداقة وثيقة وعمالة تاريخية بين الأمريكان والإخوان. وكان لا مناص من أن تعبِّر الصدمة الأمريكية عن الغضب الشديد لكى يعرف عملاؤهم فى كل مكان أن أمريكا لا تتخلَّى عن أصدقائها وعملائها، رغم علمها بكل وضوح أن ضربة قاصمة للإسلام السياسى فى مصر والعالم قد تم توجيهها، وأن مرسى لن يعود إلى الحكم وأن أمثاله فى كل مكان لن يبقوا على الأرجح فى الحكم طويلا فى بلدانهم.


2: أمريكا ضد الانقلاب العسكرى حفاظًا على الحكم الأصولى الفاشى: وتدين أمريكا بصفة خاصة، والغرب بصفة عامة، ما تسميه بالانقلاب العسكرى، كما يُحبطها فشلها فى عقد صفقة بين الجيش والإخوان تضمن مستقبل الإخوان وحلفائهم الإسلاميِّين فى مصر والعالم، كما تُدين فض الاعتصامين بالقوة. ومعنى هذا أن أمريكا كانت تريد ثورة ضد الثورة الشعبية التى أدت إلى الإطاحة بالحكم الإخوانى، وانقلابا إخوانيا ضد الانقلاب العسكرى. ومن الصعب أن نتصور أن أمريكا ضد الانقلابات العسكرية كمبدأ. وليس هناك على كل حال فى السياسة مبدأ من أىّ نوع ضد الانقلابات العسكرية. وأمريكا بالذات هى راعية الانقلابات العسكرية الدموية. ومعنى هذا أن تشبُّثها بحكم الإخوان والسلفيِّين أو على الأقل بوجودهم فى المستقبل هو الذى يدفعها إلى الوقوف ضد موجة 30 يونيو الثورية والتدخل العسكرى اللذين قادا إلى حرمانها من أداة من أدواتها المهمة فى مصر والعالم.


3: الفض بالقوة أو عدم الفض الذى يساوى عودة الحكم الإخوانى أو الحرب الأهلية: ولكن أمريكا تدين أيضا استخدام القوة فى فض الاعتصامين والمسيرات والاعتصامات اللاحقة لهما. والحقيقة أنه لا يوجد نوعان من الفض لاعتصامات مسلحة فى سياق حرب أهلية إخوانية سلفية مخططة. الفض، أو عدم الفض، والثالث مرفوع. والفض لا يكون إلا بالقوة. والبديل الوحيد هو عدم فضها على أمل أن تنفضّ. والحقيقة أنها لم تكن لتنفض. ذلك أن اعتصامىْ ميدانىْ رابعة العدوية ونهضة مصر كانا يشكلان بؤرة مسلحة تنطلق منها وتتغذى عليها مسيرات واعتصامات مسلحة أخرى. وكانت كلها فى سياق حرب أهلية ضد الدولة والمجتمع والجيش والشعب جميعا. ولا حاجة بنا الآن إلى سرد وقائع ودلائل واستعدادات وأخيرا عمليات هذه الحرب من سيناء بمساندة جماهيرية إخوانية فى اعتصامات وتظاهرات ومسيرات العاصمة والمحافظات. وبالتالى فإن عدم الفض كان يعنى أمرين لا ثالث لهما أيضا: إما عودة الحكم الإخوانى السلفى أو الحرب الأهلية الإخوانية على أمل العودة إلى الحكم. وأمريكا تعرف كل هذا جيدا جدا غير أن مصالح بعينها، وربما كانت تاكتيكية ليس إلا، أصابتْها بالغضب والشطط والجنون.


4: رغم المستوى الرفيع من ضبط النفس .. إدانة للعنف الوحشى: ورغم أن فض الاعتصامين المسلحين والاعتصامات والمسيرات اللاحقة تمّ وما يزال يتمّ بمستوى رفيع، والحق يقال، من الحِرَفية وضبط النفس من جانب الجيش والشرطة، وإلا لسقط آلاف وعشرات الآلاف من القتلى، يتباكى الأمريكان والغرب ضد العنف والمذبحة والقوة المفرطة والبربرية والوحشية والدموية من جانب الجيش والشرطة. وإذا أخذنا فى اعتبارنا القِيَم والمعايير والأخلاق الحقيقية للغرب وبالأخص أمريكا وهى قِيَم ومعايير وأخلاق إبادة الشعوب فى كل مكان، والحديث هنا بالطبع عن الحكام وليس عن الشعوب، فلا مناص من استنتاج أن قادة الغرب، أبطال إبادة الشعوب فى كل مكان، تُدهشنا الصفاقة، ويدهشنا النفاق، ويدهشنا كل هذا التظاهر بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بمناسبة دفاعهم عن قُوًى أصولية تكفيرية فاشية. ومن المؤكد أن أىّ اعتصامات مسلحة مماثلة فى أمريكا أو فرنسا كان سيتم على الفور سحقها بمنتهى العنف.


5: ثورة بلا دماء، صراع طبقى بلا دماء، صراع بين الثورة والثورة المضادة بلا دماء: والموقف الأمريكى والغربى مفهوم فى إطار المصالح أيضا فى إطار النفاق الديمقراطى المعتاد. كذلك فإن موقف الإسلام السياسى فى تركيا وتونس وطالبان والقاعدة إلخ. مفهوم تماما. أما ما يصعب هضمه فهو موقف أفراد ومجموعات من اليسار المصرى والثوار المصريين. فبعض هؤلاء ضد الانقلاب العسكرى ضد الحكم الإخوانى، وبعضهم يركِّز على مقاومة الحكم العسكرى القادم والديكتاتورية العسكرية القادمة، وبعضهم لا يريدون أن يكون فض الاعتصامين بالقوة، وبعضهم ضد القوة المفرطة التى أوقعت خسائر كان يمكن فى زعمهم تفاديها أو تقليلها، وبعضهم لا يريد الحل الأمنى أىْ قيام الجيش بفض الاعتصامين ويريد الحل الشعبى أىْ قيام الشعب بهذه المهمة. وهنا نجد أنفسنا إزاء شباب مخلص يريد ثورة وتغييرا غير أن لون الدم يوشك أن يبعده عن طريق الثورة الحافل بالضرورة بإراقة الدماء، وإذا كانت الثورة المضادة هى التى تقوم بإراقة الدماء فالمطلوب، فيما يبدو، تركها تفعل ما تشاء حتى لا نكون مثلهم. وينطبق هذا ليس على الاعتصامين فقط بل ينطبق أيضا على المواجهات الدائرة الآن بالتظاهرات والمسيرات والاعتصامات المسلحة التى تحرق الكنائس والمحاكم والمحافظات وأقسام ومراكز الشرطة: لا ينبغى الفض بالقوة! لاينبغى استخدام القوة فى الدفاع عن الكنائس والمحاكم والمتاحف ومؤسسات الدولة والجيش والشرطة!


6: عدم الفض بالقوة يعنى عدم الفض مطلقا: وقد رأينا منذ قليل أن عدم الفض، وليس بالقوة فقط بل بالقوة الحاسمة، يعنى عودة الحكم الدينى أو الحرب الأهلية على أمل أو وَهْم عودته. وبدون الاستخدام الحاسم للقوة سيكون الانتصار للإخوان وكذلك للسلفيين، الواقفين معهم فى نفس الخندق، أو أولئك الذين ينأون بأنفسهم لأنهم يطمحون إلى أن يحلُّوا محل الإخوان المسلمين.


7: رفض الانقلاب العسكرى والحكم العسكرى المباشر والديكتاتورية العسكرية: وأبدأ بموقف رفض الانقلاب العسكرى. وقد حاولتُ فى مقالات سابقة إثبات أن هذا ليس انقلابا عسكريا فهو تدخُّل عسكرى لحسم صراع أطول بين قطاعين من الرأسمالية التابعة. وإذا سلَّمنا جدلا بأن ما حدث كان انقلابا عسكريا فالواجب إدراك أنه ليس هناك مبدأ عام فى أىّ مذهب سياسى ضد الانقلابات العسكرية بوجه عام ومهما كانت طبيعتها. وعلى عكس معاداتهم لأمريكا يسلِّم هؤلاء الشباب موضوعيا بالمبادئ والمعايير التى تروِّج لها تلك الدولة التى هى راعية الانقلابات العسكرية العميلة والرجعية فى العالم الثالث. وإنما يكون الموقف من الانقلاب العسكرى على أساس التحليل العينىّ للواقع العينىّ، على أساس طبيعته وأهدافه وممارساته.


8: لا خلاص من دور الجيش فى الحكم إلا بالقضاء على المجتمع الطبقى: وهنا ينبغى التركيز على تفادى الحكم العسكرى المباشر، وعلى تفادى قيام الانقلاب العسكرى بتولية الغير تحت سيطرته الفعلية. وهناك بالطبع واقع أن الجيش يحكم دائما ببداهة كونه جزءًا لا يتجزأ من الطبقة الرأسمالية المتقدمة أو التابعة ودولتها التى تكون دائما دولة ديكتاتورية أو ديكتاتورية عسكرية رغم مزاعم الديمقراطية التى هى كلمة لا يوجد واقع مادى لها، وهذه الديكتاتورية الرأسمالية العسكرية تختلف تماما عن الحكم العسكرى المباشر. ولا سبيل إلى إلغاء أو تفادى دور الجيش فى الحكم الطبقى ما دام المجتمع الطبقى قائما. وعندما نصل إلى مجتمع بلا طبقات فلن تكون هناك حاجة إلى الدولة التى هى أداة الطبقة المالكة الحاكمة. وعندئذ، وعندئذ فقط، يستغنى المجتمع البشرى عن الدولة وعن الجيش وعن دوره فى الحكم الذى يكون قد صار زائدا عن الحاجة.


9: رفض تدخُّل الجيش فى 3 يوليو يعنى عمليا رفض إسقاط مرسى: ومن الجلى أن رفض تدخُّل الجيش فى 3 يوليو يعنى عمليا رفض إسقاط مرسى ما دام هذا الإسقاط مستحيلا بدون تدخل الجيش رغم المليونيات، تماما كما كان إسقاط مبارك مستحيلا بدون تدخُّل الجيش رغم مليونيات الثورة الشعبية. ويكمن وراء هذا الرفض العنيد لإسقاط مرسى إحساس وجدانى عميق بشرعيته أو بلاشرعية إسقاطه رغم الإدراك الواضح لأمرين: ظروف انتخابه وإطاحته بكل شرعية للدستور والقانون وأحكام القضاء على مدى عام كامل. وإذا كان هناك من يريد إسقاطه جماهيريا فقط فإنه واهم وبالتالى فلا مناص من التسليم بحكمه بدلا من الاعتماد على لاشرعية الانقلاب العسكرى فى إسقاط شرعية أو لاشرعية مرسى. وليس لدى هؤلاء رد إيجابى على سؤال آخر بعيدا عن الجدال حول شرعية أو لاشرعية كلِّ من الجيش والإخوان، أو الانقلاب والحكم الدينى: إذا كان الحكم الإخوانى السلفى يقود إلى تدمير مصر، كما نرى الآن، فما العمل بدلا من الشلل؟ بدلا من الخراب العاجل؟ ما العمل فى سبيل الإفلات من حكم الدولة الدينية التى أوقعنا فى براثنها المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى وكذلك بفضل غياب الوعى عند أقسام من قيادات قوى الثورة وعاصرى الليمون بدلا من مقاطعة الانتخابات الپرلمانية والرئاسية برمتها؟


10: ضجة ضد حركة "تمرُّد": وعندما بدأت حركة "تمرُّد" حملة التوقيعات الشهيرة هاجمها كثيرون زاعمين أن التوقيعات لا تُسقط نظاما، رغم علمهم أن الاحتجاجات لم تكن تقتصر على التوقيعات. غير أن حركة "تمرد" نجحت نجاحا فوق كل تصوُّر فقد أطلقت موجة 30 يونيو الثورية، بقيادة "تمرد"، بمليونياتها التسونامية التى أسقطت الحكم الإخوانى فوجهت بذلك ضربة قاصمة إلى حكم الإسلام السياسى فى العالم كله. وبدون تلك الموجة الثورية الكبرى ما كان بوسع الجيش أن يتجه مباشرة إلى عزل مرسى وحكمه. ورافق كثيرون هذه التطورات التاريخية التى أنقذت مصر من الدولة الدينية ومن الحرب الأهلية ليس بإنارة الطريق أمام هذه الحركة مع النقد الحاسم لشعاراتها الخاطئة بل بمدفعية ثقيلة من التركيز على التحذير من الحكم العسكرى والديكتاتورية العسكرية مع أن التركيز كان ينبغى أن يكون على إسقاط الحكم الإخوانى السلفى أولا وقبل كل شيء كحلقة رئيسية مباشرة متصلة بباقى حلقات نضالات الثورة الشعبية المستمرة.


11: التخلص من الحكم الدينى حلقة تعقبها حلقات فى نضالات الثورة الشعبية: وكان وما يزال من البديهيات أن نضالات الثورة ستعود بعد القضاء على الحكم الدينى إلى النضال فى سبيل إسقاط أىّ حكم عسكرى مباشر بعيد الاحتمال على كل حال، وإلى النضال العنيد ضد الديكتاتورية العسكرية من أعلى والتى لا سبيل إلى إلغائها فى ظل المجتمع الطبقى، وإلى الصراع الطبقى فى سبيل تحقيق الأهداف المباشرة للثورة والتى يمكن تلخيصها فى عبارة الديمقراطية الشعبية من أسفل، وهى البوابة الوحيدة إلى آفاق قد تفتحها الثورة وتطوُّر العالم إلى مستقبل من التحرر من التبعية عن طريق التنمية الشاملة.


12: ضد القوة فى فض الاعتصامين وتوابعهما المتواصلة إلى الآن: وهناك من رفض فض الاعتصامين بالقوة قبل وبعد فضهما دون أن ينتبهوا إلى أن البديل الوحيد فى حالة عدم فضهما ليس سوى تأييد عودة الشرعية الإخوانية المزعومة أو تغذية وتطوير الحرب الأهلية انطلاقا منهما. فالاعتصامان لم يكونا عملا منعزلا بل كانا وثيقىْ الصلة بالأعمال الإرهابية الحربية فى سيناء ومصر كلها. ومعنى هذا تسليم رقيقى القلب هؤلاء ببساطة برفض إراقة الدماء فى رابعة ونهضة مصر وقبول بخيار الحرب الأهلية وبالتالى بسقوط مئات الآلاف وربما الملايين من القتلى أو عودة الحكم الإخوانى السلفى ليبقى بالعنف الدموى نصف قرن أو قرن أو أكثر واضعا الشعب المصرى تحت حذائه الثقيل.


13: ضد القوة الوحشية فى فض الاعتصامين: إذا كان فض الاعتصام لا يكون بغير القوة والقوة مرفوضة فلا بديل إذن سوى المصالحة مع الإخوان بوصفهم فصيلا وطنيا وجزءًا أصيلا من الجماعة الوطنية المصرية، كما قيل كثيرا. ورغم أن عقد مصالحة بين الشعب وجماعة تكفيرية إرهابية عمل إجرامى يهدف إلى المحافظة بصورة لا مسئولة على سرطان قاتل بدلا من استئصاله فإنه لا يبقى عند رفض الفض بالقوة سوى التسليم بهذه المصالحة الخطرة. وكانت هناك تحذيرات من جانب أصحاب القلوب والعقول الرقيقة من عدم كفاءة الجيش والشرطة وبالتالى من عجزهما الأكيد عن إجراء عملية جراحية بأقل الخسائر، وعندما تم الفض بالقوة ارتفع البكاء على القوة المفرطة الوحشية البربرية وكثرة الخسائر فى الأرواح. مع أن الخسائر أثناء فض الاعتصامين كانت أقل من أكثر التقديرات تفاؤلا وكان هناك مستوى رفيع من ضبط النفس من جانب الشرطة والجيش ولكن هؤلاء اعتبروا ذلك قوة مفرطة وخسائر مرتفعة. وهناك مَنْ يلومون الجيش والشرطة على إقدامهما فض الاعتصامين دون ترتيب الاستعداد الكامل أولا لحماية الكنائس والمحاكم والمتاحف والمنشآت العامة والخاصة ومنها المحافظات ومؤسسات الجيش والشرطة. وأظن أن هذا اللوم يقوم على المبالغة فى قدرات الجيش والشرطة؛ فمن المستحيل التأمين الكامل مسبقا لعشرات الآلاف من المواقع القابلة لأن تكون مستهدفة بل من المستحيل أيضا تلبية كل طلب للنجدة.


14: مزاعم عن عقاب جماعى: وقال بعض ناشطى حقوق الإنسان إن التجمع غير السلمى أىْ المسلح لا يبرر العقاب الجماعى. غير أن ما شهدناه لم يكن عقابا جماعيا. فاشتبكات الفض كانت محصورة فى رابعة ونهضة مصر، وكانت الاشتباكات الأخرى محصورة فى سيناء. وعندما خرجت المسيرات والتظاهرات والاعتصامات الجديدة وراحت تحرق مصر على أوسع نطاق فى أعقاب فض الاعتصامين كانت المواجهة لكل تظاهر أو اعتصام أو حرق أو تدمير، للكنائس والمحاكم ومنشآت الدولة والجيش والشرطة وغيرها، فى موقعه ومكانه وزمانه بعيدا تماما عن العقاب الجماعى.


15: الحل الشعبى بدلا من الحل الأمنى: وهناك مَنْ أراد مواجهة شعبية مع الاعتصامين والاعتصامات والمسيرات اللاحقة متجاهلا وظيفة الشرطة والجيش، وهى وظيفة مدفوعة الأجر من جانب دافعى الضرائب المصريِّين، ومتجاهلا أن الشعب الأعزل، مهما كانت قوته التى رأيناها فى ومنذ 25 يناير، لن ينجح فى القضاء على ميليشيات جماعات إرهابية مسلحة ذات جماهيرية إرهابية لا يمكن إنكارها، ومتجاهلا أنه إلى جانب صراع الثورة الشعبية مع حكم المرشد يوجد صراع إستراتيچى كبير بين قطاعين كبيرين داخل الطبقة الرأسمالية التابعة الحاكمة حيث يقود الجيش معارك قطاع ويقود الإخوان معارك القطاع الآخر. وعندما يقع الصدام الحاسم بينهما فإنه لا معنى لعدم الترحيب بهذا الصدام.


16: لا نقف على مسافة واحدة من الجيش والإخوان: وهنا ينبغى أن نفهم أن رفض الحكم الدينى والحكم العسكرى المباشر على السواء لا يعنى مطلقا أننا نقف على مسافة واحدة من الجيش والإخوان؛ فالجيش شيء والحكم المباشر للچنرالات شيء آخر؛ أما الإخوان فَهُمْ الإخوان. والإخوان المسلمون جماعة دينية سياسية إرهابية فاشية ينبغى القضاء عليها والتحرر من خطرها على الشعب ولا ضرورة اجتماعية أو سياسية لها إلا التخلف المتشبث بحب الرجعية والماضوية والقرون الوسطى. أما الجيش فهو جزء من الدولة التى لا مناص منها فى المجتمع الطبقى. صحيح أنها أداة سيطرة فى أيدى الطبقة المالكة غير أن وظيفة أساسية من وظائفها تتمثل فى الحفاظ على الاستقرار الضرورى للاستغلال الاقتصادى، وتتمثل بالتالى فى تخفيف الصراع الطبقى بحيث لا يصل إلى حدوده القصوى، والحيلولة بذلك دون وقوع المجتمع فى براثن قانون الغابة. ولا تنشأ الآراء البالغة التطرف ضد الدولة ومؤسساتها ومنها الجيش إلا بعد فصلها غير العلمى عن أساسها الاجتماعى-الاقتصادى، عن أساسها الطبقى. وقد بلغت "جَنُّونَة" شعار "يسقط حكم العسكر"، وكان شعارا نفخ فيه الإخوان من روحهم، رغم أنه كان شعارا سليما فى مواجهة الحكم العسكرى المباشر لچنرالات المجلس العسكرى، إلى حد سير الثورة بعفوية وانعدام وعى فى طريق إحلال الحكم الدينى بقيادة المرشد محل الحكم العسكرى المباشر.


17: بدون استخدام القوة بكل قوة لن يتم القضاء على العدوان الإخوانى الدموى ضد الدولة والمجتمع: والآن تقوم عصابات الميليشيات الإخوانية بحرق وتدمير كل شيء فى طريقها فى مصر، فلا مناص من ضربها بالقوة بكل قوة وحزم وحسم. إن الأمر جد لا هزل يا سادة؛ وأىّ حديث عن المصالحة مع الإخوان وباقى الجماعات الإسلامية الإرهابية حقنا للدماء سيكون معناه الوحيد عودة جماعة الإخوان المسلمين التكفيرية الإرهابية بقوة لم تعرفها من قبل لأن بوابة عودتها ستتمثل، فى هذه الحالة، فى الانتصار بوسائل الإرهاب والترويع كأساس لاحق للوجود والحكم والسيطرة وفرض المجتمع الدينى والدولة الدينية بالأساليب الفاشية. ولا يجوز أن ننسى أن جماعات الإسلام السياسى متورطة على أوسع نطاق فى تجارة السلاح وتجارة المخدرات وتجارة الآثار وتجارات كثيرة أخرى مشينة، ومتورطة قبل كل شيء وعلى أوسع نطاق أيضا فى الجاسوسية والعمالة. وينبغى الآن فورا وبلا إبطاء حل كل جماعات وحركات وأحزاب الإسلام السياسى ووضعها جميعا على لائحة المنظمات الإرهابية ودعوة كل الدول شرقا وغربا إلى أن تحذو حذو مصر، وأن تؤيد حربها على الإرهاب الإسلاموى فى عقر دارها التى لم تَعُدْ آمنة.


18: ما نشهده حرب أهلية خاطفة ويجب عدم التشويش على مواجهتها بالفلسفة "الكدابة": والآن تخوض مصر، بشعبها ودولتها وجيشها وشرطتها جميعا، حربا أهلية خاطفة. وستكون كما أكدنا فى مقالات سابقة خاطفة أىْ قصيرة وسريعة ومحدودة لأن المواجهة المسلحة ليست بين الدولة والشعب بل بينهما وبين جماعات الإسلام السياسى الإرهابية الفاشية. وبعد استعداد طويل جرى على قدم وساق لإشعالها من جانب الإخوان ولمواجهتها من جانب الثورة الشعبية والدولة والجيش والشرطة، بدأت هذه الحرب منذ 30 يونيو من سيناء، واعتصامىْ ميدانىْ رابعة العدوية ونهضة مصر، وما قام الاعتصامان بتغذيته من مسيرات ومواجهات واشتباكات مسلحة بعيدا عن الميدانين. وأثناء وبعد فض الاعتصامين أصيب الإخوان بجنون القتل والحرق والتدمير والانتقام من كل شيء وصارت أجواء ومخاوف الحرب الأهلية تسيطر على المشهد المصرى بكامله. ومن المؤكد أن أىّ ميوعة أو مهادنة أو مصالحة أثناء هذه المواجهة ستكون بوابة ملكية إلى حرب أهلية طويلة مدمرة.

************************************

موضوع ذات الصلة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372718








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدق الا اشتراكيون الثوريون
مراقب ( 2013 / 8 / 18 - 20:11 )

( اتخذت اغلب فصائل اليسار مواقف غايه في الانتهازيه والوضاعه فيما يتعلق
بالصدام بين العسكروالاخوان)
العباره منقوله بتصرف من بيان الاشتراكيين الثوريين والمنشور علي الموقع
بتاريخ 16 اغسطس--وصدق الاشتراكيون الثوريون


2 - رد الى: مراقب
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 18 - 20:14 )

الأستاذان مصطفى متولى ومراقب
ستأتى مناقشة هذا السؤال المهم فى وقت لاحق


3 - دعاء
هاني غبد العليم التاريخ ( 2013 / 8 / 18 - 20:12 )
يقول الاستاذ كلفت ان جماعات السياسي متورطه في تجاره المخدرات والاثار
واشياء اخري مشينه
واحب ان اعرف الاستاذ كلفت انه تقرر نقل مقر حزب الحريه والعداله الي شارع كلوت بك وهو بالمناسبه قريب من مسجد الفتح برمسيس
ندعو للاستاذ كلفت بالشفاء العاجل وليس ذلك علي الله ببعيد
واكثر من كده وربك بيزيح


4 - رد الى: هاني غبد العليم التاريخ
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 18 - 20:15 )
وأنا من ناحيتى أدعو لك بالشفاء فكيف تنكر علاقتكم بتجارة السلاح وبسرقة محتويات متحف ملوى.. يا أخى بدلا من هذه الفجاجة الإخوانية ناقشْ الموضوع المطروح وإلا فالسكوت جدير بسيادتك


5 - تحيةً وتقديراً
حميد خنجي ( 2013 / 8 / 18 - 20:13 )

بالرغم من أنك تروتسكي حتى النخاع..إلا أن قراءتك لواقع الحال المصري الحالي موضوعي بل متقدم بالنسبة للفكر التروتسكي المثالي-العدمي
تحية


6 - رد الى: حميد خنجي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 18 - 20:16 )
لستُ تروتسكيا ولستُ تروتسكيا حتى النخاع
هذا شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها
التروتسكية حركة ماركسية كبرى تسترشد بفكر ماركسى أصيل
وقد استرشدت بالنقد التروتسكى للبيروقراطية السوفييتية كنقطة انطلاق ماركسيات أخرى ومفكرون ماركسيون كثيرون حتى أولئك الذين ينتقدون التروتسكية
ولا أدرى من أين جئت بأننى تروتسكى بل حتى النخاع
ولا من أين جئت بأن الفكر التروتسكي مثالي-عدمي
وموقفى من التروتسكية هو الاستفدة من منجزاتها الفكرية وهذا هو نفس موقفى من الماركسيات الأخرى وقد تكون فى كل هذه الماركسيات أخطاء كبيرة وصغيرة ويجب أن نتخذ منها موقف النقد
وهذا يدعو إلى معرفة الخطوط العريضة لهذه المذاهب الماركسية


7 - الاشتراكيون الثوريون هم الاصح
مصطفى متولى ( 2013 / 8 / 18 - 20:13 )
استاذ خليل
السلام عليكم
اود معرفة رأيك من من موقف الاشتراكيون الثوريون
اليس هو الموقف الماركسي الاصح؟


8 - رد الى: مصطفى متولى
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 18 - 20:14 )

الأستاذان مصطفى متولى ومراقب
ستأتى مناقشة هذا السؤال المهم فى وقت لاحق


9 - تحليل علمي صائب
نبيل تومي ( 2013 / 8 / 18 - 20:18 )
تحليل علمي صائب في طرح حاجات الشعب الحقيقية إلى الثورة والتغير ، الأهم من هذا وذاك سقوط القناع و-هور الوجه الحقيقي للأمبريالية الأميركية وقوى الرأسمال العالمي في تباكيهـا على حقوق الأنسان من خلال القتلة والمجرمين الأخوانجية ....


10 - رد الى: نبيل تومي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 18 - 21:59 )
شكرا جزيلا يا أستاذ نبيل


11 - كلام دقيق وتحليل رائع
طلال الربيعي ( 2013 / 8 / 18 - 20:18 )
كلام دقيق وتحليل رائع , وخصوصا قولك
-والإخوان المسلمون جماعة دينية سياسية إرهابية فاشية ينبغى القضاء عليها والتحرر من خطرها على الشعب ولا ضرورة اجتماعية أو سياسية لها-
مع شكري الجزيل ووافر تحياتي


12 - رد الى: طلال الربيعي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 18 - 22:00 )
شكرا جزيلا يا أستاذ طلال


13 - رد على: الأستاذ عاطف على
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 18 - 23:12 )
رد على تعليق على الفيسبوك ومنشور هنا
يقول الصديق العزيز الأستاذ عاطف على -إننا نحن فى امس الحاجة الى تحديد بعض المفاهيم الخاصة بالديمقراطية وحقوق الآنسان والصراع على السلطة فى ظل اوضاع ثورية وفهم ماحدث فى 30 يونية وغيرها من المفاهيم- وأعتقد أن مناقشة أو تساؤلات محددة عن مفاهيم بعينها سيكون ضروريا للنقاش
وفى تعليق آخر يتساءل الصديق العزيز قائلا: -هو الكلام عن الاستقلال الوطنى من الجماهير الآن ما معناه؟ - ولم أفهم السؤال وأرجو التوضيح


14 - الأستاذة الأستاذة ماجدة م سعيد على الفيسبوك هنا
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 01:43 )

أوافقك على أن -فكرة خنق الإعتصام لتقليل حجمه فكرة نظرية لم تكن لتنجح على أرض الواقع- بسبب -استخدم التنظيم العالمى للإخوان كل قدراته المالية والسياسية ليبقى الإعتصام- .. وبالطبع الشحن الروحى.. وأعتقد أن حديثك رد على الأستاذ حامد البورى حول هذه النقطة وسأحاوره حول هذه النقطة ونقاط أخرى فى تعليقه


15 - الأستاذ محيى عبد الغنى
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 02:05 )

طبعا ينبغى العمل على ترسيخ مبادئ الديمقراطية إلخ.. ولكن أوروبا طورت ليس الديمقراطية بل أشكالا ملائمة للحكم الرأسمالى خلال وقت طويل.. والمشكلة أن هذه الأشكال لا تحتاج إلى وقت فقط بل تحتاج إلى تطور اجتماعى اقتصادى نحو رأسمالية حقيقية.. وهذا سياق تاريخى غائب عندنا .. وأعتقد أن فكرة -نتفق على الأهداف لكن قد نختلف على الوسائل التي تحقق هذه الأهداف- فكرة رومانسية تتجاهل أن المشكلة ليست بين أفراد متفقين على التعايش الأخوى بل بين طبقات متعادية، بين الطبقة الرأسمالية وحلفائها الاستعماريين والرجعيين، من ناحية، والطبقات العاملة والكادحة والفقيرة، من ناحية أخرى، فنحن إزاء مجتمع استغلال واستبداد الرأسمالية التابعة الحاكمة غير المستعدة للتعامل مع الشعب على أساس -الحرية والإخاء والمساواة- فليس هذا من مصلحتها المتمثلة فى الاستغلال الرأسمالى.


16 - تهافت مدرسي وليس ماركسي
محمدسالم هيبة ( 2013 / 8 / 19 - 02:28 )
كل تحليل الاستاذ يبعده عن المقاربة الماركسية بامتياز , ماألاحظه هو هذا المديح للعسكر وتفريقه بين الجيش والجنرالات , فمتى كان لاي جيش في العالم دور بدون قيادته التي يأتمر بها وفق النظام العسكري ؟ فلا مجال لاي عسكري الا تنفيذ اوامر من هم أكبر منه رتبة . بمعنى ان فلسفة الجيش وسياسته يسطرها قادته الذين بالطبع هم الجنرالات
ثم أنه عبر التاريخ متى كان الجيش المصري مع الطبقات الكادحة التي من المفروض أن يتحدث الاستاذ الماركسي باسمها ؟الم ينجب لنا الرأسمالية الطفيلية المصرية وماهي انجازات السادات ومبارك الاجتماعية ان كنت ماركسيا؟ والقومية ان كنت وحدويا ؟والاقتصادية ان كنت ليبراليا
أما عبد الناصر فقمعه للشيوعيين المصريين معروف ولنتابع معارك اوريكا اللاتينية مع حكامها العسكر والتي لم تتنفس الصعداء الا بعد ازاحتهم له،
أنا أرى ماركسي بدلا من رفض القمع يدافع عنه بدلا من رفض الاقصاء الذين كانوا ضحية له يدافع عنه الماركسيين في مهد الماركسية يدافعون عن مفهوم انسانس للشيوعية ماأراه مادحا للقتل ظانا أن القتل من العسكر سيفرش له الورد للعودة للحكم على ظهر دبابة
لن يستطيع العسكر الغاء الاخوان ولا الاخوان الغاء العسكر لان الفكر الاقصائي مصيره الحائط
لن يفلح المصريون الا اذا رجع العسكر لثكناتهم وتم بناء حكم مدني قوي
وللاسف اشهد هنا السقوط المدوي للشيوعيين المصريين ان كنت تمثلهم فلم تقدم لنا بديل ثوري كماهو معهود للفكر الماركسي وحاولت تقديم العنف الدموي للطرفين كحل لكل مشاكل مصر الثورة، مصر مختبر العروبة تتكأون على ماضي اوروبا الدموي ونحن في القرن الواحد
والعشرون والعالم يضحك من تطاحننا في العراق وسوريا والبقية تأتي


17 - رد الى: محمدسالم هيبة
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 03:57 )

تصور الكاتب المتسرع جدا أننى أروج للجيش وهذا يعنى أنه لم يقرأ شيئا من كتاباتى التى سيجد فيها ما قاله مالك فى الخمر فى الجيش المصرى ولا أظن أن أحدا هاجم الجيش المصرى مثلى أنا إلا أولئك الذين يشتمون ويظنون أنهم يقولون شيئا مفيدا
ومن المفارقات أن معظم ما يقوله عن الجيش وعبد الناصر والسادات ومبارك إلخ.. لا اختلاف عليه بينى وبينه ولو كان الأستاذ محمد جادا لقرأ قبل أن ينفعل كل هذا الانفعال
والبديل يا أخى ستجده فى كتاباتى عن الثورة والتى تملأ حوالى ألفى صفحة ولكنك غير جاد ومتسرع إلى درجة أنك لا تراعى حتى قواعد الإملاء والإعراب فى لغة تكتب بها إذا كنت قد كتبت من قبل
والذين يركزون الآن على إعادة الجيش إلى ثكناته ويتباكون على مذبحة الجيش للإخوان هم الإخوان المسلمون والسلفيون وخفيفو القلب والعقل من الليبراليين واليسار والشيوعيين
وأنت تردد مقولة الإخوان المسلمين وخفيفى العقل بشأن رفض الإقصاء على أساس أنه -لن يستطيع العسكر إلغاء الإخوان ولا الإخوان إلغاء العسكر-، كما تقول واعذرنى فقد صححت لك همزات الوصل والقطع التى لا تعرفها فيما يبدو. ولعلمك هناك أيديولوجيات يمكن ويجب استئصالها من الجذور مهما تكن فلولها: هل كان هناك عدم إقصاء ممكن للفاشية الحاكمة التى لم تبق منها إلا الفلول؟
وقد تسألنى لماذا أرد عليك بدرجة واضحة من الحدة التى ليست فى طبعى وأقول لك إن حديثك الاستفزازى مثل كل الإخوان المسلمين تماما هو السبب. ومن الواضح أنك مدفوع أو مدفوع بك لتعطيل الحوار كما يفعل الإخوان المسلمون تماما
وأنت تعلم أن من حقى طوال الحوار أن أرفض نشر آرائك ولكن رغبتى فى أن يطلع القراء والقارئات على ما كتبه شخص مثلك لتعطيل حوارهم دون أن يقرأ شيئا تجعلنى كريما معك هذه المرة على الأقل


18 - الأستاذ عاطف فى تعليق على الفيسبوك
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 03:17 )

أوافقك تماما يا صديقى العزيز على مطالبك وشعاراتك وهى
* دستور جديد للبلاد بدلا من الدستور الإخوانى
* حل جماعة الإخوان المسلمين
* لا أحزاب على أساس دينى
* حزمة من القوانين التى ترسخ لدولة ديمقراطية ( قانون الحريات النقابية - قانون الجمعيات الأهلية- قانون مباشرة الحقوق السياسية (قانون الأحزاب)- انتخاب المحافظين والعمد - قانون المجلس المحلية
*حد أدنى وأقصى للأجور - إعانة بطالة
*إعادة دور الدولة فى التنمية
لكننى أتحفظ كثيرا على التقديم:
أولا: أعتقد أن حديثك عن -أن الشعب المصرى يغيِّر مفهوم الديمقراطية البرجوازية فى العالم وبالتالى يغير فى علم السياسة- ينطوى على مبالغة كبيرة فالممارسة يمكن أن تُثرى تطبيقات علم السياسة أو مفاهيمه ولكنها لا تغيّر العلم أو مفاهيمه.. وأشعر أن مبالغتك الواضحة، تماما مثل مبالغات كثيرة منتشرة فى المشهد السياسى المصرى الآن، نابعة من الإحساس بأن ثورتنا ليس كمثلها ثورة فى تاريخ العالم وهذا وهْم كبير فهى ثورة سياسية شعبية عالم-ثالثية كبرى فى السياق التاريخى للتبعية الاستعمارية وليس فى السياق التاريخى للثورة الاجتماعية. والعدو الرئيسى لثورات العالم العربى هو سياقها التاريخى ذاته. وإنما يكون القياس على أساس طبيعة الثورة وعمقها التاريخى وليس على أساس ضخامة مليونياتها التى تدل قبل كل شيء على حجم متلازمة الفقر والجهل والمرض والتهميش والحرمان والاستغلال والاستبداد وبالطبع على ثورة الغضب العفوية ضد هذه المتلازمة، فهى ثورة من أجل البقاء على الأقل كنقطة انطلاق. ولمثل هذه الثورات صفات موصوفة وحدود محدودة بعيدا عن التغنى بعظمة الثورة والشعب والوطن كتعويض عن غياب نتائج تُغَيِّر حياة الشعب وإنْ قليلا والاقتصار على إسقاط الحكام
ثانيا: إسقاط التعاون بين الإسلام السياسى فى مصر والعالم كله إنجاز للثورة الشعبية بالطبع وللجيش بالطبع ولكن المبالغة تقودنا إلى اعتقاد أن -الرأسمالية العالمية فى مأزق الآن- مع أننا إزاء أزمة تاكتيكية فقط تتواضع إلى جانب أزمة الاستقلال فى العالم الثالث فى العقود الأولى من النصف الثانى من القرن العشرين والأجدر بنا أن نركز على مشكلاتنا وسلبياتنا لتغيير حياتنا وضمان بقائنا بدلا من تعليل أنفسنا بأوهام تغيير العالم. وهذا التركيز وحده سيكون مفيدا للشعب والثورة أما المبالغات فتضر بهما إضرارا بالغا
ثالثا: فكرة أن -الواقع الآن مهيأ للتأسيس لدولة ديمقراطية مدنية حديثة تبدأ فى فك أواصر التبعية- تتجاهل أن المسار الفعلى إلى الآن هو بناء وإعادة بناء مؤسسات الثورة المضادة. وقد حسمت التطورات الأخيرة الصراع بين دولة ما قبل ثورة 25 يناير 2011 والدولة الدينية الإخوانية لصالح الدولة السابقة لتلك الثورة. ولا ينطوى المسار الفعلى للحكم الناشئ على اتجاه إلى الديمقراطية أو التحرر من التبعية. ولا ينبغى أن يضللنا الاتجاه الحالى إلى رفض حكم الشخص (مبارك) والحكم العسكرى المباشر (طنطاوى) والحكم الإخوانى السلفى (مرسى) ليتجه بدلا من كل هذه الآشكال إلى العودة إلى التصفية التدريجية للثورة عن طريق محاولة التحالف الاضطرارى مع قيادات للمعارضة والثورة ومحاولة دمج هذه القيادات فى سلطة دولة الطبقة الحاكمة


19 - الأستاذ عامر سنبل فى تعليق على الفيسبوك
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 04:47 )


عزيزى الأستاذ عامر
كان التخلص من الفاشية والهتلرية أصعب مليون مرة وقد زالتا من الوجود إلا من فلول. والأيديولوجيات المتطرفة مصيرها العزل والإقصاء، فهى ماضوية وليست مستقبلية. والوسائل التى تغلغل بها الإخوان المسلمون فى طبقات الشعب المصرى معروفة وليس منها النضال فى سبيل الحرية أو العدالة أو الاستقلال بل كان صراعهم على السلطة بوسائل الإرهاب والاغتيالات. وقد حفروا أثناء تحالفهم مع الجيش ثم أثناء حكمهم ثم نتيجة لحربهم الحالية ضد الشعب والمجتمع والدولة هوة عميقة بينهم وبين الشعب وسيكون هذا عاملا رئيسيا ضد تغلغلهم اللاحق. ومن ناحية أخرى فإن التراجع التاريخى فى بلدان العالم الثالث ومنها مصر عامل يساعد على نشوء أجيال إسلاموية لاحقة فالخلاص منهم يفترض التصنيع والتحديث والتقدم والاستقلال والتحرر من التبعية الاستعمارية. ولا أتصور التسامح ممكنا مع من يقتلك أثناء قيامه بقتلك


20 - الماركسيه العكاشيه
هاني عبد العليم ( 2013 / 8 / 19 - 07:51 )
كل من ينتقد رؤيتك هو اخواني وتلك صبيانيه لايليق بيساري الوقوع فيها
ثانيا قولك ان فض الاعتصام تم بطريقه احترافيه لايدعو الي الا السخريه ثم اين هي المليشيات العسكريه الاخوانيه التي تحدثم عنها لماذا لم تظهر-هل وجود بعض اشخاص يحملون اسلحه للدفاع عن النقس تعني ميليشيات عسكريه
دفاعك عن الاسلوب الوحشي الذي تم به فض الاعتصام يسقط عنك شرف الانتماء لفكر انساني هو الفكر الماركسي وهو موقف شئت ام ابيت يروج للعسكر والدوله البوليسيه
ثم هل عندك دليل علي صله الاخوان بما حذث بمتحف ملوي والبلد تعج بالبلطجيه
وما ادلتك علي ضلوع الاخوا ن في تجاره المخدرات
هل حضرتك دائم المشاهده لقتاه الفراعين وتنوي الاقدام علي مشروع جديد لصياغه مذهب ماركسي جديد هو الماركسيه العكاشيه
ام انك من انصار المرحوم الماركسي بول بوت


21 - رد الى: هاني عبد العليم
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 14:27 )
الأستاذ هانى عبد العليم
أنا لا أتهم كل من ينتقدنى بأنه إخوانى بل فقط من يعبرون عن رؤى وأفكار إخوانية مثل حضرتك
وعلى فكرة نقدك ليس نقدا. وبهذه اللغة الاستفزازية لا تكسبون شيئا بل تخسرون كل شيء وإذا قارعتَ الحجة بالحجة بدلا من التهجم والتبجح والشتائم فسوف يحترمك القارئات والقراء جميعا
وبالمناسبة: لا أظن أنك قرأت شيئا من كتاباتى ضد الحكم العسكرى لأنك لا تقرأ وأنا أسمع عن قناة الفراعين لكننى لم أشاهدها ثم إننى ضد بول بوت على طول الخط -لاتنه عن خلق وتأتى مثله- يا أخى.. فكيف اتسع ضميرك لكل هذه الاتهامات والشكوك ضدى
________________________________________


22 - لا شرعية فوق إرادة الشعب
الناسوتي ( 2013 / 8 / 19 - 07:53 )
تحية للشعب المصري العظيم والخزي والعار لكل متخاذل في وقت الحزم والقرارات المصيرية
من يحب مصر والشعب المصري الطيب باني أم الحضارات لا يمكنه إلا أن يدعم موقف الجيش وأن يقف معه في خندق واحد ضد الفاشيستية الأصولية. فأولئك اليساريون الذين تبنوا موقف البرادعي لا يشرفنا انتسابهم إلينا لأن موقفهم المتخاذل يعبر عن أحد الموقفين: إما وأنهم ليست لهم صلة بالاشتراكية العلمية أي هم من أحزاب الوردة المشوشة على الشيوعيين الشرفاء، وإما أنهم لا يمتلكون الإمكانيات الفكرية للتحليل السياسي. وأعتقد أن الاحتمال الأول هو الأرجح.
إن مصر كانت قد دخلت في هاوية مؤامرة إمبريالية بيادقها الفاشيستيون المتأسلمون وخير دليل التدخل الأمريكي لصالحهم ودخول قطر بشكل مباشر على الخط بتهريبها لزعيم عصابة إخوان الشياطين في سيارة ديبلوماسية لسفارتها بالقاهرة وهذا يعني أن قطر ليست محايدة بل أصبحت طرفا في النزاع ما دام أنها تدخلت في الشؤون الداخلية لمصر. بالنسبة لأمريكا فلنتذكر سلفادور أليندي عندما انقلب عليه الجيش بزعامة الفاشيستي بنوشيه ألم يدعم ويبارك البيت الأبيض ذاك الانقلاب؟ لست ناصريا لكني تحضرني مقولة له: إذا رضيت عني أمريكا فذاك يعني أني مخطئ. متى كانت أمريكا تدعم الشرعية؟ أو قطر محبة للديمقراطية وهي التي حكمت على شاعر دعم ثورة تونس بالمؤبد؟
بالطبع هناك احتمال خطر عودة الجيش للحكم، لكن الشعب الذي أطاح بمبارك قادر أن يطيح بديكتاتورية جديدة، ثقتنا يجب أن تكون في الشعب المصري وليس في أحد آخر. هو الشعب الذي لا يقهر وإن غاب في سبات فلينفجر كالبركان.
عاش الشعب المصري
عاشت كل الشعوب المناضلة من أجل كرامتها وحقها في الحياة
وليسقط حكم المرشد
والويل والعار لكل متخاذل وإن اختبأ وراء ستار الديمقراطية
تحيا مصر أم الحضارات


23 - رد الى: الناسوتي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 12:42 )
الأستاذ الناسوتى
لسنا فى خندق واحد مع الجيش. والسير منفردين والضرب منفردين هو موقفنا رغم ما يبدو بسبب التزامن
ونحن ضد الحكم العسكرى المباشر وكذلك ضد الديكتاتورية العسكرية للطبقة الرأسمالية التابعة الحاكمة فى مصر والفرق بينهما كبير على كل حال
أما تباكى أفراد ومجموعات ليبرالية ويسارية على المذبحة التى نظمها الجيش للإخوان المسلمين فهو موقف يعزز مشروع الدولة الدينية رغم إرادة هؤلاء الأفراد والمجموعات. وهؤلاء جميعا تعاونوا مع الإخوان المسلمين طوال العقدين الأخيرين وتدربوا على الدفاع عن مشاركتهم فى الحياة السياسية كأحزاب دينية مع أنها تقود إلى الدولة الدينية


24 - الأصولية فاشية
حميد زناز ( 2013 / 8 / 19 - 10:04 )
هكذا كان يجب أن يكون موقف اليسار منذ البداية تجاه البربرية الاصولية . أن العماء اليساري تجاه الداء الاصولي هو التمادي في عدم الاعتراف بأنه فاشية ينبغي التصدي لها بكل الوسائل المتاحة ... في الغرب و في فرنسا تحديدا يتحالف اليسار مع الأصوليين و أنا شخصيا في صراع مستمر مع هذا اليسار الفرنسي الغبي الذي لا يريد أن يفهم بأن الاصولية الاسلامية فاشية لا يجني العالم منها
سوى الدمارلن يفهم اليسار شيئا مالم يصل في النهاية إلى أن التدين يمكن يكون مرضا عقليا جماعيا في بعض الأحيان.


25 - رد الى: حميد زناز
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 11:54 )
الأستاذ المفكر الكبير حميد زناز
فى صفوف اليسار والليبرالية نجد بالفعل أفرادا ومجموعات يؤدى موقفها إلى تعزيز مشروع الدولة الإسلامية والمشكلة فى نظرى أنهم لا ينظرون إلى ما يحدث على أنه صراع مستميت بين الثورة والثورة المضادة، على أنه صراع طبقى فى أقصى الحدة بل على أنه اختلاف فكرى ولهذا فإنهم يرفضون الدم مع أن الثورة المضادة الإسلاموية وغير الإسلاموية هى الدم. ويمكن أن يقبلوا حكم الإخوان المسلمين بدلا من الدم. إنها قلوب وعقول رقيقة للغاية والغريب أنهم لا يلاحظون أن الدم يأتى فى أماكن كثيرة وفى مصر من الإسلام السياسى.. هؤلاء يا جماعة يشعلون حربا ضد الشعب والجيش والمجتمع والدولة وضد كل تنوير أو استنارة ويغرقون كل شيء فى الدم ومهما تعاملنا معهم برقة وما أكثر ما فعلنا هذا فإن مشروع الدولة الدينية مدجج بالسلاح وسلاحه الدم وليت الأستاذ حميد يُثْرِى هذا الحوار بعرض وتحليل لمفهوم الدولة الدينية باقتداره المعروف
________________________________________


26 - فخور بك
جبريل محمد ( 2013 / 8 / 19 - 10:15 )
على صفحة الحوار المتمدن قبل عامين قرأت مقالا لا اذكره للرفيق خليل كلفت، ساورني احساس ما انني اعرف هذا الرجل، تذكرت كتاب الاقطاع والرأسمالية الزراعية في مصر لكاتبه صالح محمد صالح، وكراس موقف من القائلين بسلطة البرجوازية الصغير وكتابات سرية اخرى كانت تصلنا عبر جريدة سرية اسمها طريق الانتصار، سمحت لنفسي ان اعبر عن احساسي فراسلته حول ذلك فقال لي ان احساسي صادق تماما، انا الان اتابعه في كل ما يكتب واعتبر نفسي من تلاميذه القدامى والجدد ايضا، روحه النقدية العاليه وصفاء ذهنه التحليلي وصرامة منهجه لا تعبر عن مثقف حصيف، فحسب، بل عن مناضل عريق لذا له من فلسطين تحية كبيرة بحجم حبه لها، له ولشعب مصر الذي وثق به خليل فقدم صورة رائعة ودرسا تاريخيا
عن طاقة شعب فوارة،
رجاء رفيقنا اكتب عن تلك النعرة التي تنتاب اشباه المثقفين والاعلاميين والسياسيين ضد الشعب الفلسطيني،، لاني اخاف من غباء جديد لا يرى امن مصر الحقيقي وهو امن سيناء.


27 - رد الى: جبريل محمد
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 12:11 )
الرفيق العزيز جبريل محمد
شكرا على كلماتك المشجعة
تصحيح بسيط: كراس موقف من القائلين بسلطة البرجوازية الصغيرة ليس لى بل لكاتب مهم آخر
وكما تعلم ففلسطين فى القلب وما تراه من موقف سلبى موجه ضد حركة حماس التى ستنهار مع الضربة القاسية التى تلقاها الإسلام السياسى فى مصر والعالم
وعندئذ ستصفو النفوس تماما
وصرف النظر عن أمن سيناء التى صارت على كف عفريت وعلى شفا الصوملة بسبب إهمال الدولة وبسبب الإسلام الإخوانى وحماس فنحن دائما مع الشعب الفلسطينى ضد دولة إسرائيل باعتبارها قضية التحرر الوطنى الكبرى فى عالمنا العربى وفى العالم


28 - مصر شعبها مدني منفتح متعلم وواعي
د / مروان هائل عبدالمولى ( 2013 / 8 / 19 - 10:44 )
روعة الحداثه والتطور انهما تقربنا من مسارات وخيارات كثيره لمعرفة الحقيقه عن قرب والذي يدور في مصر من بلبله ضعيفه ومؤقته من قبل الاخوان لتصوير الوضع بأنه قد يتجه الى الحرب الاهليه بعيد عن الواقع , مصر في الاساس مجتمع مدني منفتح متعلم وواعي وفي تاريخه لاتذكر الحرب الاهليه , الشعب المصري ببساطه رفض الانغلاق الذي بداء يفرضه الاخوان اثناء حكمهم واخرجهم الشعب من السلطه لانهم كانوا يسيرون في الاتجاه الخطاء الذي اذا كان استمروا فيه كان يمكن ان يقسم الشعب المصري الى مسلم وناقص دين والاتجاه نحو الحرب الاهليه بالفعل .


29 - رد الى: د / مروان هائل عبدالمولى
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 12:21 )
الأستاذ مروان هائل عبد المولى
نحن نعيش الآن ما يمكن تسميته بالحرب الأهلية الخاطفة ومن الصعب أن تتحول إلى حرب أهلية شاملة لأن ميزان القوة ليس لصالح الإخوان فالمواجهة تدور بين الإسلام السياسى الإرهابى وباقى مصر: الشعب والمجتمع والدولة والجيش والشرطة والقضاء والإعلام والإدارة والفلول إلخ.. وقد أكدتُ منذ البداية أن أى حرب أهلية فى مصر ستكون خاطفة سريعة قصيرة محدودة.. إلا فى حالة تهاون كبير من جانب الدولة والشعب.. ومصر مثل غيرها قابلة لكل شيء وهى بلد ثورة المائتىْ سنة بين الدولة القديمة والوسطى منذ آلاف السنين فلا يجب إذن تنزيهها عما يتعرض له الآخرون


30 - لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض
عثمان أيت مهدي ( 2013 / 8 / 19 - 11:11 )
أكبر خطأ ارتكبه العلمانيون المتطرفون هو استنجادهم بالعسكر على حساب صناديق على الاقتراع، أكبر خطأ لا يغتفر للعلمانيين المنبطحين والمسلمين الزاحفين على بطونهم هو تبنيهم سياسة الإقصاء بدل المشاركة. هل تعتقد أخي الماركسي، أو الليبيرالي أنك يوما ستحكم مصر أو دولة عربية أخرى، الحكم للعسكر والعار لكم.
لست إسلاميا، ولا ليبيراليا، ولا ماركسيا، أنا مع من تفرزه صناديق الانتخاب، أنا مع الشعب الإخواني والشعب الليبيرالي والشعب الماركسي، متى سيكون هذا اليوم الذي تحكم الشعوب نفسها، لست أدري.
ريثما يأتي ذلك الزمان، اشتموا يا ماركسيين المسلمين، واشتموا يا مسلمين اللبيراليين، واشتموا يا ليبيراليين الماركسيين.. طالما أن العسكر صاحب العصا هو الحكم وهو السيد.


31 - رد الى: عثمان أيت مهدي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 13:07 )
الأستاذ عثمان آيت مهدى
العلمانيون واليسار لم يستنجدوا بالعسكر كما تدعى حضرتك. الذين تحالفوا مع الحكم العسكرى المباشر هم الإخوان المسلمون والسلفيون ولكنك لستَ صادقا يا أخى. أما العلمانيون واليساريون المنبطجون فهم الذين ناضلوا ضد الحكم العسكرى وضد حلفائهم المتأسلمين وكانوا هم عاصرى الليمون بانتخاب مرسى تفاديا لشفيق
وأنت تعبد صندوق الانتخابات من دون الله يا أخى مع أنه لا توجد انتخابات نزيهة فى كل تاريخ مصر فهى تزييف لإرادة الشعب


32 - الأستاذ مروان هائل عبد المولى
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 12:24 )
الأستاذ مروان هائل عبد المولى
نحن نعيش الآن ما يمكن تسميته بالحرب الأهلية الخاطفة ومن الصعب أن تتحول إلى حرب أهلية شاملة لأن ميزان القوة ليس لصالح الإخوان فالمواجهة تدور بين الإسلام السياسى الإرهابى وباقى مصر: الشعب والمجتمع والدولة والجيش والشرطة والقضاء والإعلام والإدارة والفلول إلخ.. وقد أكدتُ منذ البداية أن أى حرب أهلية فى مصر ستكون خاطفة سريعة قصيرة محدودة.. إلا فى حالة تهاون كبير من جانب الدولة والشعب.. ومصر مثل غيرها قابلة لكل شيء وهى بلد ثورة المائتىْ سنة بين الدولة القديمة والوسطى منذ آلاف السنين فلا يجب إذن تنزيهها عما يتعرض له الآخرون


33 - الأستاذ الناسوتى
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 12:48 )
الأستاذ الناسوتى
لسنا فى خندق واحد مع الجيش. والسير منفردين والضرب منفردين هو موقفنا رغم ما يبدو بسبب التزامن
ونحن ضد الحكم العسكرى المباشر وكذلك ضد الديكتاتورية العسكرية للطبقة الرأسمالية التابعة الحاكمة فى مصر والفرق بينهما كبير على كل حال
أما تباكى أفراد ومجموعات ليبرالية ويسارية على المذبحة التى نظمها الجيش للإخوان المسلمين فهو موقف يعزز مشروع الدولة الدينية رغم إرادة هؤلاء الأفراد والمجموعات. وهؤلاء جميعا تعاونوا مع الإخوان المسلمين طوال العقدين الأخيرين وتدربوا على الدفاع عن مشاركتهم فى الحياة السياسية كأحزاب دينية مع أنها تقود إلى الدولة الدينية


34 - الأستاذ عثمان آيت مهدى
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 13:12 )
الأستاذ عثمان آيت مهدى
العلمانيون واليسار لم يستنجدوا بالعسكر كما تدعى حضرتك. الذين تحالفوا مع الحكم العسكرى المباشر هم الإخوان المسلمون والسلفيون ولكنك لستَ صادقا يا أخى. أما العلمانيون واليساريون المنبطجون فهم الذين ناضلوا ضد الحكم العسكرى وضد حلفائهم المتأسلمين وكانوا هم عاصرى الليمون بانتخاب مرسى تفاديا لشفيق
وأنت تعبد صندوق الانتخابات من دون الله يا أخى مع أنه لا توجد انتخابات نزيهة فى كل تاريخ مصر فهى تزييف لإرادة الشعب


35 - احييكم أستاذي الفاضل على ارائكم النيرة واليكم بعضا
يوسف بوغنيمي ( 2013 / 8 / 19 - 14:08 )

مصر ...ليلة التناوب على اغتصاب الوطن .

يوسف بوغنيمي .
[email protected]
مصر أيام عصيبة و اعلاء لصوت الرصاص عوضا عن صوت الحكمة والعقل .
كنا فيما سبق قد تطرقنا للمشهد المصري بمقال عنوناه ب-مصر سنة أولى ديمقراطية -عقب إجراء الانتخابات الرئاسية التي أفرزت مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية, والتي أشاد بها الغرب قبل الشرق , وبشهادة منظمات دولية تعنى بتقييم الانتخابات على الصعيد الدولي .
تفاءلنا خيرا بأم الدنيا ومهد الحضارات وصانعة الكتابة الهيروغليفية وغبطناها وهي تؤسس لميلاد دولة ديمقراطية مدنية حديثة عقب الربيع العربي ,مصر هاته ملهمة خيال هوميروس في أسطورته التي ألفها في وقت يقع بين عامي 1600، 1200 قبل الميلاد، حيث كان حلم هوميروس والحلم الإغريقي القديم بصفة عامة هو الاستيلاء على مصر, مصر موطن الملوك والأهرام؛ كالملك زوسر وهرم سقارة المدرج الذي بناه المهندس إمحوتب والملك خوفو والهرم الأكبر الذي يعد من عجائب الدنيا السبع ,مصر العابرة لقارتي افرقيا وآسيا والتي تقع موقع القلب بالنسبة للأمة العربية والإسلامية من حيث الجغرافيا والتاريخ وتتصدر تركيبتها البشرية أعلى البنيات البشرية ارتفاعا بما يفوق 90 مليون نسمة .
لم تهنئ مصر وهي تشق طريقها نحو ديمقراطية حقيقية ,لكون بعضا من أبناء الوطن الواحد هم اليوم من تناوبوا على اغتصابها في واضحة النهار, وثابروا في اغتيال حلم المصريين , فمنهم من اجتهد في أخونة الدولة ومنهم من عاند في عسكرتها, لكن الحاجة كانت ماسة إلى دولة مدنية لا إسلامية ولا عسكرية ولا علمانية , دولة يتساوى فيها أبناء الوطن الواحد و يعيش بين ظهرانيها المسيحي القبطي , والعلماني والإسلامي والعسكري...
وهنا في هذا المقال سنتطرق للأمر بمقدمة طللية وقد تزاحمت بين الأنامل كلمات الشعر والنثر ونحن نسعى لسرد كرونولجي للأحداث بالقطر المصري في مشهد درامي يصور حقيقة مصروهي تستغيث , لن نشيطن ولن نخون ولن نجرم , حتى لايحسب علينا انحيازنا إلى طرف ما على حساب الآخر ,ونحن نتناول ملفا يتطلب التطرق اليه غاية الموضوعية والحياد , لسبر أغوار الدراما المصرية قبل وبعد 14 يوليو... ولكون الحقيقة بادية للعيان لاغرو فيها شاهدناها بالصوت والصورة ولكل منا البصر والبصيرة لتقييم الوضع , ولكن الواقع هو أن مصر اليوم تعيش أياما عصيبة تحتاج إلى تغليب صوت الحكمة والعقل , حقنا للدماء ودرءا للأعراض , وحفاظا لآدمية البشر وحفظا لحرمة الحجر....وليس بصب المزيد من بنزين الكلمات على موقد نار المشهد المصري ,التي غدت فتنة عمياء يضيع بين طواحينها الوطن .
تناوب الاخوان ومن بعدهم العسكر على اغتصاب مصر بارتكاب أخطاء قاتلة
مرسي حكم بعقلية الجماعة ...وانغماس الجيش بالسياسة قوض حكم الدولة المدنية ...
الرئيس مرسي حكم مصر بعباءة الاخوان و عقلية الجماعة .
إبان حكم الرئيس مرسي لمصر ,لم ينس انه عضو بجماعة الإخوان, وبدا وكأنه يمارس صلاحيات مرشد الجماعة وليس رئيسا وحاكما وحكما لكل المصريين, كل ذلك ساهمت فيه مجموعة من العوامل مجتمعة , منها قلة المراس السياسي في تسيير دواليب الحكم والبعد عن الحكمة لمسايرة التيارات المختلفة ومجاراتها الي حين التمكن من قراءة شفرات العلبة السوداء المصرية , حيث أن تقوقع الجماعة لعقود في خندق المعارضة وعدم انفتاحها على باقي الفعاليات السياسية وعدم انخراطها بتبصر في قراءة المشهد المصري الداخلي وجس نبضه , جعلها ترتكب مجموعة من الأخطاء الجسيمة إتباعا, ولتفتح جبهات متعددة على أكثر من واجهة انطلاقا من الجيش مرورا بعزل النائب العام ليثير بذلك حفيظة سلك القضاء الذي خاض معركة ضروصا معها ,ثم لهيج عليه رجال الصحافة والإعلام المصريين بأكثر المحاكمات التي طفت إلى السطح وفاقت حكم مبارك عددا ومددا ,لتتوسع دائرة المتعاطفين مع الصحفيين والإعلاميين من المواطنين والمهتمين على السواء , و نذكر مثلا محاكمة الإعلامي الدكتور باسم يوسف جرّاح القلب المصري الذي وجد في الرئيس المصري مادة إعلامية ساخرة, دسمة لتقديم البرنامج التلفزيوني الساخر -البرنامج- ومن قبله ومن بعده عديدين من الصحفيين المصرييّن، كتوفيق عكاشة واسلام عفيفي، اللذين قدما للقضاء بتهمتي التحريض على قتل الرئيس مرسي وتكدير الأمن والسلم العام , ووفق ما أكدته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان فقد سجّل الرئيس محمد مرسي رقماً قياسياً في ملاحقة الصحافيين والإعلاميين بتهمة إهانة الرئيس، وأوضحت الشبكة في تقرير لها، أن بلاغات الرئيس مرسي ضد الإعلاميين بلغت في ستة أشهر فقط أربعة أضعاف ما شهدته الأعوام الـ30 من حكم الرئيس السابق حسني مبارك، و24 ضعفاً لعدد القضايا المشابهة التي شهدتها فترة تولي الرئيس الأسبق أنور السادات، وأكثر من كل حكام مصر منذ بدء العمل بالمادة التي تجرم إهانة رأس الدولة قبل أكثر من 100 عام.
ووثّق التقرير، الذي جاء في 12 صفحة، أسماء كل الإعلاميين والصحافيين والمواطنين ممن طالتهم مادة قانون العقوبات الخاصة بإهانة الرئيس المصري.,ولم يقتصر الأمر على ذلك حيث استشعر الفنانون المصريون بدورهم بان الدائرة لابد ستدور عليهم, وبأن مهد الفنون مصر أم الدنيا يحتضر بمعالمها وقد يعدم أبو الهول شنقا أسوة بفعلة طالبان في عهد حكمها بكابول والتي قررت تفجير تماثيل بوذا الضخمة بالديناميت، بعد أن قصفتها بالدبابات والصواريخ، على الرغم من الاحتجاجات والمناشدات الدولية لإنقاذ الآثار البوذية القديمة في البلاد.
في عهد مرسي أبرز الفنانين المصريين يجر إلى القضاء بتهم رخيصة, كازدراء الإسلام وهو قيدوم الكوميديين عادل إمام صاحب مسرحية الزعيم ,بحمولاتها السياسية فترة حكم مبارك ولم يسق حينها الى قسم او ...
ان محاكمة عادل إمام أبرزت قلقا عاما بدأ يساور الفنانين والمثقفين المصريين الذين يخشون خصوصا أن تفرض هيمنة -الإخوان المسلمون- والسلفيون قيودا على حرية التعبير وحرية الإبداع، وهو ما بدأت بوادره تظهر في أكثر من قضية ومكان وحدث في مصر.
أحداث كلها سعت الجماعة من خلالها لبسط ي


36 - رد الى: يوسف بوغنيمي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 14:56 )
يوسف بو غنيمى
بعيدا عن الأخونة والعسكرة وهما تاكتيكان ضروريان لكل من الإخوان والجيش عند حكم هذا الطرف منهما أو ذاك.. هناك مشكلة بلورة موقف أساسى إزاء الدولة الدينية. ولا ينبغى بناء الموقف من حكم مرسى على أساس سياساته وممارساته ومنها الأخونة بل ينبغى من حيث المبدأ رفضه رفضا للدولة الدينية الماضوية بحكم طبيعتها


37 - الأستاذ هانى عبد العليم
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 14:29 )
الأستاذ هانى عبد العليم
أنا لا أتهم كل من ينتقدنى بأنه إخوانى بل فقط من يعبرون عن رؤى وأفكار إخوانية مثل حضرتك
وعلى فكرة نقدك ليس نقدا. وبهذه اللغة الاستفزازية لا تكسبون شيئا بل تخسرون كل شيء وإذا قارعتَ الحجة بالحجة بدلا من التهجم والتبجح والشتائم فسوف يحترمك القارئات والقراء جميعا
وبالمناسبة: لا أظن أنك قرأت شيئا من كتاباتى ضد الحكم العسكرى لأنك لا تقرأ وأنا أسمع عن قناة الفراعين لكننى لم أشاهدها ثم إننى ضد بول بوت على طول الخط -لاتنه عن خلق وتأتى مثله- يا أخى.. فكيف اتسع ضميرك لكل هذه الاتهامات والشكوك ضدى
________________________________________


38 - كيف تري أفق ونتيجة الصراع بين الجيش والاخوان
بهاء الدين عبدالمجيد ( 2013 / 8 / 19 - 14:41 )
كيف تري أفق ونتيجة الصراع بين الجيش والاخوان .. وكيف تري مستقبل علاقة الجيش والامريكان في ظل استمواتهم علي الاخوان ؟ .. كيف يتمكن الجناح الحاكم للبرجوازية الكبيرة التابعة من تصفية الثورة ولو تدريجيا في ظل الخطر الذي يشكله الاخوان والامريكان علي النظام وحاجته للجماهير لمواجهة ذلك الخطر .. كيف تري مستقبل اليسار والقوي المدنية في ظل موقفهم المائع والملتبس من الصراع الدائر علي نحو ما أشرت


39 - رد الى: بهاء الدين عبدالمجيد
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 20 - 01:04 )
الأستاذ بهاء عبد المجيد
يميل ميزان القوة لصالح الجيش والشرطة والدولة والمجتمع ومن ناحية أخرى لصالح الثورة الشعبية وبالتالى فإن الضربة التى تم توجيهها فى مصر والعالم ضد الإخوان والإسلام السياسى تغلق الأفق أمامهم
العلاقة بين الجيش والأمريكان إستراتيجية رغم صدمة الأمريكان لأنهم كنوا يأخذون من حكم الإخوان أكثر مما كانوا يأخذون من حكم مبارك غير أن هذا موقف تاكتيكى على كل حال رغم تهجم الأمريكان على الجيش المصرى ورغم محاولة الأخير ومصر كلها إضفاء صبغة وطنية زاعقة كغطاء سياسى للمواجهة المسلحة مع الإخوان
الخطر الإخوانى الكبير سيتراجع إلا فى حدود عودة محتملة للإرهاب الانتقامى بقوة
أما أمريكا وإسرائيل فاعتمادهما الإستراتيجى على الجيش المصرى فهما لا تضمنان جيشا تجرى أخونته ويكون أقرب إلى النموذج الإيرانى
والخطر الأمريكى الإخوانى مؤقت على كل حال
هناك بالطبع خطر السيطرة الرأسمالية والأمريكية العالمية على مستقبل مصر بإبقائها فى الحظيرة الأمريكية وهذا خطر إستراتيجى تاريخى كبير ولا علاقة له بالاستمرار القصير أو الطويل للإخوان فى الحكم
ومستقبل اليسار والقوى المدنية هو الهامش فى المدى المنظور إلا فى حالة نجاح محاولات التدجين والترويض والاستئناس فى سياق الاحتواء والاستيعاب والدمج فى مؤسسات سلطة دولة الثورة المضادة
ومحاولة احتواء اليسار والقوى المدنية أداة من أدوات التصفية التدريجية للثورة إلى جانب الاستفتاءات الدستورية والانتخابات البرلمانية والرئاسية المتكررة وإلى جانب القمع الذى قد يصل إلى حد مذابح مثل مذبحة ماسبيرو وإلى جانب القوة الهائلة لأبواق دعاية الدولة وإلى جانب دور الأزهر الشريف وباقى المؤسسات الدينية الرسمية والنظام التعليمى وإلقاء الفتات إلى الشعب أحيانا ووسائل أخرى لا حصر لها


40 - روعة الحداثه والتطور
Marwan Hayel ( 2013 / 8 / 19 - 14:42 )


روعة الحداثه والتطور انهما تقربنا من مسارات وخيارات كثيره لمعرفة الحقيقه عن قرب والذي يدور في مصر من بلبله ضعيفه ومؤقته من قبل الاخوان لتصوير الوضع بأنه قد يتجه الى الحرب الاهليه بعيد عن الواقع , مصر في الاساس مجتمع مدني منفتح متعلم وواعي وفي تاريخه لاتذكر الحرب الاهليه , الشعب المصري ببساطه رفض الانغلاق الذي بداء يفرضه الاخوان اثناء حكمهم واخرجهم الشعب من السلطه لانهم كانوا يسيرون في الاتجاه الخطاء الذي اذا كان استمروا فيه كان يمكن ان يقسم الشعب المصري الى مسلم وناقص دين والاتجاه نحو الحرب الاهليه بالفعل .


41 - رد الى: Marwan Hayel
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 23:49 )
الأستاذ مروان هيكل
الدولة المصرية دولة نصف دينية نصف مدنية وكذلك المجتمع المصرى. والدولة الدينية الإخوانية السلفية مشروع فعلى ما يزال القتال يدور من أجله وهذا القتال نفسه بداية لحرب أهلية ولكننى أعتقد أنها ستكون قصيرة خاطفة لأن ميزان القوة بين الجيش والإسلام السياسى محسوم لصالح الجيش ومعه الدولة كلها، من ناحية، ولصالح الشعب، من ناحية أخرى
________________________________________


42 - تكريس العقيدة القتالية لتدخل الجيش
محمد ابو بكر النيفياوي ( 2013 / 8 / 19 - 14:43 )
· تكريس العقيدة القتالية لتدخل الجيش: بله تطعيمالعقيدة القتالية المصرية لمواجهة الأرهاب الذي أصبح ممارسة منتشرة خالت علي البعض أنها مواجهة ضد الإمبريالية الأمريكية .. مما يعد قراءة مجتزأة للسياق الأفغاني الصومالي .. وأشباهه ..والبديل هو العمل علي خلق ميليشيات للمواجهة ضد التيارات الإسلامية ..وهو ما يعني عودة التفافية لحرب أهلية ليست فقط طويلة بل ومريرة وربما غير منتجة ..أما أننا نعبش حرب أهلية ولو أنها خاطفة ..فلأن الطرف المواجه للجيش والشرطة هم بالتأكيد أهالي مغرر بهم .. يدفعهم ويحرضهم تنظيمات تصارع من أجل السيطرة علي السلطة لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها الإقليميين والدوليين .. وهي مصالح معادية لمصالح الشعب المصري بكانله من وجهة نظري .. بمن فيهم المغرر بهم والسائرين في ركابهم حتي حين


43 - رد الى: محمد ابو بكر النيفياوي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 15:26 )
الأستاذ محمد أبوبكر النيفياوى
من وظائف الجيش مواجهة الإرهاب عندما يكون بهذا الاتساع وفوق طاقة الشرطة. وبالطبع فإن الميليشيات الشعبية مرفوضة فى السياق الحالى وليس كمبدأ: هى ضرورية مثلا فى حالة مواجهة عدوان استعمارى


44 - اخونه الخصوم الفكريين
هاني عبد العليم ( 2013 / 8 / 19 - 15:16 )
ياستاذ كلفت اقرا كتاباتك منذ اواخر السبعيتات والتي كنت تنشرها بالصحيفه السريه
لخزب العمال الشيوعي(الانتفاض) كما قرات كتاب للك حول الملكيه الزراعيه بمصر
ولااذكر اسمه واتابع ما تكتب بالموقع فمن اين اتيت بهذا الاتهام بانني لااقرا
وانت مصمم انني اخواني وانا اقول لك اللعنه علي الاخوان الذين اوصلونا الي مانحن
فيه من حكم عسكري وحشي لايعبا بارواح الناس ولابدمائهم ولولا نزعتهم الاستحواذيه وغبائهم ما وجد العسكر سبيلا للانقلاب علي الثوره باستخدام غطاء شعبي من السوقه والغوغاء الذين لايعرفون من امر السياسه شيئا غيرما يسمعون من حثاله الاعلاميين الذين يعتمدون علي ضعف عقول لهم ويصدرون لهم يوميا ماتيسر من اكاذيب لاتنطلي الا علي نزلاء مصحات الامراض العقليه
واقول لك انك تستخدم بمقالتك مصطلحات ملتبسه ومضلله كمصطلح الدوله الدينيه

وتستخدمه كتهمه توجه للاخوان بسعيهم لاقامتها
والدوله الدينيه دوله مرجعيتها فقهيه بوجود سلطه مباشره من رجال الدين كايران او بدون هذه السلطه والاخوان انتهازيون براجماتيون ولذلك في اول منعطف اهملوا
المرجعيه الفقهيه ولاذوا بالبرجماتيه ونموذج قرض الصندوق ليس ببعيد ومد تراخيص متاجر الخمور والملاهي اليليه لثلاث سنوات
فعنما توجه اتهامات لفصيل سياسي يجب اليك تدقيق المفاهيم اولا
ثم انظر الي التنا قضات الفجه انت وغيك تنعون عليهم الضلوع في المخططات الامريكيه والعماله للامبرياليه والسكوت علي كامب ديفيد فهل كل هذا يستند الي مرجعيه فقهيه ام الي براجماتيه ويمكنك المقارنه هنا بين اتنظيم القاعده وسياساتهاذات المرجعيه الفقهيه وبين الاخوان ليتعرف ويعرف الجميع ان تهمه الدوله ال


45 - رد الى: هاني عبد العليم
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 20 - 00:23 )
الأستاذ هانى عبد العليم
الجماهير الشعبية فى نظرك سوقة وغوغاء والإعلاميون حثالة فتأملْ العصاب الذى عندك أولا.
وربما أخطأت فى تصورى انطلاقا من أفكارك أنك إخوانى غير أن أفكارك تبدو لى الآن مزيجا من الإخوانية والسلفية والقاعدية والنزعة الإرهابية لدى هذه المذاهب والحركات جميعا إذ تأخذ على الإخوان برجماتيتهم بعيدا عما تفضله أنتَ أىْ المرجعية الفقهية للدولة الدينية
ولو كنت تقرأ حقا لعرفتَ أننى عدو مبين للحكم العسكرى


46 - استكمال
هاني عبد العليم ( 2013 / 8 / 19 - 15:31 )
لتعرف ان الدوله الدينيه الاخوانيه وهم كبير مصدره حاله عصاب جماعي لدي المثقفين العلمانيين اوبعضهم تجاه كل ما يشتم منه رائحه الاسلام ا لا مر الذي دفعك وامثالك الي التهليل للقمع الوحشي وحمامات الدم التي دبرها السيسي بحق الاسلاميين ولكني اذكرك ايها الماركسي الانساني والمثقف والمترجم والاديب ذو الحس المرهف بالضروره انهم قبل ان يكونوا اسلاميين هم بشر وان مبدا االعقاب الجماعي مدان في
جميع النظم والشرائع القانونيه المعاصره وادعو لك بطول العمر حتي ياتي يوم تخجل فيه مما خطته يداك بهذا المقال من دفاع عن مجازر يندي لها جبين كل من امتلك نفسا سويه لم تشوهها كراهيه عمياء لمعتقدات او ايديولوجيات


47 - رد الى: هاني عبد العليم
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 20 - 00:24 )
الأستاذ هانى عبد العليم
الجماهير الشعبية فى نظرك سوقة وغوغاء والإعلاميون حثالة فتأملْ العصاب الذى عندك أولا.
وربما أخطأت فى تصورى انطلاقا من أفكارك أنك إخوانى غير أن أفكارك تبدو لى الآن مزيجا من الإخوانية والسلفية والقاعدية والنزعة الإرهابية لدى هذه المذاهب والحركات جميعا إذ تأخذ على الإخوان برجماتيتهم بعيدا عما تفضله أنتَ أىْ المرجعية الفقهية للدولة الدينية
ولو كنت تقرأ حقا لعرفتَ أننى عدو مبين للحكم العسكرى


48 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 8 / 19 - 16:37 )
فلسفة الإنسان و حياته تبنى من معتقده , لذلك : السؤال : ما هو معتقد الكاتب | خليل كلفت؟... هل الكاتب ملحد؟ .


49 - رد الى: عبد الله خلف
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 19 - 23:35 )
الأستاذ عبد الله خلف
محاولة شق قلوب الناس بحثا عن الإيمان والإلحاد ممارسة لعقيدة محاكم التفتيش والدول البوليسية. فلماذا تمارس هذه العقيدة السوداء؟ طبعا لأنك لم تتعلم أن تقرأ فتعرف الكتاب وتحاورهم بأدب
ولعلمك سأحذف كلامك على الفور إذا كتبت خارج الموضوع المطروح


50 - -استكمال- كيف تقرا يا كلفت
هاني عبد العليم ( 2013 / 8 / 20 - 01:43 )
الفارق واضح بين توصيف حاله وتبنيها كوجه نظر وعندما ابين الفارق بين المرجعيه الفقهيه والبرجماتيه فانا اشخص حاله الاخوان وحاله القاعده كنموذج ولكني لااتبني
هذاولاذاك -وان مندهش جدا من عدم قدرتك علي فهم هذا الامر
انك تهرب من النقاش ولاترد وعندما كشفت مغالطتك في اتهام الاخوان بتديين الدوله
اتهمتني بالوهابيه والقاعديه الخ الخ
انت تلقي بالاتهامات جزافا بدون تاصيل للمفاهيم ولذلك الحوار معك يدور في حلقه مفرغه وان كان له من ميزه وحيد فهي القاءه الضوء علي سبب هام من اسباب فشل
اليسار الماركسي وهو ان منظريه يصرون علي العيش في عالم افتراضي ليس له علاقه بالعالم الحقيقي وهكذا فالاخوان يتاجرون في المخدرات ومن يختلف معك هو

بالضروره وهابي والاعتصام فض بطريقه احترافيه

هنيئا لك عالما الافتراضي
بقيت ملاحظه هي مساله الغوغاءوهي مفهوم ثقافي قيمي وليس طبقيا ومن يخرجون للتظاهر رافعبن صور السيسي او هاتفين الجيش والشرطه والشعب ايد واحده فهم غوغاء وللاسف هذا حال غالبيه من خرجوا في ثلاثين يونيو او في جمعه التفويض وصفهم بالجماهير الشعبيه لن يجدي الذ


51 - رد الى: هاني عبد العليم
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 20 - 03:31 )
الأستاذ هانى عبد العليم
حذفتُ ثلاثة تعليقات لأنها تكرار للتعليق الذى أنشره هنا
يا سلام على المفهوم الثقافى للغوغاء والسوقة عندما تصف الملايين يا أرستقراطى
أنت تتنصل من أفكارك وهى تفضح طبيعتك الفكرية
أرجو أن تحصر نقاشك فى القضايا المطروحة بطريقة تحليلية
وأن تبتعد عن الغلط المتكرر فى الناس
وثقافتك تتضح من عدم قدرتك على كتابة نص صغير سليم
بطريقتك هذه أنت مدفوع إلى مجرد تعطيل الحوار وهذا لا يليق بشخص محترم مثل حضرتك
وإذا لم تساهم بجدية ومسئولية فى الحوار بدلا من تعطيله
سأكون مضطرا إلى حذف تعليقاتك الجديدة


52 - الافق الشعبي
حسن خليل ( 2013 / 8 / 20 - 05:05 )
ما أخذه علي مقالك هنا استاذ خليل كلفت - و قد تعلمت منك كثيرا - أنكار امكانية الافق الشعبي في الحرب علي الارهاب . حقا أن هذا الافق ليس واقع الان الا بصورة ضمنية . لكن هذه الحرب قد تستمر وقتا طويلا . أن راية شعبية للنضال المستقل للقوي الشعبية و الاشتركية ضد فاشية اليمين الديني توفر افضل الضمانات لتواصل الثورة .


53 - رد الى: حسن خليل
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 20 - 14:41 )
الصديق العزيز الأستاذ حسن خليل
فى مناسبة سابقة اعترضتُ على ما سميتَه أنت بالحل الشعبى بدلا من الحل الأمنى وكان من الواضح أنك تعنى أن تواجه الجماهير الشعبية المصرية اعتصامات ومسيرات وتظاهرات الجماعات الإسلامية الإرهابية بقيادة الإخوان المسلمين. وقلت لك إن الشعب الأعزل رغم قوته فى مواجهة الدولة لا يستطيع أن يواجه الميليشيات الإخوانية التى ستنتصر على الشعب فى هذه الحالة. ومع تطور الحوار أوضحتَ أنت أن معارك بعينها فى الإسكندرية والقاهرة ومناطق أخرى انتصرت فيها الجاهير على الإخوان تُثبت صحة رأيك وقلتُ لك إن قانون الحرب الكبيرة تختلف عن قانون المعارك الصغيرة. ففى الحرب الشاملة يستخدمون كل ما معهم من سلاح أما فى المعارك الصغيرة فهناك ضوابط وقيود. ومن المؤكد أن هذا الحل سيؤدى إلى حرب أهلية مدمرة. ثم ما وظيفة الجيش والشرطة والدولة؟
ثم إن المعركة الحربية التى تدور فى مصر الآن تدور بين الدولة السابقة لثورة 25 يناير والدولة الدينية الإخوانية السلفية والدولة السابقة للثورة هى التى تنتصر الآن على الإخوان. فلماذا نعمل على وقف هذه الحرب الشاملة بين قطاعين من الطبقة الرأسمالية التابعة باستبعاد الحل الأمنى للجيش والشرطة ليحارب الشعب لدولة ما قبل ثورة 25 يناير معركة طبقتهم؟
طبعا الشعب هو الذى ثار فى 25 يناير وهو الذى أسقط الحكام وهو الذى ثار ضد حكم الإخوان فى 30 يونيو لكن ثورته لم تكن كافية لإسقاط مبارك ثم مرسى وفى المرتين تدخل الجيش ليحسم إسقاط الحاكم لإنقاذ الطبقة الحاكمة ودولتها. فهو يواجه الإخوان كطرف أصيل وليس بالوكالة عن الشعب والثورة فلماذا نستبعده من معركته الأصيلة؟
وعلى فكرة الحل الأمنى والحل الشعبى كلاهما حل أمنى فهما يقومان على مواجهة مباشرة للميليشيات الإخوانية. والحل الأمنى فى السياق الحالى طبيعى جدا أما الحل الأمنى كإستراتيجية لهذه الجماعات أو غيرها مثل الشيوعيين واليسار والليبراليين فقد أثبت فشله الذريع. فقد نمت هذه الجماعات كل هذا النمو الخطر رغم وبفضل الحل الأمنى الذى اعتمده عبد الناصر وقام بتوريثه للسادات ومبارك؟ وبالطبع هناك عوامل مهمة أخرى لاكتسابهم كل هذه القوة. والحل الحقيقى هو الحرية المنتزعة والرسمية التى يدور فى ظلها الصراع الفكرى ضد الجماعات الإسلامية الماضوية.
ولا أحد منا ضد النضال المستقل للقوى الشعبية والاشتراكية ضد فاشية اليمين الدينى. المشكلة فى انتشار ثقافة استخدام السلاح والميليشيات من جانب مختلف الطبقات والأحزاب حيث لا يمكن حصر التسلُّح فى فصيل واحد. وهذه ثقافة الحرب الأهلية التى لا يكسبها أحد بل يخسرها الجميع لأنها تدمر الجميع.


54 - خليل!!!!!!!
عبد الله خلف ( 2013 / 8 / 20 - 16:24 )
1- ما هذه الديكتاتوريّه؟ .
2- و هل سؤالي عن معتقدك يُعتبر إجرام و محاكم تفتيش؟! .
3- نحن قلنا -في بداية تعليقنا- أن فلسفة الإنسان ترتكز على عقيدته , و سألنا عن عقيدتك , فأين المشكله في السؤال؟ .


55 - رد الى: عبد الله خلف
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 20 - 17:55 )
الأستاذ عبد الله خلف
لا ديكتاتورية ولا يحزنون فأنا لم أحذف تعليقا واحدا إلى الآن
رغم أن الكثير منها تعليقات خارج الموضوع والهدف منها تعطيل الحوار
وأنت من ناحيتك إذا كنت تعرف معنى مشاركتك فى الحوار
فالأولى بك أن نطرح وبجدية تامة آراءك فى الموضوع المطروح
إلا إذا كان غرضك التسلية وتزجية الوقت
وأنت شخص ناضج وتعرف بالتالى معنى أن تسأل شخصا عن عقيدته
وأن تواصل سائلا هل أنت ملحد؟
هذا شيء ممجوج تماما فى الدنيا كلها
فكيف لا تعرف هذه الحقيقة البسيطة وتشارك فى حوار
وفكرتك الخاصة بأن فلسفة الإنسان ترتكز على عقيدته
صياغة غريبة كما يرى القراء والقارئات
لأنه ما الفرق بين فلسفة الإنسان وعقيدته
وهذه الفكرة لا معنى لها هنا فنحن نحاول هنا أن نفهم تطورات سياسية جارية
ولا نتحدث عن معتقدات أو فلسفات
والمعنى الوحيد المقبول لمشاركتك فى الحوار
هو أن تُثريه بأفكارك المتفقة أو المختلفة مع أفكار المحاور




56 - ....يا عمال العالم صلوا على النبي
حميد زناز ( 2013 / 8 / 20 - 22:23 )
في مقال اقترفته منذ 5 سنوات استسمحك بإعادة نشره هنا عزيزي خليل حاولت أن أعرف مصدر الداء في بلداننا فكتبت تحت عنوان - يا عمال العالم صلوا
على النبي ما يلي


يا عمّال العالم صلّوا على النبيّ!

يختزل الخطاب المهيمن روحانية مسلمي اليوم في كاتالوج وصايا فقير يقدمه على شكل مفاضلات بين زوجين في تضاد : إسلام / كفر، جنة/جهنم، فائزون/خاسرون، ناجون/معذبون، توحيد / شرك، عادة / بدعة...ففضلا عن كونها نظرة ثنائية تبسيطية عاجزة عن قراءة العالم المعقد ومقاربته موضوعيا، فهي بعيدة كل البعد عن عالم الروحيّات. فالروحانيّة حوار هادئ وصامت مع الكون. الصلاة، كما يقول الماهتما غاندي، هي أمنية الروح ومبتغاها وليس استجداء للسماء. لا علاقة للسلوك الروحي لا بتلك النداءات العدوانية الصاخبة للصلاة عبر مكبّرات الصوت ولا بدفع الناس البسطاء كالقطعان وبالهراوات نحو المساجد لأداء الصلوات غصبا عنهم، كما يفعل “المطوعة”، شرطة الإيمان في السعودية.
حاول المتأسلمون ومن لفّ لفّهم إيهامنا أن هناك تخلفا في كل شيء إلا في الروح، في حين أنّ الواقع يبيّن أن التخلّف يضرب كل مناحي الحياة بما فيها مجال الروحيّات. يعرف الدين في الغرب، فضلا عن عزوف الناس المتصاعد عنه، ظاهرة المؤمنين غير الملتزمين بتطبيق التعاليم. أمّا في بلدان الإسلام فيمكن ملاحظة العكس. يسهل العثور على ملتزمين بالتعاليم وهم غير مؤمنين أصلا وإن بدا عليهم فائض من الإيمان! لا لشيء سوى لأنّ الصلاة والصوم ونحر الأضحية و...قد باتت مفروضة فرضا. “أصوم تحت ضغط 30 مليون جزائري. أحسّ في شهر رمضان أنّني مضطهد. لا تتحدّث وسائل الإعلام أبدا عن العزلة العميقة التي يعيش فيها إنسان عربيّ عندما يكون ملحدا”. هكذا تحدّث شابّ جزائري، معترفا أنّه لا يريد الدخول في صراع مفتوح مع محيطه، فيصوم متنازلا ليحافظ على حرية تفكيره(1).

يفرض الدين ولا يختار طواعية. إذا تديّنّا فإنّ المجتمع هو الذي يتديّن فينا. إنّه إيمان ميّت ذلك الإيمان الذي لا يشك أبدا، كما يقول ميغال أنامونو. بمعنى، أنّه يتحوّل إلى حركات روتينية. اللهمّ اعطِنا إيمان العجائز، كان يقول أحد أكبر المتصوفة المسلمين، بعدما فشل في عقلنة إيمانه وطرد الشك نهائيّا من قلبه ’المؤمن’. جوهر كل إيمان هو صموده في وجه صرامة المنطق. إنّ عدم أخذ الدين كلاعقلانيّة هو الذي يدفع الناس إلى عقلنته ومن هنا تأتي كل الأخطار والتي تبدأ مع الجنون الجماعي الذي يحلم بتكييف الواقع مع الإسلام وينتهي بقيام الدولة الثيوقراطية أو القتل والذبح من أجل إقامتها. يسمّى هذا العصاب الجماعي ’إسلاما سياسيا’،أو ’أصولية’ في حين أنه ليس في واقع الأمر سوى ما يعتقد به ويصبو إلى تحقيقه معظم المسلمين وخاصة المتعلّمين منهم والمشتغلين في ميادين الثقافة.
كل ما في الأمر أن هناك أصولية ثورية تطبيقية وأصولية إصلاحية نظرية. تمثّل الأولى أقلية ككل الحركات الثورية، تريد دولة الشريعة حالا. والثانية إصلاحية تمثل الأغلبية، تهدف إلى إقامة الدولة الإسلامية بالتدرج وعن طريق الإنتخابات حينما تكون متأكدة أن الفوز سيكون حليفها.
هناك ما يشبه العجز الداخلي المزمن في مقاربة الحرية. فبدل محاولة التحرر من هيمنة الفكر الديني، لا يهدر مفكرو الإسلام وقت شعوبهم إلا في محاولة عقلنة الإيمان. يكفي رفض البداهة أحيانا لطمأنة الناس. لا يمكن بناء مستقبل ما دون أن يتحرر الفرد من كل ’الطقوس’ التي لم تعد لها في واقع الحياة أية منفعة أو دور في انفتاح الشخصية واتزانها. هل احتفالات عاشوراء الدموية عند أهل الشيعة، تساهم من بعيد أو من قريب في تحسين وضعية الأفراد؟ هل الاستدانة لشراء أضحية العيد سلوك اقتصادي رشيد؟ ألا يلعب هذا ’الطقس’ دورا كبيرا في غلاء سعر اللحوم طيلة أيام السنة وو...؟ هل من أجل صلاة جمعة نستمر في تحمّل الخسائر الاقتصادية الهائلة المترتبة على عدم العمل بنظام الأسبوع العالمي؟ كل دواء انتهت مدة صلاحيته يتحول مفعوله إلى علل حتما.
يمكن الحديث عن “تدجين الإنسان”، عندما تتغلب القواعد الفقهية المتعارف عليها مجتمعيا على رغبات الفرد الذاتية. إنّه ترويض حقيقي لـ’الأنا’، بتعبير الفيلسوف نيتشة. يعتبر “الأنا الأعلى” في البلدان الإسلامية من أقسى ’الأنوات’ على الإطلاق. تبذل الأقلية مجهودات جبارة لتتملّص من مراقبته وتجنب الانقياد له، وتبذل الأغلبية نفس الجهد مقابل تحمل ثقله وطاعة أوامره.
تتساءل منظمات حقوق الإنسان وكل أحباء الحرية عن تخاذل السلطات الدينيّة التي تدّعي أنّها غير أصولية في إعلان عدم صلاحية مفهوم ’الردة’ وتعارضه مع منطق هذا العصر. ليس لهذه السلطات الدينية الشجاعة حتى في الدعوة لتجاوز ما قتلته الحياة من أفكار وسلوكات. يكتب صحفيّ من كندا -يعترف عالم اجتماع صديق من أصل جزائري أنّه من المستحيل على فرنسي من أصل مسلم أو منمذج كذلك، أن يفلت من قانون جماعته المهيمن، وأن يعلن مثلا غنوصيته أو إلحاده (2).

تحت هذا الفقه التوتاليتاري، لم تعد الأخلاق تسهيلا للحرية وإنما تسييرا للإرغام والإجبار عن طريق العنف. كان الدين دوما قضية جماهير أو حشود أما الروحانية فقضية الفرد المفرد. فهل للإيمان المرفوع فوق كل السطوح علاقة بالروحيات؟ أم هو مجرد ماكينة لصنع الخوف وإفراز الندم حتى على الأفعال التي لم ترتكب بعد؟ يقول برنارد


57 - رد الى: حميد زناز
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 21 - 22:10 )

من الواضح أن مقالك القيم غير كامل النشر هنا ربما بسبب طوله بالمقارنة مع عدد الكلمات المسوح بها فى تعليقات الحوار المتمدن أو لسبب فنى آخر .. أرجو نشر المقال على جزءين أو أكثر أو نشر باقى المقال فى تعليق جديد لاكتمال الفائدة


58 - ؟الإخوان باتوا من الماضي،ما مستقبل اليسار المصري
أصيل القباطي ( 2013 / 8 / 21 - 00:08 )
يا رفيق خليل لكي لا تعود مصر لا إلى فاشية الإخوان و لا إلى الحكم العسكري الأرعن ، يجب على فصائل اليسار التوحد وراء مطالب الشعب و إستحقاقاته و عدم ترك الشعب لفلول النظام السابق أو الأسبق ، يقلقنا يا رفيق الوضع المقزز في ظهور بوادر إنفصام بين شباب الاحزاب و التيارات و الحركات الإشتراكية و الشيوعية اليسارية بشكل عام ، من خلال ترهات لا تنظر الى الأفق الذي سيكون بلا شك للشعب المصري و طبقاته الكادحة عمال و فلاحين .. لتنتصروا لهذا الشعب ، ما هو توقعك لمستقبل اليسار خصوصاً الإشتراكي في مصر و العالم العربي بعد الاحداث المتلاحقة التي بتنا نشهدها ، محبتي لليسار المصري الثائر و لرفاقنا الماركسيون المصريون بكم نمضي و بمصر ..


59 - رد الى: أصيل القباطي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 21 - 20:42 )

يرى الأستاذ أصيل القباطى أن ضمان تفادى عودة مصر إلى أىٍّ من فاشية الإخوان والحكم العسكرى يكمن فى وحدة فصائل اليسار، وعدم ترك الشعب لفلول النظام السابق أو الأسبق، معبِّرا عن قلقه إزاء ظهور بوادر انفصام بين شباب الأحزاب والتيارات والحركات الاشتراكية والشيوعية اليسارية بشكل عام، ويسأل عن توقعى لمستقبل اليسار خصوصًا الاشتراكى فى مصر والعالم العربى بعد الأحداث المتلاحقة التي نشهدها الآن.
وتكمن المشكلة هنا فى ضعف القوة المادية الجماهيرية والفكرية الفعلية لفصائل اليسار سواء اتحدت فى تنظيم واحد أو توزعت على تنظيمات متعددة، وسواء حدث أو لم يحدث انفصام بين شباب الثوار والتيارات الاشتراكية، وذلك بالمقارنة مع القوة المادية لكلٍّ من الدولة والإسلام السياسى، رغم الدور الكبير للشباب اليسارى فى مختلف مراحل الثورة الشعبية منذ مرحلة الإعداد وإطلاق الشرارة إلى مرحلة حركة -تمرُّد- وموجة 30 يونيو الثورية.
ولا تكمن مشكلة ضعف اليسار فى وضعه المنقسم فمثل هذا الانقسام طبيعى وقائم فى كل بلد من بلدان العالم على خلفية اختلاف الرؤى والمرجعيات اليسارية. ولا تكمن المشكلة فى الغياب المنطقى تماما للتنظيم أو الحزب الواحد الذى يجمع فى صفوفه كل أو معظم اليسار، بل تكمن فى غياب وجود منظمات وأحزاب كبيرة جماهيرية وناضجة فكريا. وقد ظلت أسباب تدهور حالة اليسار إلى مجموعات صغيرة متشرذمة مطروحة للنقاش طوال عقود. ومع هذا فقد لعب هذا اليسار المتشرذم فى شكل أفراد ومجموعات صغيرة وما يزال يلعب دورا محوريا ينقصه وعى ثورى ناضج وفهم عميق لطبيعة الثورة وأهدافها الظاهرة والكامنة والممارسات النضالية التى يفترضها تحقيق هذه الأهداف
والحقيقة أن وجود الحزب الواحد حتى الكبير أو الأحزاب المتعددة حتى الكبيرة لليسار لا يضمن مطلقا امتلاك رؤية فكرية ناضجة أو الممارسة الثورية السليمة على أساسها؛ وكم من أحزاب يسارية واشتراكية وشيوعية لم تكن ذات رؤية فكرية ناضجة تُبلور وتُطوِّر ممارسة ثورية ناجحة! ويتمثل ما ينقص اليسار والماركسيِّين فى النظرية الثورية المرشدة لحركة ثورية ولممارسة ثورية. ومن البديهيات أنه لا حركة اشتراكية ثورية ولا لممارسة اشتراكية ثورية فى غياب النظرية العلمية الثورية.
وليس المقصود أن العالم يخلو من نظرية ثورية. ولا شك فى أن النظرية الثورية المتمثلة فى الماركسية، حتى إذا تفرقت إلى ماركسيات متباعدة، موجودة هناك بعيدا فى كتب ومجلدات وأعمال كاملة مغلقة أو نصف مغلقة لمؤسسى الماركسية وكوكبة من منظِّريها اللاحقين. فالقضية هى ضرورة فَهْم واستيعاب هذه النظرية، التى يُثريها تعدُّد الماركسيات، والتفاعل العميق معها والاسترشاد الناضج بها مع العمل الدءوب الدائم على تطويرها فى كل الاتجاهات.
ومن هنا، من هذا الغياب للنظرية عن عقولنا النظرية وممارساتنا الثورية، يأتى النقص الكبير الجوهرى فى فكر وممارسة اليسار الاشتراكى والشيوعى فى مصر وربما فى المنطقة العربية بكاملها.
ومن الجلى أن مستقبل اليسار الاشتراكى والشيوعى مرهون بأمرين: امتلاك النظرية وتفجُّر الحركة الجماهيرية العفوية. وهذه الحركة العفوية المتعاظمة التسييس والوعى العفوى حاضرة متفجرة على أشدها منذ ثورة يناير، واستمرارها بقوة هو الأمر المرجح بحكم استمرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التى كانت وراء تفجُّر الذورة الشعبية. وهنا تظهر الفجوة الكبرى إذْ تنقصنا النظرية كما ينقصنا الزمن الكافى لفهمها وامتلاكها وتطبيقها فى تحليل تطورات الثورات الحالية وبحث آفاقها بطريقة علمية وليس بتعاقب غير مبرَّر للحماس الطفولى عند كل صعود لأحداث الثورة والإحباط المنسحب عند كل هبوط لأحداث الثورة.


60 - الاستاذ خليل
ناصر عجمايا ( 2013 / 8 / 21 - 12:46 )
طرح موضوعي دقيق ومسؤول يستحق التقدير والتقييم كونه تحليل صائب لمجريات الاحداث في مصر ، والسياسة الامريكية باتت وضحة للعيان ، مع الشكر والثناء لجهودكم وردودكم ودمتم


61 - رد الى: ناصر عجمايا
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 21 - 21:52 )
الأستاذ ناصر عجمايا الشكر والثناء لحضرتك


62 - مصر حلقة من مشروع الدجال الامريكي
انور الساعدي ( 2013 / 8 / 21 - 16:38 )
ان مصر ضحية من ضحايا الدجال الاكبر امريكا والصهيونية بعد العراق وسوريا والربيع العربي عامة
ولكن مصر ستبقى عصية عليهم الا اذا كان في بالهم مهاجمتها من ليبيا
على كل حال اعتقد ان مصر في بداية مخاض وانقلاب فكري ديني وهو ما يتوجس منه زعماء القاعدة في السعودية ولذلك اصر الملك السعودي على تأييد وتقوية حكومة مصر والتراجع عن تقوية الاخوان

نعم ستشهد مصر كوارث طائفية دينية سياسية اجتماعية اقتصادية الخ

ولكنها في النهاية سيكون لها دور كبير في العراق وما في العراق ومن سيضهر في العراق


63 - رد الى: انور الساعدي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 21 - 23:18 )

فكرة أن مصر ضحية من ضحايا أمريكا والصهيونية مثل العراق وسوريا فكرة صحيحة فى كل الأوقات والآن أيضا
ولكن قولك -والربيع العربى عامة- يوضح أنك تقصد أن الثورة فى مصر وبلدان ما يسمى بالربيع العربى مؤامرة أمريكية صهيونية وتخطيط أمريكى صهيونى. مثل هذا التفكير يأتى من اعتماد نظرية المؤامرة ويدمغ الشعوب العربية الثائرة بالولاء أو العمالة لأمريكا والصهيونية. وفوق أن هذا ينطوى على احتقار وازدراء وإهانة لهذه الشعوب بصورة لا تغتفر فإنه ينطوى أيضا على إضفاء قوة ذات جبروت كلى مطلق إلهى على أمريكا بحيث إنها صارت قادرة على تحريك شعوب بكاملها فى الاتجاه الذى تريده. وهذه الدعاية المجانية للقوة الأمريكية الصهيونية يجرى التورط فيها بسبب اعتماد نظرية المؤامرة. ومن ناحية أخرى فإن هذا التفسير للثورة الشعبية إنما هو بضاعة ذات سمات متميزة من دعاية الثورة المضادة العربية والعالمية ضد الثورة، ضمن أشكال أخرى للتشكيك فيها. ووراء اللجوء إلى مثل هذه التفاسير المتهافتة النابعة من طبعة فجة لنظرية المؤامرة تجاهُلٌ تامٌّ للأوضاع الاجتماعية الاقتصادية المتدهورة التى هى الأسباب الحقيقية للثورة الشعبية.
وبعد كل هذا تقول يا أخى إن مصر عصية عليهم إلا فى حالة مهاجمتها من ليبيا؛ فكيف تكون عصية إذا كانت أمريكا تحرك كل شيء بقدرة إلهية ضد مصر؟ ولماذا تستثنى المهاجمة من ليبيا ما دامت مصر عصية فيما تأمل؟
ثم تتنبأ حضرتك ببداية مخاض وانقلاب فكري دينى، وهذه صيغة تقوم على المبالغة رغم الحالة الثقافية لجماهيرنا العربية فلا معنًى لافتراض كهذا. وتؤكد حضرتك أن زعماء القاعدة في السعودية يتوجسون من هذا وأن الملك السعودى نقل تأييده وتعزيزه من الإخوان إلى حكومة مصر، مع أن السعودية تناصر الجماعات السلفية الوهابية ضد جماعة الإخوان المسلمين وتقف مع مبارك وطنطاوى ولكنْ ليس مع مرسى.
وتقفز بخيالك بسرعة إلى التنبؤ بأن مصر ستشهد كوارث طائفية دينية سياسية اجتماعية اقتصادية إلخ.، ونحن نعيش فى كوارث بالفعل؛ فلماذا تخيفنا بأضعاف أضعافها من الكوارث؟ وهناك تنبؤٌ لم أفهمه جيدا يربط بين العراق وكوارث مصر..
والأهم: لماذا تُغرقنا بكل هذا الإيجاز المخلّ فى تصورات تفصيلية عن مؤامرات فيما سبق وكوارث فيما سيأتى، بدلا من مناقشة رصينة أنت أهل لها عن رؤيتك وتفاسيرك لهذه التطورات؟ فالكتابة يا أخى ليست لتفريغ شحنة أو لتزجية الوقت بل لإنارة الطريق أمامنا بفكرة جيدة.


64 - رد على تعليق الأستاذ رجب سعد السيد على الفيسبوك
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 22 - 00:39 )

صديقى العزيز الأستاذ رجب سعد السيد
سأورد هنا، قريبا من تعليقك وردِّى، نص الفقرة رقم 18 الخاصة بالحرب الأهلية القصيرة حتى لا أكرر وصف التطورات التى أطبِّق عليها هذا المفهوم:

-والآن تخوض مصر، بشعبها ودولتها وجيشها وشرطتها جميعا، حربا أهلية خاطفة. وستكون كما أكدنا فى مقالات سابقة خاطفة أىْ قصيرة وسريعة ومحدودة لأن المواجهة المسلحة ليست بين الدولة والشعب بل بينهما وبين جماعات الإسلام السياسى الإرهابية الفاشية. وبعد استعداد طويل جرى على قدم وساق لإشعالها من جانب الإخوان ولمواجهتها من جانب الثورة الشعبية والدولة والجيش والشرطة، بدأت هذه الحرب منذ 30 يونيو من سيناء، واعتصامىْ ميدانىْ رابعة العدوية ونهضة مصر، وما قام الاعتصامان بتغذيته من مسيرات ومواجهات واشتباكات مسلحة بعيدا عن الميدانين. وأثناء وبعد فض الاعتصامين أصيب الإخوان بجنون القتل والحرق والتدمير والانتقام من كل شيء وصارت أجواء ومخاوف الحرب الأهلية تسيطر على المشهد المصرى بكامله. ومن المؤكد أن أىّ ميوعة أو مهادنة أو مصالحة أثناء هذه المواجهة ستكون بوابة ملكية إلى حرب أهلية طويلة مدمرة-.
ومشكلة الحرب الأهلية هى أن مفهومها غامض وأرجو أن يسمح لى صديقى الأستاذ رجب والقارئات والقراء بإيراد الفقرة 24 من مقالى -الانقلاب على الشرعية بين الشكل والمحتوى-، وهى تتعلق أيضا بالحرب الأهلية:

-ويرى بعض الكتاب والمحلِّلين أن عبارة الحرب الأهلية التى تتكرر فى مقالاتى أحيانا غير دقيقة؛ وفى رأى بعضهم تكون الحرب الأهلية فى حالة اقتتال جيش منقسم، وفى رأى بعضهم الآخر تكون الحرب الأهلية فى حالة الاقتتال بين إثنيات/قوميات أو طوائف دينية أو مذهبية متصارعة. غير أن الحرب الأهلية تشترط بصفة رئيسة وجود الدولة بجيشها كطرف فيها وقد ينقسم الجيش أو لا ينقسم وقد تتورط فيها إثنيات أو ديانات أو مذاهب، ويشترط بعض علماء السياسة سقوط معدل سنوى يصل إلى ألف قتيل ويهبط آخرون كثيرا بهذا الرقم حتى إلى مائة قتيل. وتتمثل مشكلةٌ فى أن اتفاقيات چنيڤ-;---;-- لا تقدم تعريفا واضحا دقيقا للحرب الأهلية وهذا ما تشكو منه منظمة الصليب الأحمر. والحقيقة أننى ذكرتُ عدة مرات فى مقالات سابقة أننى أتحدث عن -حرب أهلية خاطفة- ولا أتحدث عن حرب أهلية كبيرة كتلك التى تدور رحاها فى سوريا فى الوقت الحالى، حيث لا تستطيع القوة العسكرية للإسلام السياسى الصمود طويلا أمام الجيش المصرى، إلا إذا أهمل هذا الأخير إهمالا جسيما لفترة طويلة، بما يتيح من فرص للمزيد والمزيد من تغلغل الأخونة. ومن الجلى أن الحديث عن -حرب أهلية خاطفة- لا يعنى مطلقا التقليل من شأن خطرها بسبب قصر أمدها-.
أما سياسة الأرض المحروقة scorched earth policy فإنها إستراتيجية عسكرية تحدث على وجه الحصر أثناء الحرب أو الحرب الأهلية الطويلة أو القصيرة وتقتضى تدمير أىّ شيء قد يكون مفيدا للعدو أثناء تقدمه فى منطقة أو انسحابه منها وتستهدف كل الأصول التى تُستعمل أو يمكن استعمالها من جانب العدو مثل مصادر الغذاء والنقل والاتصالات والموارد الصناعية وحتى الناس القاطنين فى المنطقة المعنية، ومن أشهر وأوضح أمثلتها انسحاب القوات الروسية إلى داخل بلادها الشاسعة وحرق كل ما يفيد الغازى الفرنسى أثناء الحروب النابوليونية أو الغازى النازى أثناء الحرب العالمية الثانية، وتختلف سياسة الأرض المحروقة كذلك أيضا عن التدمير العقابى punitive destruction لأسباب إستراتيجية/سياسية خالصة وليس لأسباب إستراتيجية/عملياتية.
فإذا كنا أمام حالة من حالات -سياسة الأرض المحروقة-، كما يرى الأستاذ رجب، فنحن إذن فى حرب يتمّ ضمن عملياتها تطبيق هذه السياسة. غير أن ما شهدنا إلى الآن ليس -الأرض المحروقة- بل بالأحرى حالة من حالات -التدمير العقابى- الانتقامى، فى سياق حرب أهلية إخوانية مخططة ولكنها قصيرة وسريعة ومحدودة شملت سيناء وباقى مصر. وأحيل أستاذنا الفاضل رجب سعد السيد، وهو أعلم منى دون أدنى شك، وقارئاتنا وقرائنا، إلى الشبكة العنكبوتية العامرة بالمعلومات


65 - عن الانقلاب و الاخوان والأمريكان
عبد الله اغونان ( 2013 / 8 / 22 - 02:23 )
ا جاءالانقلاب عن تخطيط وتامر سابق بدلالة وجود كل رموزه المدنية والدينية ومباركتهم له وجاء استجابة لحملة اعلامية قذرة تعتمد الكذب والتضليل واخفاء الحقائق
وجاء بسكوت من قوى ليبرالية وعلمانية فشلت في نيل ثقة الشعب في كل الانتخابات التي جرت.كثيرون من الشباب والأحزاب كانوا يستنكرون تدخل الجيش في الحياة السياسية كما جرت بذلك الأعراف في كل الدول الديمقراطية لكن حقدهم على نجاح الاخوان جعلهم كتلة واحدة فشكلوا جبهة الانقاذ وهي تمارس الابتزاز لاالمعارضة. واستغلو احركة تمرض ومولوها ونفخوا في الأرقام وكأنهم قد عدوا الجموع عدا تقنيا مع قلة النساء والراشدين وكثرة القاصرين والمتفرجين
الانقلاب مهما تشبث الى زوال فجماعة الاخوان عبر تاريخها لاتعتعتمد على أشحاص بل على المنتسبين المتعاطفين وكل المتشبثين بالحق
العلاقة مع الأمريكان توطدت منذ عهد السادات وتقوت في عهد مبارك الى درجة الاذلال
ومازال جيش الانقلاب يتلقى الدعم من الأمريكان والأروبيين والخليج لقاء الفرملة التورة وتوجيهها.كل رموز المعارضة يتعاملون مع الأمريكان.والحرص كل الحرص الاتمس مصالح وأمن اسرائيل.لذلك بدأ اضطهاد خماس وغزة
انتهازية اليسارومن يسمون باللبراليين وابتهاجهم باسقاط الاخوان عبر الدبابات واعتقال الرئيس الشرعي لن ينفعهم اذ لابد ممن يذكرهم بالمثل المأثور انما أكلت يوم أكل الثور الأبيض. وقد بدأالجمع يتخلخل ابتداء بالبرادعي الذي سيحاكم بالخيانة أي خيانة الانقلاب
وارهاب العسكر والشرطة
أخر الأخبار اطلاق سراح حسني مبارك وزمرته ممن قامت الثورة اساسا عليهم وعلى سلوكهم.الثورة ارتدت واتخذت المسار الغلط بتأييد الانقلاب وتبرير المجازر وتخوين من اختارهم الشعب
المسلسل مازال طويلا
فرجة ممتعة والعار للمتفرجين


66 - رد الى: عبد الله اغونان
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 22 - 16:04 )

مجموعة متكاملة مدهشة من المغالطات والتهجمات والأكاذيب:
1: يؤكد الأخ أن الانقلاب جاء عن تخطيط وتآمر سابق ودليله على هذا هو مباركة الرموز المدنية والدينية له وكذلك مجيئه استجابةً لحملة إعلامية قذرة تعتمد الكذب والتضليل وإخفاء الحقائق؛ وهذه الطريقة فى البرهنة مضحكة لأن مباركة الرموز المدنية والدينية لا يترتب عليها أننا إزاء انقلاب، ومن ناحية أخرى كيف يكون -الانقلاب- استجابة لحملة إعلامية قذرة أو نظيفة حتى إنْ كان يشنها!
2: ويؤكد أن الانقلاب جاء بسكوت من قوى ليبرالية وعلمانية. وادعاء -سكوت- هذه القوى يعنى تجاهُل موجة 30 يونيو الثورية بجماهيرها التى خرجت بعشرات الملايين.
3: ويؤكد الأخ أن هذه القوى الليبرالية والعلمانية فشلت في نيل ثقة الشعب فى كل الانتخابات التي جرت وكأنه توجد انتخابات نزيهة فى مصر فى كل العهود السابقة.
4: ويقول الأخ إن كثيرين من الشباب والأحزاب كانوا يستنكرون تدخل الجيش فى الحياة السياسية لكن حقدهم على نجاح الإخوان جعلهم كتلة واحدة فشكلوا جبهة الإنقاذ.. وصحيح بالطبع أنه كان هناك ما هو أكثر من الاستنكار إزاء السلوك القمعى للحكم العسكرى غير أنه يتناسى أن الإخوان والسلفيِّين كانوا لا يستنكرون بل كانوا يؤدون الحكم العسكرى وكانوا هم المتحالفين معه. ويفسر الأخ تشكيل جبهة الإنقاذ ب -حقدهم- على الإخوان وليس برفض الثوار للسلوك السياسى لكلٍّ من المجلس العسكرى والإخوان والسلفيِّين.
5: ويشكك الأخ فى حركة -تمرد- التى يسميها -حركة تمرُّض-، ربما عن خطأ غير مقصود وربما عن عمد. ويدعى أنها حركة ممولة وأنها اعتمدت على نفخ أرقام التوقيعات لصالح
الانقلاب وهو إلى زوال.
6: وفى تلميح مبهم إلى القبض على قيادات الإخوان يزعم أن جماعة الاخوان لا تعتمد على أشخاص بل على المنتسبين المتعاطفين وكل المتشبثين بالحق، وكأن هذه الجماعة ليست جماعة البيعة والسمع والطاعة وكأن قيادات أىّ تنظيم سياسى لا تأثير لغيابهم.
7: ويؤكد الأخ أن العلاقة (علاقة النظام) مع الأمريكان توطدت منذ عهد السادات وتقوَّتْ في عهد مبارك وأن جيش الانقلاب ما زال يتلقى الدعم من الأمريكان والأوروبيِّين والخليج لقاء فرملة الثورة، مُضيفا أن كل رموز المعارضة يتعاملون مع الأمريكان. ويقوم الأخ ب -الغَلْوَشَة- على المسألة الأمريكية عن طريق تجاهُل أن -الانقلاب- لا يلقى دعما من الأمريكان والأوروبيِّين بل يلقى الإدانة والعقوبات. وأهم ما يتناساه هو أن الإخوان على علاقة وثيقة بالأمريكان الذين يدافعون الآن عن شرعية مرسى والمؤسسات الإخوانية الأخرى بل ظل الإخوان يستنجدون بالأمريكان ويطالبونهم بالتدخل. ويقول الأخ إن رموز المعارضة يتعاملون مع الأمريكان فيرى القذى الذى فى عين المعارضة ولا يرى الخشبة التى فى عين الإخوان المسلمين. ويرى أن الانقلاب والحكم الجديد والقوى السياسية حريصون على عدم المساس بمصالح وأمن إسرائيل وهذا صحيح غير أنه يغمض عينيه عن حقيقة أن الأمريكان والإسرائيليِّين كانوا يأخذون من حكم مرسى والإخوان أكثر مما كان يمكنهم أن يأخذوا من حكم مبارك. ويشير إلى اضطهاد الجيش لحماس وغزة مع أن حماس هى التى تضطهد الجيش المصرى وغزة متحالفةً مع الجماعات الإرهابية بقيادة جماعة الإخوان المسلمين الفاشية.
8: ويتحدث الأخ عن انتهازية اليسار والليبراليِّين وابتهاجهم بإسقاط الإخوان عبر الدبابات واعتقال الرئيس الشرعى. ومن جديد يغالط الأخ فيزعم أن الدبابات هى التى أسقطت مرسى متجاهلا مليونيات بعشرات الملايين، ويزعم أن مرسى رئيس شرعى رغم ظروف انتخابه ورغم عصر الليمون ورغم أن الصندوق جاء به بتدبير من الحكم العسكرى الذى قام بتخيير الناخبين بين كابوسين: شفيق ومرسى فلم ينتخب مرسى من يريدونه فقط بل ملايين ممن لا يريدون شفيق. ثم إن الممارسة السياسية والتشريعية والإدارية للرئيس المعزول مرسى أسقطت عنه كل شرعية. ويتجاهل الأخ أن الدبابات هى التى أسقطت مبارك فى سياق الثورة الشعبية ومع ذلك فإن الإخوان لم يتحدثوا ساعتها عن انقلاب بل تحالفوا مع الانقلاب بعد أن تفاوضوا مع مبارك قبل تنحيته.
9: ويحذِّر الأخ اليسار والليبراليِّين من أن الدور سيأتى عليهم بعد الإخوان ليسحقهم الجيش. وكان الجيش متحالفا من قبل مع الإخوان المسلمين والسلفيِّين ويعمل الآن على التحالف مع اليسار والليبراليِّين؛ وغدر الجيش بهم وارد لأن الطبقة الحاكمة ودولتها وجيشها ثورة مضادة تماما كالإخوان وسوف تصطدم مع الثورة الشعبية المستمرة التى عملت بالتحالف مع الإسلام السياسى على تصفيتها التدريجية وستواصل بدون الإخوان هذا العمل.
10: ويستنتج من قيام أحد المحامين برفع دعوى قضائية ضد البرادعى بتهمة خيانة الأمانة أن عقد الجمع بدأ ينفرط، كأن رفع أحد المحامين لقضية دليلٌ على سياسة دولة.
11: ويشير إلى إطلاق سراح مبارك الذى قامت الثورة ضده مستنتجا أن الثورة ارتدَّتْ وتقوم بتأييد الانقلاب وتبرير المجازر وتخوين من اختارهم الشعب. والحقيقة أن الثورة ليست هى التى أطلقت سراح مبارك بل الثورة المضادة المتمثلة فى الطبقة الحاكمة ودولتها وقضائها وجيشها. ويتخلص مبارك من جرائمه بجريمة أخرى هى فرْم الأدلة. ومن باب الاستعباط أنه ينسى ببراءة الأطفال أن مبارك هو الذى طلب من الإخوان المسلمين النزول للتفاوض معه بواسطة عمر سليمان فى ثورة يناير بعد امتناعهم عن المشاركة وكان نزولهم بداية تحالفهم مع الحكم العسكرى بقيادة طنطاوى. ويقول الأخ إن المسلسل، أىْ مسلسل المغالطات والأكاذيب، ما زال طويلا، وهذا صحيح. ويختتم بالقول إن ما يجرى -فرجة ممتعة والعار للمتفرجين-، والحقيقة أننا -نتفرج- على بداية حرب أهلية إخوانية دموية مخططة فى سيناء وباقى مصر ضد الشعب .. والعار إذن للجماعة الإخوانية التكفيرية الفاشية وحلفائها وأصدقائها! وصدق الثوار عندما قالوا إن الإخوان كاذبون.


67 - ماذا عن ضعف الحركة الثورية ؟
عبدالله صالح ( 2013 / 8 / 22 - 11:41 )
الاستاذ الفاضل خليل كلفت
تحية وبعد ، انا من المتابعين لمقالاتك ، بالنسبة لموضوع هذا الحوار أرى من الضروري الاقرار بضعف الحركة الشيوعية والعمالية وان كل ما نراه من إختلاط للاوراق وعدم وضوح الرؤيا وتباين التحليلات وبالتالي ما نشهده من وقائع على الارض نابع من عدم وجود قيادة ثورية لهذه الثورة العظيمة ، وهو ما يفسح المجال للقوى البرجوازية لاغتنام الفرصة وتولي القيادة ، فالحركة الجماهيرية العظيمة في 30/ حزيران والتي اطاحت بحكم الاخوان، لم ترى بديلا سوى تسليم القيادة وامورها الى المؤسسة العسكرية ،ومن ثم اعطاءها الضوء الاخضر للجيش بالقمع ومن ثم التصفيق لهذا القتل !!. ان الاقرار بهذا الضعف يدفع بنا الى التفكير في كيفية تجاوزه وألا فان قوى الثورة المضادة المتمثلة ( بالاخوان والجيش )ستجهض دون شك على الثورة ومكتسباتها.
.
النقطة الاخرى هي سؤال حول مفهوم الدمقراطية الشعبية من الاسفل ؟ حبذا لو تم شرح هذا المفهموم بصورة أشمل وأدق. مع تحياتي .


68 - رد الى: عبدالله صالح
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 23 - 11:50 )

- تتحدث عن عدم وجود قيادة ثورية للثورة وعن أن هذا أدى إلى قيام الثورة بتسليم القيادة الجيش الذى مارس القمع وجرى التصفيق لهذا القتل.. و تتحدث عن أن الإقرار بالضعف سيدفعنا إلى البحث عن مخرج وإلا فإن قوى الثورة المضادة المتمثلة ستجهض الثورة
* والإقرار بعدم وجود قيادة ثورية وبالضعف محل إجماع طبعا بسبب حالة اليسار فى مصر والعالم وبسبب حالة العالم نفسه. والجيش هو الذى قام بتنحية مبارك وقام بتنحية مرسى فى سياق الثورة الشعبية فى المرتين، والجيش هو الذى جاء بالإخوان وتحالف معهم لأنه كان بحاجة إلى حليف فى مواجهة الثورة الشعبية وقام بتوليتهم فى سياق التطورات اللاحقة؛ لماذا؟ لأن الجيش قوة والإخوان قوة. وفى يناير انصرفت الجماهير ظنا منها أنها وضعت قضاياها فى أيدٍ أمينة وتكرر نفس الشيء فى 3 يوليو. وكان ما كان. وكل هذا طبيعى فالثورة الشعبية عفوية واليسار ضعيف رغم دوره الكبير فى تفجير الثورة ومواصلتها. وتحمس الناس للجيش فى يناير لأنه قام بتنحية مبارك غير أن أحدا لم يصفق للجيش عندما قمع بعد يناير، ويتحمس الناس الآن للجيش لأنه قام بتنحية مرسى والإطاحة بحكم الإخوان، طبعا فى المرتين بفضل الثورة الشعبية.
والإقرار بالضعف يدفع إلى البحث عن مخرج ولكن هذا لا يعنى بالضرورة أن المخرج فى المتناول. لماذا؟ لأنه ليس من المفترض فى سياق مثل هذه الثورات السياسية أنْ تحكم الجماهير الشعبية البلاد وبالتالى فلا مناص ولا فكاك من حكم الجيش أو الإخوان أو أىّ قطاع كبير من الطبقة الرأسمالية الحاكمة. ولن تحكم هذه الجماهير بل يمكنها فقط أن تناضل من أجل تحقيق أهداف الثورة التى تلخصها عبارة الديمقراطية من أسفل. وهذا كل ما تخرج به الجماهير العاملة والكادحة والفقيرة من الثورات حتى عندما تكون أنضج وأعمق من ثوراتنا العربية. وينقلنا هذا إلى السؤال التالى.
- حول سؤالك عن مفهوم الديمقراطية الشعبية من أسفل
* والحقيقة أن مراجعتك لمقالاتى عن ثورة يناير وكلها تقريبا منشورة على موقعى فى الحوار المتمدن ستعطيك فكرة وافية عن فكرة الديمقراطية الشعبية من أسفل أو الديمقراطية من أسفل.
وفى مقالى المعنون الديمقراطية .. ذلك المجهول بتاريخ 30 مارس 2011، كتبتُ ما يلى: -الديمقراطية بمعنى حكم الشعب لا تتحقق إلا فى سياق النظام الاشتراكى البالغ النضج، وأن أىّ ديمقراطية فى ظل النظام الرأسمالى تعنى حالة يبلغها الشعب من تحت، أىْ حالة مؤسساته ونضالاته وإبداعاته من أسفل، ولا يتحقق هذا بالضرورة فى ظل شكل -ديمقراطى- للحكم الملكى أو الجمهورى (الرئاسى أو الپرلمانى) القائم فى كل الأحوال على پرلمان وحريات وحقوق معتمدة رسميا، غير أن هذا الشكل للحكم يخدم الديمقراطية التى يصنعها الشعب من تحت أفضل من الملكية أو الجمهورية الأوتوقراطية. فالمسألة الحاسمة هى الوجود الفعلى للديمقراطية ومؤسساتها ومساواتها وتعددياتها من تحت وليس شكل الحكم الپرلمانى فى حد ذاته، وهذا الوجود الفعلى للديمقراطية من تحت هو وحده القادر على فرض شكل الحكم الملائم وعلى حمايته وتطويره-.
وفى مقدمتى لمقالات2011 بتاريخ 24 سپتمبر 2011، كتبتُ متحدثا عن نتائج ثورة 1789 فى فرنسا ما يلى: -وتمثلت النتيجة الثالثة الكبرى فى تحوُّل الرفض العميق من جانب الشعب الفرنسى للنظام الملكى وبقايا الإقطاع واستغلال الرأسمالية التى كانت تتطور بسرعة هائلة فى سياق النظام القديم والعهد البائد إلى الديمقراطية من أسفل التى نشأت وتطورت وازدهرت فى فرنسا خلال القرن التاسع عشر على وجه الخصوص وطبعت بطابعها المجتمع الفرنسى منذ ذلك الحين-. وأضفتُ: -أما أحلام وتطلعات الشعوب فى فترة الثورة السياسية فإنها تتبدد حيث جاءت الرأسمالية كنظام اقتصادى استغلالى، والديكتاتورية المسماة بالديمقراطية كنظام سياسى، وانقلبت المساواة إلى طبقات متصارعة من الأغنياء والفقراء، وانقلبت الحرية إلى الاستبداد وشكل من أشكال الديكتاتورية البرچوازية، فيما انقلب الإخاء إلى استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وإلى حرب الكل ضد الكل-. وأيضا، فى نفس المقدمة: -ولا مناص من أن تتسلح الرأسمالية التابعة بالديكاتورية من أعلى، مع أن الرفض الشعبى العميق الثائر ضد النظام السابق يترجم نفسه إلى هذه الديمقراطية الناشئة من أسفل فى مصر وفى البلدان الأخرى للربيع العربى. وهكذا كانت التبعية الاستعمارية المتواصلة والديكتاتورية العسكرية أو الپوليسية من أعلى والديمقراطية من أسفل هى النتائج التى لم يستطع أحد تفاديها فى العالم الثالث إلا على سبيل الاستثناءات القليلة التى استطاعت فيها بعض البلدان أن تتحول إلى بلدان صناعية رأسمالية مثل النمور أو التنانين الآسيوية الأصلية (كوريا الجنوبية وتايوان وهونج كونج وسنغافورة) والصين، رغم مشكلات سياسية وثقافية كبرى فى هذه البلدان-. ولكى أوضح سياقنا المختلف عن سياق الثورة الاجتماعية أضفتُ فى نفس المقدمة: -وإذا كان هذا الاستثناء قد تحقق للنمور الآسيوية الأصلية بفضل جهود جبارة وتعاون تاريخى مع الغرب وبالأخص مع الولايات المتحدة فى سبيل خلق ڤ-;-تارين أو واجهات رأسمالية فى وجه المدّ السوڤ-;-ييتى والصينى فى تلك المنطقة من العالم، بينما تحقق للصين انطلاقا من فترة تعاون الصين بكل حجمها السكانى والجغرافى ومواردها الهائلة مع الاتحاد السوڤ-;-ييتى السابق، فإن غياب مثل هذين السياقين النادرين لا يترك لنا سبيلا للاستثناء سوى تطور هائل وجبار للديمقراطية من أسفل الناشئة فى مصر، عندما تصل هذه الديمقراطية من أسفل إلى ذروة استثنائية بحيث تكون قادرة على فرض إرادتها على دولة التبعية الاستعمارية المتواصلة، ولن يتحقق هذا الشرط بين عشية وضحاها بل يحتاج إلى استمرار عملية الثورة سنوات طويلة، وانتصارها الإستراتيچى على الثورة المضادة الحاكمة، ورغم الصعوبة الهائلة لمثل هذا التطور إلا أن من حقنا أن نحلم بتربيع الدائرة وتحقيق المستحيل، أو المستحيل -تقريبا-. ولا جدال فيما أظن فى أنه لن ينقذ أىّ بلد من بلدان العالم الثالث ومنها مصر من مصير الانهيار الشامل الذى يتجه إليه العالم الثالث بسرعة مفزعة سوى تحقيق هذا الذى يبدو مستحيلا حقا-. ودعوت فى نهاية تلك المقدمة إلى -إعطاء الأولوية لتطوير الثورة بصورة متواصلة من خلال تطوير الديمقراطية من أسفل-.
هناك بقية


69 - الثالوث المخطط
فضيلة مرتضى ( 2013 / 8 / 22 - 11:53 )
بعد سقوط نظام حسني مبارك بعد ثورة الشباب المصري الرافض للدكتاتورية .سارع الثالوث المتآمر امريكا ودويلة القطر وجماعة الأخوان المسلمين المتطرفة للأنقضاض على الثورة وسرقتها ووضعوا المرسي العميل في المخابرات الأمريكية المركزية رئيسآ على مصر. والمخطط هو ان يحكم الأخوان في مصر وتونس وليبيا وسورية وتباعآ يلتحق بهم الدول الشرق الأوسطية وبما ان الأخوان تأسس في مصر وثقلهم هناك فسيكون اسهل علىيهم مهمتهم ولكن سرعان ما كشف الشعب المصري العريق اللعبة وكان ماكان حيث بدأت بثورة شبابية أذهلت العالم بنجاحه وسقوط الهيكل الذي بناه المرسي والمتآمرين الذين دعموه وأوصلوه الى الحكم بالتزوير وأساليب
عديدة لايخفى على الأنسان المثقف الواعي.وطبعآ اختيارهم للأخوان كان مخطط له لحفظ مصالحهم في المنطقة وابعاد الخطر نهائيآ عن أسرائيل ومحاربة العلمانية والفكر اليساري والتيارات الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط .ولكن شعب مثقف وواعي مثل الشعب المصري تصدى لتلك المؤامرة واعتقد واجزم الحرب الأهلية لن تحدث في مصر لأن عموم الشعب المصري فهم اللعبة. وجميع مثقفي مصر والفنانون والحقوقيون والأدباء والشعراء وكافة الفئات من الشعب تصدى للأرهاب ورفضه.واما الأنقلاب على الشرعية , أساسآ لم يكن حكم مرسي شرعي لأنه جاء بالتزوير ولم يكن مشرعآ من جاء بأيادي خارجية وبتآمر على تفتيت دولته,فمن الغير معقول سكوت الشعب عن حقه في وطنه وممتلكات امته. وستكون الأيام القادمة حبلى بالأحداث ونتمنى ان تكون لصالح مصر وشعبه العظيم


70 - رد الى: فضيلة مرتضى
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 23 - 12:03 )
يبدو أن التعليق مكرر ويبدو أن الأستاذة فضيلة أحست بأننى تأخرتُ فى الرد ولكننى سأرد قريبا
الأستاذة فضيلة مرتضى
المؤامرة التى تتحدث عنها الأستاذة فضيلة مرتضى تختلف تماما عن التفكير المنتشر فى الثورات العربية فى إطار نظرية المؤامرة الشهيرة التى تنظر إلى ثورات ما يسمى بالربيع العربى على أنها تفجرت بتخطيط أمريكى متجاهلةً الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية المتدهورة مفجرة الاضطرابات والانتفاضات والهبَّات والثورات الشعبية بوجه عام وكانت أيضا وراء اندلاع الثورات العربية جميعا.
والمؤامرة التى تتحدث عنها الأستاذة مؤامرة استغلال وتوظيف لهذه الثورات وليست مؤامرة تفجير لها. ولهذ فإننا جميعا يمكن أن نوافق على هذا الجانب من حديثها. ولا شك فى أن الإمپراطورية الأخطبوطية الأمريكية حاضرة فى كل التطورات المهمة فى مختلف مناطق العالم ولا فى أن لها سياسات تضعها وتعمل على تنفيذها فى كل هذه التطورات والأزمات، بما يتفق مع المصالح الأمريكية.
وترى الأستاذة فضيلة أن أمريكا وقطر وجماعة الإخوان المسلمين سارعوا إلى الانقضاض على الثورة الشعبية المصرية. والمخطط هو أن يحكم الإخوان فى مصر وتونس وليبيا وسورية على أن تلحق بها الدول الشرق الأوسطية الأخرى. وهى ترى أن اختيارهم لحكم الإخوان كان مخططا له لحفظ مصالحهم فى المنطقة وإبعاد الخطر نهائيًّا عن إسرائيل ومحاربة العلمانية والفكر اليسارى والتيارات الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط.
وبهذه الصياغات تركز الأستاذة على سياسات وضعتها ونفذتها دول مذكورة لسرقة الثورة وإخضاع مصر والمنطقة لحكم الإخوان. وهناك بالطبع سياسة أمريكية لها أدوات محلية وعربية وعالمية توظفها لسير التطورات فى اتجاهات بعينها. غير أن النزوع إلى التبسيط يجعل الأستاذة تتجاهل الدور المحلى الحاسم إلا عند الحديث عن موجة 30 يونيو الثورية التى أطاحت بحكم الإخوان.
ونعلم جميعا أنه فى نفس لحظة تفجُّر سياسية شعبية تتحول الطبقة الرأسمالية الحاكمة ودولتها ومؤسساتها على الفور إلى ثورة مضادة. والصراع بين الثورة والثورة المضادة هو الذى ينبغى أن نحاول قبل كل شيء فهمه وتفسيره. كما ينبغى فهْم التناقضات والصراعات وحتى الحروب داخل طبقة رأسمالية حاكمة واحدة لفهم الصراع الذى دار فى مصر بين الدولة السابقة على ثورة يناير والإسلام السياسى بقيادة الإخوان المسلمين، وهو الصراع الذى جرى حسمه منذ 30 يونيو و 3 يوليو لصالح الدولة السابقة على ثورة يناير بقيادة الجيش.
ونعلم أن الثورة المضادة المصرية المتمثلة فى الطبقة والنظام والجيش هى التى تحالفت اضطراريا مع الإخوان المسلمين لتفادى نتائج انضمامهم إلى الشعب بهدف توظيف ثورته فى تنفيذ مخطط المشروع الإسلامى وبالتالى تفادى بقاء الإخوان فى المعارضة أثناء الحكم العسكرى المباشر بقيادة المشير طنطاوى، وكان من شأن هذا تعزيز قدرة المعارضة على مناوأة الحكم العسكرى وربما النضال المباشر فى سبيل إسقاطه.
ونعلم جميعا أن السياسة التى طبقها المجلس العسكرى هى التى قادت إلى سيطرة الإخوان المسلمين والسلفيِّين على مؤسسات الدولة وصولا إلى تولية مرسى على مؤسسة الرئاسة. ونعلم أيضا مسئولية مواقف خاطئة وانحرافات فى صفوف قوى الثورة عززت هذا المسار. وهذا لا ينفى مساعدة أمريكا وقطر للإخوان المسلمين قبل وبعد الثورة. غير أن من الواجب وضع كل عامل من عوامل ظاهرة سياسية فى مكانه دون تهويل أو تهوين.
ولكنْ لماذا اختيار أو تفضيل أو تعزيز الأمريكان لحكم الإخوان لدول الشرق الأوسط جميعا؟ توضح الأستاذة أن أمريكا اختارت الإخوان -لحفظ مصالحهم فى المنطقة وإبعاد الخطر نهائيًّا عن إسرائيل ومحاربة العلمانية والفكر اليسارى والتيارات الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط-. وتعلم الأستاذة أن المنطقة عادت وتعود إلى الحظيرة الأمريكية قبل الثورة بعقود، وأنه لا أحد فى المنطقة يهدد إسرائيل إستراتيچيا بل هى التى هزمت كل -دول الطوق- فى حروب بدأت بحرب 1948 وكانت حرب اللانصر واللاهزيمة فى 1973 آخرها. وتعلم الأستاذة أيضا أن العلمانية والفكر اليسارى والتيارات الديمقراطية فى المنطقة ليست فى حالة هجوم على المصالح الأمريكية فهى ضعيفة ومتشرذمة ومهلهلة.
وهكذا فبدلا من إضفاء طابع إستراتيچى تاريخى واسع النطاق على التعزيز الأمريكى للإخوان ينبغى أن ندرك أن مصالح مهمة ولكنْ أقل شأنا يمكن أن تكون وراء سياسة أمريكية مؤقتة تدعو إلى هذا التعزيز الذى لا يمكن التقليل منه على كل حال.
وهناك تصورات عن رغبة أمريكا فى تدمير جيوش المنطقة وإغراق بلدانها فى حالة من الفوضى والتقسيم وتوظيف الحكم الإخوانى فى المنطقة فى تحقيق هذه المهمة. غير أن أمريكا تدرك أيضا أن هذه -الحالة من الفوضى والتقسيم- يمكن أن تكون أشد خطرا على أمريكا وإسرائيل على السواء، كما تدرك أن حكم الإخوان يمكن أن يكون فى نهاية المطاف تكرارا للكابوس الإيرانى حيث لا يمكن أن تضمن أمريكا ولاءً أبديا من جانب حكم الإخوان حتى وإنْ بدأ بمجموعة من العملاء والجواسيس من الإخوان.
ولا ينبغى أن نغفل أن الاستقرار فى مصر مصلحة أمريكية لا شك فيها فى سبيل استقرار هذه المنطقة الإستراتيچية من العالم بحكم نفطها وطرق مواصلاتها والدول الحليفة لها وقبل الجميع إسرائيل. كذلك فإن العلاقات الأمريكية والإسرائيلية الأساسية مع مصر تتركز على القطاعات غير الإسلاموية من الرأسمالية المصرية التابعة وعلى دولتها وجيشها.
وهذا يعنى أن تعاونا تاكتيكيا قام بين أمريكا والإخوان والسلفيِّين وقد بدأ ينحسر رغم المظاهر بعد هزيمتهم التاريخية الكبرى؛ جماهيريا على أيدى الثورة الشعبية المصرية، وعسكريا على أيدى الدولة المصرية التى هى قائدة الثورة المضادة.
وأتفق مع الأستاذة فضيلة على أنه لا شرعية لحكم مرسى. كما أؤكد أن تدخل الجيش كان انتصارا للقطاع الأكبر من الرأسمالية التابعة الحاكمة على القطاع الإسلاموى منها تتويجا لصراع كبير داخل هذه الرأسمالية فلم يكن انقلابا عسكريا مثل انقلاب المشير طنطاوى ضد مبارك. على أنه ليس هناك فى السياسة موقف مبدئى عام ضد الانقلابات العسكرية بل ينبغى بحث كل انقلاب عسكرى على أساس التحليل العينى للواقع العينى؛ وهل كان الانقلاب العسكرى للجيش ضد مبارك مرفوضا لأنه انقلاب عسكرى مهما كان رفضنا لسياسة الحكم العسكرى المباشر بعد تنحية مبارك؟!


71 - هل هي ثورة؟
الناسوتي ( 2013 / 8 / 22 - 13:05 )
تحية نضالية لك أيها الرفيق
أود مناقشتك حول الربيع العربي عامة وأحداث مصر خاصة.
ألا تعتقد أيها الرفيق أن الربيع العربي بما فيه أحداث مصر لم يحقق طموحات الجماهير الشعبية لسبب واحد هو أن ما حصل بتونس ومصر وليبيا ليس مجرد انتفاضة شعبية ضد الظلم والطغيان وسياسة التهميش الممنهجة في حق الفئات الشعبية الشاسعة التي تعيش أغلبيتها تحت خط الفقر؟ فالثورة عادة تكون بقيادة معينة لها استراتيجية واضحة تستنير بها طريقها في خطتها لبناء الدولة الجديدة ومشروعها التنموي، بينما ما حصل بهذه البلدان انتفاضات شعبية قوية افتقرت لقيادة وبرنامج لمرحلة ما بعد سقوط النظام الجائر. والنتيجة هي ما نراها اليوم ببلدان ما أصبح يعرف بالربيع العربي: عدم استقرار سياسي واقتصادي، تدهور المستوى المعيشي للمواطن، انعدام الأمن، تكالب قوى رجعية وظلامية على كرسي الحكم الشيء الذي له مدلول واحد هو سقوط الشخص وبقاء النظام. فأين هي القوى اليسارية التي قدرها المحتوم أن تكون الطليعة للكادحين والمقهورين والمدافع عن حقهم في الحياة والمرتجم لآمالهم وطموحاتهم إلى أرض الواقع؟
أ لا تعتقد رفيقي أنه لو قامت هذه القوى اليسارية بإنشاء جبهة شعبية انطلاقا من أرضية حد أدنى يجمعها كلها لاستطاعت سحب البساط من تحت كل القوى الظلامية والرجعية؟ فالظلاميون ليسوا الأغلبية في مجتمعاتنا، والدليل 30 يونيو بمصر، بل قوتهم في تنظيمهم واتحادهم أليس كذلك؟
شخصيا لا أدري لماذا هذه الصراعات بين التوجهات اليسارية من ماركسي وماركسي لينيني وماوي وتروتسكي.. إلخ بالنسبة لي لا توجد إلا اشتراكية واحدة هي التي تحقق العيش الكريم للمواطن وتحافظ على استقلالية القرار السياسي والاقتصادي للوطن وما عداها فلغو كلام وتشويش على طموحات الشعب.
تحياتي الرفاقية الخالصة


72 - رد الى: الناسوتي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 23 - 04:53 )

سأناقش أفكارك فى أربعة أقسام:
س: الربيع العربى لم يحقق طموحات الجماهير الشعبية لأن ما حصل ليس مجرد انتفاضة شعبية ضد الظلم والطغيان فى حق الفئات الشعبية التى تعيش أغلبيتها تحت خط الفقر؟
ج: ما فهمتُه من هذا السؤال المضطرب الصياغة إلى حد ما هو أن طموحات الجماهير الشعبية فى الربيع العربى تتجاوز طموحات -مجرد انتفاضة شعبية ضد الظلم والطغيان-. ولم تتحقق هذه الطموحات المفترضة. وتقول يا رفيق الناسوتى ضمن نقطة تالية إنها ليست ثورة بل انتفاضة. وأعتقد أن هذا التمييز الحاد بين الثورة والانتفاضة لا مبرر له. واعتقادك أن تلك الطموحات تتجاوز طموحات انتفاضة تُوحى بأنك تفترض أنها ثورة. وهنا تناقض واضح للغاية. وافتراضك أن الطموحات تتجاوز الأهداف المعلنة للثورة/الانتفاضة دون أن توضح طبيعة تلك الطموحات يخلق غموضا فيما يتعلق بطبيعة الثورة. وسواء أكانت ثورة أو انتفاضة فإن الطموحات المعلنة تتفق معها ما دمنا لسنا إزاء ثورة اشتراكية/شيوعية. أما الثورة السياسية الشعبية العالم-الثالثية فهى لا تتجاوز فى العادة مثل هذه الطموحات.
س: الثورة تكون فى العادة بقيادة لها إستراتيجية واضحة فى خطتها لبناء الدولة الجديدة ومشروعها التنموى، وما حصل انتفاضات شعبية قوية افتقرت لقيادة وبرنامج لمرحلة ما بعد سقوط النظام الجائر. والنتيجة ما نراه اليوم: عدم استقرار سياسى واقتصادى، تدهور المستوى المعيشى للمواطن، انعدام الأمن، تكالُب قوى رجعية وظلامية على كرسى الحكم وبالتالى سقوط الشخص وبقاء النظام
ج: الثورة السياسية الشعبية قد تكون لها قيادة ببرنامج ومشروع أو لا تكون. وفى الثورة الاجتماعية الرأسمالية/البرچوازية تكون القيادة الطبيعية هى الطبقة الرأسمالية التى تكون قد تكونت عبر الثورة الاجتماعية وقادتْها على مدى عقود طويلة أو حتى قرون، وينطبق نفس الشيء على الپروليتاريا فى الثورة الاشتراكية. أما فى الثورة السياسية الشعبية العفوية الخالصة فى بلد رأسمالى متقدم مستقر أو فى بلد رأسمالى تابع مستقر فلا مجال لافتراض قيادة طبقة أو حزبها أو حركتها. وهنا يمكن أن يسقط الحكم ويبقى النظام الاجتماعى الاقتصادى وطبقته الحاكمة ودولته، بالطبع أثناء وبعد حسم الصراع بين الثورة والثورة المضادة. والنتائج التى تلاحظها: عدم الاستقرار وانعدام الأمن وتدهور مستويات المعيشة، أوضاع طبيعية بحكم الصراع بين الثورة والثورة المضادة؛ فمن أين يأتى الاستقرار والأمن؟
س: القوى اليسارية قدرها أن تكون الطليعة للكادحين والمقهورين والمدافع عن حقهم فى الحياة والمترجم لآمالهم وطموحاتهم إلى أرض الواقع؟
ولو قامت هذه القوى اليسارية بإنشاء جبهة شعبية انطلاقا من أرضية حد أدنى يجمعها كلها لاستطاعت سحب البساط من تحت كل القوى الظلامية والرجعية؟ فالظلاميون ليسوا الأغلبية فى مجتمعاتنا، والدليل 30 يونيو بمصر، بل قوتهم فى تنظيمهم واتحادهم أليس كذلك؟
ج: لن أردِّد هنا ما قاله سعد زغلول متحدثا عن الوحدة بين البلدان العربية من أن جَمْع الأصفار يساوى صفرا. ومع هذا فإن المجاز هنا كاشف. ذلك أن المجموعات والأحزاب اليسارية ليست أصفارا بل هى منظمات ضعيفة بالمقارنة مع الإسلام السياسى. وتفسير قوة هؤلاء وضعف أولئك مسألة يطول شرحها. ومليونيات الجماهير الشعبية لا تدل على قوة اليسار والاشتراكيِّين لأنها عفوية. وتكمن المشكلة فى أن تطوُّر اندماج الفكر الاشتراكى الثورى مع الحركة العفوية يحتاج إلى زمن أطول من اللحظة الثورية الراهنة. وهنا فجوة كبرى وهوة كبرى.
س: لماذا هذه الصراعات بين التوجهات اليسارية من ماركسى وماركسى لينينى وماوى وتروتسكى.. إلخ.، بالنسبة لى لا توجد إلا اشتراكية واحدة هى التى تحقق العيش الكريم للمواطن وتحافظ على استقلالية القرار السياسى والاقتصادى للوطن وما عداها فلغو كلام وتشويش على طموحات الشعب.
ج: الصراع الفكرى بين التوجهات الماركسية التى تذكرها أمر طبيعى تماما لاختلاف هذه الماركسيات وغيرها فيما بينها. وقولك -بالنسبة لى لا توجد إلا اشتراكية واحدة- لا تتناقض مع وجود صراع بين مذاهب ماركسية لكل مذهب منها تصوُّر خاص فيما يتعلق بالوصول إلى الاشتراكية. والمسألة ليست مسألة -بالنسبة لى- فهى ليست مسألة ذاتية بل تختلف الرؤى والمسارات رغم الهدف الواحد المشترك المعلن من جانب هذه الماركسيات: الاشتراكية/الشيوعية. يجب أن نتفادى تبسيط مسألة بالغة التعقيد. وكم زعمت أنظمة فى أربعة أركان الأرض أنها اشتراكية إلى أن اتضحت حقيقتها كرأسمالية دولة.


73 - بقية ردى على الأستاذ عبد الله صالح
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 23 - 11:55 )
وقد كتبتُ منذ 30 مارس 2011 كثيرا عن الديمقراطية من أسفل، وإليك هذا النص التفصيلى إلى حد ما من مقالى -الذكرى الأولى للثورة تقترب والمجلس العسكرى يسير بنا على الطريق إلى الجحيم- بتاريخ 23 ديسمبر 2011:
10: فما هى هذه الديمقراطية من أسفل؟ والحقيقة أنها لا تعنى أن المجتمع أو البلد قد صار ديمقراطيا أو أن -الدولة- بمعناها فى القانون الدولى (ودعك من المفهوم العلمى الاجتماعى للدولة ووظيفتها فى مجال العلاقة بين طبقات المجتمع) قد صارت ديمقراطية. فالمجتمع الطبقى لا يكون ديمقراطيا كما أن الدولة التى هى أداة فى أيدى الطبقة الاستغلالية الحاكمة لا يمكن أن تكون ديمقراطية، بل لا مناص من أن يكون هذا المجتمع ديكتاتوريا ولا مناص من أن تكون هذه الدولة ديكتاتورية. وتعنى الديمقراطية من أسفل أو الديمقراطية ببساطة أدوات النضال التى صار الشعب يمتلكها، والحقوق والحريات التى انتزعها وصار يمارسها، والإطار العام الديمقراطى الذى صار يفرضه على الطبقة الحاكمة ودولتها ونظامها وتنظيمها للمجتمع. وتتمثل مكوِّنات الديمقراطية من أسفل فى الأحزاب المتعددة المستقلة عن سلطة ونظام ودولة الطبقة الحاكمة، هذه الأحزاب التى تفرض التعددية الحقيقية على البلاد، وتتمثل فى النقابات العمالية والمهنية المستقلة التى تدافع بفعالية عن حقوق وحريات الطبقات الشعبية فلا تمثل نفوذ السلطة الحاكمة على هذه الطبقات، وتتمثل فى مختلف أشكال جمعيات المنتجين الصغار واتحادات المستهلكين، وتتمثل فى الصحافة الحرة التابعة للأحزاب والنقابات ومختلف الجماعات التى تنتمى إلى الطبقات الشعبية من العمال والفلاحين وفقراء الريف والمدينة، وتتمثل فى استقلال القضاء والتحقيق الفعلى لكل المطالب العادلة للقضاء الجالس والقضاء الواقف وتمتع المواطنين جميعا بالتقاضى أمام قاضيهم الطبيعى بعيدا عن القضاء الاستثنائى والعسكرى، وتتمثل فى انتزاع مكاسب عينية كبرى مثل التحقيق الفعلى للحد الأدنى العادل للأجور المربوطة بتطور الأسعار وتحسين شروط العمل وبدلات البطالة للعمال ولكل العاملين، ومثل التحقيق الفعلى لمطالب الفلاحين المتعلقة بالجوع إلى الأرض وبالأسعار المجزية وبمختلف صور تطوير نوعية حياة الفلاحين، ومثل التحقيق الفعلى للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة والتأمين الشامل وتطوير المستشفيات والحل الجذرى لمشكلات الأطباء وباقى العاملين فى المجال الطبى والصحى من حيث الأجور وتحسين شروط وأوضاع العمل، وتتمثل مكوِّنات الديمقراطية من أسفل فى التطوير الجذرى للتعليم بكل مراحله وتحقيق مجانيته الكاملة وإنصاف المعلمين بمرتبات مجزية مربوطة مثل كل أجور العاملين فى البلاد بالأسعار، وتقتضى الديمقراطية من أسفل التحقيق الدستورى والفعلى للمساواة بين المواطنين دون تمييز بسبب الدين أو المعتقد أو اللون أو الإثنية، وكذلك التحقيق الفعلى لتضمين كل الحقوق والحريات المنتزعة فى الدستور بصياغات واضحة قاطعة حاسمة لا يجرى تقييدها بقوانين، مع إعادة صياغة القوانين كإطار عام يعكس قدرة الديمقراطية من أسفل، عن طريق نضالاتها المتواصلة، على فرض السيادة الفعلية للقانون. وبالطبع فإن مهام خلق وحراسة الديمقراطية من أسفل ضخمة هائلة وهى تحتاج إلى كل طاقات الثورة التى لا ينبغى تبديدها فى سبيل پرلمانات ورئاسات عبثية أصلا ولا طائل تحتها. ومن البديهى أنه بقدر ما يتم النجاح فى إجبار السلطات المعنية الحالية والقادمة على التحقيق الفعلى لمطالب الثورة سيجرى تأمين أن تسير الحياة الطبيعية وكذلك الإنتاج وإعادة البناء بصورة طبيعية جنبا إلى جنب مع تطورات الثورة التى لا تريد الفوضى ولا تعمل على تعطيل الحياة بكل مقتضياتها وضروراتها بل تعمل على إنصاف الشعب من خلال انتزاع حقوقه وحرياته وأدوات نضاله فى سبيل التطلع ليس فقط إلى حياة كريمة بل كذلك إلى تصنيع البلاد وتحديثها على قدم وساق كشرط لإنقاذها من المصير البائس الذى ظلت تتجه إليه، مع العالم الثالث كله، بسرعة مخيفة وللتحقيق الفعلى للاستقلال الذى هو نقيض التبعية الحالية للرأسمالية العالمية.


74 - 2يا عمال العالم صلوا على النبي
حميد زناز ( 2013 / 8 / 23 - 12:49 )
تحياتي العزيز ها هو باقي المقال المنشور إعلاه

تحت هذا الفقه التوتاليتاري، لم تعد الأخلاق تسهيلا للحرية وإنما تسييرا للإرغام والإجبار عن طريق العنف. كان الدين دوما قضية جماهير أو حشود أما الروحانية فقضية الفرد المفرد. فهل للإيمان المرفوع فوق كل السطوح علاقة بالروحيات؟ أم هو مجرد ماكينة لصنع الخوف وإفراز الندم حتى على الأفعال التي لم ترتكب بعد؟ يقول برنارد شو إنّ الناس العاديين لا يصلّون وإنّما يتوسّلون ! أمّا الروائي رشيد بوجدرة فيتحدث عن دين أفرغ من مضمونه الروحيّ والصوفي واختزل في مجموعة من السلوكات الدوغمائية البعيدة كل البعد عن حبّ الغير، تتمحور حول توسلات وتسوّلات كطلب الفوز بالجنة على وجه الخصوص دون فعل أدنى الأشياء لاستحقاقها.
لا تلتزم أغلبية الناس بالشعائر الدينية طواعية للارتفاع روحيا، والتحرر من عالم المادة والأنانية وإنما تفعل كأنها مضطرة اضطرارا. “رأس الحكمة مخافة الله.” لا هدف روحاني وراء شهية التعبد الاستعراضية سوى تحاشي لهيب جهنم والنجاة بالجلد من عذاب القبر. جنة تسيل اللعاب وسعير تقشعر له الأبدان. “كان جدي يجمع كل أطفال العائلة عندما يعود من صلاة الجمعة، يكتب الأفغاني عتيق رحيمي، يفتح كتاب الأموات للإمام الغزالي و يقصّ علينا وبالتدقيق ما ينتظر كل إنسان يوم ردمه في قبره. كنا نبكي من شدة الخوف والرعب.”
من لم يرهبه ناكر ونكير؟ من لم يسمع ويجزع بأصحاب الجنة وأصحاب النار؟ تتمتع جهنم بأوصاف كدّسها الوعاظ عبر التاريخ الإسلامي تصدر عن خيال إرهابي مفرط، كما يلاحظ هادي العلوي، ويدعونا لنقرأ هذا الوصف المريع الذي أورده الغزالي في ’إحياء علوم الدين’ وهو على لسان جبرائيل في حديث له مع النبي :-أن الله تعالى أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت. ثم أوقد عليها ألف عام حتى اصفرت. ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها ولا يطفأ لهيبها. والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب أهل النار أظهر لأهل الأرض لماتوا جميعا، ولو أن ذنوبا (دلوًا) من شرابها صبّ في مياه الأرض جميعا لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله وضع على جبال الأرض جميعا لذابت. ولو أن رجلا أدخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه.“(هادي العلوي، من تاريخ التعذيب في الإسلام، دار الفارابي، ص.63) لا يلبي تدين الجماهير المرئي حاجة ميتافيزيقية بل هو إلى النفعية والخشية والاستسلام للجماعة أقرب. تجد البروليتاريا المسلمة نفسها اليوم محرومة من أدنى متاع الدنيا وتجد الطبقات المحظوظة نفسها محرومة من الاستمتاع العلني بما رزقها الله من ثروات الشعب ’الغلبان’، فتتصرف في دينها بما يلبي لها رغباتها كابتداع الزواج المصياف لممارسة ’السياحة الجنسية’ وغيرها من التحايلات الفقهية. فلئن مقتت هذه الطبقة المادية الجدلية والتاريخية، فإنها ببساطة تعشق المادية المبتذلة. أما المعدمون فينتظرون الجنة عساهم يعوضون بالأضعاف ما افتقدوه وحرموا منه في الدنيا. فكل شيء ممكن في الأحلام حينما تنعدم أبسط الأشياء على أرض الواقع.” يا عمال العالم صلوا على النبي-!

يعود هذا العسر كلّه إلى أسطورة الهوية ووهم الأصالة والخصوصية الثقافية . لا هويّة ديناميّة إذا لم تكن مركبة. الهوية ليست ماركة مسجلة زرعت متكاملة في أعماق قوم بشكل نهائي وإلى الأبد، هوية في قالب إسمنتي. أنا الذي أختار هويّتي الفلسفية والسياسية وحتى الدينية إذا أردت أن أكون متديّنا.
من الخطأ القاتل عدم التفرقة بين الهوية والتأحيد. كلّ الهويات هي في صيرورة، فإذا اكتملت هويّة ما أو اعتقد أنّها كذلك فقد حان موعد ضلالها. الهوية هي ما نُورث لا ما نَرث كما يلاحظ الشاعر محمود درويش. من غير المعقول بل من الوهم محاولة سجن ’بني آدم’ في هويّة مغلقة أو ديانة نهائية. لكلّ إنسان حقّ التحرّر من قفص الخصوصية التي ولد فيها.


75 - رد الى: حميد زناز
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 23 - 13:01 )
شكرا جزيلا أستاذ حميد


76 - رد الناسوتي على الكاتب
الناسوتي ( 2013 / 8 / 23 - 13:09 )
ما قصدته هو أن سواء ثورة 25 يناير أو 30 يونيو (رغم تأييدي لهما) لم تكن ضد النظام الرأسمالي المتعفن وإنما ضد أشخاص معينين وهذا، في رأيي، يُبيّن مدى ضعف الحس الطبقي لدى الجماهير الشعبية وانعدام نضجها الفكري والسياسي. وهنا أُحمّل الأحزاب اليسارية المسؤولية، حيث عوض أن توحد الصفوف والجهود لتوعية وتعبئة الشعب لمعركته المصيرية ضد خصومه الطبقيين بقيت غارقة في صراعاتها الطائفية بين سنة وشيعة وكفار..إلخ وأستعمل هذه المصطلحات الدينية لكوني أعتبر أن سلفية الفكر لا عقيدة لها محددة إذ هي مرتبطة بالكائن السيكولوجي.
بالنسبة لمقولة سعد زغلول فالتجربة التنوسية تضحضها فلولا تأسيس جبهة شعبية لما استطاعت القوى اليسارية والمنتمية لليسار فرض شروطها على النهضة. قال الأولون قبل سعد زغلول الاتحاد قوة.
مشكلة اليسار العربي أنه غرق في التنظير الأكاديمي ونسي المهمة التاريخية التي مجد من أجلها، فالكل يكتب ويشرح ويستعرض عضلاته اللغوية والفكرية، لكن لا ينزل إلى الميدان وإن نزل فليكون قائدا بدون عدة ولا عتاد. إن الماركسية اللينينية التي أنتمي إليها، من دون عصبية،تفرض مزج العمل السياسي والنضالي ودعمهما بالتنظير وهذا هو الشيوعي الحقيقي وليس من يجلس في المكاتب أو المكتبات بين النظريات بعيدا عن أرض الواقع والواقعية.
وآسف إن أطلت عليك أو أسأت إليك من حيث لم أعلم فقصدي النقاش البناء لا التهجم على أي كان.
تحياتي الرفاقية


77 - رد الى: الناسوتي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 25 - 00:10 )

يمكن تقسيم تعليق الأستاذ الناسوتى إلى مجموعة من الأفكار أناقشها فكرة فكرة بعد تلخيص كل فكرة منها، فيما يلى:

- ثورة 25 يناير أو 30 يونيو (رغم تأييدى لهما) لم تكن ضد النظام الرأسمالى وإنما ضد أشخاص معينين وهذا يُبيّن مدى ضعف الحس الطبقي لدى الجماهير الشعبية وانعدام نضجها الفكرى والسياسى

* الثورة يمكن أن تكون ضد النظام الرأسمالى بمعنييْن: 1: المعنى الاشتراكى أىْ إلغاء النظام الرأسمالى 2: المعنى -الديمقراطى- أىْ مقاومة النظام الرأسمالى من حيث سياساته وممارساته ودرجات استغلاله واستبداده والأوضاع الاجتماعية الاقتصادية التى يقود إليها. والثورة الاشتراكية تشترط سلفا الوعى الطبقى الثورى لدى الطبقة العاملة ونضالها الاشتراكى التاريخى الطويل قبلها وتحوُّلها إلى طبقة لذاتها واعية بمصالحها التى لا تتحقق إلا بالاشتراكية الشيوعية. ولأن ثوراتنا ليست ثورات اشتراكية فإن المعنى الثانى هو الوارد فيها فهى ثورات سياسية ضد مستويات قصوى من الاستغلال والفساد والاستبداد أدت إلى تدهور وانهيار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشعب. وعندما نتهم ثورات سياسية شعبية كبرى كهذه بضعف الحس الطبقى لدى الجماهير الشعبية فإننا نكون مخطئين تماما لأن قوة الحس الطبقى وليس ضعفه لدى الجماهير العاملة والفقيرة هى التى تفسر الثورة التى لا يفجرها ضعف إحساس الشعب بمعاناته. ويخطئ الأستاذ الناسوتى عندما يقول إن الثورة لم تكن ضد النظام الرأسمالى وإنما -ضد أشخاص معينين-. فقد كانت الثورة ضد نتائج اجتماعية خطيرة قاد إليها استغلال واستبداد وفساد الرأسمالية الحاكمة طوال عهود رئاسية متعاقبة خلال عقود طويلة سابقة على أرضية التبعية الاستعمارية فى مصر وغيرها. ولا يمكن وصف احتجاجات ونضالات وانتفاضات الشعوب ضد أوضاعها المتدهورة فى العالم غربا وشرقا بأنها تدل على ضعف الحس الطبقى ولا على أنها ضد أشخاص.

- وهنا أُحمّل الأحزاب اليسارية المسؤولية لأنها بدلا من توحيد الصفوف والجهود لتوعية وتعبئة الشعب لمعركته المصيرية ضد خصومه الطبقيِّين بقيت غارقة فى صراعات طائفية سلفية حيث تسيطر سلفية الفكر على اليسار.

* مسئولية عن ماذا؟ عن ضعف الحس الطبقى لدى الجماهير الشعبية وانعدام نضجها الفكرى والسياسى؟ ولا شك فى أن توحيد صفوف وجهود اليسار لتوعية وتعبئة الشعب واجب إلزامى، ولكن لماذا يريد الأستاذ الناسوتى أن يمنع الصراعات الفكرية داخل صفوف اليسار؟ وهل هذا كلام؟ وكيف خطرت ببال الأستاذ الناسوتى فكرة أن تمسُّك كل اتجاه يسارى بأساسه الفكرى نوعا من -السلفية- التى يقصد بها الأرثوذكسية المنغلقة على نفسها مع أنه يصف نفسه بأنه ماركسى لينينى، -من دون عصبية-؟

- بالنسبة لمقولة سعد زغلول فالتجربة التونسية تدحضها فلولا تأسيس جبهة شعبية لما استطاعت القوى اليسارية والمنتمية إلى اليسار فرض شروطها على النهضة. قال الأولون قبل سعد زغلول الاتحاد قوة.

* يذكرنا الأستاذ بأن الاتحاد قوة ولا أحد ينكر هذا ولكننى استدعيتُ مجاز سعد زغول لتأكيد أن هذا الاتحاد سيكون بين منظمات وأحزاب يسارية ضعيفة الفكر والشعبية فى آن واحد، ولتأكيد أن مجرد اتحاد الضعفاء لن يقلب الوضع رأسا على عقب كما يظن الأستاذ الناسوتى. وفيما عدا ذلك فكلنا ندعو إلى جبهة مبدئية ذات برنامج ثورى مشترك لليسار. ورغم خصوصية تونس وبالأخص بحكم التاريخ النضالى للاتحاد العام للشغل فإن توهم أن جبهة اليسار فرضت شروطها على النهضة استنتاج متسرع جدا وانخداع بمناورات النهضة وعلى الأستاذ الناسوتى أن يتابع التطورات المتواصلة التى لا تؤيد رأيه فى تونس رغم التسليم بضرورة جبها اليسار وبأن الاتحاد قوة وبأن التفرُّق ضعف.

- مشكلة اليسار العربى أنه غرق في التنظير الأكاديمى ونسى المهمة التاريخية، فالكل يكتب ويشرح ويستعرض عضلاته اللغوية والفكرية، لكن لا ينزل إلى الميدان وإن نزل فلكىْ يكون قائدا بدون عدة ولا عتاد. إن الماركسية اللينينية التى أنتمى إليها، من دون عصبية، تفرض مزج العمل السياسى والنضالى ودعمهما بالتنظير وهذا هو الشيوعى الحقيقى وليس من يجلس فى المكاتب أو المكتبات بين النظريات بعيدا عن أرض الواقع والواقعية

* هذا تصوُّر غريب لحالة اليسار. فرغم ابتعاد اليسار عن التنظير الأكاديمى وغير الأكاديمى يعتقد الأستاذ الناسوتى أنه غارق فيه، وهو يتصور أن التنظير يصرف عن المهمة التاريخية. وهو يسيء الظن بالناس متوهما أنهم يكتبون لاستعراض العضلات اللغوية والفكرية جالسين فى المكاتب أو المكتبات بين النظريات بعيدا عن أرض الواقع والواقعية. ولا أحب أن أعتقد أن ردّ فعله على نقد طريقته فى التفكير يدفعه إلى كل هذا التهجم.

- وآسف إن أطلت عليك أو أسأت إليك من حيث لم أعلم فقصدى النقاش البناء لا التهجم على أىٍّ كان.
تحياتي الرفاقية

* أنت تتوهم أشياء غريبة عن كتاب اليسار لأنهم لا يرون رأيك. وليس فى هذا أىّ إساءة إلى شخصى فالإساءة إلى كتاب اليسار واليسار كله دون قصد بالطبع، والسبب أنك لا تكتب بطريقة منتجة. وإذا كنتَ تقصد النقاش، فلماذا لا تناقش ملاحظاتى بصورة مباشرة بدلا من كل هذا الكلام المرسل عن اليسار وكتاب اليسار؟


78 - الخلاف الاساسى
gaber aly ( 2013 / 8 / 23 - 14:06 )
الاستاذ خليل كلفت
الخلاف اليوم لانستطيع ان نبعده عن الدين وبما انك يسارى اى شيوعى فدعنا الان نسأل السؤال المهم ... هل تؤمن بالدين والله .... ؟ اذا اتفقنا على الايمان يالله ودينه ورسوله أولا سنستطيع البناء عليه ..... أما اذا اختلفنا ... فيكون لاداعى للنقاش ... ؟ لانه سيكون حوار طرشان كل يرى شئ مختلف ومنطلق مختلف ؟؟؟؟
لان حضرتك ستكون قيمك ورؤيتك محكومة بخلفيتك الشيوعيه والتى ترى ان الدين مرحلة تاريخية انقضت وان كل مجريات التاريخ يمكن تفسيرها من المنظور الاقتصادى .. وستحكم بناء على ذلك .فى حين ان الليبرالى سيرى ان الحرية وحقوق الانسان مرتبطة بعلمانية الدولة اى بعدها ومخاصمتها للدين والمتدينين ان يكون لهم نشاط سياسى ولا مانع من استئصالهم وابادتهم للوصول الى ذلك .... بينما سيرى الاسلامى ان دينه يأمره ان يكو شخص نشط فى مجتمعه ومحيطه ولايستقيم ايمانه بربه الا بالتحاكم لشريعته وطاعة امرة فى كل شأن من شئون الحياة
ولذا اذا لم نتفق بداية على المعايير والقيم التى سنقيس عليها او نرجع لها
لتقييم ارائنا .. سنتكلم كثيرا فى تفاصيل دون الوصول لحسم اى موضوع أو الاتفاق عليه ..فأرجوا تحديد ذلك بداية .... ليكون كل منا على بينه من طريقة الحوار ولا تقل ان القيمة هى مصريتنا فقط لاننا فشلنا فى الفترة السابقة ان ننجح بمصريتنا ان نصل لاتفاق . بل ادعى كل منا ملكيته الحصريه لمصر وشعبها وارضها وسمائها .... ولم يستطع كل منا ان يقبل الاخر ويقبل بديمقراطية الصناديق .. بل لاابالغ عندما أقول ان سدنة الديمقراطية وكهنتها هم من جعلوا الكقر بها نظريتهم الجديدة عندما لم تأتى بهم الى الحكم .. بل لا ابالغ فى القول ان الليبرالى لن يسمح لليسارى ولا اليسارى سيسمح لليبرالى أو المسيحى سيسمح للمسلم ولا المسلم سيسمح للمسيحى ولا الكل سيسمح للعسكر أو الفلول والدولة العميقة بذلك ... فنحن فشلنا فى الاختبار الديمقراطى ... فهل هى الحرب الاهلية وفشل الدولة .. وهل نظل نبتلع الطعم الصهيوأمريكى حتى نصل للخراب ؟؟؟ مجرد سؤال ووجهة نظر ..
هل نعى الدرس ونعود للقبول بالمسار الديمقراطى الذى لا يستند للاقصاء والابادة هل كل منا يستطيع تقبل الاخر رغم الخلاف .... فننجوا بببلدنا ونرد السهم الى راميه .. لن يكون ايا منا الاخر لن تتخلى عن يساريتك ولن اتخلى عن رؤيتى ولن يتخلى احد لاحد فهل نستطيع العيش كما يعيش البشر من حولنا فى الدول المحترمة والتى اكلتها الحروب الاهلية والصراعات حتى قبلت بالديمقراطية ليسع الكل الكل وتمشى سفينة الوطن ... ما اراه فى الشارع ينبئ بأن من المستحيل ان تعود عقارب الساعة الى ما قبل 25يناير 2011 الا اذا مات نصف الشعب فهل نحن مستعدون لذلك .. لم هل دروس التاريخ تقول ان هذا ممكن بدون ان تتفسخ الدولة وتضيع ... ارجوا التمهل والنظر . ولا يكون النقاش والصفحة مقصود منها ان يقتنع احد بفكر احد ولكن ان يكون الهذف هو الوصول للحل الصعب فى الزمن الصعب .. والوصول للاخلاص لمجتمعنا وارضنا وبلدنا لنرسى فيها قيم العدل وليس الكراهية


79 - رد الى: gaber aly
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 23 - 18:55 )
أستاذ جابر على
كما ترى لم أحذف تعليقا لك أو لغيرك مع أن هذا من حقى طوال فترة الحوار المفتوح فأين الإقصاء؟ لا حظ يا أخى ما تقوله أنت عن الشيوعيين فى تعليقك الأول فلماذا تمنع غيرك من سلوك تمارسه أنت وتصرخ الإقصاء الإقصاء الإقصاء
وبعد الآن سأحذف أىّ تعليق لك لا يناقش الموضوع المطروح بصورة مباشرة
وفى المرة الأولى اشترطتَ الاتفاق معك فى العقيدة كأساس للنقاش وبدأت نقاشك خارج الموضوع قبل تنفيذ شرطك فأنت تبغى إذن تعطيل النقاش وهذا غير مسموح به مطلقا. ناقشْ مباشرة فى السياسة عن الموضوع المطروح بكل جدية وإلا فإن الانسحاب من نقاش قبل أن تشارك فيه أصلا سيكون موقفا سليما من ناحيتك. والموضوع المطروح هنا ليس العقيدة بل التطورات السياسية الراهنة فى مصر وإذا شاركتَ على هذا الأساس وبطريقة منتجة فأنت على العين والرأس


80 - القوى الظلامية
gaber aly ( 2013 / 8 / 23 - 17:49 )
الاستاذ خليل كلفت
ارى انك تسئ لاناس لاتتفق مع فكرتك وتصفهم بالقوى الظلامية الرجعيه فى حين توجه التحية النضاليه للرفقاء ... اليس هذا بدايه نوع من الاقصاء وعدم الحيادية فى النقاش .. ارجوا الاجابة لمعرفة هل هذا النقاش مفتوح للجميع ... ام محصور على الرفقاء الشيوعيين .. ارجوا الاجابة لاقرر الاستمرار من عدمه ..... حيث انى لا احب الاقصاء والتعنت مع الاخرين بعكس ما أرى من طريقة النقاش ... ارجوا الاجابة ولا تتجاهل سؤالى لك لو سمحت


81 - رد الى: gaber aly
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 23 - 18:55 )

كما ترى لم أحذف تعليقا لك أو لغيرك مع أن هذا من حقى طوال فترة الحوار المفتوح فأين الإقصاء؟ لا حظ يا أخى ما تقوله أنت عن الشيوعيين فى تعليقك الأول فلماذا تمنع غيرك من سلوك تمارسه أنت وتصرخ الإقصاء الإقصاء الإقصاء
وبعد الآن سأحذف أىّ تعليق لك لا يناقش الموضوع المطروح بصورة مباشرة
وفى المرة الأولى اشترطتَ الاتفاق معك فى العقيدة كأساس للنقاش وبدأت نقاشك خارج الموضوع قبل تنفيذ شرطك فأنت تبغى إذن تعطيل النقاش وهذا غير مسموح به مطلقا. ناقشْ مباشرة فى السياسة عن الموضوع المطروح بكل جدية وإلا فإن الانسحاب من نقاش قبل أن تشارك فيه أصلا سيكون موقفا سليما من ناحيتك. والموضوع المطروح هنا ليس العقيدة بل التطورات السياسية الراهنة فى مصر وإذا شاركتَ على هذا الأساس وبطريقة منتجة فأنت على العين والرأس


82 - مصر في مواجهة الإرهاب
عماد السمباوي ( 2013 / 8 / 24 - 23:45 )
مصر في مواجهة الإرهاب

August 15, 2013

شعب مصر العظيم



الرفاق والرفيقات الأعزاء



بعد صبر الشعب المصري على قوات الأمن والقوات المسلحة بعد تفويضها لمواجهة الإرهاب بشكل عاجل وما لمسه الشعب من تباطؤ في مواجهة الجماعات الإرهابية وتركه لإعتصامات مسلحة في بؤر إرهابية في رابعة العدوية والنهضة والتخاذل في القبض على القادة مجرمي الإخوان المسلمين وتركه محاولات قوى اليمين النيوليبرالي يعبث بأمن الوطن تحت مسمى المصالحات الوهمية مع الإرهابيين وسماحهم بتدخل قوى خارجية عدوة للشعب المصري في الشأن الداخلي دون أدنى إعتبار للأمن القومي أو أدنى إحترام لملايين الجماهير التي قالت كلمتها منذ 30 يونيو وما بعدها .



تحركت قوات الأمن بعد طول إنتظار لفض إعتصامات إرهابية بشئ من التراخي والتدرج الغير مبرر في فض إعتصامات مسلحة تأوي مجرمين مطلوبين للعدالة لطالما حرضوا على العنف وخططوا للفوضى ولاستهداف مؤسسات الدولة ولم يكتفوا بذلك بل قاموا علناً بالاستقواء بالخارج وتاجروا بدماء أتباعهم ممن قتلوهم بنيران صديقة في مشهد خيانة واضح أخرجهم خارج تيار الوطنية المصرية ورأينا على الملأ حفلات التعذيب والقتل داخل إعتصاماتهم وظهر ذلك للعيان في استخراج جثث من ماتوا نتيجة تعذيبهم وتم إلقائهم تحت منصات رابعة العدوية والنهضة وما خفي كان أعظم وقاموا باستغلال الأطفال في مشهد مقزز يخالف جميع الأعراف الدولية والأخلاقيات الإنسانية .



وتم فضح زعمهم بسلمية الاعتصامات في مواجهات قوات الأمن بالسلاح الآلي والمتوسط وما تم ضبطه من كميات هائلة للذخيرة والأسلحة ، وفاجأتنا قوات الأمن بدعوتهم للمجرمين بالانصراف بعد كل تلك الجرائم دون أدنى محاسبة تحت

مسمى الخروج الآمن ، كيف هذا وكيف لا يحاسب المجرم على جريمته !؟



وبالرغم من ذلك لم ينصاع هؤلاء الإرهابيين المجرمين لكل تلك الدعاوى إلا بعد سفك دماء وقتل وحرق وتدمير وتحريض .



وكانت الحكومة وأجهزتها وكأنها ذاهبة إلى نزهة فركزت أنظارها على بؤرتي الإرهاب ولم تقم بدورها في حماية مؤسسات الدولة الحكومية ولم تؤمّن أقسام الشرطة والمستشفيات والوزارات والمواطنين وممتلكاتهم سواء في القاهرة أو باقي المحافظات مما أتاح الفرصة لهؤلاء الإرهابيين الإسلاميين باستهداف الكنائس في ربوع مصر والقتل على الهوية ، وارتكاب جرائم ترقى للتطهير العرقي في قرى بعينها في صعيد مصر محاولين إشعال الفتنة الطائفية بل وإضرامهم النيران في مسجد رابعة قبل أن يغادروه في محاولة منهم إلصاق التهمة بقوات الأمن لاستعطاف الرأي العام والقوى الدولية واستدعوا ثقافتهم الرجعية في العداء للتراث الحضاري للشعب المصري فاستهدفوا المتاحف بالحرق والنهب .



ونحن نُحمّل الحكومة كل تلك الخسائر في الأرواح والممتلكات من قوى الأمن والمواطنين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مصريون يريدون لبلدهم ألا تقع في هاوية الإرهاب ، وكان يمكن تلافي تلك الأعمال الإرهابية في محافظات مصر لو أن تلك الحكومة وضعت خطة أمنية متكاملة لتأمين البلاد قبل تحركهم لفض الإعتصامات الإرهابية لعلمنا المسبق جميعاً بتهديدهم بنشر سيناريو الفوضى .



وتأكد ما أشرنا إليه من قبل من ملامح الخيانة التي ظهرت جلية على وجوه وأقوال وأفعال قوى تدعي الوطنية والثورية في تخليها عن المسئولية في لحظات كان فيها الشعب أحوج ما يكون إليهم فيها للوقوف بجانبه بحجة عدم رغبتهم في مشاركتهم فيما أسموه بإراقة الدماء ونسوا دماء الأبرياء الذين قتلوهم هؤلاء الإرهابيين ، وقبلها في العراق ولم يأخذوا هذا الموقف حينها .



وكعادتها إنبرت قوى تدعي اليسارية وهي على يمين اليمين في الدفاع عن الإرهابيين بطريقة غير مباشرة بوقوفهم ضد فض إعتصامات مسلحة ومواجهة الإرهاب رافعين شعارات إسقاط حكم العسكر زاعمين أن ما حدث هو إنقلاب عسكري ليخفوا حقيقة تأييدهم لليمين الديني الإرهابي الفاشي في كشف سافر عن وجهها اليميني ووقوفهم في صف واحد مع اليمين الليبرالي والقوى الرجعية والبرجوازية التي هي ضد مصالح الفقراء والكادحين .



وتستمر المهزلة ويستمر معها سقوط الأقنعة .



ونحن نطالب جماهير شعبنا بعدم الانسياق وراء دعاوى المصالحة وتشكيل لجان شعبية لمواجهة الإرهاب وعدم إنتظار قوى الأمن المتباطئة في حماية المواطنين والممتلكات .



ونؤكد على أن نضالنا الطبقي مستمر ضد هذه الحكومة التي لا تعبأ بمصالح الجماهير ولا تلقي لها بالاً وتستمر في تنفيذ سياسات البنك الدولي والهرولة لأخذ قروض مشروطة بإفقار الشعب والتعويل على الاستثمارات الخاصة في التنمية وعدم التفكير في عمل مشاريع قومية وإعادة دور الدولة ومؤسساتها لمواجهة أزمات الجوع والفقر والبطالة وارتفاع الأسعار والمرض المتفشي ، ونحن إذ نذكر ذلك نؤكد على أن الحل بيد الجماهير وحدها في نضالها من أجل مشروع إشتراكي حقيقي يحقق العدالة الإجتماعية ويقضي على إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان .



الحزب الشيوعي الثوري



اللجنة المركزية



https://www.facebook.com/cpregypt

01220235693 - 01114991428


83 - رد الى: عماد السمباوي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 25 - 06:27 )
تعليق على بيان الحزب الشيوعى الثورى
لا خلاف على الموقف الأساسى فى هذا البيان إزاء الإخوان المسلمين والسلفيِّين وضد سلوكهم السياسى والعسكرى الفاشى الإرهابى. وأتحفظ فقط على نقطة. هناك تناقض بين لوم الحكومة على الانتظار طويلا قبل فض الاعتصامين، ولومها فى الوقت نفسه على عدم استعدادها بصورة كافية لحماية المسيحيِّين والكنائس والمتاحف والمنشآت العامة والخاصة، وبالتالى تحميل الحكومة مسئولية الخسائر فى الأرواح والممتلكات، فأولا لا يوجد فى العالم جيش يستطيع حماية كل مكان فى وقت واحد، وثانيا كانت الحماية حتى فى الحدود التى تحققت بها تحتاج إلى وقت لاستكمال الاستعدادات الضرورية. وبالأخص فإن تحميل الحكومة مسئولية الخسائر فى الأرواح والممتلكات ينطوى، دون قصد بطبيعة الحال، على تعزيز الدعاية الإخوانية والأمريكية ضد الدولة والجيش.


84 - رد الناسوتي
الناسوتي ( 2013 / 8 / 25 - 14:37 )
يقول مثل روسي: الجنرال غضب، إذا الجنرال يشعر بالذنب.
أستاذ خليل كلفت، أنت غضبت وتعصبت لماذا؟ أنا أطرح ما أراه صائبا في اعتقادي ولك حق الرد عليه بما يبدو لك الأصح والعصبية لا تجدي وغالبا ما تكون تعبيرا عن ضعف المحاججة. لي عديد من الأصداقاء التروتسكيين والماويين والماركسيين ونناقش عددا من المواقف والأفكار، لكن هذا لم يفسد صداقتنا أبدا.
أستاذ خليل، عندما قلت أني أنتمي إلى التيار الماركسي اللينيني دون عصبية فذلك لأني متشبع بالتعددية الفكرية والعقائدية لهذا لا أنفعل في الحوار لإيماني أن لكل أمر عدة وجهات يمكن تناوله منها. فالتروتسكيون مصحون في جوانب وآراهم غير ذلك في أخرى وكذلك الماركسيون والماويون وعليه وجب العمل على جمع الجوانب الإيجابية في هذه التيارت والعمل على بناء أرضية لنقطة لقاء لها جميعها.
هل الثورة الاشتراكية يمكن أن تنجح في بلد واحد؟ طبعا نعم، لكن بلادها ستكون جزيرة محاصرة ومنعزلة بسبب الحصار الذي ستضربه عليها الإمبريالية العالمية بتحالف مع الرجعيات المجاورة. كما أن البلاد العربية هي أساسا بلاد زراعية وليست صناعية.
بالنسبة لمناقشة أفكارك فاسمح بالقول أنها ليست جديدة علي في شيء لأنها أفكار ماركسية أتفق معها، لكن هناك نقطة أختلف معك فيها تتعلق بمقاطعة الانتخابات أراها غير صائبةلكون حركة الإخوان المسلمين تنظيم قوي ومحكم علاوة على أنها بعد ثورة 25 يناير تمتعت بشعبية كبيرة ولهذا لو قاطعت التيارات الأخرى الانتخابات لحصل الإخوان المسلمون على نسبة عالية.
عموما كل له رأيه المهم هو أن لا تصبح إيديولجية معينة دغمائية المجتمع لأن ذلك لا يؤدي إلا إلى الفشل وقمع اللارأي الآخر كما كان يحصل في المعسكر الاشتراكي السابق ويحصل الآن في إيران ودول عربية أخرى. فالمنطلق الذي يجب أن ننطلق منه هو أن الإيديزلزجية في خدمة الإنسان وليس العكس. لذلك أتعامل مع الفكر اللينيني بمرونة ومع نقيضه باحترام ووجوب توليه جزء منالاهتمام والدراسة.
تحياتي ولا تزعل رفيقي


85 - رد الى: الناسوتي
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 25 - 15:41 )
لستُ جنرالا يا رفيقى
ولست غاضبا أو عصبيا
قد نتحمش فى النقاش غير أن نقطة تركيزى كانت: جبهة مبدئية لليسار الماركسى وحتى مع اليسار
غير الماركسى نعم
ولكن لا يمكن توحيد أنصار مختلف الماركسيات فى حزب واحد كما تقول ويمكنك أن تراجع تعليقيك الأول والثانى
وليس فى نقد الأفكار حتى بشدة ما يُغضب.. فلماذا غضبت أنت أولا وربما أغضبتنى
بانفعالك ضد الكتاب السياسيين الماركسيين الذين وصفتهم بصفات قاسية للغاية؟
وأشكرك بالفعل على ذوقك الرفيع


86 - الأستاذ حامد البورى فى تعليق على الفيسبوك
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 25 - 14:54 )

سأوزع تعليقى، فيما يلى، على نقاط بعد تلخيص كل نقطة منها، مع تغييرات فى الصياغة أحيانا لتركيزها:

- أتصور أن خنق الاعتصام، بدلا من فضه وعدم فضه، بمعنى السماح بالخروج وعدم السماح بالدخول، مع منع دخول مواد البناء، كان سيؤدى إلى خنق الاعتصام وتحجيم عدده ومن ثم تركيز نسبة العناصر المسلحة بداخله، وحتمية لجوئها إلى الاشتباك لفك الحصار، مما يعنى استدعاءهم هم للعنف وليس المؤسسة الحاكمة.

* أعتقد أن خنق الاعتصام كان سيحتاج إلى وقت أطول مما حدث ولا ينبغى افتراض أن المعتصمين كانوا سيبقون هادئين أثناء الحصار. كانوا يخرجون بالفعل فى مسيرات تنطلق من الاعتصامين وتعتدى على المواطنين والأمن والجيش والمنشآت العامة والخاصة. وبمجرد بدء حصار الخنق كانوا سيشتبكون مع قوات الحصار. وكان الاشتباك سيبدأ بالتالى قبل حد أدنى من استكمال استعدادات الأمن والجيش للمواجهة. وكان من شأن هذا أن يضاعف أعداد القتلى والجرحى من الطرفين ويضاعف أيضا أعمال التخريب الهمجى المنفلت بلا قيود. ثم لماذا نفكر فى استدعائهم هم للعنف؟ لتحميلهم المسئولية؟ بل كانوا بالفعل ومنذ الإطاحة بحكم مرسى يشتبكون ويعتدون ويمارسون العنف والقتال فى القاهرة والمحافظات وسيناء ويتحملون المسئولية بالفعل. ثم لماذا نترك لهم مبادرة العنف بينما المطلوب أن تردع الدولة بوصفها كذلك أىّ أعمال إرهابية مسلحة من جانب أىّ قوة سياسية من أىّ نوع؟

- دخول الجيش فى مواجهة مع فصيل سياسى إرهابى، رغم ضرورته، يكرس العقيدة العسكرية التى تسمح بتدخل الجيش فى المواجهات الداخلية وهو شيئ نحرص على تجنبه قدر الإمكان.

* إذا كان تدخُّل الجيش ضروريا أىْ لا مناص منه لأنه يمثل العنف المسلَّح للدولة، فكيف يمكن التفكير فى تجنبه؟ وتكريس تدخُّل الأمن أو الجيش فى الحياة السياسية مرفوض تماما إلا أنه لا بديل عن مواجهة الأمن والجيش لأعمال مسلحة واسعة النطاق يمكن أن تقود إلى حرب أهلية بل تمثل بداية فعلية لمثل هذه الحرب، وهذا لا يؤدى إلى تكريس لدور الجيش فى نزاعات داخلية سلمية بحال من الأحوال. والمواجهة العسكرية التى يتولاها الأمن أو الجيش ضد التمردات الداخلية المسلحة الواسعة النطاق تمثل القاعدة وهى القانون. وهناك حجة تافهة تزعم أن تأييد مواجهة الجيش لمثل هذه الأعمال سينتهى فى وقت ما إلى استخدامها ضد اليسار والديمقراطية. والحقيقة أن إنشاء قوات مسلحة فى أىّ بلد يمثل حقا حصريا للدولة ضد أىّ ميليشيات إخوانية أو غير إخوانية، رجعية أو تقدمية، لأنها تقود إلى الحرب الأهلية التى يخسر فيها الجميع إذا اتسعت وامتدت. ويتمثل الاستثناء الحقيقى فى تطور ثورة شعبية واسعة مسلحة ضد احتلال أو حكم فاشى أو رجعى فلا تكون أعمالا مسلحة مغامرة كما حدث ويحدث فى بلدان كثيرة. وعندما تعتزم ديكتاتورية عسكرية الهجوم على قوى اليسار والتقدم والديمقراطية والاشتراكية والشيوعية وتعمل على سحقها فإنها ستشرع على الفور فى ذلك ولن تحتاج إلى استدعاء سوابق؛ وسواء ضربت السلطة التمرد الإخوانى المسلح أو لم تضربه فإنها ستضربنا دون تردد إذا حملنا السلاح أو قمنا بإنشاء ميليشيات.

- ما حدث فى دار الحرس الجمهورى يمكن أن نسميه عنفا متعمدا حيث توجد أدوات لتفريق المتظاهرين وإبعادهم وليس انتظارهم حتى كادوا يتسلقوا السور قبل إطلاق النار عليهم.

* الكلام كثير عما حدث فى دار الحرس الجمهورى. وعلى كل حال فإن مجرد الاقتراب من منشأة عسكرية يستدعى فى كل مكان فى العالم إجراءً عسكريا فوريا، غير أنه كان هناك تقدير موقف يتطلب ضبط النفس. ولاتوجد طريقة لتفريق مثل هؤلاء المتظاهرين فى مثل هذه الحالة دون الاشتباك معهم. ويعلم الأستاذ حامد البورى أننى قلت فى الحكم العسكرى مرارا وتكرارا ما قال مالك فى الخمر وأننى أكتب دائما ضد أسطورة أن حماية الشعب هى الدافع الرئيسى لانقلابات الجيش أو تدخلاته بل أتناوله كجزء من الطبقة الحاكمة والثورة المضادة فى زمن الثورة الشعبية يدافع عن مصالح الطبقة الرأسمالية التابعة للاستعمار ويعمل على التصفية التدريجية للثورة متفاديا الحرب الأهلية لخطورتها على الطبقة الحاكمة وعلى الجميع. ولهذا فإنه يستطيع أن يضع كلامى عن مواجهة الجيش للحركة الإخوانية المسلحة فى إطار محاولة تصحّ أو تُخطئ فى التقييم الموضوعى للتطورات الجارية.

- فى تعبير الحرب الأهلية الخاطفة تعنى صفة الخاطفة محدودية الزمان والمكان. وقد فاجأنا الحشد القتالى للإخوان، لكننا نبقى فى النهاية أمام معركة بين الجيش الشعب من جهة و بين فصيل سياسى له مصلحة فى الحكم، ولم يتسلح الشعب ليواجه الإخوان فاستعان بالقوات المسلحة (التى لها مصلحة أساسية فيما يحدث الآن) لمواجهتهم أىْ أنه استخدم أدوات أمنية لهذه المهمة .. فهل يُعتبر ذلك حربا أهلية؟؟ وماذا لو تسلَّح الأقباط فى الصعيد ودافعوا عن دور عبادتهم و محالِّهم ومساكنهم؟؟ أتصور أن مصر أبعد ما تكون عن شبح حرب أهلية فالمصريون يعلمون أنهم إنْ حملوا السلاح فإن كل القوى الإقليمية ستحمله على أرضها .. وهذا ما لن يسمح به الشعب المصرى.

* إذا حدث اقتتال أهلى واسع النطاق نسبيا وممتدّ بين السلطة والشعب أو بينها وبين قوة سياسية مسلحة داخلية نكون إزاء حرب أهلية أصفها بأنها خاطفة فى حالتنا لأن ميزان القوة لصالح الدولة وأغلبية الشعب وليس لصالح الإسلام السياسى بالمقارنة مع الحرب الأهلية فى سوريا أو ليبيا حيث الحرب بين السلطة والشعب ككل. ولا أرى أن من الملائم سياسيا أن نشير بحال من الأحوال إلى احتمال نشوء حالة من تسلُّح أقباط الصعيد للدفاع عن كيانهم وعما إذا كان هذا يُعتبر حربا أهلية. وبالنسبة للنقطة الأخيرة فإن الشعب المصرى ليس هو الذى يمكن أن يشعل حربا أهلية أو يسمح أو لا يسمح بإشعالها بل يمكن أن تُفرض عليه من قوة سياسية تتورط فى تمرد مسلَّح كما يحدث الآن فى مصر.


87 - عجزت تماما عن نشر هذا التعيق
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 25 - 15:20 )
(1) الاسم و موضوع التعليق رد الناسوتي
الناسوتي التاريخ Sunday, August 25, 2013 - No.:490687 التعليق والملاحظات :
يقول مثل روسي: الجنرال غضب، إذا الجنرال يشعر بالذنب.
أستاذ خليل كلفت، أنت غضبت وتعصبت لماذا؟ أنا أطرح ما أراه صائبا في اعتقادي ولك حق الرد عليه بما يبدو لك الأصح والعصبية لا تجدي وغالبا ما تكون تعبيرا عن ضعف المحاججة. لي عديد من الأصداقاء التروتسكيين والماويين والماركسيين ونناقش عددا من المواقف والأفكار، لكن هذا لم يفسد صداقتنا أبدا.
أستاذ خليل، عندما قلت أني أنتمي إلى التيار الماركسي اللينيني دون عصبية فذلك لأني متشبع بالتعددية الفكرية والعقائدية لهذا لا أنفعل في الحوار لإيماني أن لكل أمر عدة وجهات يمكن تناوله منها. فالتروتسكيون مصحون في جوانب وآراهم غير ذلك في أخرى وكذلك الماركسيون والماويون وعليه وجب العمل على جمع الجوانب الإيجابية في هذه التيارت والعمل على بناء أرضية لنقطة لقاء لها جميعها.
هل الثورة الاشتراكية يمكن أن تنجح في بلد واحد؟ طبعا نعم، لكن بلادها ستكون جزيرة محاصرة ومنعزلة بسبب الحصار الذي ستضربه عليها الإمبريالية العالمية بتحالف مع الرجعيات المجاورة. كما أن البلاد العربية هي أساسا بلاد زراعية وليست صناعية.
بالنسبة لمناقشة أفكارك فاسمح بالقول أنها ليست جديدة علي في شيء لأنها أفكار ماركسية أتفق معها، لكن هناك نقطة أختلف معك فيها تتعلق بمقاطعة الانتخابات أراها غير صائبةلكون حركة الإخوان المسلمين تنظيم قوي ومحكم علاوة على أنها بعد ثورة 25 يناير تمتعت بشعبية كبيرة ولهذا لو قاطعت التيارات الأخرى الانتخابات لحصل الإخوان المسلمون على نسبة عالية.
عموما كل له رأيه المهم هو أن لا تصبح إيديولجية معينة دغمائية المجتمع لأن ذلك لا يؤدي إلا إلى الفشل وقمع اللارأي الآخر كما كان يحصل في المعسكر الاشتراكي السابق ويحصل الآن في إيران ودول عربية أخرى. فالمنطلق الذي يجب أن ننطلق منه هو أن الإيديزلزجية في خدمة الإنسان وليس العكس. لذلك أتعامل مع الفكر اللينيني بمرونة ومع نقيضه باحترام ووجوب توليه جزء منالاهتمام والدراسة.
تحياتي ولا تزعل رفيقي


88 - افيقوا من سباتكم
جعفر تيقادين ( 2013 / 8 / 25 - 19:59 )
تحية نضالية امزيغية
سيدي الى اين تقودون مصر الحبيبة الا ترى ان ما يحدث في مصر مؤامرةالا ترى ان ما يجري في مصر هو تشويه للديموقراطية .وارادة الشعب انكم تسفكون دماء ابناء جلدتكم بحجة محاربة الارهاب .اقنعوا انفسكم قبل اقناعنا .ان ما يحدث في مصر كله في صالح اسرائيل وامريكا والدمية المدللة قطر .


89 - رد الى: جعفر تيقادين
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 25 - 20:21 )
لم أفهم
تقول إننا نحارب مصريين مثلنا أىْ الإخوان المسلمين بحجة أنهم إرهابيون
ثم تضيف أن هذا فى صالح إسرائيل وأمريكا وقطر
والدول المذكورة تقف كما تعلم مع الإخوان المسلمين
وليس مع من يحاربونهم.. فماذا يمكن أن نفهم من كلامك؟!


90 - الثورة وانضاج الفكر
محمد بكر ( 2013 / 8 / 27 - 15:13 )
خليل 00 سؤالى لك
ما تأثير الثورة على افكارك ورؤياك ؟


91 - تعليق تعليقين للأستاذين مصطفى متولى والأستاذ مراقب
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 27 - 19:23 )

أقسِّم هذا التعليق لطوله إلى أربعة أقسم
(وأنشره مستقلا لإظهاره أمام أنظار القراء بدلا من الاختفاء فى مواضع سابقة فى يداية الحوار)
القسم الأول من التعليق
تلقيت فى بداية هذا الحوار المفتوح تعليقين، جاء أولهما الذى كان أول تعليق فى الحوار للأستاذ مصطفى متولى، وبعد قليل جاء تعليق للأستاذ مراقب. وربما لأن الرد المطلوب بدا طويلا وربما صعبا خاصة فى بداية حوار فقد رددت عليهما بقولى: -ستأتى مناقشة هذا السؤال المهم فى وقت لاحق-. وكان التعليقان يتعلقان بموقف الاشتراكيين الثوريِّين إزاء التطورات منذ موجة 30 يونيو الثورية. ويستشهد التعليق الأول من بيان الاشتراكيِّين الثوريِّين بتاريخ 16 أغسطس 2013، بما مؤداه أن -جرائم الإخوان- دفعت -أغلب فصائل اليسار- إلى -التحالف مع المؤسسة العسكرية وتأييد الدولة القمعية-، وأضاف: -وصدق الاشتراكيون الثوريون-. أما التعليق الثانى فيقول: -أود معرفة رأيك فى موقف الاشتراكيِّين الثوريِّين. أليس هو الموقف الماركسى الأصح؟-. وكنتُ قد تصفحتُ البيان المذكور فى حينه فاحتجتُ الآن إلى قراءته، وعندما قرأته أحسستُ أنه لا مناص من أن يكون التعليق المطلوب عليه صعبا وطويلا وأرجو أن أتمكن من هذا فى وقت لاحق، فى مقال مستقل.
والاشتراكيون الثوريون قوة ثورية مناضلة صلبة مبدئية، واعية وصادقة ومخلصة، تنطلق مواقفها من مبادئ نظرية ثورية بعينها كما يفهمونها ويطبقونها. وقد قاموا بدور معروف كبير فى ثورة يناير الشعبية فى كل مراحلها. وتربطنى بهم صلة أساسية وهى أننى أتبنَّى تفسير تونى كليف للنظام الذى كان قائما فى روسيا باعتبار أنه لم يكن يمثل الاشتراكية بل رأسمالية الدولة. وتنتمى إلى نظريته وحزبه كوكبة من كبار المفكرين الماركسيِّين، وقد ترجمتُ شيئا يسيرا من كتاباتهم. وهى مدرسة تروتسكية الأصل والمنشأ غير أن نظرية تونى كليف، مؤسس هذه المدرسة الفكرية الثورية، تفسِّر النظام السوفييتى على أنه نوع من رأسمالية الدولة مقابل نظرية الدولة العمالية عند تروتسكى. غير أن تراث تروتسكى مكوِّن أساسى من مكونات ماركسية تونى كليف ومفكرى هذه النظرية الثورية.
على أننى أجد اختلافا عميقا بين نظرتى ونظرتهم إلى التطورات الجارية منذ موجة 30 يونيو الثورية، وتدخُّل الجيش الذى قام مباشرة بالإطاحة بالحكم الإخوانى وبتولية رئيس جديد على أساس -خارطة للمستقبل- من وضع الجيش نفسه بالتعاون مع عدد من ممثلى الليبرالية واليسار، بقيادة الفريق الأول عبد الفتاح السيسى للحكم الجديد.
وكعادة البشر، مدفوعين بتناقض مصالحهم الطبقية وتوجهاتهم الفكرية، يختلف المصريون وغير المصريِّين حول طبيعة حركة 30 يونيو وكذلك حول طبيعة تدخُّل الجيش فى 3 يوليو، فى غياب معايير واضحة. ولا خلاف مع الاشتراكيِّين الثوريِّين وكثيرين غيرهم حول طبيعة حركة 30 يونيو باعتبارها موجة جديدة كبرى من موجات ثورة يناير الشعبية حيث تعبِّر عن الرفض الشعبى للحكم الإخوانى السلفى.
ويبدأ الاختلاف عند تدخُّل الجيش: هل كان انقلابا عسكريا ضد الشرعية، كما يزعم الإخوان المسلمون والسلفيون وغيرهم، أم كان تدخُّلا -وطنيا- وليس سياسيا لإنقاذ البلاد والعباد من حكم الإخوان المسلمين والسلفيِّين، كما يزعم الجيش وأنصاره.
أما أنا فأعتقد أنه لم يكن انقلابا عسكريا، كما أنه لم يكن -تدخُّلا وطنيا- محلِّقا فوق الطبقات لحماية الشعب والثورة.
ولا شك فى أن الجيش تدخل وقام بالإطاحة بحكم مرسى وبتولية حكم آخر تحت سيطرته الفعلية وإشرافه وتوجيهه. ويحدث هذا كقاعدة عامة فى الانقلابات العسكرية. غير أن القاعدة لا تستبعد الاستثناء. وفى سياق ثورة يناير أطاح الجيش بقيادة المشير طنطاوى بالرئيس الأسبق مبارك لإنقاذ الطبقة الرأسمالية المصرية التابعة بانقلاب عسكرى لا شك فى أنه كان كذلك. على أنه لم يقل كثيرون ساعتها إنه انقلاب عسكرى، ولم يعترض مَنْ قالوا إنه انقلاب عسكرى على تدخُّل الجيش فى حد ذاته. ذلك أن إسقاط مبارك لم يكن مرفوضا بل كان، أو صار بسرعة، هدفا ضمن الأهداف الرئيسية لثورة يناير الشعبية، التى لم تكن لتنجح فى إسقاط مبارك بدون تدخُّل الجيش وإنْ بانقلاب عسكرى لا ريب فيه. ذلك أنه ليس هناك مبدأ عام ضد الانقلابات العسكرية ضد -شرعية- نظام، بل يبيِّن التحليل العينى للواقع العينى طبيعة هذا الانقلاب رغم أنه يؤدى على الأغلب والأرجح إلى الحكم العسكرى المباشر، أىْ حكم الچنرالات أو المجلس العسكرى أو اللجنة العسكرية أو الطغمة أو -الخونتا-.


92 - تعليق على تعليقين للأستاذين مصطفى متولى ومراقب
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 27 - 19:28 )
القسم الثانى من التعليق
وفى موجة 30 يونيو، تماما مثل ثورة يناير، كانت الثورة الشعبية ستعجز أيضا عن إسقاط رئيس الجمهورية دون تدخُّل الجيش. وفى المرتين كان هدف الجيش هو حماية الطبقة الحاكمة وليس حماية الشعب أو ثورته. وفى المرتين كانت الحرب الأهلية مُحْدِقة مع فرق بين المرتين.
فى المرة الأولى كان مبارك يواجه الثورة الشعبية بإغراقها فى الدم فى بداية مباشرة لحرب أهلية نجح فيها الشعب الأعزل فى كسر وزارة الداخلية. وكان مبارك مع تدخُّل الجيش لمواصلة الحرب الأهلية ضد الشعب، كما أنه طلب على الأرجح نزول الإخوان إلى الشارع للتفاوض على أسس للتحالف بينهم وبينه (مفاوضات اللواء عمر سليمان مع الإخوان). ويدل تدخُّل الجيش بانقلابه ضد مبارك على أنه أدرك تماما خطر استمرار الحرب الأهلية على الطبقة الرأسمالية ودولتها وجيشها. ومن هنا كان لا مناص من التخلص من مبارك للتخلص من الحرب الأهلية وانهيار الطبقة الرأسمالية للانتقال بالتالى إلى التصفية التدريجية للثورة الشعبية.
وأدرك الجيش، تماما كما أدرك مبارك قبل تنحيته، أنه لا مناص من التحالف مع الإسلام السياسى بقيادة الإخوان المسلمين. وكانت الحرب الأهلية التى حاول الجيش تفاديها حربيْن فى الحقيقة: الحرب الأهلية الفعلية التى كان يشنها مبارك ضد الشعب لخطرها على النظام، والحرب الأهلية المحتملة فى حالة عدم التحالف مع الإخوان وانضمامهم إلى الثورة الشعبية لتوظيفها فى صراعهم ضد الحكم العسكرى المباشر، وبالتالى توظيف الجيش لتحالفه مع الإخوان المسلمين فى التصفية التدريجية للثورة.
وفى المرة الثانية لم تكن علاقة الجيش مع مرسى مثل علاقته مع مبارك الذى كان لإنقاذ النظام عن طريق التصفية التدريجية، بدلا من التصفية العنيفة الحربية، للثورة، بالتحالف مع الإخوان المسلمين والسلفيِّين. بل كان طريق التصفية التدريجية للثورة قد ترسَّخ عبر إستراتيچيات الثورة المضادة التى اعتمدت على صرف الجماهير الثورية عن الثورة عن طريق الاستفتاءات والانتخابات الپرلمانية والرئاسية والدساتير ومستويات من القمع وحتى المذابح البشعة ومستويات قصوى من التضليل الفكرى والدعاية السوداء.
وفى هذه المرة الثانية اختلف الوضع كثيرا جدا.. كان الصراع الحاسم وليس التحالف الاضطرارى سمة علاقة الجيش مع الإخوان. فقد نشأ عن التحالف السابق المذكور مع الوقت وضع جديد يتمثل فى الأخونة السريعة المتسارعة للدولة والمجتمع مهددة المصالح الطبقية غير الإسلاموية للقطاعات الحاسمة من الرأسمالية ودولتها وسلطتها وجيشها. وعندئذ جاء وقت حسم الصراع بين هذين القطاعين من الرأسمالية التابعة. والصراع، وبالأخص حسم الصراع، ينطوى فى حد ذاته على خطر الحرب الأهلية التى تبدأ داخل الطبقة الرأسمالية الكبيرة بين قطاعين كبيرين منها فتجرّ معها الدولة والمجتمع والشعب والسكان إلى أتون الحرب بكل ويلاتها.
وبطبيعة الحال لن يفهم هذا من لا يفهم من الناحية النظرية طبيعة العلاقات والتناقضات والصراعات والحروب الممكنة داخل الطبقة الرأسمالية الحاكمة فى كل بلد رأسمالى فى التاريخ الحديث. وهناك من ظلوا ينظرون إلى العلاقة بين نظام مبارك والإخوان على أنها علاقة تحالف، وكأن بعض التداخلات والصفقات ترقى إلى مستوى التحالف. وعندما تحالف الحكم العسكرى المباشر بقيادة طنطاوى تحالفا اضطراريا ضد الثورة الشعبية، كخطوة اضطرارية من جانب الجيش وكفرصة ذهبية للقفز على السلطة من جانب الإخوان، كان هناك من نظر إليه على أنه ترسيخ لتحالف إستراتيچى أصلى قائم. وعندما بدأ الصراع بين الفريقين لم يفهم كثيرون حقيقته وطبيعته واحتمالات تطوره. فالطبقة تشكِّل، فى نظرهم، وحدة جرانيتية والتحالف العسكرى الإخوانى يدمجهما فى كتلة واحدة فى رباط إلى يوم الدين.
وفى الصراع والحرب بين قطاعين كبيرين داخل الرأسمالية الكبيرة لا مناص من أن ينتصر أحد القطاعين. ومن الصعب أن نسمى هذا انقلابا عسكريا رغم أنه انتصار عسكرى، ما دام القطاع الذى انتصر يشتمل على الجيش. ولم يكن هناك صراع بين مبارك وجيشه، وكان هناك صراع حياة أو موت بين مرسى والجيش الذى جاء به أو بين الجيش والرئيس الذى جاء به الجيش نفسه. كان هناك انقلاب للجيش على مبارك لإنقاذ النظام من الثورة مع تفادى الحرب الأهلية، فيما انتصر الجيش فى المرة الثانية على مرسى بعد صراع كبير وبعد استعداد الطرفين طوال عام بل طوال عام ونصف لهذه المواجهة المسلحة، لهذه الحرب.
وقد أطاح الجيش بالرئيس الأسبق مبارك على غير إرادة أصلية منه فى حالة اضطرارية لإنقاذ النظام، فى وقت واحد، من الثورة التى فجَّرها الشعب، من ناحية، ومن الحرب الأهلية التى بدأها مبارك بوزارة داخليته ضد الثورة الشعب، من ناحية أخرى. وما كان الجيش بمستطيع أن يقوم بانقلاب ضد مبارك، حتى لو أراد، لولا الثورة الشعبية، تفاديا لرد الفعل الداخلى والخارجى ضد الانقلابات العسكرية.


93 - تعليق على تعليقين للأستاذين مصطفى متولى ومراقب
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 27 - 19:30 )
القسم الثالث من التعليق
أما فى حالة الرئيس السابق مرسى فقد أطاح به الجيش، ممثلا عن الطبقة، بعد إعداد مباشر للإطاحة به، وبعد استعداد هائل من جانب كلٍّ من الجيش ومرسى لمواجهة مسلحة حاسمة بينهما. وكان الجيش سيعجز أيضا عن القيام بانقلاب عسكرى ضد مرسى إلا فى سياق موجة 30 يونيو الثورية. وربما كان الانقلاب العسكرى، فى غير سياق الثورة، ضد مبارك أسهل نسبيا على الجيش، لأنه كان سيلقى تأييدا شعبيا واسعا. على أن الجيش كان مواليا لقائده الأعلى مبارك ولا يفكر مطلقا فى الانقلاب ضده، رغم مزاعم عدم رضى الجيش على التوريث. أما الانقلاب العسكرى ضد مرسى فكان أصعب بما لا يقاس بدون التطورات الثورية الجديدة ضده.
وحتى لو كان هذا انقلابا عسكريا ضد الحكم الإخوانى السلفى المرفوض من الثورة الشعبية بصورة حاسمة قاطعة فلا مشكلة أصلا لأنه ليس هناك مبدأ عام ضد الانقلابات العسكرية بوجه عام، كما سبق القول.
وهنا تظهر مشكلة ما بعد الانقلاب العسكرى فمن المرجح فى العادة أن يعقبه الحكم العسكرى المباشر، تماما كما حدث بعد الانقلاب ضد مبارك. غير أن الانقلاب ضد مبارك كان شيئا حسنا رغم أنه جاء بشيء سيئ ولكنْ ليس أسوأ من حكم مبارك والحرب الأهلية التى كان قد بدأها. وكان من الطبيعى أن يكون حكم المجلس العسكرى مؤقتا حتى لو استمر فترة أطول. ومع بدء الحكم العسكرى، انتقلت مواجهة الثورة من الحرب الأهلية بقيادة مبارك إلى التصفية التدريجية على يد الجيش المتحالف فى تلك اللحظة التاريخية مع الإخوان. وكانت التصفية التدريجية أفضل بالنسبة لمستقبل الثورة رغم ما تنطوى عليه من مستويات من العنف والاعتقال والتعذيب والقتل وحتى المذابح ومن التضليل الفكرى والسياسى.
ورغم أن الثورة المضادة تمثلت فى الطبقة والدولة والجيش والإسلام السياسى جميعا، ورغم أن الجيش استأنف التصفية التدريجية للثورة فور حسم الصراع فى 3 يوليو، فإن هناك فرقا بين الجيش والإخوان من أكثر من ناحية. وإذا كان لا خيار فى الشر، فهناك أهون الضررين. وهناك فرق كبير بين الخطر المباشر الذى ينبغى العمل على استئصاله بأقصى سرعة والخطر الذى يشتبك معنا ولا سبيل إلى التخلص منه بسرعة. وكان الخطر المباشر وهو خطر حرب أهلية مدمرة تقود إليها الأخونة المتسارعة التى تهدد مصالح وامتيازات الطبقة وجيشها بتحويلها إلى مصالح وامتيازات طبقة رأسمالية جديدة تتشكل بقيادة الإخوان المسلمين، ويصنعونها على عينهم، فتقود إلى حرب تأخذ الشعب -فى الرِّجْلين-. فلماذا نقف ضد مواجهة بين عدوَّيْن للثورة بأىّ حجة من الحجج؟ ولو افترضنا أن انقلابا عسكريا أو تدخلا عسكريا خارجيا حدث ضد هتلر وأسقطه فهل كان يحزننا أن يكون انقلابا عسكريا من الداخل أو تدخلا عسكريا من الخارج، خشية ما سيصنعه الانقلاب الداخلى أو التدخل الخارجى بألمانيا.
أما فيما يتعلق بحجة الحكم العسكرى المباشر أو السيطرة الفعلية للجيش مع تولية رئيس وحكومة وبدء التصفية التدريجية للثورة بدستور واستفتاء وانتخابات جديدة وبقمع فكرى وسياسى وأمنى وبدمج قيادات ليبرالية ويسارية للمعارضة والثورة فى الحكم الجديد، فإننى أعتقد أن الطبقة تتجه بعيدا عن حكم الشخص (مبارك وعصابته)، والحكم العسكرى المباشر (طنطاوى ومجلسه العسكرى)، والحكم الدينى (مرسى وجماعته الإرهابية)، نحو نوع من الحكم الليبرالى العالم-الثالثى -الكَحْيان-.
وتبقى مسألة السيطرة الفعلية للجيش. وأعتقد أن من الضرورى لفهم هذه المسألة الدقيقة أن ندرك أن السلطة التنفيذية، ومن مؤسساتها الرئيسية الجيش، هى السلطة الحاسمة بين السلطات الثلاث، وبالتالى فإنه لا سبيل إلى التخلص من الدور الرئيسى للجيش فى حكم أمريكا أو فرنسا أو مصر إلا عندما يتحقق الحلم البعيد جدا، حلم مجتمع بلا طبقات فلا يحتاج بالتالى إلى الدولة أو الجيش. وعدم فهم هذه القوانين النظرية يُوقعنا فى التصور الخاطئ لبلد لا يشارك الجيش فى حكمه بقوة، مع أن الجيش لن ينقرض إلا عند انقراض الدولة. والحقيقة أن التخلص من الفاشية الهتلرية أو الإخوانية ممكن وواجب، أما مقاومة المستويات القصوى والمرتفعة من الاستغلال والاستبداد للدولة وجيشها فإنها ممكنة وواجبة، غير أن التخلص من الدولة والجيش لن يكون إلا فى مجتمع لاطبقى، إلا فى مجتمع شيوعى.
ويقود أىّ فصل أناركى للدولة عن أصلها الطبقى إلى التركيز على الدولة والجيش والشرطة بصورة تبتعد بنا عن التركيز على ماهو اجتماعى وسياسى. وقد انحرفت الثورة الشعبية فى مصر عن طريقها الثورى فتمادت وما تزال تتمادى فى المشاركة فى إستراتيجية تصفية الثورة بالدساتير والانتخابات المتكررة، بدلا من مقاطعتها والتركيز على البديل وهو الفعل الثورى الإضرابى، وتخصصت فى إسقاط حاكم تلو حاكم مع أن إسقاط كلٍّ من مبارك و مرسى كان ضربة معلم بينما كان إسقاط طنطاوى للمجيئ بالحكم الإخوانى السلفى ضربة طائشة و-خيبة بالويبة-. وهكذا لم تركز الثورة على أهدافها التى يمكن تلخيصها فى عبارة واحدة هى الديمقراطية الشعبية من أسفل.


94 - تعليق على تعليقين للأستاذين مصطفى متولى ومراقب
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 27 - 19:32 )
القسم الرابع من التعليق
وقاد إلى هذا الانحراف المتواصل عاملان: عامل عملى هو النجاح المدوى بإسقاط رئيس الدولة فى 18 يوما وهذا ما جعل الثورة تنظر طول الوقت إلى أعلى، إلى السلطة ومؤسساتها، بدلا من أن تنظر إلى أسفل، إلى ضرورة العمل على تحقيق الديمقراطية الشعبية من أسفل. وتمثَّلَ العامل النظرى فى تصور قيادات بدون نظرية ثورية أنه يوجد شيء من قبيل الديمقراطية فى صميم بنية الدولة مع أن هذا مستحيل. ولهذا شرعت قوى الثورة فى المشاركة فى بناء المؤسسات الجديدة للدولة متصورة أنها تبنى مؤسسات ديمقراطية، وكانت النتيجة -خيبة بالويبة- لا تقل عن دستور إخوانى سلفى، ومجلس شعب إخوانى سلفى، ومجلس شورى إخوانى سلفى، ورئيس جمهورية إخوانى، ومجموعة من القوانين والقرارات والإعلانات الدستورية والتوظيفات فى سياق الأخونة السريعة للدولة والمجتمع.
ومن الجلى أن كل هذه التصورات والإخفاقات الناتجة عنها تنبع من منبع واحد: غياب مفهوم علمى للثورة، وغياب التمييز العلمى الواضح بين الثورة الاجتماعية والثورة السياسية، وغياب فهم السياق التاريخى المتباين للثورات وتأثره الحاسم عليها.
والباقى تفاصيل. فكما تحولنا أيام الدستور إلى فقهاء دستوريِّين دون علم دستورى، نتحول الآن فى أيام المواجهة المسلحة أو الحرب الأهلية الخاطفة إلى چنرالات دون علم عسكرى، فصرنا نقدم تصورات جريئة عن بدائل فض الاعتصامات لتقليل الخسائر بدلا من المذابح والمجازر والدموية، رغم أن القضية كانت مواجهة الأخونة الشاملة شعبيا وعسكريا أو عدم مواجهتها. وكان خيار عدم المواجهة يعنى حكم الإخوان المسلمين على مدى عقود قادمة أو حربا أهلية كبرى بدلا من هذه الخاطفة. وكان خيار عدم المواجهة يعنى إنقاذ البلاد من الأخونة ومن الحرب الأهلية. ولا تكون المواجهة إلا كما رأينا.
أما قول بيان الاشتراكيِّين الثوريِّين : -إذا كان الإخوان المسلمون يشكلون خطرًا بقدر معين، فإن مؤسسات الدولة التى تحتكر وسائل العنف تشكل أضعاف أضعاف هذا الخطر على الثورة مع عودة الدولة القمعية الشرسة-، فإنه كلام غريب حقا، قد يكون معناه عدم مواجهة الإخوان. والفاشية الإخوانية، كالفاشية الهتلرية، خطر كبير مباشر ينبغى التخلص منه متى ظهر واكتملت الاستعدادات للمواجهة وإنْ كان خطرا طارئا، أما النظام الرأسمالى التابع الذى صار رجعيا وخطرا على مستقبلنا فإنه ليس طارئا بل هو تاريخى وإستراتيچى ولا مناص من النضال ضده حتى النهاية، غير أن دولته تعتمد سياسة التصفية التدريجية للثورة على حين أن السياسة الإخوانية تمثل أقصر طريق إلى الحرب الأهلية التى تغرقنا، لا قدَّر الله، فى بحار من الدم والدموع.


95 - رد على الأستاذ محمد بكر
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 29 - 01:55 )
نظرا لطول الرد كان لا مناص من تقسيمه إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول
يسعدنى هذا السؤال للغاية لأن الرد يمكن أن يلقى الضوء على فكرة التطور الفكرى من خلال التفاعل مع
تطورات ثورة لرؤية محلِّل سياسى. وفيما يتعلق بى فقد تبلورت وتطورت وتعدلت مفاهيم الثورة والديمقراطية والدولة وغيرها، ولم يكن هذا ليكون ممكنا دون التخلَّى الكامل عن أىّ نظرة أرثوذكسية إلى الماركسية وإنتاج مؤسسيها وكبار مفكريها رغم إيمانى الكامل بالماركسية وتفاعلى المتواصل مع إنتاج مؤسسيها ومفكريها وتعلُّمى المستمر من هذا الإنتاج.
ولعل هذا أن يكون تنبيها كافيا إلى نوعين من الماركسيين: نوع أرثوذكسى يقدِّس كل فكرة أو مفهوم عند ماركس أو لينين رغم أن أفضل المفكرين الماركسيِّين ومنهم المؤسسون وعلى رأسهم ماركس لم يكونوا أرثوذكسيِّين بل كانوا يطورون أفكارهم ومفاهيمهم بصورة متواصلة. والنوع الثانى قد يتخلى عن أفكار أو مواقف ولكنه يتجاهل أنه كان يتبناها وهكذا يقدس شخصه بتنزيه نفسه عن الخطأ وليس فكره بتطويره فيُخفى وجهه بدون براعة وينتقل إلى أفكار أخرى قد تجد نفس المصير.
والمهم أن هذين النوعين من الماركسيِّين يعجزان عن تطوير أفكارهم للتحول إلى كتاب ومحلِّين سياسيِّين حقيقيِّين. ذلك أنه يُعيقهم عدم اجتهادهم نتيجة الإيمان الدينى بالماركسية والتعامل معها وكأنها مجموعة من النصوص المقدسة ونتيجة لحقيقة أن آلية تجاهُل المرء لأفكاره ومواقفه تحرمه من الاهتمام الواضح الصريح والمعلن بمحطات تطوره الفكرى: من أين جاءته فكرة بعينها وكيف اكتشف عيوبها وأىّ قراءات ساعدته فى ذلك. ومن صميم طبيعة هذه الآلية أنها تُخفى عن المرء نقاط القوة والضعف فى تفكيره. وتكون الطامة الكبرى عند اجتماع هذين النوعين فى شخص واحد.
وعلى سبيل المثال، كنتُ أعتقد ذات يوم أن الاتحاد السوفييتى بلد اشتراكى، وأن التحريفية تهدد بإعادته إلى الرأسمالية، وأنه لن ينقذ اشتراكيته سوى ثورة ثقافية (الخط الماوى)، إلى جانب أفكار كثيرة أخرى فى غاية الأهمية عن قضايا مصر. وعندما أقنعتنى قراءات شتى أن النظام السوفييتى هو نظام رأسمالية الدولة (بتلهايم، دوب، مدرسة فرانكفورت، تونى كليف) أعلنتُ منذ بدايات الثمانينات أن موقفى كان كذا فصار كذا.
وتفاديا للإطالة أعود إلى تغيُّرات فى تفكيرى من خلال التفاعل مع الثورة.
مفهوم الثورة: فى فترة ما قبل ثورة يناير بأعوام (منذ 1996)، بدأتْ بقراءتى لكتاب ألكسى دو توكفيل -النظام القديم والثورة-، وانتهتْ إلى ترجمته ونشره بعنوان -النظام القديم والثورة الفرنسية- (2010)، لم أنتبه مطلقا إلى ضرورة التمييز بين الثورة الاجتماعية والثورة السياسية، والتمييز بين سياقين تاريخيين عامين مختلفين تماما للثورة السياسية فى التاريخ الحديث والمعاصر. وكانت صورة عاصفة من ثورة الجماهير الشعبية هى التى تداعب حلمى وخيالى ومشاعرى عندما أفكر فى الثورة فى مستقبل كان يبدو قريبا أحيانا وبعيدا جدا أحيانا أخرى. لم أكن أجهل نظرية ماركس عن الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية، أىْ الثورة الاجتماعية كما أسميها الآن، وهى الثورة التى تنقل المجتمع من نظام اجتماعى إلى نظام اجتماعى آخر، ولم أكن أجهل الثورة السياسية، وهى الثورة التى تنقل السلطة من طبقة إلى أخرى. وفى معرض حديثه عن -عملية تحويل أسلوب الإنتاج الإقطاعىّ إلى أسلوب إنتاج رأسمالىّ-، يقول ماركس: -العنف داية كل مجتمع قديم حامل بمجتمع جديد. وهو ذاته قوة اقتصادية-. ومن الجلىّ أن المقصود بالعنف هنا هو الثورة السياسية، كما نقرأ، نقلا عن أعمال ماركس و إنجلس الكاملة: -كل ثورة تلغى المجتمع القديم [...] ثورة اجتماعية، وكل ثورة تلغى السلطة القديمة [...] ثورة سياسية-.
هنا إذن، عند ماركس، تمييز واضح بين الثورة الاجتماعية والثورة السياسية. غير أن الالتباس يظهر عند دمج مفهوم الثورة الاجتماعية ومفهوم الثورة السياسية عند تناوُل حدث تاريخى كبير بعينه. ويجرى النظر على سبيل المثال إلى ثورة 1789 الفرنسية وثورة 1917 البلشفية على أن كل واحدة منهما ثورة اجتماعية. ونجد فى ثورة 1789 وكذلك فى ثورة 1917 عاصفة سياسية كبرى. وهى، فى حالة فرنسا، عاصفة جماهيرية كبرى نقلت السلطة السياسية من الملك إلى قيادة الثورة وهى الطبقة الرأسمالية. وهى، فى حالة روسيا، عاصفة سياسية حزبية بلشفية منظمة أداتها الانتفاضة المسلحة انتزعت السلطة من كيرينسكى ونقلتها إلى البلاشفة. وهذه العاصفة هى الثورة السياسية فى الحالتين، على حين أن الثورة الاجتماعية هى التطورات الاجتماعية-السياسية التى سبقت الثورة السياسية وتلتْها.


96 - رد على الأستاذ محمد بكر
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 29 - 01:59 )
القسم الثانى
وكانت فترة قراءتى، وبالأخص تجربة ترجمتى، لكتاب توكفيل هى التى أرشدتنى إلى التمييز الضرورى بين الثورة الاجتماعية والثورة السياسية. وكتاب توكفيل لا يقف طويلا عند هذه النقطة ولا يستعمل هذه المصطلحات، بل يقول ببساطة إن الثورة ثورتان، ويقول ما مؤداه أن الثورة -الحقيقية- هى التطور الاجتماعى الاقتصادى الفكرى الذى سبق 1789 واستمر بعدها، ويؤكد أن مسيرة الثورة الحقيقية كانت ستحدث حتى إذا لم تحدث ثورة 1789. وكان علىَّ أن أصقل وأطور هاتين الفكرتين. وعلى هذا، كانت الثورة الفرنسية ثورة سياسية سبقتها ثورة اجتماعية غيرت المجتمع الفرنسى إلى مجتمع رأسمالى انتقالى وتلتْها فغيرته إلى مجتمع رأسمالى ناضج، وكانت الثورة الروسية، بدورها، ثورة سياسية سبقتها ثورة اجتماعية غيرت المجتمع الروسى إلى مجتمع رأسمالى انتقالى وتلتْها فغيرته إلى مجتمع رأسمالى ناضج، فى شكل رأسمالية الدولة على العكس من البرنامج البلشفى الذى كان يهدف إلى تحويل روسيا إلى مجتمع اشتراكى تمهيدا للشيوعية.
والحقيقة أن عاصفة الثورة السياسية لا تأتى من فراغ. ويمكن التمييز بين نمطين كبيرين: نمط يأتى من احتدام الصراع الطبقى وتردِّى الأوضاع الاجتماعية-الاقتصادية لشعب فى نظام اجتماعى-اقتصادى مستقر بوصفه كذلك. وهذا هو نمط الثورة السياسية فى غياب ثورة اجتماعية، ولهذا تكون ثورة محدودة النتائج لأنها، طالت أم قصرت، لا تمسّ أسس النظام الاجتماعى الاقتصادى الأصلى القائم. وعلى سبيل المثال فإنه لم يكن بمستطاع حرب الفلاحين فى ألمانيا فى القرن السادس عشر (1524-1525)، فى ظل الإقطاع، أن تنجح فى إلغاء القنانة أو الإقطاع. كذلك لم يكن بمستطاع ثورة 1968 الشبابية، فى ظل الرأسمالية المتقدمة المستقرة إلا أن تكون محدودة النتائج. وينطبق الشيء ذاته على الثورات السياسية الشعبية فى العالم الثالث، حيث الرأسمالية التابعة المستقرة بوصفها كذلك، فليس بمستطاعها إلا أن تكون محدودة النتائج. وغياب الثورة الاجتماعية كسياق تاريخى للثورة السياسية يعنى أنه لم تسبق هذه الأخيرة تطورات اجتماعية-اقتصادية رأسمالية جذرية فى حالة ثورات بلدان الرأسمالية التابعة.
وفى مقدمتى لترجمتى لكتاب توكفيل المنشور قبل الثورة (2010) بدأت تظهر استفادتى غير أن التفاعل مع الثورة وتأمل احتمالات تطورها كان لهما أعمق تأثير فى الفهم النظرى لهذا التمييز وفى تطبيق المباشر لهذا الفهم على ثورتنا المصرية والثورات العربية، مع امتداد هذا التصور إلى ثوراتنا السابقة.
وقد يقول قائل إن هذا التصور يمكن أن يقود إلى التشاؤم. غير إدراك ثورة لحدودها بوضوح هو الأساس المتين للتركيز، قبل أن يفوت الأوان، على العمل على تحقيق أهداف الثورة التى تتمثل فى الديمقراطية الشعبية من أسفل. ولن تنفتح آفاق استثنائية ممكنة نحو التصنيع والتحديث والتقدم والتحرر من التبعية إلا عند تحقيق هذا الهدف الكبير.
ونبعتْ من هذه الرؤية أفكار كثيرة منها أن القوى الشعبية لا تحكم بعد الثورة السياسية ويتمثل الاستثناء فى ثورة أكتوبر والثورة الصينية والثورات الفييتنامية والكورية والكوبية وبعض ثورات أوروپا الشرقية والجنوبية وقد ارتبطت كلها بثورات أو انتفاضات مسلحة.


97 - رد على الأستاذ محمد بكر
خليل كلفت ( 2013 / 8 / 29 - 02:15 )
القسم الثالث
أما الديمقراطية الشعبية من أسفل فلم تتبلور عندى بهذه الصياغة إلا من خلال التفاعل مع الثورة رغم أن الديمقراطية من أسفل ليست تعبيرا غريبا على الكتابات السياسية. وقد شرحتُ هذا المفهوم المهم غير مرة. ولأن الثورة المضادة تحتفظ، كقاعدة بعد الثورات السياسية، بسلطتها واقتصادها وحكمها وديكتاتوريتها من أعلى، فإن الأمل هو أن تحقق قوى الثورة الشعبية، التى لن تحكم بعد الثورة، هذه الديمقراطية الشعبية من أسفل، فهى كما وصفتها فى بعض المقالات الثمرة الحلوة الوحيدة التى تخرج بها الشعوب من ثوراتها. وكنت قد قلت فى مقال مبكر بتاريخ 20 أپريل 2011 بعنوان -ثورة 25 يناير 2011: أمل مراوغ وأخطار كبرى-: -لسنا بالضرورة أمام انتصار كامل للثورة أو الثورة المضادة. ويتوقف كل شيء على المسار الفعلى لهذين العاملين الكبيرين فى الفترة القادمة-. وكان ذلك أول مقال أشرتُ فيه إلى -الديمقراطية الشعبية من أسفل-.
ويمكن أن تكون هذه الديكتاتورية الرأسمالية من أعلى، فى كل الأحوال، وهذه الديمقراطية الشعبية من أسفل، فى حالة التركيز على تحقيقه، المصير الذى سينتهى إليه الصراع بين الثورة والثورة المضادة، أىْ بين الشعب والنظام. وهكذا سيكون النظام اللاحق لهذا الصراع وسيكون الشيء الرائع فيه هو تحقيق الديمقراطية الشعبية من أسفل فى حالة التركيز على تحقيقه، ثم النضال من أجل ترسيخه وتطويره وحمايته رغم جبال التحديات دون ذلك فى ثورات العالم الثالث، وإلا فستكون العودة إلى نظام أسوأ من النظام السابق للثورة. وينبغى أن ندرك جيدا أن صراع الديكتاتورية الرأسمالية من أعلى والديمقراطية الشعبية من أسفل هو قانون البلد الرأسمالى المتقدم أما فى البلد الرأسمالى التابع فإن الديمقراطية الشعبية من أسفل غير مضمونة التحقيق أو البقاء طويلا.
وهنا لا يفوتنى أن أشير إلى أن النظام الذى ينبغى أن نعمل على تحقيقه يتمثل فى الجمهورية الپرلمانية الديمقراطية، والجمهورية الپرلمانية معروفة وهى ضد الجمهورية الرئاسية، ولكنْ ما معنى الديمقراطية هنا، ما دام من المستحيل أن تكون الديمقراطية فى صميم بنية الدولة الرأسمالية؟ المقصود هنا الديمقراطية الشعبية من أسفل، فالجمهورية الپرلمانية الديمقراطية، بدورها، ديكتاتورية رأسمالية من أعلى، وهى ديكتاتورية عسكرية وپوليسية، فلا تكون من مكوِّناتها ديمقراطية إلا بهذا المعنى.
ولم تتبلور عندى هذه الفكرة عن الجمهورية الپرلمانية الديمقراطية، رغم تأييدى لها منذ عقود، إلا فى سياق التفاعل مع الثورة.
وتبلورتْ فى هذا السياق أيضا مفاهيم تتعلق بالدولة وبالأخص فكرة اليد الطولى للسلطة التنفيذية وطغيانها على السلطتين الأخريَيْن. والسؤال هو: متى يكون هناك استقلال نسبى، ضمن الوحدة، للسلطتين التشريعية والقضائية؟ وقد وجدتُ أن هذا الاستقلال النسبى للتشريعية والقضائية لا يتحقق إلا فى حالة وجود قوتين متصارعتين داخل الطبقة الرأسمالية الكبيرة الحاكمة. ولكنْ: كيف ولماذا توجد فى بلدان متقدمة عديدة وكذلك فى قليل من البلدان التابعة قوتان متصارعتان داخل الطبقة الحاكمة فلا تكون السلطة التنفيذية القوة الساحقة المسيطرة، المتغولة على السلطتين الأخريَيْن؟ وقد شرحت فى بعض مقالاتى آلية نشوء هاتين القوتين المتصارعتين بطريقة مختلفة فى كل من البلدان الرأسمالية المتقدمة وقليل من البلدان الرأسمالية التابعة.
وكانت هذه الأفكار والمفاهيم ومختلف مقتضياتها المترابطة الأساس النظرى لكتاباتى عن الثورة.
ومن ناحية أخرى تغيرتْ آرائى التى عبرتُ عنها فى كتاباتى عن الثورة غير مرة وقد أشرت إلى بعضها وسوف أشير إلى الكثير منها فى مقدمة قادمة أو فى مقال مستقل، فمناقشة الأخطاء مهمة لأنها تكشف عن خلفياتها ولأننا نتعلم منها، ليس بيننا وبين أنفسنا، بل أمام الجميع.


98 - ملاحظات ختامية
خليل كلفت ( 2013 / 9 / 1 - 03:45 )
ملاحظات ختامية حول بعض المفاهيم
القسم الأول
لم تَعُدْ ترد تعليقات جديدة منذ أيام على موضوع الحوار، وقد يكون هذا بحكم أحداث مصر وسوريا إنْ لم يكن بدافع الملل. وقد دار حوار جيد، فيما أظن. ومع أن الحوار سيظل مفتوحا على مدى يوم آخر أو يومين، فربما كان من المناسب أن نخرج منه ببعض الملاحظات:
1: طبيعة الثورات العربية الجارية: هى بالطبع ثورات شعبية كبرى، ولكنْ ما هى آفاق أو حدود نتائجها المحتملة؟ ويتوقف هذا بالطبع على طبيعة هذه الثورة/الثورات؛ ثورات اجتماعية أم ثورات سياسية؟ وكيف تكون ثورات اجتماعية ما دامت غير مرشحة لنقل المجتمع من نظام اجتماعى-اقتصادى إلى آخر؟ مثلا من الإقطاع إلى الرأسمالية، أو من الرأسمالية إلى الاشتراكية؟ ثم كيف تكون ثورات سياسية ما دامت غير مرشحة لنقل السلطة من طبقة اجتماعية تنتمى إلى نظام اجتماعى-اقتصادى إلى طبقة اجتماعية أخرى تنتمى إلى نظام اجتماعى-اقتصادى آخر؟ وما هو السياق التاريخى لهذه الثورات؟ وإذا كانت الثورة تعنى تغييرا جذريا فكيف تكون هذه التطورات ثورات فى غياب آفاق حقيقية لتغييرات جذرية؟ أعتقد أن هذه أسئلة أوْلَى بالاهتمام والبحث عن إجابات لها بدلا من تضييع الوقت حول أسئلة من نوع: هل هى ثورة أم انتفاضة؟ وأرجو أن يسمح لى القارئات والقراء بالوقوف عند مفهوم الثورة لأنه يمثل أساس بحث هذه الأسئلة.
2: مفهوم الثورة: من الجلى أن التطورات الفعلية خلال أكثر من عامين ونصف، أىْ منذ تفجُّر الثورة فى تونس، صارت تثير شكوكا قوية حول التوقعات الحماسية المتفائلة الأولى ليحلّ محلها، إلى حد كبير، التشاؤل حينا والتشاؤم حينا آخر. ويقتضى هذا، قبل كل شيء، بحث مفهوم الثورة: فما هى الثورة؟ والثورة ببساطة هى التغيير. على أن التغيير/التغيُّر الدائم المتواصل بلا توقف هو سمة الكون والمجتمع فلا معنى لأن نلقِّب كل تغيير فى كل لحظة بأنه ثورة. ويسمِّى العلم بالثورة الاجتماعية، أو الثورة ببساطة، كل تغيير جذرى شامل فى نظام اجتماعى-اقتصادى بعينه. وعدد الثورات بهذا المعنى قليل معدود فى كل بلد غير أن الثورات كتطورات أو بالأحرى كعمليات تطورية كثيرة جدا بحكم كثرة البلدان أو المناطق التى تحدث وتتكرر فيها نفس هذه الثورات القليلة العدد. وإذا كانت الثورات المعنية هى الثورات العبودية والإقطاعية والرأسمالية والشيوعية، المحدودة العدد، رغم تعقيد وتنوُّع عملياتها، وبصرف النظر عن السبب فى قانونية عددها الصغير وهو يرجع على كل حال إلى أن الثورات ما دامت تغيرات جذرية لا يمكن إلا أن تكون على مسافات زمنية تُحسب بالقرون والألفيات، هناك ثورات حدثت أو قابلة للحدوث فى مختلف البلدان والمناطق فى العالم وطوال التاريخ السابق وفى المستقبل.
3: التغيير/التغيُّر فى المجتمع: لن نقف هنا عند المسألة الفلسفية المتعلقة بمحرِّك التغير، أىْ بالسبب وراء التغير الدائم بصورة عامة فى الكون والمجتمع وفى كل شيء؛ وسنركِّز بإيجاز على سبب التغيير/التغيُّر فى المجتمع. ونعلم أن العمل هو الذى يصنع الإنسان إذْ يحوِّله من مرحلة القردة العليا إلى مرحلة الإنسان. والعمل هو الذى ينتج للإنسان مأكله وملبسه ومسكنه ووعيه التقنى والفكرى والاجتماعى. وينطوى العمل فى صميم تكوينه الجوهرى على آليات تطوير/تطوُّر تقنيته وإنتاجيته. وبالطبع فإن كل مستوى يتحقق فى العمل وإنتاجية العمل يفتح الباب مباشرة وفى نفس اللحظة أمام مستوى لاحق من زيادة خبرة العمل والتقنية وبالتالى إنتاجية العمل. وتتراكم التغيُّرات الصغيرة الجزئية لحظة لحظة، ويوما يوما، مؤدية على طريقة هيجل، على مسافات زمنية كبيرة، إلى تغيرات جذرية نوعية هى الثورة، فى المجتمع فنسميها ثورة اجتماعية، أو فى التقنية فتكون ثورة تقنية، أو فى الفكر فتكون ثورة فكرية، والحقيقة أن هذه الجوانب مترابطة وتسير يدا فى يد، كاتجاه عام للتطور والتغيير، ذلك أن الوجود الاجتماعى والوعى الاجتماعى يسيران يدا فى يد، ويصنعان بعضهما البعض، دون أسبقية زمنية لأحدهما على الآخر.


99 - ملاحظات ختامية
خليل كلفت ( 2013 / 9 / 1 - 03:47 )
القسم الثانى
4: تطوُّر المجتمع المشاعى القديم إلى المجتمع الطبقى العبودى: نلتقى فى البداية، كشكل لنظام اجتماعى-اقتصادى، بالمشاعة البدائية التى انتشرت، بحكم الضرورة وليس بصورة عشوائية، فى كل مكان على وجه الأرض. وكانت المشاعة البدائية بدورها ثورة اجتماعية فى زمانها. وكانت إنتاجية العمل والخبرة التقنية والمعرفة التقنية ما تزال ضعيفة للغاية بحيث كانت الحياة الاقتصادية فى مستوى الكفاف. وكانت علاقة الاستغلال مستحيلة فلم يكن هناك فائض اقتصادى فردى أو اجتماعى متاحيْن للاستغلال الفردى أو الاجتماعى، وكان المجتمع لم ينقسم بعدُ إلى طبقات على أساس استغلال طبقة لأخرى. ولم يكن حتى استغلال فرد لآخر ممكنا بحكم إنتاجبة العمل المتدنية. ومع الزيادة التراكمية لاستغلال فرد لفرد أو مجموعة لمجموعة مع المزيد من تطور إنتاجية العمل بصورة تدريجية على مر القرون، بدأت وتطورت عملية الاستغلال الطبقى وأخذ ينشأ نظام اجتماعى طبقى فى طور التكوين متحولا إلى نظام طبقى انتقالى يواصل تقدمه ليصير نظاما اجتماعيا-اقتصاديا استغلاليا طبقيا ناضجا مستقرا. ولأن المجتمع المشاعى كان ينطوى بداخله على ما يسمى بالعبودية الكامنة فقد كان من المنطقى مع تطور إنتاجية العمل أن تتحقق العبودية بعد أن ظلت كامنة على مدى زمن طويل ممتد. وكانت تلك العبودية تتألف من أغراب وأجانب مجلوبين من خلال الحروب بين المشاعات البدائية غير أنها كانت عبودية كامنة لا تتحقق بحكم ضعف إنتاجية العمل واستحالة الاستغلال الفردى والطبقى. وكان تعريف إنجلس للعبودية يقوم على خصائص هذا النموذج الجريكو-رومانى. على أن العبودية لا تتخذ شكلا واحدا وحيدا. فهناك نموذج ما يسمى بنمط الإنتاج الآسيوى، ومن أبرز أمثلته النظام الفرعونى الذى يقوم على أساس ملكية الدولة كما فرضتها المشاريع العامة الكبرى للتعامل فى المحل الأول مع الأنهار الكبرى، بعيدا عن طبقة ملاك العبيد كملكية خاصة. ولهذا تحدَّث ماركس و إنجلس عن العبودية المعممة كشكل آخر للعبودية أسبق على شكلها الجريكو-رومانى. ولهذا صار من الضرورى إعادة تحديد سمات وخصائص نمط الإنتاج العبودى ليتسع مشتملا على، ومنطلقا من، سمات وخصائص أقدم المجتمعات الطبقية.
5: الثورة العبودية: رغم أن النظام العبودى يمثل الحالة القصوى لاضطهاد وامتلاك واستعباد البشر، بوصفهم عبيدا، من جانب الملاك الأفراد أو الدولة فإنه محصلة ثورة اجتماعية كبرى هى الثورة العبودية التى انتقلت البشرية بفضلها إلى مرحلة متقدمة بصورة جذرية بعد المرحلة المشاعية. وكانت الحضارات الكبرى فى العصور القديمة محصلة لعملية ثورية تدريجية طويلة بطيئة هى العبودية بشكليها الآسيوى والقديم، التى حققت نظاما استغلاليا غاية فى البشاعة لكنه كان، فى الوقت نفسه، قفزة اجتماعية تقدمية كبرى إلى الأمام بثقافتها المادية والروحية، بإنتاجية عمل أعلى وبنشأة وتطور وازدهار الفلسفة والعلوم والفنون. والثورة التى شهدتها المجتمعات المشاعية القديمة فصنعت تطورها وصنعت السياق التاريخى لتطورها إلى النظام العبودى هى الثورة الاجتماعية العبودية البطيئة التدريجية التى استغرقت قرونا فى مكان وقرونا فى مكان آخر.
6: القوانين التقنية التصاعدية والثورة: وككل ثورة، كانت الثورة العبودية، بعمليات تكوينها وبالنظام الناشئ عنها، تجمع بين اللحظتين المنطقيتين فى تطور الثورات: اللحظة التقنية المتواصلة التطور واللحظة الاجتماعية المتمثلة فى النشأة التدريجية للطبقات وتطور الصراع بينها وبالتالى انقسام المجتمع إلى طبقات. والعلاقة بين هذين الجانبين: الجانب التقنى بطابعه التصاعدى والجانب الاجتماعى المطبوع بطابع تعارض وصراع طبقات المجتمع علاقة تأثير متبادل طوال المسيرة الطويلة المتمثلة فى الثورة وطوال النظام الاجتماعى الجديد، العبودى. ولأسباب متنوعة للغاية يتطور، بالتدريج أثناء الثورة، التمايز الاجتماعى-الاقتصادى الذى يؤدى بصورة متزايدة إلى نشوء ثروات فى أيدى القلة التى تتحول إلى طبقة مستغلة من ملاك العبيد لا تكتفى بتحقيق العبودية الكامنة أصلا بل توسّع العبودية بالحرب وتجارة العبيد واستعباد المدينين. والحقيقة أن كل الثورات الاجتماعية تماثل الثورة العبودية فى جانب كونها عملية طويلة تدريجية تجمع بين القوانين التقنية التصاعدية والتمايز الاجتماعى الطبقى المتزايد. ونظرا لأن الإنتاج العبودى بحكم الوسائل القاسية للاستغلال بهدف السيطرة على العبيد الذين يشكلون قوة مدمرة، فإن القوانين التقنية التصاعدية لا تقوم هنا بعملها التقدمى الذى من شأنه تطوير إنتاجية العمل والتمايز الطبقى. وبهذا يكون التطور التقنى والطبقى من داخل نظام استغلال العبيد أمام آفاق منغلقة. ولهذا تنطلق الثورة الاجتماعية الطويلة البطيئة التدريجية أىْ الثورة الإقطاعية المؤدية إلى النظام الإقطاعى من خارج العمل العبودى، من عمل الفلاحين الأحرار الذين لهم مصلحة مباشرة بديهية فى تطوير قدرتهم التقنية وإنتاجية عملهم.


100 - ملاحظات ختامية
خليل كلفت ( 2013 / 9 / 1 - 03:48 )
القسم الثالث
7: الثورة الاجتماعية والثورة السياسية: وبدلا من الإطالة، وتفاديا لتكرار ما سبق قوله فى مناسبات سابقة، نكتفى بتأكيد أن عمليات الثورة الرأسمالية تجرى بنفس الطريقة: نشأة الأشكال الأولى للإنتاج الرأسمالى فى قلب الإقطاع بفعل التأثير المتبادل بين جانب القوانين التقنية التصاعدية وجانب التطور الاجتماعى الطبقى. وتتواصل عملية التحول هذه قرونا فى النماذج الأصلية للثورة الاجتماعية الرأسمالية وفترات أقل فى نماذج لاحقة. وهذه هى الثورة الاجتماعية أو الثورة ببساطة. وبعيدا عن التصورات غير العلمية التى تنظر إلى العواصف الثورية الجماهيرية المفاجئة على أنها هى الثورة أو الثورة الاجتماعية فإن هذه العواصف مهما كانت قوتها لا تعدو أن تكون ثورة سياسية، وبشرط مجيئها فى السياق التاريخى للثورة الاجتماعية التى تكون قد خلقت طبقات اجتماعية جديدة بقيادة الطبقة الرأسمالية وبالتالى انتزاع هذه الطبقة للسلطة السياسية من أيدى الحكام غير الرأسماليِّين للنظام القديم. وعندما تهبّ هذه العاصفة الثورية التى يمكن أن تستغرق موجاتها الأولى أىْ الثورة السياسة فى مرحلة من مراحل تطور الثورة الاجتماعية الرأسمالية فإنها لا تكون ثورة ضد النظام الإقطاعى الذى يكون قد زال قبل هذه الثورة السياسية بل تكون، من جانب، ثورة لانتزاع الطبقة الرأسمالية لسلطة الدولة من حكام النظام القديم وبقايا الإقطاع، وتكون، من جانب آخر، ثورة للطبقات الكادحة الجديدة والفقيرة ضد استغلال النظام الرأسمالى الجديد الناشئ فى سبيل حقوقها وحرياتها التى يمكن تلخيصها فى عبارة الديمقراطية الشعبية من أسفل، أو الديمقراطية الشعبية، أو الديمقراطية من أسفل، أو الديمقراطية بكل بساطة، فلا فرق بينها فى الحقيقة. وهكذا تنطوى الثورة السياسية على ثورتين -سياسيتين-: ثورة سياسية بامتياز من جانب الطبقة الرأسمالية ضد السلطة السياسية القائمة لانتزاعها، وثورة -سياسية- من جانب الطبقات الشعبية الجديدة الناشئة ضد السلطة القديمة وضد استغلال النظام الرأسمالى الجديد، فى آن معا. على أن الثورة الاجتماعية الرأسمالية تتواصل إلى أن ينضج النظام الرأسمالى كنظام.
8: الثورة عملية كبرى من لحظتين: يميز أليكسى دو توكفيل بين النظام القديم وثورة 1789 قائلا ما مؤداه أن الثورة ثورتان؛ مؤكدا أن الثورة الحقيقية والأهم هى النظام القديم ذاته، ويعنى به النظام الرأسمالى الانتقالى الذى نشأ وتطور قبل 1789 بأكثر من مائة سنة، وهو المقصود هنا بالثورة الاجتماعية. ويقول توكفيل أيضا إنه لو لم تحدث ثورة 1789، وهى الثورة السياسية، كان النظام القديم سيواصل تقدمه صوب اكتمال الحضارة الرأسمالية. ويقول بعد ستين عاما من تلك الثورة السياسية إن الثورة مستمرة. وأعتقد أن ما كان يعنيه هو أن الثورة الاجتماعية الرأسمالية، أىْ النظام القديم، وليس ثورة 1789 السياسية، هى المستمرة. وعلى أساس هاتين الفكرتين التوكفيليتين، وعلى أساس الفهم الماركسى للانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية، يمكن القول إن الثورة الاجتماعية عملية تراكمية طويلة واحدة وإن انتقال السلطة السياسية، ضمن مجموعة كبيرة من تغيرات البنية الفوقية، فى سياق الثورة الاجتماعية تتخذ أحد شكلين: الثورة السياسية العاصفة المفاجئة (فرنسا على سبيل المثال) أو الثورة السياسية التدريجية (الياپان على وجه الخصوص). ومن ناحية أخرى فإن الثورة السياسية العاصفة المفاجئة يمكن أن تتخذ شكل الثورة الجماهيرية (فرنسا)، أو شكل الانتفاضة المسلحة (ثورة أكتوبر البلشفية)، أو شكل الحرب الثورية الممتدة (الصين). وبالتالى فإنه يمكن القول أيضا إن الثورة السياسية العاصفة جانب أو لحظة، بالمعنى الهيجلى، وليس بالمعنى الزمنى، فى سياق الثورة أىْ الثورة الاجتماعية. ومن المحتمل بالطبع أن تقع فى هذا السياق التاريخى ثورات سياسية متعددة.
9: غياب سياق الثورة الاجتماعية فى التطور الرأسمالى التابع: وفى غياب سياق الثورة الاجتماعية، بسبب غياب التطور الرأسمالى الحقيقى المترابط الحلقات قبل العاصفة الثورية المفاجئة، يمكن أن تتخذ العاصفة الثورية المفاجئة شكل الثورة الجماهيرية (ثورة 1919 وثورة 2011 فى مصر)، كما يمكن أن تتخذ شكل الانقلاب العسكرى (ثورة/انقلاب 1952 العسكرى فى مصر). ونتحدث عن غياب سياق الثورة الاجتماعية فى بلدان العالم الثالث مع أننا نعلم جيدا أنه حدث فى هذه البلدان، بصورة متفاوتة، تطور رأسمالى. فكيف نتحدث عن غياب سياق التحول الرأسمالى (سياق الثورة الاجتماعية) رغم وجود التحول الرأسمالى قبل العواصف الثورية الجماهيرية أو الانقلابية المفاجئة فى بلدان العالم الثالث؟ ولكن من الجلى أننا لا نتحدث عن أىّ تطور رأسمالى باعتباره تطورا رأسماليا حقيقيا أىْ ثورة اجتماعية. فالرأسمالية العالم-الثالثية رأسمالية تابعة بعيدا تماما عن تحقيق مقتضيات الثورة الصناعية ونتائجها.


101 - ملاحظات ختامية
خليل كلفت ( 2013 / 9 / 1 - 03:50 )
القسم الرابع
10: سياق الثورة الاجتماعية فى الثورات -السياسية- العالم-الثالثية: ونتحدث عن غياب سياق الثورة الاجتماعية فى بلدان العالم الثالث مع أننا نعلم جيدا أنه حدث فى هذه البلدان، بصورة متفاوتة، تطور رأسمالى. فكيف نتحدث عن غياب سياق التحول الرأسمالى (أىْ سياق الثورة الاجتماعية الرأسمالية) رغم وجود التحول الرأسمالى قبل العواصف الثورية الجماهيرية أو الانقلابية المفاجئة فى بلدان العالم الثالث؟ ولكن من الجلى أننا لا نتحدث عن أىّ تطور رأسمالى باعتباره تطورا رأسماليا حقيقيا أىْ ثورة اجتماعية. فالرأسمالية العالم-الثالثية رأسمالية تابعة متخلفة بعيدة تماما عن أن تكون رأسمالية قومية تتمحور حول صناعة حديثة متطورة تغذِّى تطور مختلف فروع الاقتصاد، كما تغذِّى تحديثا شاملا، وتفتح الباب أمام مجتمع حديث حقا ومتحرر من التبعية ومتمتع بالاستقلال الحقيقى. فهى رأسمالية تستمد أساس نشأتها وتسميتها من الرأسمالية العالمية فى مرحلة الإمپريالية فلا تمثل ثورة اجتماعية رأسمالية ولا تؤدى إليها.
11: الثورة -السياسية- العالم-الثالثية: كيف يمكن إذن وصف العواصف الثورية الجماهيرية أو الانقلابية المفاجئة فى بلدان العالم الثالث بأنها ثورات سياسية مع أنها لا تنقل السلطة السياسية من طبقة إلى طبقة؟ والحقيقة أن هذه العواصف الثورية يمكن أن تنقل السلطة بالفعل من طبقة إلى طبقة (مثلا من الطبقة الحاكمة حول أسرة محمد على قبل ثورة 1952 إلى الطبقة التى نشأت بعدها حول عبد الناصر، ومن الطبقة الشاهنشاهية إلى الطبقة التى تكونت فى أعقاب الثورة حول جمهورية إيران الإسلامية). غير أن المقصود بانتقال السلطة من طبقة إلى طبقة فى حالة الثورة السياسية فى سياق الثورة الاجتماعية الرأسمالية ليس انتقالها من طبقة تنتمى إلى نفس النظام الاجتماعى-الاقتصادى الذى تنتمى إليه الطبقة السابقة، كما حدث فى حالتىْ مصر وإيران؛ بل المقصود هو انتقال السلطة من طبقة تنتمى إلى نمط إنتاج سابق إلى طبقة تنتمى إلى نمط إنتاج جديد. على أن التاريخ يتخقق بأشكال بالغة التعقيد. ولم تنقل ثورة 1789 السياسية فى فرنسا السلطة من طبقة إقطاعية إلى طبقة رأسمالية، بل نقلتها من الملك المنتمى تاريخيا إلى الإقطاع مع أنه كان على رأس دولة نظام رأسمالى انتقالى فى إطار مركزة الملَكية المطلقة هو النظام القديم، كما سبق أن رأينا. ولا تبقى سوى تسمية ممكنة هى الثورة السياسية العالم-الثالثية، فمهما كانت هذه العواصف الجماهيرية الشعبية المفاجئة ثورة أو انتفاضة أو غير ذلك من تسميات، فالمقصود أنها تنتمى بوجه عام إلى الثورة السياسية بمعنًى عالم-ثالثى متواضع ما دامت تنقل السلطة بين طبقتين أو مجموعتين من الرأسمالية التابعة على كل حال.
12: : وعند تطبيق هذه المفاهيم على الثورة المصرية وغيرها من ثورات ما يسمى بالربيع العربى تغدو الإجابة ممكنة بوضوح أكبر على الأسئلة المطروحة أعلاه. ومن الجلى أننا إزاء ثورات -سياسية-. وهناك تصورات تقوم على الخلط بين الثورة الاجتماعية والإصلاحات الاجتماعية التى يمكن أن تُجريها ثورات سياسية أو حتى انقلابات عسكرية. وتتغذى هذه التصورات على الالتباس الذى يحيط بعلاقة الثورة السياسية والثورة الاجتماعية (اعتبار الثورة الفرنسية أو الثورة البلشفية ثورة اجتماعية مع أننا فى كل حالة منهما إزاء ثورة سياسية فى سياق ثورة اجتماعية رأسمالية فى الحالتين). وثوراتنا ليست مرشحة لنقل مجتمعاتنا من نظام اجتماعى-اقتصادى إلى آخر، ولا لنقل السلطة من طبقة اجتماعية تنتمى إلى نظام اجتماعى-اقتصادى إلى طبقة اجتماعية أخرى تنتمى إلى نظام اجتماعى-اقتصادى آخر. وهى غير مرشحة لإحداث تغييرات جذرية. وهنا فإن الطبيعة الديمقراطية لهذه الثورات، ومن الجلى أنها ليست ثورات اشتركية، تعنى أن الآفاق المفتوحة أمام هذه الثورات تتلخص فى الديمقراطية الشعبية من أسفل، باعتبارها خطوة كبرى فى مستويات معيشة الطبقة العاملة والطبقات الشعبية وحقوقها وحرياتها، وباعتبارها شرطا ضروريا فى حالة التركيز على تحقيقها ، والنجاح فى تحيقها رغم جبال التحديات دون ذلك، لتحقيق أهداف لاحقة يمكن أن تفتح آفاقا أرحب أمام التقدم والتحرر من التبعية الاستعمارية من سُبُل ليست القاعدة بل الاستثناء كما تؤكد تجارب أخرى فى العالم الثالث.


102 - أضافة على رأي الشخصي
فضيلة مرتضى ( 2013 / 9 / 1 - 12:30 )
احترامي للأستاذ الفاضل خليل كلفت وتحياتي
بداية اعتذر لتأخري في الرد بسبب وعكة صحية وبخصوص الموضوع انا معك في كل ماذكرته في تعليقك على رأي الشخصي بأنها ليست مؤامرة تفجير من قبل الثلاثي المخطط وانما مؤامرة أستغلال وتوظيف الحدث لصالحهم. وأما بالنسبة لتجاهلي عن الوضع الأقتصادي والسياسي والأجتماعي والثقافي للمنطقة العربية,انا ادرك جيدآ ولااتجاهل ذلك لأن هي أساسآ من صنع تلك الدول للسيطرة على بلدان العالم الثالث وذلك برعاية حكومات دكتاتورية متسلطة على رقاب الشعوب ونشر التخلف والفقر والغياب السياسي وتدميرالفكر وزرع الفتنة الطائفية والفوضى العارمة . وكلما ثار أي شعب من شعوب المنطقة على حكامها وعلى الأوضاع الغير طبيعية بأي شكل من الأشكال تجد تلك الدول تتسارع بالتخطيط والتكتيك لحفظ مصالحها وفق الضروف الحاصلة في المنطقة لان الخطر على مصالحها في المنطقة هاجز كبير . لان عالمنا اليوم تحكمة شركات كبرى وهي التي تقرر مصير المنطقة والسياسي هو أجير عند تلك الشركات وحتى الدول الكبرى ولايهمها سوى ألأرباح المهولة ولايهمه قتل وتشريد وجوع الناس . فعالمنا المتخلف اليوم بحاجة الى توعية كبيرة


103 - رد الى: فضيلة مرتضى
خليل كلفت ( 2013 / 9 / 1 - 12:45 )
سلامتك ألف سلامة لحضرتك أستاذة فضيلة
ونحن متفقان إذن على أنه توجد مؤامرة لتوظيف الثورات عند تفجُّرها
بعيدا عن فكرة مؤامرة تفجير ثورات الشعوب
فى العالم العربى أو فى أى مكان آخر


104 - ,, ثم اضحك ,,, او ,,, ابكى مع ولاة وحكام
اجمد ( 2013 / 9 / 2 - 10:06 )
الاستاذ كلفت
............ بما اننا تحمعنا النوبية وتفرقنا الحدود السياسية التى لا يد لنا فيها ..... وانت صاحب الخبرة والتجارب الطويلة .. لم تتطرق لمشكلات النوبين الا نادر وقليلا من خلال وقائع او احداث تخص النوبين ... لماذا لم تفرد اعمالا كامله وخاصه بهم ,,,؟؟؟؟, ولم تتطرق للواقع السودانى المتازم جدا ويمس النوبين وخاصة الاستلاب الثقافى لصالح اليقافه العربية الوافده ومحو الارث النوبى ...؟؟؟؟؟
............ شكرا ولى عوده


105 - ,, ثم اضحك ,,, او ,,, ابكى مع ولاة وحكام
اجمد ( 2013 / 9 / 2 - 10:06 )
الاستاذ كلفت
............ بما اننا تحمعنا النوبية وتفرقنا الحدود السياسية التى لا يد لنا فيها ..... وانت صاحب الخبرة والتجارب الطويلة .. لم تتطرق لمشكلات النوبين الا نادر وقليلا من خلال وقائع او احداث تخص النوبين ... لماذا لم تفرد اعمالا كامله وخاصه بهم ,,,؟؟؟؟, ولم تتطرق للواقع السودانى المتازم جدا ويمس النوبين وخاصة الاستلاب الثقافى لصالح اليقافه العربية الوافده ومحو الارث النوبى ...؟؟؟؟؟
............ شكرا ولى عوده


106 - ,, ثم اضحك ,,, او ,,, ابكى مع ولاة وحكام
اجمد ( 2013 / 9 / 2 - 10:06 )
الاستاذ كلفت
............ بما اننا تحمعنا النوبية وتفرقنا الحدود السياسية التى لا يد لنا فيها ..... وانت صاحب الخبرة والتجارب الطويلة .. لم تتطرق لمشكلات النوبين الا نادر وقليلا من خلال وقائع او احداث تخص النوبين ... لماذا لم تفرد اعمالا كامله وخاصه بهم ,,,؟؟؟؟, ولم تتطرق للواقع السودانى المتازم جدا ويمس النوبين وخاصة الاستلاب الثقافى لصالح اليقافه العربية الوافده ومحو الارث النوبى ...؟؟؟؟؟
............ شكرا ولى عوده

اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو