الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد السوريين بين مطرقة النظام وسندان القاعدة

بنكين مصطفى تمو

2013 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الكرد السوريين بين مطرقة النظام وسندان القاعدة
بنكين مصطفى تمو

لا يخفى على أحد بأن ما يدور من معارك بين المقاومة الكردية والدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام يستفيد منها النظام السوري وبعض الحاقدين من المعارضة المفندقة على الشعب الكردي السوري ، فجنّدوا تلك المجموعات تحت ذرائع دينية ولكن في الحقيقة و باعتراف من بعض الرموز الذين كانوا في الأمس القريب إحدى أركان النظام أن هذه المجاميع تابعة للنظام.
في إحدى التصريحات لفراس طلاس قال فيه بأن أبو محمد الجولاني هو نفسه اللواء علي مملوك وفق ما نشره على صفحته الشخصية (وفقا لما أوردته وكالة (نادي المراسلين) العالمية للأنباء كتب طلاس على صفحته الشخصية على الفيسبوك بأن اللواء السوري "علي مملوك” هو أبو محمد الجولاني أمير جبهة النصرة الإرهابية أما البغدادي فهو الجنرال قاسم سليماني(.
وفي تصريح لقناة العربية أكد اللواء سليم إدريس بأن الدولة الإسلامية في العراق والشام هم عملاء النظام وبقايا المخابرات العسكرية والجوية ويجب ملاحقتها على كافة الأراضي السورية . والمسألة هنا ليست مختصرة على فئة ما وإنما تختصر على الشعب الكردي بأكمله ، هذا الشعب الذي شارك في الثورة السورية تحت يافطة الحرية والكرامة منذ الأيام الأولى من الانتفاضة الشعبية سيما عندما يرجع بذاكراته للأمس القريب عندما كان يقمع من قبل النظام وبمساندة شعبية من الشعب السوري بملاحقة الكرد وزجهم في السجون في أحداث مؤامرة آذار.
وبالتزامن مع طرح مسودة الإدارة المؤقتة للمناطق الكردية بدأت الأيادي الخفية تروّج للمشروع الكردي بأنه مشروع يحاول تقسيم سوريا رغم وجود بند واضح وصريح بوحدة أراضي السورية وأصبح للكردي أربعة خيارات لمناقشة الطرف الآخر أولاً أنه جزء من الثورة السورية (ثورة الحرية والكرامة) ثانياً انه وطني وغير انفصالي ومحافظ على وحدة سوريا ثالثاً أنه مسلم ولا يحتاج إلى دروس في الإسلام رابعاً أنه صاحب قضية مشروعة وعانى الأمرّين من النظام واليوم يعاني من هجمة شرسة من قبل القوى الظلامية أمام صمت المعارضة المفندقة التي كشفت مدى شوفينيتها وإجحافها بحق الشعب الكردي السوري . سؤال يطرح نفسه، لماذا عندما أعلنت المجموعات الإسلامية المتطرفة إنشاء دولة أو إمارة إسلامية ، لم تقم الدنيا وتعقد وخاصاً من قبل الائتلاف وتوابعه !؟.. لم يتكلم أحد عن التقسيم، ولم نسمع تهديدات من الدول العربية والإقليمية وعندما يقوم النظام بتطهير الكثير من المناطق وذهب بعض المحللين السياسيين لطرح مشروع إنشاء دولة علوية حسب تحليلاتهم لم نسمع اصواتاً بقدر ما سمعنا تهويل تجاه إعلان الإدارة المؤقتة للمنطق الكردية !!!! .
عندما أعلن بعض الأحزاب الكردية السورية، عن مسودة تشكيل حكومة مؤقتة لملء الفراغ الذي تركه النظام في المنطقة وإدارة شؤون الشعب إلى حين تهدأ الأمور في سوريا و انتهاء الصراع، جن جنون كل الأطراف بدأً من المعارضة ومروراً ببعض الكتائب التابعة للجيش الحر و انتهاءاً بالدول الجوار فبدؤوا بحربهم تجاه الشعب الكردي المسالم وفرضوا الحصار وقطعوا المياه والأدوية وكل ما يخطر على بالك ربما أن جغرافية سوريا قد تغيرت بتنا نظن أن النظام وبشار الأسد يقطنان في المناطق الكردية . يبدو أن هناك محاولة من قبل طرفي الصراع اللعب بالورقة الكردية من أجل كسب الصراع في محافل الدولية وبالتحديد (جينيف 2) وذلك من خلال خلق الفتن بين القوى الظلامية المهاجمة وبين الشعب الكردي المدافع من خلال بعض التصريحات والمناورات العسكرية . فتصريحات المالكي ما هي إلا فتنة لكب الزيت على النار عندما دعا ( أكراد سوريا للابتعاد عن "المعارضين المتطرفين"محذراً من "مشروعاً طائفياً" يجري تنفيذه في المنطقة) ، المالكي لم ولن يكون محباً للشعب الكردي وهو يلعب على أوتارٍ طائفية وإيهام الشعب السوري بأن الكرد في محور النظام السوري. و أيضا عندما التقى وفد من الحزب الشعب التركي مع بشار الأسد قال بأن الظروف مواتية لإقامة دولة في شمال سوريا هذا التصريح أيضا لخلق فتنة على حساب الشعب الكردي أولا النظام الاستبداد يريد تصفية حساباته على حساب الشعب الكردي والموقف العدائي من كلا النظامين التركي والسوري تجاه قضية الشعب الكردي في البلدين واستغلال الشريط الحدودي مع الجارة التركية الذي يقطن فيه الغالبية الكردية من الطرف السوري ثانياً لا يخفى على أحد صعوبة إقامة أي مشروع انفصالي كردي وذلك لسبب بسيط جداً يقنع الكل وهو أنه ليست هناك بقعة جغرافية متصلة مع بعضها البعض بين المناطق الكردية (قامشلو ، كوباني ، عفرين) فأين ستقام هذه الدولة .... في المريخ ؟؟!!!!!
في الحقيقة لن نكون هذه المرة ضحية المؤامرات التي حِيكت ضد الشعب الكردي ولا يهمنا من يحكم دمشق ويستلم السلطة أياً كان لونه وعرقه وجنسه بقدر ما نؤمن بسوريا ديمقراطية مدنية تعددية ذات نظام علماني ، نحن أصحاب قضية مشروعة ونريد في سوريا المستقبل أن نعيش بحياة دستورية تسود فيها كرامة الإنسان والكل متساوون في الحقوق والواجبات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا