الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعتقدون ان التظاهر السلمي يأتي بنتيجة ؟

نوري جاسم المياحي

2013 / 8 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ عدة اشهر تصاعدت الاصوات هنا وهناك في داخل العراق وخارجه ولاسيما بين شريحة مسحوقة من المتقاعدين المثقفين ...الذين خدموا الدولة العراقية لاكثر من ثلاثة عقود (ثلاثين سنة) ...ورواتبهم التقاعدية لاتسد قوت يومهم ولا توفر لهم سكن لائق او علاج طبي جيد او حتى حياة بشر كريمة ..
المواطن العراقي اليوم يتابع الاخبار من خلال الفضائيات ووسائل الاتصال المحتلفة ..ولا احد ينكر هامش الحرية الاعلامية التي امنها الاحتلال للعراقيين ..بعد السقوط ..
كما ان المعروف عن المواطن العراقي ( يحفر البير بابرة ...او كما يقال بالعراقي ...يريد يعرف البير منو احفره ...والنغل منو ابزره ) ..فتراه يتعقب المعلومة ...ولاسيما فيما يخص السياسين من النواب والوزراء الجدد بعد السقوط ومن لف لفهم ...ولاسيما الامتيازات والمنافع الشخصية التي تجاوزت الحدود المعقولة والتي حصلوا عليها بغفلة من الزمن واستهتار منهم بحقوق المواطن العادي ...وصاحب كل هذه المهزلة اخفاقهم بتامين ابسط متطلبات المصلحة العامة ...
فعندما يتردى الامن وتنعدم الخدمات العامة كالماء والمجاري والصحة والتعليم وفرص العمل وتامين السكن ..ومعالجة ظاهرة الغلاء ...وانتشار الرشوة والفساد ..والظلم والاعتقالات الكيدية ..والمناكفات السياسية ...كل هذه العوامل سلطت الضوء على شريحة الحكم والمسؤولين الذين وضعوا انفسهم في الواجهة من خلال تصريحات وتعليقات ووعود لم ينفذ منها شيءولاسيما النواب ( جابوا البلاء على انفسهم بلسانهم السليط )..
فالمواطن المهمش والمسحوق صبر طويلا عليهم ( عسى ان ينتبهوا له ولكنهم تمادوا في غيهم واهمالهم له )... فنفذ صبره وبدأ يمل ويتململ ...وصيحة من هنا وصيحة من هناك ..طفت على السطح الدعوة للحملة الوطنية لالغاء رواتب تقاعد البرلمانين ..ولاقت رواجا وتجاوبا من الشعب والاعلام منقطع النظير ...بحيث اصبحت كابوس يؤرق كل اصحاب الدرجات الخاصة ..
وللانصاف كان من اوائل المؤيدين للحملة هو رئيس الوزراء نوري المالكي ..واقولها بصراحة ...الرجل ركب الموجة ليس حبا بشريحة المتقاعدين وانما لاستثمارها للضغط على البرلمانين ..في صراعه التنافسي مع بقية الكتل وللتمديد له لدورة ثالثة ..
وكما تعلمون ...(العراقي مفتح باللبن ) النواب من بقية الكتل انتبهوا الى مغزى اللعبة ودوافعها ...فبادر البعض منهم في مزايدة انتخا بية مفضوحة للاعلان عن تنازله عن راتبه التقاعدي ..وبعضهم اراد الضحك على الناس فاعلن ذهابه الى كاتب العدل لتوقيع تعهد بالتنازل ..وهكذا دواليك ..أما بعض نواب التحالف الكردستاني فقد رفضوا الفكرة جملة وتفصيلا ..اما من الناحية القانونية ..وكما صرح القانونيون ..الرواتب التقاعدية تصرف بقانون ..ولكي تلغى يجب ان ينص على الالغاء بقانون ...ينظم مشروع القانون من قبل الحكومة ويصادق عليه من مجلس النواب ..
وهنا لابد لي من ان ابين وجهة نظري الشخصية ...انا من انصار الدعوة للتظاهر يوم 31/8 ..انظلاقا من مبدأ ( ماضاع حق وراءه مطالب ) ..فانا ضابط متقاعد قضيت عمري كله في الخدمة العسكرية ..واقبض راتب تقاعدي ( وبلا منية احد ) لايتجاوز (600 ) دولار شهريا ورب عائلة كبيرة ...فهل من الانصاف والعدل ..ان يقبض عضوالجمعية الوطنية ( الذي لايعرف يقرأ ولا يعرف يكتب ) الذي داوم (خمسة اشهر) فقط وتحت التبريد وفي المنطقة الخضراء راتب تقاعد بالملايين وامتيازات واراضي وسيارات وحماية ...والمفخخات تستهدفني أنا وعائلتي ولا تستهدفه هو وعائلته تعيش خارج العراق ..لان جواز سفره وسفر عائلته ...دبلوماسي ولمدى الحياة ...بربكم الله يرضاها ..
انا واقولها بصراحة وانظلاقا من طبيعة النظام الحاكم ومباركة غطاء الامريكان له للاسف ..ان التظاهرة ستقمع وبكل الوسائل المتاحة عند الحكومة و وايضا بمباركة كل الكتل السياسية المشاركة بالحكم ..لان لا احد منهم يرضى بالتخلى عن الملايين التي حصل عليها بلاجهد اوتعب ..وأنا لا اعلق امل على تصحيح الاوضاع المأساوية التي يعاني منها الشعب العراقي بكل شرائحه ..ومع هذا ..احث واناشد كل عائلة عراقية ..شيوخا وشبانا ..رجال ونساء وحتى الاطفال بالخروج والمطالبة بحقوقهم المشروعة شرعا وقانونا ...ومهما تكن النتائج ..
وفي الحقيقة تعتبر الحملة الوطنية لالغاء تقاعد البرلمانيين ..في حقيقة الامر .. تعتبر ناقصة ولا تعالج كل مشاكل الازمة الاقتصادية والتوزيع العادل للثروة القومية على كل شرائح المواطنين .مما يقتضي على الدولة وضع حلول جذرية وشاملة واسوة بالدول المتقدمة والمتحضرة وضمن مجموعة متكاملة من القوانين للرواتب والتقاعد والضمان الاجتماعي والضرائب وتنظيم الدخل ..للخروج بصيغة عادلة لكل المواطنين ..
فالمفروض وفي كل دولة غنية مثل العراق محترمة لحقوق مواطنيها ...ان تضع الحكومة قانون للتقاعد والضمان الاجتماعي ولكل فرد من افراد المجتمع ..بدءا من رئيس الجمهورية وحتى الطفل من لحظة ولادته وتخصيص حصة معينة من الدخل القومي مع مراعاة خصوصية للمنصب و طبيعة العمل ومدة الخدمة والدخل العام للفرد واالاسرة وفرض الضرائب التصاعدية لتقليل الفروقات الطبقية للمجتمع ومراعاة كل العوامل الاخرى ...لتامين العدل والمساواة والانصاف( النسبي ) بين المواطنين ..وبذلك نبني مجتمع حضاري مكتفي اقتصاديا لايشعر فيه العراقي بالتهميش او الاقصاء او الظلم القومي او الديني او المذهبي ..
اما ان نبقى على المكرمات والمناسبات والبطاقة التموينية والرشاوي وكسب المال الحرام والمزاجيات فهذا امر مرفوض ...وهذا يعني ان شعبنا سيبقى يركض وراء كل ناعق ..ومنافق ودجال ولن تصفو لنا حال او معيشة كريمة ...
ولوكنت مكان المسؤوليين في الحكومة العراقية الحالية لاستغللت الفرصة ...ولسمحت للعراقيين بالتظاهر السلمي يوم 31/8 وبدون قمع او ارهاب واعتقالات ..لكي تثبت للعالم ان حكومة النهب واللغف الوطنية تحترم (على الاقل ) مشاعر البؤساء العراقيين ..ولو بالظاهر والتظاهروالديمقراطية الكذابة ..
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحصاد المر
عبد الله اغونان ( 2013 / 8 / 17 - 22:40 )
ممكن هنا
وغير ممكن هناك
تعرف تجارب في الهند مع غاندي سلمية نجحت مع أن الرجل فيالأخير قتل
لكن ليس كل مرة تسلم الجرة
في بلد مثل العراق و ليبيا وسوريا هناك استئصال فلابد من الدفاع الشرعي عن النفس
لكن كيف نتعامل مع انقلابيين لايترددون في القتل؟
دخلت مصر في النموذج الجزائري

اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ