الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشهد من مصر

سيومي خليل

2013 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الكاتب : سيومي خليل
مشهد من مصر
------------------------------------------------

من يشاهد هذا السيل الجارف من أشرطة الفيديو التي توثق لأحداث مصر ،ولكل ما يقع في تفاصيلها غير الواضحة ، يخرج باستنتاج واحد ، تلعب عليه كل الأطراف لتظهر حسن نيتها وسوء نية الأطراف الآخرى ، رغم أن المشهد المصري يوحي أن هناك طرفين لا أكثر ، لكني أوقن أن أسباب الأزمة أكثر من ذلك . هذا الإستنتاج هو التالي ؛ الفتنة الحقيقة ليست في الميادين متعددة الأسماء ،إنها في قلب أشرطة الفيديو المبتوثة في اليوتوب والموزعة على القنوات حسب خطها وتوجهها .

أظن أن من يشاهد ،ويسمع ، ويتأثر فقط يميل إلى الجانب الأكثر درامية والأكثر إجادة لترقيع الخطأ بخيوط من وعاء القلب ، الجانب الذي فهم السياسة دائما على أنها تلاعب ماهر بأحاسيس المواطنين؛ أوليست كل الأطراف في هذا الفهم سواء ؟؟؟؟ لكن دائما هناك طرف يجيد هذه اللعبة أكثر من باقي الأطراف .

لابد من استحضار دهاليز السياسية ، والأبواب الإقتصادية التي تؤدي غليها ،مع المرور بكل تلك النوافذ على طولها ؛ حين نشاهد ما يحدث في رابعة العدوية ، فنحن بالضرورة لا نشاهد فلما عن أحداث ربيع براغ ، لكن ما يمنع من جعله فلما ، مجرد تساؤل يحيلنا على فكرة صناعة الأحداث داخل التجمعات والإعتصامات ...

هناك فكرة قديمة انتعشت مع وجود فكرة الحشود ، للأسف ما زالت فكرة الحشود قائمة، وبالتالي مازالت هذه الفكرة هي الآخرى ، وللإخبار فقط ، فمهوم الحشود هو مفهوم مخالف لمفهوم الجماعة أو التجمع أو التجمهر ، إنه مفهوم يدل على سيطرة الحماسة غير العقلانية على الحقيقة والواقع ،مفهوم عاطفي يضع الأعضاء الذين يشكلون هذا الحشد في خانة الأبناء التابعين لأب رؤوم يدلهم على الطريق ، تماما مثلما تفعل كبار وسادة الجاموس .

هذه الفكرة تتلخص في جعل الجميع يؤمنون بوقوع حدث ما ، والعمل على تضخيمه ،كي تزداد رابطتهم أكثر قوة ؛ حين سمعت إلى البلتاجي يتحدث إبان فض الإعتصام ، أحسست كأنه يشيد هذا الحبل الذي سيوثق به المؤيدين ، وسيجعلهم أكثر إيمانا بالقضية، لقد بنى خطابه كله على الندب السياسي ، لقد كان يندب مثل الندابات اللواتي استعملهن العرب قديما ، لكن بدون دموع ، وبدون هستيريا ، لكن بلغة عربية وسياسية رائعة ، لكنها تظهر الفأر في الظل فيلا ضخما .

لكن هل فض الإعتصام بتلك الطريقة عمل ديمقراطي ؟.ليس في اي فض ما يحيل على الديمقراطية ، خصوصا إن كان فضا أمنيا أو عسكريا ، لكن الديمقراطية تبرره ، خصوصا حين ترى أنها مهددة به ، ولهذا احتكرت الدولة وسائل العنف ،وخصوصا حين يكون الإعتصام لجزء لا يمثل الشعب ، بل هو جزء من الشعب مثل مثل الباقين ، وحين يسبب هذا الإعتصام تضييقا في الحياة العامة للبلد ،وحين يكون متزعمي هذا الإعتصام هم من منحوا القوات المسلحة العصى التي يريدون أن يضربوا بها ...

لقد أخطأ مرسي حين لم يبادر الى التنحي مباشرة ، ويقبل بإنتخابات مبكرة يكون أحد مترشحيها ، ويثبت حينها ما أراد هؤلاء المعتصمون الآن أن يقولوه ، لقد جر إلى الحراك الشعبي الذي انطلق منذ تنحي مبارك آلة العسكر الغاشمة دون أن يدري ؛ فهو أولا وع يده معهم كي تمر الإنتخابات الرئاسية ، ثم حاول الإنتقام لظلم العسكر لحركته سنوات عديدة ،وأخيرا أعاد له العسكر الصفعة صفعتين ... فمن الخاسر ؟؟؟ إنه بكل بساطة المشاهد الذي لم يعد يفهم شيئا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في