الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمات في توضيح رؤية اليسار-الحالة المغربية-3/10

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 5 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


واليسار بطبيعة الحال لا يتشكل فقط من التنظيمات السياسية، بل يشمل كذلك جزء من التنظيمات المجتمعية وهي التنظيمات التي يصطلح عليها راهنا ب "المجتمع المدني" ، وهذا المفهوم يتطلب نقاشا نظريا معمقا ليس هنا مجاله.

وهنا تنبغي الإشارة إلى التميز الذي يطبع التنظيمات السياسية باعتبارها سياسية المهمة والوسيلة والهدف وهي بذلك تنتمي إلى العام ، والتنظيمات المجتمعية باعتبارها تنظيمات تهتم بقضايا محددة متخصصة وبمصالح مباشرة وهي بذلك تنتمي إلى الخاص.

وفي هذه العلاقة بين العام بالخاص لم يستطع اليسار بعد، أن يستوعب العلاقة الناظمة لنضاله في المجالين العام والخاص وهو ما سوف نتطرق له فيما بعد.

أصول التنظيمات السياسية لليسار:

- الحركة الشيوعية : خلال المرحلة الاستعمارية تأسس فرع للحزب الشيوعي الفرنسي بالمغرب، وكان يتشكل أساسا من مناضلات ومناضلين شيوعيين فرنسيين الذين التحق بهم بعض المغاربة والذين كانوا في أغلبهم من أصول برجوازية.
وقد لعب الفرع المغربي للحزب الشيوعي الفرنسي دورا كبيرا في تنمية الوعي السياسي والنقابي ودعم المطالب المغربية في التحرر، إلى أن تحول إلى الحزب الشيوعي المغربي ، ثم حزب التحرر والاشتراكية فحزب التقدم والاشتراكية وهو الاسم الذي لازال يحمله إلى الآن (2005).
وبعد منتصف الستينيات عمل العديد من المناضلات والمناضلين على محاولة تطوير هذا الحزب ، لكن لا الشروط الداخلية للحزب ولا إرادة وتدخل السلطة الحاكمة سهلت هذه المهمة وبالتالي وجد هؤلاء أنفسهم مستقلين تنظيميا عن الحزب الأم، وتم تأسيس منظمة "إلى الأمام" الماركسية اللينينية، والتي تعرضت تنظيماتها لقمع شرس حتى بداية التسعينيات، ويعتبر حزب النهج الديمقراطي الاستمرار التنظيمي والسياسي والمذهبي لهذه المنظمة.
ضمن مع هذا المد العام الذي شهدته نهاية الستينيات تشكلت مجموعات تتبنى الفكر الماركسي من ماوية وتروتسكية ولينينية ......ومنها تنظيم "23 مارس" الذي انسحب اغلب مؤسسيه من "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" والذي سيشكل فيما بعد "منظمة العمل الديمقراطي الشعبي" والتي ستندمج مع تنظيمي "الديمقراطيون المستقلون" و"الحركة من أجل الديمقراطية" لتشكل حاليا "حزب اليسار الاشتراكي الموحد" .

- الحركة الاتحادية: بعد الاستقلال احتدت التناقضات بين مكونات الحركة الوطنية السياسية(حزب الاستقلال) والعسكرية(جيش التحرير) والنقابية(الاتحاد المغربي للشغل)، وفي يناير 1959 تم الإعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والذي أعلن نفسه في البداية كتحالف بين "جيش التحرير" و"الاتحاد المغربي للشغل" و"السياسيين التقدميين"، هذه القوى التي كانت تمثل مصالح منظمة لم تستطع لطبيعتها ولتدخل السلطة الحاكمة أن تبلور حزبا حقيقيا، ولذلك وانطلاقا من المؤتمر الثاني للحزب برزت التناقضات بين اتجاهين سياسيين رئيسيين تمثلا سياسيا وفكريا في تقريرين "التقرير المذهبي" الذي تقدم به عبد الله ابراهيم و"الاختيار الثوري " الذي أعده الشهيد المهدي بنبركة، والذي ينبغي أخذه بعين الاعتبار علميا هو أن المسألة ليست مسألة أشخاص و إنما القضية أبعد من ذلك بكثير، فرغم استشهاد المهدي بنبركة، اتخذت التناقضات في التفاقم إلى أن أعلنت "النقابة" انفصالها وتبني سياسة "الخبز" ، و تشكل التنظيم المسلح الذي تلقى ضربات موجعة ابتداء من محاكمة مراكش الكبرى سنة 1969 وانتهاء بأحداث 3 مارس 1973 واستشهاد القائد محمود بنونة، وتم في سنة 1975 انعقاد المؤتمر الاستثنائي للحزب والذي أصبح يحمل إسم " الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" ، والذي وضع على عاتقه مهمتين أساسيتين :
- القطع مع ما يسمى بالانقلابية والبلانكية .
- الوضوح الأيديولوجي والسياسي لاختيارات الحزب.
وموازاة مع انعقاد المؤتمر الاستثنائي تشكل تنظيم آخر حمل إسم "الاختيار الثوري" وكان من ضمن مؤسسيه الفقيه البصري، وتم اغتيال الشهيد عمر بنجلون في 18 ديسمبر 1975 وبذلك استمرت الثنائية التنظيمية إلى حدود المؤتمر الثالث سنة 1978 الذي حسم في الاختيار الديمقراطي ، غير أنه سرعان ما برز على السطح تأويل انتخابي للنضال الديمقراطي لتحتد التناقضات وتتدخل السلطة في مايو 1983 لصالح الجناح الانتخابي ضد جناح يتبنى "خط النضال الديموقراطي" والذي شكل نواة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بعد أن حل كل من "الاختيار الثوري"و "رابطة العمل الثوري بالمغرب" نفسيهما وانضما إليه.
هذا الحسم بعد مايو 1983 لم يجعل حدا للتناقضات التي كانت تعتمل داخل "الاتحاد الاشتراكي" ، حيث سينسحب من المؤتمر السادس كل من "الجناح النقابي" وجزء من "الشبيبة الاتحادية" ليشكلا فيمل بعد كلا من "المؤتمر الوطني الاتحادي" و"جمعية الوفاء للديمقراطية".

لا يفوتنا بعد هذا العرض المكثف لأصول اليسار بالمغرب أن نشير أن جدلية التشتيت والتجميع رافقت بل وكانت بفعل التباين الفكرية والسياسية الداخلية لكل تنظيم ، كما وتحكمت فيها الإستراتيجية الخاصة للسلطة السياسية الحاكمة.

ولتوضيح الخريطة التنظيمية لليسار بالمغرب سننطلق من اللائحة التالية والتي ترتكز على تصورنا الخاص والشخصي في قرب التنظيم من الإستراتيجية السياسية للسلطة:


1-الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
2-حزب التقدم والاشتراكية.
3- الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
- وهي أحزاب تنتمي للحكومة الحالية.
4-المؤتمر الوطني الاتحادي.
5-الوفاء للديموقراطية.
6-اليسار الاشتراكي الموحد
7-حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي.
8-حزب النهج الديموقراطي.
- وهي الأحزاب التي شكلت تجمع اليسار الديموقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمهد ماكرون الطريق أم يقطعه أمام لوبان إلى الإليزيه؟ | ال


.. مجموعة السبع تسعى للتوصل لاتفاق حول استخدام أصول روسية مجمدة




.. إنتر ميامي الأمريكي آخر ناد في مسيرة ميسي الاحترافية؟


.. حماس تؤكد أن التعديلات التي طلبتها على خطة وقف إطلاق النار ف




.. ردود الفعل متواصلة على طرد سيوتي من رئاسة حزب الجمهوريين في