الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا سأكتبك يا عراق

عمار ابراهيم عزت

2013 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هكذا سأكتبك يا عراق - بقلم: عمار إبراهيم عزت
تصريحات نارية , خلافات حزبية , انشقاق الشمال عن المركز , تحالفات وهمية وهشة ,مظاهرات في المنطقة الغربية , انذار بحرب طائفية , مخاض عسير لمجالس المحافظات , انفجارات وتردي للوضع الأمني , فساد وتدهور اقتصادي , الطائفية على حساب الإسلام , القومية على حساب المواطنة , الحزبية على حساب المصلحة العامة , الفردية وليسقط الحزب كما في الانشقاقات الحاصلة في الأحزاب , تفجيرات وإرهاب وعمليات نوعية اخرها سجن ابي غريب ...... الى اين يا عراق ؟!!
أي الأقلام قادرة على ان تكتب تأريخك المعاصر دون ان تحترف الكذب واي ادلجة ممكن ان تقرأ مآسيك المتناسلة بالآهات والأوجاع والضحايا والدماء. واي معجم من جنون يستحضر الفاجعة لعراق باع سومر وبابل واكد ونسي جلجامش واور نمو وحمورابي ليسير وراء أناس بلا قلوب او قلوب تصحر حبها لهذا البلد الجريح.
شريط سينمائي طويل يعيد ذاكرة ويستحضر واقعة تلو اخرى ويحاول الجمع بين المتناقضين لكن حجم الفجوة ضارب في عمق التأريخ وعمق الانسان الذي لم يبق منه الا حطام في حطام .... هكذا سأكتبك يا عراق فلتعذرني الحروف التي تجرأت لتغتال زهوك ونضارتك ......
دكتاتور من طراز خاص وحاشية تغني " هيبة انت وصدر ديوان " وشعب كسيح ... مشهد قديم من سيناريو حياتي
حفرة ثم سجن ثم مشنقة وافراح واحلام لم نفق منها بعد سقوط الصنم الا على فزع في المشهد السياسي لان التحرير كان خدعة يرتديها المحتل لتزويق المشهد وان الديمقراطية الحديثة جاءت "مسلفنة "على طبق قد اعد لهذه المناسبة والأمَر ان الصنم قد تشظى الى ألف صنم وان الهة المعبد قد بعثت لتستعيد خلافة مرَة للفقيه وتارة للحزب المتأسلم وأخرى لمسخ وهابي لم يفهم من الدين الا ان الإفطار الصحيح لا يكون الا على أشلاء من المسالمين العزل وكأس من دماء ...
الكل يدعي الوطنية التي درسها في كتب الابتدائية حتى ابتذلت حين لم تترجم معناها بفعل مواز لعمق المفردة. وحين أصبحت ورقة رابحة في معادلة السلطة قبل كل انتخابات ومقصلة تقتص أحيانا من الشرفاء تحت عنوان العمالة واشياء أخرى ..
الى اين يا عراق وانت ضحية المزايدات الكاذبة بين فك الاحتلال الذي انسحب واكذوبة السلطات الثلاث وخدعة البند السابع الذي أصبح ضحية البند السادس انها رحلتك يا وطني من الفخ الى المقصلة ...
وطن جريح والكل يعرف المؤامرة ويتبرأ من آثامها ثم ينام قرير العين فوق جرحك غير آبه بصرخاتنا التي تفتت الحجر.
"سأنسحب " عبارة يرددها الكثير من الساسة والقادة داخل وخارج العملية السياسية وكأنها صك البراءة بعدما وضع الشعب ثقته بهم وفوض امره الى الله .. وهنا أتساءل: من الذي سيكشف الأوراق ومن الذي سيواجه الحقيقة المرة ويصرخ: "أيها الشعب العظيم ثوروا على اصنامكم التي لن تنفع او تضر شيئا "
الشعب أطلق صرخاته ضد الجريمة وضد المحاصصة وضد تقاعد البرلمان والفساد الإداري ونقص الخدمات وتردي الوضع الأمني لكن الشرطة والجيش كانت وما تزال في خدمة السلطة والإرهاب والساسة الذين فضلوا ان يكونوا صم بكم عمي فهم لا يشعرون ...
لذا سأقترح حلولا ترضي الجميع: اما ان يتنازل الشعب عن ثروته للسلطة واما ان يهاجر ليستجدي على قارعة الغربة وطن واما ان يزهد في الدنيا لأنها ام الشهوات والملذات ويترك للفاسدين نعم الحياة. واما ان نعرض الوطن للغرب الكافر ليستثمر خيراته اسوة بالإمارات او دول الخليج الأخرى واما ان يتحول الشعب الى جماعة من اللصوص فان سقط لص يأتي اخر ونكمل لعبتنا على إيقاع ألف ليلة وليله وقصة علي بابا وأربعين حرامي ... ووداعا للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران