الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة النصرة الاسلامي ومريديه

سوزان ئاميدي

2013 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن الشعب الكوردي محتاجاً للاسلام السياسي دينياً كونه شعباً ملتزماً غير متطرف ولا يعاني بهذا الصدد شئ بإستثناء تهميش العالم الاسلامي لقضاياه المشروعة ومعاناته الطويلة على ايدي دول تدعي الاسلام ديناً ولا تتمثله في تصرفاتها.
لذلك فمن الطبيعي ان تشكل ولادة جبهة النصرة تشكل قلقاً عند الكورد على حقوقه القومية والإنسانية المسلوبة ,وخطرا على الامة الاسلامية , كون الإسلام السياسي ليس ابن البيئة الكوردية بل هو ايديولوجية وافدة من الخارج .
إن موقف جبهة النصرة من موضوع المعارضة مثلاً والذي يعد من أهم محاور المجتمع المدني الديمقراطي المتحضر , والذي يقوم على أساس هدر دماء المعارضين للسلطة. كما أثبتت ذلك المعطيات على ارض الواقع في سوريا وغيرها والتي تشير الى حقيقة مفزعة , وتنذر بغيوم سوداء وموجات من العنف لاتقف عند حدٍ معين .
وعلى العموم الاسلام السياسي يرفض الآخر فما بالك بجبهة متطرفة كجبهة النصرة , في حين تقوم سياسة الكورد على اساس تقبل الآخر وإحترام توجهاته . وهذا مانحتاجه اليوم . فضلا عن تنظيم حياة الناس الاجتماعية والاسلوب الذي يمكن اتباعة لكي نصل بالشعب الى الحرية والعدالة والمساواة , فالدول الغربية على سبيل المثال لم تصل الى ماوصلت اليه اليوم إلا من خلال احترام عقول الناس وتوفير حرية التفكير والتعبير والحوار للجميع ومن دون استثناء وهذا بدوره يدفع بالشعوب الى الرقي والابداع , الأمر الذي يستحيل تحقيقه من دون نشر الديمقراطية وتطبيقها على اساس القانون والعدل والمساواة .
وبعد التحول الكبير الذي حصل في اقليم كوردستان العراق والتجربة الديمقراطية التي تقترب يوما بعد يوم من مرحلة النضج التام ,فرضت على جميع القوى السياسية واقعاً يقضي بدعم هذه التجربة والوصول بها الى مرافئ الأمان , خاصة إزاء ما يحصل في المنطقة من تحول في انظمتها الحاكمة الى أنظمة ديمقراطية تتلائم وتطلعات الشعب , وليس من المعقول ان تستبدل الشعوب بعد أن تكون قد قدمت كل هذا الكم من التضحيات انظمتها الاستبدادية بأنظمة رجعية تتبنى فكراً طائفياً يقوم على أساس إنكار الآخر وإلغاء فكره وحقه في ممارسة حقوقه الفكرية .
فجبهة النصرة وغيرها من التيارات والجماعات الاسلامية السياسية المتطرفة , تقوم على تعزيز الفروقات الدينية بين المذاهب وذلك لضمان حصولهم على الأغلبية في مناطقهم . مما يمهد لها على المدى الطويل القدرة على إجبار الشعب على تبني آرائه ومن ثم الحصول على منافع مادية ومعنوية . واستمرارية المنفعة والمصلحة تقع مع استمرار الطائفية والخلافات وعدم الاستقرار وتعزيزها , وبالتالي يشكل ذلك قاعدة اساسية لبقائهم واستمرارهم في السلطة .
وخطورة هذه الجبهات او التيارات او الاحزاب السياسية الاسلامية تزداد بازدياد تأييد المراجع الدينية لها , لما لهذه المرجعيات القدرة على التأثير الكبير على مجتمعاتها , فضلاً عن احتكار المرجعية للمؤسسة الدينية . ولعدم الفصل بين الحكومة والمؤسسات الدينية . ولعدم الفصل بين الحكومة والمؤسسات الدينية . وبالتالي تكون للسلطة الدينية الواقع الاكبر خاصة التنظيمات الدينية والآيديولوجيات التي يحركها الفعل السياسي الراديكالي .
وفي العراق و باقي الدول التي تعاني من مشاكل وعدم استقرار امني بسبب الاسلام السياسي المتطرف كجبهة النصرة , الواجب الوقوف ضدها وابعادها عن الساحة السياسية , ومنعها من استغلال الدين الاسلامي كغطاء لعملياتها الاجرامية , وان يتركوا إدارة الدولة للمؤسسات المدنية . وعليه تقع على المراجع الدينية السنية والشيعية المسؤلية الأكبر في ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| اعتراض قذائف أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمو


.. حصانة جزئية.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترمب؟




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض تتجاهل سؤال صحفية حول تلقي بايدن


.. اليابان تصدر أوراقا نقدية جديدة تحمل صورا ثلاثية الأبعاد




.. تزايد الطلب على الشوكولا في روسيا رغم ارتفاع سعرها لعدة أضعا