الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اختيار رباني!

إكرام يوسف

2013 / 8 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


على الرغم من محاولات آلة الإعلام الصهيوإخوانية، تبرير جرائم الإرهاب التي وقعت عقب فض الاعتصامين ـ باعتبارها ثأًرًا لقتلى الجماعة أثناء فض الاعتصامين ـ إلا أنه لا يمكن تصديق ان المعتصمين "السلميين"، جاءتهم الملائكة فجأة بأسلحة ـ شاهدناهم بأعيننا يطلقونها على المارة في الشوارع ويقتلون بها السكان في بيوتهم عشوائيا ـ بعد أقل من ساعة من فض الاعتصام، ودربتهم على استخدامها! ويبدو أن التنظيم الدولي نجح في إلهائنا خلال شهر ونصف الشهر من الاعتصام، ومسيرات الترويع شبه اليومية، وبناء مدينة ملاهي في الاعتصام؛ بينما كان يتولى تهريب السلاح والإرهابيين، وتوزيعهم على المحافظات، وتكليفهم بمهام، تم تفيذها بمجرد فض الاعتصام؛ ومنها الهجوم على مستشفيات في الاسكندرية والمنيا والقاهرة، وحرق مايزيد عن 40 كنيسة فضلا عن بيوت المسيحيين في الصعيد، وضرب محطتي مياه الشرب في المنيا وبني سويف، والهجوم على الوزارات والمنشآت العامة، وغيرها من عمليات الإرهاب، وصولا إلى احتلال مسجد الفتح بالسلاح، بعد اشعال الحرائق في شارع رمسيس.
وكانت جماعة الإخوان وشيوخها، دأبت على ترديد إن اعتلاء مرسي سدة الرئاسة كان اختيارا ربانيا! وها هي الحوادث تؤكد هذه الحقيقة: فقد كانت الجماعة في عهد المخلوع مبارك ، تمثل دور المعارضة "ذات الأيدي المتوضئة"، بينما تواصل عقد الصفقات مع لصوص النظام وفاسديه (راجع تصريحات المرشد عن أن مبارك أب لجميع المصريين، و لا مانع من توريث نجله الحكم، وأن الإخوان دعاة إصلاح لا دعاة ثورة، وأن الثورة ليست من أدبيات الإخوان! واعتراف مسئولي الإخوان بإخلاء دوائر انتخابية لرجال النظام، باعتبارهم رموزا وطنية!). وسعت الجماعة إلى التغلغل داخل مسام الدولة العميقة تدريجيًا، والسيطرة على اقتصاد البلاد بمشاركة لصوص عهد مبارك وابنه من بعده، إلى أن يحين أوان استيلائها على حكم البلاد! فلم تتخل يوما عن حلم التمكين والسيطرة على إمبراطورية عالمية باسم الخلافة ـ تماما كما يحلم الصهاينة بدولة الصهيونية العالمية ـ وكانت التهمة سابقة التجهيز لكل من يجرؤ على فضح موقف الاخوان: الإلحاد ومعاداة المرجعية الإسلامية! بعدما سيطر تجار الدين على مشاعر قطاع كبير من البسطاء، مستخدمين سلاح الدين؛ مثلما سيطر الصهاينة على عقول معظم اليهود باستخدام التوراه!
وكان الاختيار الرباني أن تكون الموجة الأولى لثورة 25 يناير، سببا في خلخلة بنية النظام لتخرج الزواحف السامة من جحورها، وتفر خفافيش الظلام، وتنكشف ويسهل القضاء عليها، كي نشرع في بناء جديد على نظافة! وجاءتهم الفرصة ـ في غياب تنظيم قوي يقود الثورة إلى استكمال إسقاط النظام ـ للقفز على السلطة قبل الأوان الذي توقعوه، فهرعوا بشراهة إلى نهش كل ما تصل إليه أيديهم، من مناصب وامتيازات، وشراء أصول الدولة، بينما تتردى أحوال المصريين!
وتنكشف حقيقة الأيدي المتوضئة، بداية من استحلال أول رئيس ملتح، المال الحرام قبل أن يكمل شهرا واحدا في القصر؛ عندما أنعم على نفسه بجميع أوسمة الدولة ونياشينها ـ بمستحقاتها المالية الهائلة ـ وهو الذي كانت آلة الإعلام الصهيوإخوانية أشاعت أنه لن يتقاضى مرتبه أصلا! ثم العفو الرئاسي عن شقيق زوجته المدان بتهمة مخلة بالشرف قبل انقضاء مدة محكوميته؛ وهي الفضيحة التي كشفها زميلنا الشهيد الحسيني أبو ضيف، فكان ثمنها حياته! وتوالت الفضائح ولم يكن آخرها العفو عن إرهابيين مدانين بالقتل؛ واصلوا إرهابهم وتهديدهم للأمن القومي في سيناء!
وعايش المصريون جرائم مروعة ترتكب في حق أبنائهم الثوار، المعارضين لحكم الجماعة؛ ولم يكن قتل جيكا وأحمد نجيب أوكريستي، أوتعذيب محمد الجندي، ومحمد الشافعي وعشرات غيرهم حتى الموت، إلا دليلا ضمن أدلة كثيرة على سادية النظام. ورغم آلة الإعلام الصهيوإخوانية، انكشفت حقيقة محفل الإرشاد الذي حكم البلاد، في إطار تحالف بين التنظيم الدولي والأمريكان والصهاينة، الذين كان حاكمنا صديقهم الوفي كما وصف نفسه ـ بنفسه؛ وهو ما أكدته دعوة عصام العريان وغيره من أعضاء الجماعة لعودة الصهاينة من اصل مصري إلى البلاد! فبدأ حتى بعض من عصروا على أنفسهم الليمون لانتخاب مرسي، أملا في أن يردعه كتاب الله الذي يدعي حفظه؛ وإذا بهم يرون ممارسات يندى لها الجبين ـ تصل إلى اغتصاب الرجال والفتيات ـ بعلم الرئيس الذي يصلي أسبوعيا أمام شاشات التليفزيون، ويعيب على معارضيه أنهم لايصلون الفجر حاضرا! فقد كانت تقارير جماعات حقوق الإنسان ترفع إليه، وفيها ما يرفض الشيطان اتهامه بأنه من وسوس بها!
وكان الاختيار الرباني، أن يكشف الله حقيقة من تاجروا بدينه وأهانوا كلمته في عباده؛ ولم تفلح محاولات شراء ذمم البسطاء بالمواد التموينية، وأنابيب البوتاجاز، لأن معظم ضحايا العهد الإخواني كانوا من أبناء البسطاء! وأسكرت نشوة الحكم كل من ينتسب إلى الجماعة، فصار كل بلطجي يطلق لحيته، يتعامل مع اهالي منطقته الشعبية بعجرفة باعتباره من الحكام!
ولم تشأ إرادة الله أن تكتفي بفضح محفل الإرشاد أثناء حكمه للبلاد؛ فبعدما تبين للتنظيم الدولي أن أيام مندوبهم في الحكم باتت معدودة، جاء الاعتصامين الإرهابيين في إشارتي مرور رابعة ونهضة مصر، ليكشفا المزيد عن التنظيم الدولي الإرهابي وعن محفل الإرشاد مندوبه في حكم مصر. فكانت المسيرات التي تخرج من الاعتصامين لترويع المواطنين، وضرب الناس عشوائيًا في الشوارع، كاشفة أمام أهالي المنيل، وبين السرايات، والكيت كات، والألف مسكن، وفيصل وغيرها من المناطق الشعبية.. ورغم أن أهالي هذه المناطق، لقتوا الإرهابيين في كل مرة درسا قاسيا، إلا أن المصادمات أسفرت عن ضحايا، من الجانبين. وعلى الرغم من إصرار آلة الإعلام الصهيوإخواني على إنكار كل هذه الحوادث، ونفي تسليح المعتصمين؛ إلا أن سكان منطقة رابعة العدوية وأهالي المناطق الشعبية وضحايا الاشتباكات ، فضلا عن ضحايا الخطف والتعذيب في الاعتصامين ـ الذين لم تختلف طرق تعذيبهم وقتلهم عما حدث مع الشهيد محمد الجندي ورفاقه ـ شاهدوا بأم أعينهم! ولن تنمحي من أذهانهم الصورة التي شاء الاختيار الرباني أن تتكشف أمام ولاد البلد الحقيقيين؛ كما أن خطف زملائنا وزميلاتنا من الصفحيين وتعذيبهم على أيدي المعتصمين "السلميين" عايشناه بأنفسنا، ولم يكن "فوتوشوب"!
وأخيرًا، لا شك أنه كان خيارًا ربانيًا أن نشهد أصحاب شعاري "خيبر يا يهود" و"عالقدس رايحين"، وهم يستقوون بأعداء البلاد، ويطلبون تدخلا عسكريا أمريكيا ويناشدون الناتو التدخل في شئون الوطن؛ كما شهدنا مراسلي الإذاعة والتليفزيون والصحف الإسرائيلية داخل اعتصام رابعة!
فعلا..كان اختيارا ربانيًا، أجراه الله على أيدي شباب ثورة 25 ينايرـ المستمرة ـ وموجتها الثالثة في 30 يونيو!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بدائت اؤومن بالمكتوب
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 18 - 11:37 )
تحيتي لك اختنا اكرام يوسف المحترمة وتحيتي للجميع
شدني عنوان مقالك اختيار رباني لااني انسان مؤمن مسيحي وعندما قرائت المقال وجدته عن مصر
وقبل ايام كنت اقراء بالكتاب المقدس وتحديدا باشعيا 19 واذ يقول تنبؤات عن مصر صدمت لوجه التشابه بهذه النبؤة وما يحصل بمصر ولك جزء عنها
وحي من جهة مصر.هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها. 2 واهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد اخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة. 3 وتهراق روح مصر داخلها وافني مشورتها فيسالون الاوثان والعازفين واصحاب التوابع والعرافين. 4 واغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود
وانا مؤمن بان القاتل سيقتل والمغتصب سيغتصب لاان الرب عادل ومن حرق انسان سيحرق وباختصار كما يزرع الانسان اياه يحصد
سيدتي هذه لعناة علينا لاانا لم ننصر المظلوم واليتيم والارملة تركناهم لقدرهم ولظالمهم
وتحزير اخير انتبهوا يا اهل مصر انسوا خلافاتكم وارجعوا الى القدوس لكي تتخلصوا من المحنة وهذه سوريا مثل لكم
وللجميع مودتي


2 - القاء الاضواء على شريعه الاسلام
كامل حرب ( 2013 / 8 / 18 - 14:20 )
نعم لقد جاء الوقت المناسب لكى يتعمق المسلم السطحى الساذج فى حقيقه الاسلام والشريعه المحمديه الدمويه ,المسلمين يجب ان يلقوا الاضواء الساطعه على بنود الشريعه الاجراميه فى ديانه محمد والتى تتمسح بالقداسه الزائفه وكل مفرداتها القتل والذبح والاغتصاب والسرقه والعبوديه وغزو الدول الامنه ونهب ترواتها .وان ينحى المسلم الجاهل بدينه الخوف الذى كبل عقله على مدار الف وربعمائه عام وان يواجه التعاليم الارهابيه الدمويه المسماه بالاسلاميه ,لايوجد اسلام وسطى كما يدعى انصاف المتعلمين والمنافقين والكتاب المرتزقه والذين بخوفهم وجبنهم يسببوا المذيد من البلبله والشك والحيره بين القطاع العريض من المسلمين المغرر بهم ,الاسلام الوحيد والحقيقى هو اسلام ابن لادن وايمن الظواهرى والقاعده وقطع الرقاب وتلاوه القران اثناء الذبح ومن يقول غير ذلك فهو مجرم ووصولى وانتهازى وكاذب ,هؤلاء الكتاب المنافقين المرتزقه ماهم الا وصمه عار وسرطان خبيث وقنبله موقوته

اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي