الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من وراء اختطاف الشيخ معشوق الخزنوي؟

صالح بوزان

2005 / 5 / 15
حقوق الانسان


من وراء اختطاف
الشيخ معشوق الخزنوي؟
هذا هو السؤال الذي بادر إلى ذهني عندما سمعت خبر اختطافه. ولعله يتبادر إلى ذهن الكثيرين ممن يعرفونه. في علم السياسة عندما تحدث واقعة غامضة، يبدأ البحث في تفسيرها من خلال سؤال بسيط وهو من المستفيد منها؟ وبالمقارنة من هم الذين تزعجهم خطابات الشيخ معشوق الخزنوي وأحاديثه؟
دون أن أبحث عن هوية هؤلاء وأسمائهم أستطيع أن أحدد الجهات التي ممكن أن تقف وراء هذا الاختطاف، وهي:
1- التيار الشوفيني العربي، دون النظر إلى موقعه، والذي يزعجه شيخ كردي يدافع عن القضية الكردية وهو يضع على رأسه العمامة ، بعكس الشيخ محمد رمضان البوطي الذي يدوس على انتمائه الكردي ويقف إلى جانب آكلي لحوم البشر في العراق من دعاة المقاومة. لقد تعود التيار القومي الشوفيني على نماذج من رجالات الدين الأكراد يتقربون من السلطاة التي تضطهد الأكراد من خلال تنكرهم لكرديتهم، والمساعدة في تعريب الأكراد ودفعهم لضياع هويتهم القومية بالانصهار في دين إسلامي هو المعبر عن القومية العربية العفلقية، وبالتالي تعزيز الاستبداد العربي على الأكراد. فالشيخ معشوق الخزنوي ظهر في الساحة السورية رجلاً وطنياً من الدرجة الأولى عندما وضع الحقوق الكردية السورية ضمن الاستحقاقات الوطنية وعزز ذلك من خلال رؤيته الدينية.
2- التيار الإسلامي الأصولي الذي يستخدم الدين من أجل مآرب سياسية وطائفية، ويريد أن يبقى المجتمع السوري بعقلية القرون الوسطى، تحت حراسة رجال دين فاسدين في السياسة، أولئك الذين يستخدمون الدين وسيلة للتحكم بالبلاد والعباد باسم القرآن وسنة الرسول.
3- الذين لا يردون أن يكون رجل الدين مستقلاً عن النظام، ويلعب دور المدافع عن حقوق العباد دون التزلف إلى السلطان والارتزاق على مائدته. هؤلاء الذين يحولون الدين إلى حام للاستبداد والمستبدين.
هؤلاء هم الذين يقفون وراء اختطاف الشيخ الجليل معشوق خزنوي، سواء فرادا أو مجتمعين. ويأتي اختطافه رسالة منهم ضد جميع قوى التغيير الفعلية في سورية، ضد طموحات الشعب السوري للخروج من المأزق الداخلي والخارجي الذي ينهشه، ضد القوى الوطنية المعارضة التي ما زالت مترددة في الاتفاق على برنامج وطني عملي للتغير، وأخيراً ضد القوى الوطنية الكردية التي تلهث وراء أوهام السلطة.
أعلن تضامني مع الشيخ معشوق الخزنوي، بالرغم من أنني إنسان ماركسي علماني. ولكنني استمعت مرة، وبالصدفة في القامشلي، لخطاب له بمناسبة الذكرى الأولى لأحد الشباب الكرد الذي مات تحت تعذيب الأجهزة الأمنية السورية في أحداث 12آذار 2004. كما استمعت إلى إحدى مقابلاته في التلفزيون الكرديROJ-TV. ولأول مرة في حياتي أرى رجل دين يريد أن يكون للإسلام الدور المدافع عن المظلومين وليس تبرير المستبد واطلاق صفة القداسة له، رجل دين يريد أن يكون للإسلام الدور الإنساني والتسامحي بعيداً عن مكيافللية السياسة وبراغماتييتها.
الحرية للشيخ معشوق الخزنوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر


.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر




.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ