الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة ثانية إلى مصر

سامي فريدي

2013 / 8 / 18
العولمة وتطورات العالم المعاصر


فلْيَنظرْ إلينا الناسُ باعتبارِنا خُدّاما للمسيحِ، ووكلاءَ على أسرارِ الله.
والمطلوبُ من الوكلاءِ قبلَ كلِّ شيءٍ، أنْ يُوجدَ كلٌّ منهم أميناً.
أما أنا، فأقلُّ ما أهتمُّ بهِ، هُوَ أنْ يتمَّ الحكمُ فيَّ من قبلِكم، أوْ من قِبَلِ محْكمَةٍ بشريَّةٍٍ. بل أنا بذاتي لسْتُ أحكمُ على نَفْسي، فأنَّ ضميري لا يؤلمُني بشيءٍ. ولكنّي لسْتُ أعتمدُ على ذلكَ لتبريرِ نفسي. فإنَّ الذي يحكمُ فيَّ هو الربُّ.
إذنْ، لا تحكُموا في شيءٍ قبلَ الأوانِ. ريثما يرجع الربُّ الذي سيسلّطُ النورَ عَلى الأشياءِ التي يحجُبُها الظلامُ الآنَ. ويكشفُ نيَّاتِ القلوبِ، عندئذٍ ينال كلُّ واحدٍ حقَّهُ!.
لا تحلّقوا بأفكارِكمْ فوق ما قدْ كُتِبَ. فلا يُفاخرَ أحَدُكمْ الآخرَ تحزّباً لأحدٍ. فمن جَعَلَكَ مُتمَيِّزاً عنْ غيرِكَ. وأيُّ شيءٍ ممَّا لَكَ لمْ تكُنْ قدْ أخذْتَهُ هِبةً. وما دُمْتَ قدْ أخذْتَ، فلِماذا تتباهَى كأنَّكَ لمْ تأخُذْ.
إنّكُمْ قد شبعتمْ، وقد اغتنيتُمْ. قد صرْتمْ ملوكاً وتخلّيتُمْ عنّا، ويا ليتكمْ ملوكٌ حقّاً، فنشتركَ معَكمْ في الملْكِ.
فإنّي أرَى، أنَّ الله قد عرَضَنا في آخرِ الموكبِ، كأنّه محكومٌ علينا بالموتِ، لأنّنا صرنا معرِضاً للعالَمِ، للملائكةِ والبشرِ معاً.
نحنُ جهلاءُ من أجلِ المسيحِ، وأنتمْ حكماءُ في المسيحٍ. نحن ضعفاءُ، وأنتمْ أقوياءُ. أنتمْ مُكرَمونَ، ونحنُ مهانونَ. فما زلنا حتى هذِه الساعةِ نجوعُ ونعطشُ، ونعرى ونُلْطَمُ، وليسَ لنا مأوى.
ونجهِدُ أنفسَنا في الشغْلِ بأيدينا، نتعرَّضُ للإهانةِ فنبارِكُ، وللاضطهاد فنحتملُ، وللتجريحِ فنسالِمُ. صرْنا كأقذارِ العالَمِ، ونُفايةَ الجميعِ، وما زلنا!.
لا أكتبُ هذا تخجيلاً لكمْ، بل أنبّهكمْ..
فقدْ يكونُ لكمْ عشرةُ آلافٍ من المرشِدينَ، ولكن ليس لكمْ آباءٌ كثيرونَ.
لذلك أرسلتُ إليكُمْ البابا تواضروس الثاني الحبيبَ الأمينَ في الربِّ، فهوَ يُذكِّرُكمْ بطرُقي في السلوكِ في المسيحِ. كما يُعلَّمُ بها في كلِّ مكانٍ في جميعِ الكنائسِ.
فأنَّ بعضاً منكمْ ظنّوا أنّي لنْ آتيَ إليكُمْ، فانتفَخوا تكبُّرا. ولكنّي سآتي إليكُمْ عاجلاً، إنْ شاءَ الربُُّ..
فأختبرُ، لا كلامَ هؤلاءِ المنتفخينَ، بلْ قوَتَهمْ.
فأنَّ ملكوتَ الله ليس بالكلامِ، بل بالقدْرَةِ.
كيفَ تفضّلونَ أنْ آتيَ إليكُمْ أبالعصا، أم بالمحبَّةِ ورُوحِ الوَداعَةِ؟!..
"الرسائل البولسية"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغو فارغ
محمد بن عبدالله ( 2013 / 8 / 18 - 14:32 )

الاسلام سم فتاك والمسيحية دين سامي عظيم رغم كفري به...هذا رأيي

لكن مقالك عظة قسيس في كنيسة... لغو فارغ للأسف لا معنى حقيقي فيه ولا فائدة ترجى منه


2 - نتعرَّضُ للإهانةِ فنبارِكُ
سامي ( 2013 / 8 / 18 - 15:50 )
إذنْ، لا تحكُموا في شيءٍ قبلَ الأوانِ. ريثما يرجع الربُّ الذي سيسلّطُ النورَ عَلى الأشياءِ التي يحجُبُها الظلامُ الآنَ. عندئذٍ ينال كلُّ واحدٍ حقَّهُ!.


3 - كنيسة السراديب في المنيا 1
محمد بن عبدالله ( 2013 / 8 / 21 - 23:34 )
خبرة نادرة مرّ بها شعب المنيا هذا الأسبوع، فقد تجمّعوا لصلاة القداس الإلهي أمس واليوم في الكنيستين اللتين تعرّضتا للحرق الكامل والتدمير والنهب. كان المنظر يشبه كنيسة السراديب (أي اجتماع المؤمنين في سراديب روما وتعزيةبعضهم البعض) في القرون الثلاثة الأولى، حيث كان المسيحيون الأوائل يصلّون بجوار المدافن ورائحة الموت حولهم، لم تكن تنفّرهم، قدر ما كانت تجتذبهم بالأكثر إلى الحياة الآتية.

هكذا كنا نصلي القداس بينما تحيط بنا بقايا الأشياء المحروقة، وتملأ الأنوف رائحة الحريق، إذ كان الدخان ما يزال ينبعث من بعض المواضع، وكنا نرى بعضنا البعض بصعوبة، وكان المكان بالفعل شبيهًا بتلك القبور.
كُنّا قد اتفقنا مع الآباء ليلة القداس على أن يكون العدد محدودًا لا يتجاوز عدد أصابع اليدين، حتى لا نلفت الأنظار أو نثير المجرمين الذين قد يعتبرون ذلك نوعًامن التحدّي، لاسيّما وأن عمليات النهب كانت مستمرة حتى ذلك الوقت على مرأى ومسمع من الجميع، كما كانت الكنيسة بلا أبواب أو شبابيك، ولكننا فوجئنا بأعداد هائلة من جميع الأعمار جاءوا غير خائفين وهم يدركون جيدًا أن الخطر ما يزال محدقًا بالمكان!


4 - كنيسة السراديب في المنيا 2
محمد بن عبدالله ( 2013 / 8 / 21 - 23:36 )
وقد تناول في القداس عدد أكبر من المعتاد، كان المنظر رائعًا: أن نجتمع معًا -الأسقف والكهنة مع الشعب-، نعزّي بعضنا البعض. وبعد القداس قام الشباب في وقت محدود ببناء الفتحات التي دخل منها الناهبون لأيام، والذين كانوا قد نهبوا كلّ شيء، وحملوا كل ما استطاعوا قبل أن ينزعوا البلاط والرخام وأسلاك الكهرباء! وباعوا الجميع بأبخس الأثمان على مرأى من الجميع. ولكن الشعب غالب أحزانه وأوجاعه، وقرّر تجاوز الأزمة والعودة إلى الحياة بشكل طبيعي، وتأكّد للجميع أن الكنيسة ليست مجرد مبنى فقط، ولكن اجتماع الشعب براعيه حول الإفخارستيا.
ذكرني المشهد بمنظر الهيكل متهدّمًا محروقًا بالنار حين عاينه العائدون من السبي، وكانوا قد رأوه في سابق مجده وبهائه، فرفعوا أصواتهم بالبكاء (راجع عزرا 3: 12)، ولعلّ راعيي الكنيسة كانا أكثر المتأثرين بسبب أنهما بنيا الكنيسة وأعدوها بجهد جهيد ومشقة كثيرة، على مدار سنوات عديدة. لقد صلينا القداسات من قبل في الشوارع والمنازل وعلى الأسطح وتحت الأشجار، ولكنّ أيًّا منها لم يكن في مثل هذا الخشوع والجمال والتأثّر، لقد كان من أجلّ القداسات التي صليناها،


5 - كنيسة السراديب في المنيا 3
محمد بن عبدالله ( 2013 / 8 / 21 - 23:36 )
بل لم يكن هناك ما يشغلنا عن الله من جهة جمال المكان أو زخارفه، كان جماله الحقيقي -الله المُقدَّم في الإفخارستيا على المذبح-. وبعد القداس تجدّدت القوة والحماسة والرجاء في جميع الموجودين، فراحوا يتبرّكون من آثار الركام والحطام الذي أصبح بالنسبة لهم شهادة للمسيح، وعلامة قوة وبركة قادمة سريعًا

كلمات رائعة لنيافة الانبا مكاريوس

اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني