الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم أمريكي...الكابوس إرهابي !!

خالد غميرو

2013 / 8 / 19
كتابات ساخرة



عند نهاية الحرب العالمية الثانية، وبداية ماسمي بالحرب الباردة )رغم الاختلاف الذي قد يحصل بيني وبين أمريكا على درجة برودتها( التي أدخلت العالم في حرب النموذجين، أي النموذج الأمريكي "الرأسمالي" والنموذج "الاشتراكي بتحفظ"، فبعد كل الأخطاء والجرائم التي إرتكبت، وكل الموارد التي استُهلكت ودمرت، "انتهت الحرب" عندما سقط الجدار، فعادت ألمانيا الشرقية إلى غربيتها، وتفكك النموذج السوفيتي كأنه لم يكن، رغم أن بوادر تفككه كانت قد بدأت قبل دلك بسنين...
لن أُكمل القصة وأدخل في تفاصيلها لأنني في غنى عن ذلك، أولا لأن هذه الحكاية تدرس في مقرراتنا التاريخية، ويُمتحن فيها تلامذة الباكالوريا ( مشكورٌ نظامنا على توفيره لجهدنا، رغم "التعديلات" وإنحيازه لعدم الإنحياز)، و ثانيا، لأنه في الحقيقة ليس هذا ما يهمني في الموضوع، وإنما سر تذكيري بهده الحكاية، هو أني أريد أن أبدأ من السياق الذي ظهرت فيه "تهمة أمريكية" ظل يرن بها الجرس الأمريكي منذ ذلك الوقت.
في ذلك الزمن الغابر إخترع "الأمريكان" تهمة ألصقوها بكل شيء بدت عليه بوادر اللون الأحمر، حتى أنك يمكن أن تتخيل أن الأمريكان في تلك الحرب، كان يغمى عليهم عندما يروا دماءا حمراء تسيل من جرح بسيط في الأصبع الصغير، ولقد جاءت هذه العداوة مع هذا اللون، لأن في ذاك الوقت صادف ان كلمة "شيوعي" تحيل على اللون الأحمر (من وجهة نظر"البلاشفة" وماو "تسي تونكـ، وهو شي مين ... ")، لذلك أزالوا من معجم لغتهم السياسية هذه الكلمة، ووضعوا مكانها كلمة "إرهابي"، وبما ان كل ما يتغيير في السياسة فهو يسري على القطاعات الأخرى، أصبحت الأمهات الامريكيات (بدون تعميم) تقول لطفلها الذي لا يريد ان ينام "نم وإلا أحضرت لك الشيوعي"، وبما ان ما يدخل للمعجم لا يمكن أن يخرج منه حتى لو لم يعد "الشيوعي" يرعب أطفال الامريكان، فبعد أن سقط ما سقط وتفكك ما تفكك، وبدأ النموذج الأمريكي يسوق ويفرض بجميع الطرق على أنه حلم خارق يطير في الفضاء وينقد العالم من الأخطار، كان لابد لهذا "السوبر مان" لكي يصدقه الناس أكثرخاصتا الشعب الامريكي، ان يخلق له أعداءا جدد لكي يحاربهم وينتصر عليهم في النهاية، لكن هذه المرة هو من صنع أعداءه ليلعبوا معه اللعبة كما يريدها وبشروط هو من يضعها، فأسماهم أيضا "إرهابيين" وسمح لهم بالإنتشار في كل مكان خاصتا في الأماكن التي توجد فيها الغنائم، لأنه ليست هناك حرب بدون غنائم و ثروات يجنيها المنتصر في النهاية، لتبدأ المهمة المستحيلة في محاربة هؤلاء الإرهابيين الجدد، الذين لعبوا أدوارهم كما رُسمت لهم وكما أرادها "السوبرمان".
لقد سمحت هده اللعبة "للحلم الأمريكي" من جهة أن يحول "الشعب الأمريكي" إلى ما يشبه الأبقار التي يعلق في عنقها جرس يرن، ليذكرها انه كل ما تحركت او حاولت أن تحلم بطريقة أخرى، فإن هناك كابوس إسمه "الإرهاب" سيفسد احلامها، وان "السوبر مان" هو الوحيد الذي بإمكانه إن ينقدها من هذا الكابوس، ومن جهة أخرى فرض هذا "الحلم" نفسه على العالم وعلى جميع المجتمعات، عن طريق المال والديمقراطية والإعلام والحرب الحقوقية والسلاح والمخدرات... تحت شعار: إما أن تحلم "الحلم الأمريكي"، او نضعك في لائحة "الكابوس الإرهابي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها


.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف




.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب