الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر الثورة ..بين الدبلوماسك والانتلجنتسيا والبروليتاريا.

احمد البهائي

2013 / 8 / 19
الادارة و الاقتصاد


مصر الثورة ..بين الدبلوماسك والانتلجنتسيا والبروليتاريا.
دعونا نبدأ حديثنا ، بتوجيه الشكر لكل من اوباما الرئيس الامريكي وجون ماكين وليندسي غراهام عضوا الكونجرس الامريكي ، فبعد تصريحاتهم الاستفزازية ،قطعا الشك باليقين ان الاخوان المسلمين هم العملاء وبائعوا الوطن ، وان ثورتنا على حق وهم الباطل بعينه ،حيث كتب شهادة وفاة التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين ، كذلك علينا ان نتذكر ان جميع الحركات والجماعات الاسلامية المتطرفة الموجودة على الساحة ولدت من رحم جماعة الاخوان واساس فكرها سيد قطب رجل الاخوان في الخمسينات من القرن الماضي ..تحيا مصر بدون الاخوان .

هناك نظريات تنتمي إلي مجموعة العلوم الطبيعية ، كنظرية الطفو للشهير أرشميدس ونظرية فيثاغورث في الهندسة.. ونظرية دارون في الانتخاب الطبيعي.. ونظرية الجاذبية لإسحاق نيوتن..، كذلك نظرية الاواني المستطرقة لبناء اقتصاد حديث ،تلك النظريات التي بني عليها العالم الحديث .. الان نجد البيت الابيض بزعامة اوباما يخرج علينا بنظرية جديدة اسمها " الدبلوماسك " لاميركا قوامها تبادل الادوار ، تجاه الحالة المصرية التي بدأت بتصريحات آنا باترسون ثم جون كيري ووليام بيرنز واخيرا تصريحات السيناتور جون ماكين وليندسي جراهام ، حيث قال وزير الخارجية جون كيري في وقت سابق إن "الجيش المصري تدخل لاستعادة الديمقراطية بينما جاءت تصريحات السيناتور كون ماكين وليندسي جراهام لتصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري ، هذه هي سياسة امريكا تجاه ما يحدث في مصر الان .

فالنضال الوطني دائما وابدا كان يسير في مصر في خطين متوازيين ،الخط الاول * تحرير تراب الوطن من الاحتلال ،الخط الثاني *تحرير الاقتصاد الوطني من السيطرة والهيمنة الاجنبية ،وبنظرة تفحصية تبين ان الصراع وتحرير تراب الوطن من الاحتلال كان صراعا بسيطا حيث التف حوله كافة القوي الوطنية بمختلف ايديولوجيتهم وانتمائتهم الفكرية .
اما الصراع ضد السيطرة الاقتصادية كان ومازال صراعا مركبا ،حيث ان مصالح البورجوازية المصرية كانت ومازالت تتشابك مع مصالح الاحتكارات الاجنبية ، كذلك كانت ومازالت تتناقض على الدوام مع مصالح بقية القوي الاجتماعية والوطنية داخل البلاد ،وما يحدث الان في مصر بعد ثورة 25 يناير هو صراعا اقتصاديا بامتياز، فالاحتكار الاجنبي مازال موجود بقوة ومن العجيب ان المحتكر الاجنبي قد ساهم في اضعاف الطبقة البورجوازية التي كانت حاكمة قبل الثورة والتي كانت تساعده في تثبيت نظامه الاحتكاري والانتقال من نظام الالتزام الى نظام الانفتاح الاقتصادي والاكثر عجبا قام بإسناد المهمة الى الطبقة الجديدة القديمة التي ظهرت مؤخرا وهي " البورجواية الاسلامية " التي تتشح بالرداء الديني الاسلامي .
ومن هنا يمكن القول ان ما تشهده مصر الان على الساحة هو صراع اقتصادي حاد بين الاحتكار الاجنبي والطبقة البورجواية الاسلامية من ناحية ، وبين الطبقة ( الانتلجنتسيا ) هى تمثل العمود الفقري في الطبقة البورجوازية الصغيرة التي تتكون من"" الطلبة والموظفين واصحاب المهن احرة من المحامين والمهندسين والاطباء والصحفين واساتذة الجامعات وغيرهم.." من ناحية اخرى ، التي تمثل في مصر الان نفس الدور الذي كانت تمثله الطبقة الوسطى الاوروبية في مناصرة الديموقرا طية الليبرالية ،ومما يزيد الصراع حدة بينهم هو محاولة كلا منهم استقطاب طبقة ( البروليتاريا ) التى تمثل العمال الصناعيين والفلاحون .

الصراع قديم جديد ، فالادوات مازالت هي ،والاساليب لم تتغير كثيرا ، فحلقات الصراع متشابكة ومركبة كلا له دوره التي تتكيف مع الوقت بينما المكان ثابت كما هو بعناصره ،فالصراع الاقتصادي في مصر تتحكم فيه الطبقية منذ خضوع مصر للاحتلال العثماني .
فالاقتصاد المصري في طبيعته ليس نتاج تطور طبيعي لانماط الانتاج المعروفة ، انما هو نتاجا لمؤثرات خارجية بالدرجة الاولى ، فالصراع الطبقي معروف يكون بين الذين يملكون والذين لا يملكون ، اما في مصر فالصراع الطبقي له تعريف اخر فهو بين الذين يملكون والذين يملكون !! ،اما الطبقة الاخرى الوطنية فهي تحارب بفعل الطبقة المتأسلمة لمنعها اي الطبقة الوطنية من تحيقق ما فعلته نفس الطبقة في الدول الاوربية من الوصول ولذلك ينتقل الصراع دائما بين الذين يملكون والذين يملكون وهذا هو الخطير وهو ما يلعب عليه المحتكر الاجنبي ويجد من يسانده في تحقيق مخططه .

واخيرا دعوني اختمها بتلك الكلمات التي جاءت على لسان الفيلسوف لايبنتز " وهو يوجهها الى الملك لويس الرابع عشر يحرضه فيها على غزو مصر واحتلالها والسيطرة منها على كنوز الشرق وما وراء الشرق ، قائلا (.. اريد ان اتحدث اليكم يامولاي في مشروع غزو مصر ، لايوجد بين اجزاء الارض جميعها بلد يمكن التسلط منه على العالم كله وعلى بحار الدنيا بأسرها غير مصر ، وهي تستطيع ان تقوم بذلك لانها قادرة على ان تستوعب عددا كبيرا من السكان ، ولان خصب تربتها لا نظير لها ، ولقد كانت في الماضي تعد مهدا للعلوم ومحرابا لنعمة الله .. - تلك الارض المقدسة التي تصل اسيا بإفريقيا والتي جعلتها الطبيعة حاجزا بين البحر المتوسط والبحر الاحمر ، ومدخلا لبلاد الشرق جميعها ، ومستودعها لكنوز اوروبا والهند ، ولو فرضنا ان هذا المشروع المتحقق التوفيق - قد فشل فماذا عسى ان يصيب فرنسا .. ان موقع مصر الفريد سيفتح لكم خزائن الشرق الهائل الثراء ، وسيربطكم مع الهند برباط وثيق ، ويمهد الطريق امام غزاة عظماء خليقين بالانتساب الى الاسكندر الاكبر ..) .
فالخلاصة يمكن القول ان النضال الوطني حرر تراب مصر الوطني من الاحتلال ،بينما اقتصادها الوطني مازال يرضخ تحت السيطرة والاحتكار الخارجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن .. سعر الذهب اليوم الأحد 2 يونيو


.. كلمة أخيرة - وزير التموين: سنكون سعداء لو طبقنا الدعم النقدي




.. كلمة أخيرة - وزير التموين: صندوق النقد لم يطلب خفض الدعم.. و


.. منصة لتجارة الذهب إلكترونياً بالحلال




.. البنك المركزي اليمني يوقف التعامل مع 6 بنوك لم تلتزم بقرار ن