الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعود عهد مبارك؟

الطيب طهوري

2013 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ما حدث ويحدث في مصر يشبه إلى حد بعيد ما حدث في جزائر تسعينيات القرن الماضي..
استغلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ استيلاءها على أغلب بلديات الجزائر ومجالسها الشعبية الولائية ومجلسها الشعبي الوطني في الإسراع الحثيث في أسلمة الشارع الجزائري وفق فهمها الخاص للإسلام، فكان أن ظهرت ميليشيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشوارع والقرى والحدائق العمومية ومختلف المؤسسات بشكل مباشر تارة وبشكل غير مباشر تارة اخرى ، وربما ساهمت المخابرات الجزائرية في تغذية تلك الممارسات التي يمكن القول بانها ممارسات غبية تنبئ عن خبرة سياسية محدودة جدا جدا لدى الفيسيين ،وهو ما ادى إلى نفور القوى العلمانية منها بيسارييها وليبرالييها وتخوفها من إمكانية ان يقع لها ماوقع للعلمانيين في إيران بعد انتصار ما سمي بالثورة الإسلامية فيها( إيران )..
بادرت تلك القوى العلمانية الجزائرية إلى الإعلان عن رفضها لممارسات الفيس تلك بالقيام بالكثير من المظاهرات والمسيرات رافعة شعاري: الجزائر حرة ديمقراطية – والجزائر ليست إيران أو افغانستان..
استغلت السلطة الجزائرية تلك المسيرات الرافضة فاوقفت المسار الانتخابي وحلت جبهة الإنقاذ، وعادت السلطة التي رفضها الشعب وانتقم منها بانتخابه الفيس ..وكان ما كان من إرهاب لم يخد م سوى تلك السلطة..
في مصر، ما إن وصل الإخوان إلى السلطة بمشاركة العلمانيين بيسارييهم وليبرالييهم حتى بدأوا يسرعون الخطى هم ايضا في أسلمة الشارع المصري وفق فهمهم الخاص للإسلام أيضا..وهو مادفع بالقوى العلمانية المصرية إلى رفض ممارساتهم تلك بالقيام بالكثير من المسيرات والمظاهرات..وكانت اعتصامات 30 جويلية أبرز صور ذلك الرفض..
والمعروف ان منظمي تلك المظاهرات والاعتصامات كانوا من العلمانيين وفلول نظام مبارك معا.. استغل ما سمي بالسلطة المصرية العميقة ذلك ، فكان عزل
الرئيس المنتخب بنسبة أكثر بقليل من النسبة التي حصل عليها مرشح الفلول في الانتخابات الرئاسية..
ولأن إسلاميي مصر لم يستفيدوا إطلاقا من تجربة إخوانهم في الجزائر نتيجة انغلاقهم الفكري وتعصبهم واعتقادهم بأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة - خلافا للسلطة المصرية العميقة التي استفادت كثيرا من تجربة السلطة الجزائرية - فقد ساروا على نفس خطى الفيس حيث لجأو إلى الاعتصامات والمظاهرات ، تماما كما حدث من قبل إخوانهم في الجزائر،مصرين على عودة مرسي بدعوى الشرعية، وهو ما أتاح للسلطة المصرية العميقة استغلال تلك الاعتصامات التي طال أمدها ومست بالكثير من مصالح الناس في مواقع تلك الاعتصامات للجوء إلى فضها ( الاعتصامات ) بكل الوسائل والطرق..
ترى، هل يلجأ إخوان مصر وإسلاميوها عموما إلى العنف والسير في طريق الإرهاب المشؤوم ، وإدخال مصر من ثمة في دوامة عواصف الدم والسماح من ثمة لتلك السلطة العميقة بالعودة بقوة والقبض أكثر على كرسي الحكم بيد من حديد..وإعلان موت ثورة 25 يناير، خاصة ونحن نعرف أن القوى العلمانية المصرية ، كما هي حال مثيلاتها في كل دول العالم العربي قليلة العدد وتأثيرها على الشارع الاجتماعي محدود ، نتيجة امية ذلك الشارع الواسعة ، منجهة ، وتحكم العاطفة الدينية فيه اكثر، من جهة أخرى ،وأن تحركها لرفض عودة تلك السلطة العميقة لن يتجاوز حدود ما كانت تقوم به حركة كفاية مثلا، وإذا اضفنا لذلك اليأسَ الذي سيزداد اكثر، فإن ذلك الرفض سيكون محدودا جدا؟
صحيح أن تضاريس أرض مصر ليست مثل تضاريس الجزائر الجبلية الغابية..لكن الإرهاب هو الإرهاب ، ومصالح السلطة المتنفذة هي نفسها في البلدين ،وإن اختلفت المواقع والظروف..
أتمنى أن اكون مخطئا في ظني..
كما أتمنى لمصر وشعبها كل الأمن والسلام والخير ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل يعود مبارك؟ لقد .عاد ونحن له بالمرصاد
عبد الله اغونان ( 2013 / 8 / 19 - 15:14 )
مبارك واسرائيل أسعد الناس بمايقع في الأرملة مصر أم الدنيا كما يلقبها العوام
مبارك عاد لكن على الدبابات والجثث والانقلاب والاعلام الكاذب المضلل والتأمر والتمرد على الشرعية
فاليعد لكنه لن يهدأ ولن يغمض له جفن الثورة مستمرة الى رجود الشرعية
والله المستعان

اخر الافلام

.. آلاف الأسر قررت القيام بجولات سياحية عبر مدن البلد خلال عطلة


.. عقوبات بديلة عن الحبس تشمل غرامات والعمل للمنفعة العامة والم




.. مراسلتنا.. قتيل وجريح بغارة استهدفت دراجة نارية بين بنت جبيل


.. تعرف إلى تاريخ بناء الحرم المكي بدءا من أمر الله إبراهيم علي




.. ألمانيا تحقق لقطع التمويل عن أكاديميين دعموا فلسطين