الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقراء يدفعون فاتورة غباء الجماعة و قمع العسكر

ناصر البحيري

2013 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كتب : ناصر البحيري
أهم ما اكتسبته جماعة الإخوان المسلمين من ثورة يناير، هو رفع كلمة "محظورة" من جانب اسمها، كان ذلك من شأنه أن يجعل الجماعة تمارس أنشطتها بشكل علني وتكسب على أرض الواقع مكتسبات سياسية وجماهيرية عظيمة، خاصة انها لها تاريخ في ذلك.

لكن الخروج من ظلمات العمل السياسي تحت الأرض فجأة إلى ممارسة السياسة في النور، والقاعدة العريضة التي كانت تمتلكها الجماعة مقارنة بغيرها من التنظيمات السياسية في مصر، أعماها تماما عن ذلك المكتسب العظيم.

فذهب الطمع السياسي بها إلى أمد بعيد، وقررت بغباء سياسي وعدم خبرة في أن "تكوش" على كل شئ، البرلمان والرئاسة والنقابات والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وتدخلت بشكل سافر في كل مؤسسات الدولة بطريقة أطلق عليها الإعلام، "الأخونة".

وواجهت الجماعة نتيجة تخبطها ذلك انتقادات النشطاء وشباب الثورة، شركاء النضال سابقا، الذين تجاهلتهم تماما، والفلول وقررت أن تحارب على كل الجبهات، دون أن تنظر بدقة إلى أوضاعها الداخلية، أو تقيس قوة منافسيها السياسيين، أو الطامعين لعودة النظام الأسبق.

حوربت الجماعة من جميع الأطراف، وانتهت بنفس اليد، يد العسكر، التي عقدت معهم صفقة في السابق لخروج قياداته، بشكل آمن لقد خرج "طنطاوي" في السابق ومعه "عنان" وعينا مستشارين لرئاسة الجمهورية وبغض النظر فقد انقلب الشريكان على بعضهما ليصعد مرة أخرى "العسكر"إلى قيادة البلاد مستفيدا من تجربة سابقة استخلص منها دروسا لا تجعله يفقد القيادة بسهولة، فالآن تتكلم قياداته عن الديمقراطية وحق الشعب المصري في الحرية والعيش الكريم، ويدفعون بوجوه تجيد الحديث اللين، عندما يكون الخطاب موجها إلى الشعب المصري، مدعيا شن حرب كبيرة لا بد أن يشارك فيها الشعب ضد الإرهاب قاصدا طوال الوقت الجماعة ومناصريها.

والمشهد الآخر الأكثر إزعاجا تصفية الحسابات التي تمارسها الداخلية ضد الجماعة وترد عليها الجماعة أيضا بعنف، فقد قتل أمس أكثر من 37 من المتهمين الذين كانوا محتجزين في سيارة ترحيلات دون رحمة وأي إن كان من قتلهم فهم في يد الداخلية وهي مسئولة عن سلامة أرواحهم ولكن قتلوا في إطار تصفية الحسابات وردت الجماعة أو مناصروها بقتل 24 مجندا من الأمن المركزي في سيناء هكذا يبدو المشهد، الفقراء يدفعون من دماءهم فاتورة صراع الدمويين في مصر سواء الجماعة أو النظام القادم الذي كشف عن دمويته.


 -;-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا