الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مائدة الزعيم :

فلورنس غزلان

2013 / 8 / 20
الادب والفن


مائدة الزعيم :ــ
عامرة مأدبة الزعيم ابن الزعيم...فزعماء العرب ورثوا الكرم الحاتمي..خاصة عندما يكون من مال الشعب .....على مائدة المعلم ..القائد ...الخالد ...الأب ...القاتل، المجرم ...الديوس التقى كل الخصيان ...والجباة والسماسرة والمقامرين...حضر قطاع الطرق ، قاطعي الأعناق والأرزاق...وكتاب الأوراق الصفراء...من إذاعيين وإعلامين وأبواق مُسَّخرة...لإنقاذ وجه السيد الأصفر...دون حياة ...الشاحب دون ملامح من مقصلة التاريخ.....واقتعد العسكر طرفاً يحتمل رنين أوسمتهم ونياشينهم ...المعلقة فوق صدور ...خالية من القلوب الآدمية...وأكتاف منفوخة كطبول تقرع فوق فراغ رؤوس ...تهلل وتبجل ...للسيد ابن السيد... والتحقت بهم عمامات بيضاء وأخرى سوداء...الجميع يركع ...يبسمل ويحوقل..يُطري ويمدح ..يعد حبات سبحته ويمسد على لحيته...يغمض عيونه ..إمعاناً في الخشوع...والخنوع ...للسيد أو لأرباب السيد ..إنهم علماء العصر والخُسر...إنهم أتباع الله وجامعي مجد إسلامه من طرفيه الأعظمين المتناقضين...إنهم علماء السلاطين...حفاري القبور...يحملون النذور والبخور...لتعطير ما أفسده الحضور وتبرير كل الفجور وعظائم الأمور...عند السيد صاحب القصور ..." قصور الشعب" !! هكذا رنينها أكبر ووقعها على الأذن أعظم وأطرب ....اجتمع القوم ...ليتباحثوا ويتبادلوا الأنخاب ...احتفاء بما حققوه من نصرٍ وماجنوه من أرباح وألقاب في حربهم الضروس...ضد المندسين والمتآمرين من إمبريالية دولية وإرهاب ...كانت المائدة عامرة وطويلة ..فاخرة ومرصعة بلآليء نادرة وجميلة...صحون تروح وكؤوس تُملأ ...وأنخاب ترفع...وصيحات تطلق ...فالغلة وافرة ...والكَّرَم دَوار..مفخرة أهل الدار...إكرم يابن أبيك ..واقفل الباب على مواليك...كي لاتحسدهم العيون ولا تشكيهم البطون...فمن حولهم أقوام تجوع...بين غائب ومفجوع ...منحور ملدوغ ومفجوع...فلا ضير من إقفال الأبواب والاقتصار على الأصحاب والأحباب من زمرة السلطان ورهطه..المتآلف والمتجانس...في نوعه غريب الأطوار والأفعال...يدخل موسوعات الكون من باب الجرائم ضد الإنسانية...والفظائع بحق البشرية..
دارت الأواني وارتفعت الصواني...فهذا جسد طفل يرتعد من البرد...مثقوب العضد ...مجروح الفخذ والخد...بيده نصف رغيف...يرتدي بنطالاً غير نظيف......لكن هزاله يثير لعاب القواد والجلاد...دماءه الرقيقة ...تشبه الخمر الفرنسي في صفائه ونقائه ...اعصروه واهصروه ...فهو لكم حلالاً زلالاً...بمقياس نصر الله وحسون..لأنكم الأقرب لعائشة ..والأشد حرصاً على فاطمة وزينب... اشربوه وامسحوا بأكماكم ..ماابتلعته أشداقكم...كي تظل الرائحة بكم لصيقة...تُذَّكر الخلق بأعمالكم الصفيقة....هذه ظفيرة صبية...تتدلى كعنقود من سلة حصادكم الأخير في مدينة القصير....أما الأحداق والأعناق...من رقاب تحمل الأطواق والقلائد...وأسنان كالمشط بيضاء تلمع ...تضيء سواد أيامكم وترتسم...ابتساماتها في سهواتكم وكبواتكم...لاتغمد سكينك يابن الزناة...في جسد مازال ينبض بالحياة...لرضيع...فقد ثدي أمه...ومازال يتلمظ بحليبها... ادفن وجهك ...لأن التاريخ...يمر بأصابعه فوق مائدتك...ويسجل كل ماحفلت به...من أطايب الأجساد ...من أبناء بلدٍ...كان يوماً لك فيه ريح....سيدفنه الوطن مع وجهك القبيح حين يفيء لرشده ...ويهرع نحو أحفاده وجده...يستيقظ ..من كبوته وسباته...يسد أبوابه بوجهك ووجه المغامر والمقامر...بوجه الحالم والمطرود من الماضي إلى الحاضر المسدود...نحو آفاق الحرية..والحضارة الإنسانية... ويعيد لسوريا وجهها المليح...ونهجها الصريح...
ــ باريس 19/8/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس