الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاداعي للقلق،سقوط إخوان مصر مكسب ثوري

طه معروف

2013 / 8 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لاداعي للقلق
سقوط إخوان مصر مكسب ثوري

بعيداً عن توصيف وتحليل القاصر التي يحصر الثورة بالإخوان في ميدان الرابعة والنهظة و تعتبر فض الإعتصام ،فضاً للثورة بأكمله على أيدي العسكر ،فإن الثورة لايمكن أن يدفن في مكان إعتصام الإخوان وصراع بين قطبي القوى المضادة للثورة لا يعني بأي حال من الأحول نهاية الثورة . فمثل هذا الطرح والتوجه بعيد كل البعد عن معرفة الصحيحة لواقع الصراع السياسي في مصر .الثورة المصرية إندلعت بالتوازي مع أزمتها المعقدة ولم يتمكن يوماً أن يظهر بتوجه سياسي واضح المعالم والأهداف من الناحية السياسية والتنظيمية وفشل لحد الآن من أخذ المسافة وبصفها المستقل بينها وبين القوى و الحركات البورجوازية المعارضة بشقيها الإسلامي والقومي أو الليبرالي .فشاهدنا في بداية الثورة تارة يرفع شعار إسقاط النظام وتارة أخرى يتخذ موقفاً مغايراً . الثورة مازال يراوح مكانه وهذا السبب في إنخراط بعض من وجوه الثورة و قياداتها في مشروع خارطة الطريق التي يقودها العسكر .ولذا ليس بشئ غريب عندما رأينا تدخلاً عسكرياً لحسم الموقف في 4يونيو كي يظهر بمظهر الثوار لكي يتجاوب على المطالب الجماهيرية الآنية والملحة المتمثلة بإسقاط إخوان . الحديث عن الإنقلاب على الثورة من دون تشخيص طبيعة وإمكانية الثورة و درجة مستوى إستعدادها للعمل الثوري ،ستبقى كلاما في إطار التمنيات الطيبة للثورة ويبدو أن أصحاب هذا الرأي يفضلون حكم الإخوان ويسيرون عكس إتجاه الجماهير المصرية المنتفضة الذي جعلت من سقوط إخوان هدفاً آنياً ملحاً للثورة مثلما كانت سقوط قيصر خلال ثورة اكتوبر1917 تحولت إلى مطلب رأيسي للثورة لدى غالبية القوة السياسية وبمساندة أكثرية الساحقة من الجماهير في أنحاء روسيا . الجماهير إنتفض بوجه حكم إخوان ومعها أغلبية القوى الإشتراكية والعمالية بعد أن جرَب و لمس في تجارب حياته اليومية خطورة البورجوازية الإسلامية على الثورة وعلى الحياة المدنية للمجتمع .فالجماهير كانت مستعدة لمد يدها نحو الشيطان لكي يتخلص من حكم الفاشية الإسلامية ...أما من يرى بأن فض إعتصام هو فض الثورة كونه لم ينفذ من قبل قوى الثورة ،فهذا توهم وعجز في إدراك طبيعة مراحل والفصول الثورية وعدم إلمام أو معرفة بمدى إمكانيته على هذا العمل .
صحيح أن العسكر يشكل عمود الفقري لقوة المضادة للثورة وصحيح أيضاً بأن العسكر ليست حليفاً للثورة وتدخلت بهدف القضاء والتخلص من الثورة . ولكن تقليل من شأن الحضور الجماهيري المكثف في 30يونيو ورغبتها الجامح لسقوط الإخوان لتخلص من حكم ديني ،خطأ جسيم يقذف بأصحابها شاؤو أم أبو في السلة الإخوان والجبهة الإسلام السياسي . التحليل السياسي الموضوعي يجب أن يتحدث مع معطيات الأمور من الواقع الحي لا أن يلتف حول تعابير و أقوال مجردة أوالجملة الثورية الفارغة .سقوط الإخوان مكسب ثوري وجماهيري ليس على نطاق المحلي المصري وإنما على نطاق الأقليمي والدولي .خطورة الإسلام السياسي على الثورة وعلى الحياة الإنسانية لايقارن بخطورة العسكر في حدود دولة معينة .مطلب حل ومنع نشاط هذه الجماعة ألإرهابية ألإسلامية يجب أن تثبت وتدون في برامج جميع الحركات الثورية ويجبر الحكومة على منع نشاطهم السياسي مثلما يفعل الحكومات الأوروبية بحق النازيين . فهؤلاء خطر جسيم على مستقبل البشرية أكثر من أية قوة أخرى إذن لماذا هذا الهراء حول فض إعتصام أخطر جماعة إرهابية الذي لايعرف أية لغة سوى لغة العنف .
سقوط حكم أخوان ليس بهذا الحجم التي يوصف بها بعض على أنه مجرد تقليماً لأظافر الإخوان لا أكثر ،فمثل تلك الوصفة السطحية بعيد كل البعد عن معرفة واقع و حجم هذا الحدث وتأثيرها العالمي والمحلي في بلد التي ولد فيها إخوان وتعتبر عجزاً سياسياً أيضاً في فهم الصراعات السياسية وقفزعريض على مطالب الجماهيرية الأنية الواسعة في مصر التي لم يريد أن تبقى ساكناً في ظل حكم وموعظة خفافيش الظلام ومنعت بموقفها هذا أن ينقل التجربة الخمينية إلى مصر . جماهير المنطقة إستخلص الدروس من التجربة الأيرانية ويعلم جيداً كيف صعد الإسلاميين على سلم الثورة إلى السلطة وما حدث لجماهير ايران في ظل الإرهاب الإسلامي .
.
لست مع إستخدام العنف الأعمى أو القوة المفرطة ضد أية جهة كانت ولكن الإخوان هم أنفسهم أختاروا خيارالمواجهة والعنف وكما نعلم كانوا يسخرون بأ صوات الجماهير في 30يونيو و لن يستسلموا لإرادتها ولم يصغوا أيضاً لا لندائات والتحذيرات العسكر ولا لوصاية أو النصائح من أي جهة سواء من الداخل أو من الخارج بل إستخفوا بالجميع وتمسكوا بمطالبهم وأعلنوا الإستنفار والتعبئة والتضحية بالملايين وبهذا الموقف أكدوا مرة أخرى بأن مسألة السلطة بالنسبة لهم هو مسألة الحياة الموت ولن يترك السلطة مرة أخرى لأحد لا بالإتخابات ولا بالإحتجاجات السلمية وأظهروا أيضاً بوضوح أن مسألة تداول السلطة أو الإنتخابات وما شابه ذلك أمر مستبعد ولا توجد في قاموس الإسلام السياسي وإذا مرة دخلوا وشاركوا العملية السياسية والإنتخابات على ظهر حصان الثورة فهذا أول وآخر مرة وإلى الأبد وسيصبح السلطة بعدئذ إلى سلطة اللاهوت ومن يقترب أو الحديث عنها سيحرق مرتين ،مرة بنار الإخوان ومرة "بنار الله في القيامة" حسبما يتوعدون بها . أما الحديث عن الديمقراطية البورجوازية أو عروسها الإنتخابات التي كان يرددونها يوما ما لخداع الجماهيرولزعزعة قوة الخصم ،سيبدد حال إستلامها السلطة بل سيصبح من المحرمات ويعاقب عليها الشريعة الإسلامية مثلما رأينا طوال ثلاث عقود ونيف في ظل السلطة الدموية الإسلامية في ايران .

فهؤلاء الذين يضخمون فقط دور الجيش كعمود الفقري للقوة المضادة للثورة ويستخفون أو يقللون من شأن الخطر الأقليمي والدولي الكاسح للإسلام السياسي، مصابون بقصر النظر السياسي ولابرون ما جرى ويجري الآن حولهم نتيجة هيمنة هذه الحركة الفاشية الدولية على الحياة السياسية في المنطقة ولا يهتمون بدور الإخوان كيف أختطف وأجهض على الثورة وأحكم الخناق عليها منذ إنطلاق شرارته الأولى في مصر وتونس وسوريا .
طه معروف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب التقدم والاشتراكية يناقش العنف الرقمي ضد النساء، سبل الح


.. تداعيات الصراع القائم و آفاقه - د. موفق محادين.




.. س?بار?ت ب? ه??بژاردني خولي ش?ش?مي پ?رل?ماني کوردستان


.. بعد عام من 7 اكتوبر، حوار مع مصعب بشی-ر




.. الشرطة الباكستانية تشتبك مع متظاهرين بعد حظر جماعة حقوقية من