الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة شعوب

سوزان خواتمي

2005 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لست بصدد ابداء الرأي مؤيداً أو معارضاً حول انسحاب الجيش السوري من لبنان ولن أقوم بتحليل سياسي لما يحدث على الساحة الدولية بعد اغتيال الحريري ولا حتى الاشارة إلى الجهات التي تتحقق مصالحها في غيابه، فقد صار عندنا عدد قياسي من المحللين السياسيين بل وأظن أن كل بيت يوجد فرد فيه على الأقل يتولى مهمة التنظير وربما الكتابة والاتصال بالبرامج السياسية الحوارية لنقل قناعاته ويتبنى حلولاً أكيدة لكل القضايا التي تشغل عالمنا وليس فقط مسألة التواجد السوري .. وهذا طبيعي مادمنا نستقرئ أيامنا في قاع فنجان القهوة كل صباح، ولا نعلم أي مصيبة كونية ستقذف باتجاهنا..
المهم أردت هنا طرح مشكلة أسميها أزمة شعوب فمازلنا كعرب الأقدر على تبني خطاب العاطفة والتي تعبر عن ادنى انفعالاتها وتقذفه بصيغة معادية تعميمية ودون استثناء، وهذا ما يتكرر حدوثه مع كل موقف سياسي " متعنت " يورث العداء بين الافراد.
علينا أولا أن نبين / لمجرد التذكير أن مابين سوريا ولبنان أكثر من ملف مشترك إضافة لتاريخ من العلاقات ليس أقلها امتداد جذور عائلات بأكملها من سوريا باتجاه لبنان والعكس أيضاً صحيح، ناهيك عن مصالح الجوار والقرب الجغرافي إضافة إلى تقارب شديد في بنية العادات والتقاليد.
وثانياً / أن الشعب السوري لا يتبنى بمجمله سياسة حكومته في البقاء ضمن الأراضي اللبنانية
وأصوات المعارضة تصل ونسمعها ونقرأها في كل مكان، ايضاً من الطرف المقابل هناك جهات لبنانية لا تدعم كموقف خروج الجيش السوري.
ماذا يحدث الآن حين نسمع ألفاظاً جارحة ومهينة عبر شبكة الانترنت يوجهها لبناني ضد سوري لمجرد اعتقاده بأنها الطريقة الأمثل للانتصار إلى قضيته.
وماذا يحدث الآن حين يتم تحطيم زجاج سيارات تحمل أرقاماً سورية أو حين يهان عمال بسطاء سوريون يفترض أنهم مثل غيرهم من غرباء الأرض يسعون إلى لقمة عيش.
ومع الأخذ بكل الاعتبارات وتعليلها بأنها تصرفات قليلة و شخصية وغير واعية انفجرت أمام الحزن الشديد ورغبة كانت مكتومة مع تجاهل أن هناك من يستفيد من اضطرام غضب الشارع ليحقق هدفاً /ماشاء الله الكل يحقق اهدافه / إلا انها حوادث تشكل ظاهرة خطرة في قضية الفكر العربي الذي مازال رغم كل نداءات العقل ومحاولة اخراجه من تطرفه العرقي او الديني او الطائفي أو الاقليمي أو العشائري إلا ان هذا الوحش يخرج في كل مناسبة ممكنة
لا يبدو الإصرار على احترام إنسانية الآخر مطلب صعب التحقيق في زمن صار العالم قرية مختلطة الملل والأجناس، فمن جهة المواطن في عالمنا ورأيه هو تحصيل حاصل ومن جهة ثانية طالما أن قنوات السياسة عبر الحكومات والطرق الدبلوماسية وعلاقات المصالح الدولية والضغوط من الأطراف
الأعلى هي الصوت- الوحيد والاوحد- الذي يطبق للوصول إلى قرار سياسي بغض النظر عن المطالب الجماهيرية وأرجو أن لا يكون في كلامي ما يحبط .. إذن تصبح المعاداة والكراهية بين الافراد لبعضهم سواء كان هذا في لبنان او في سوريا او في الخليج او فوق ارض يمكن ان تتسع لجنسيات مختلفة هو فعل يناقض الحكمة
وانا كسورية لي أصدقاء من لبنان بيننا خبز وملح وكبة نية.. هل يعني أي موقف سياسي تتبناه حكومتهم أو حكومتي هو بذرة بغضاء صالحة لتقوض العلاقة الإنسانية بيننا.
وبناء على نفس المنطق أطلب ممن يحيلون رأيهم إلى سباب وشتيمة عامة ضبط النفس لأن هناك أرضية مشتركة للتفاهم وإبداء الرأي والمطالبة يمكننا أن نتقاسمها معاً بعيداً عن العصبيةً، وتعتبر الرسائل التي أرسلتها الأصوات المعارضة قناة واعية للمشاركة في القرار دون انفجارات غاضبة لن تورثنا إلا المزيد من الأحقاد والتفرقة " ونحن امة لاينقصها المزيد "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟