الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!... «وراء كل وطن عظيم، خائن أو مأجور»!!

كمال مراد

2005 / 5 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد أن أطلقت شركات الإعلان ضحكة بقرة «لافاش كيري»، كان لا بد لها أن تعمل على وحدة وتلازم المسارين «البقري والبشري»!.. وتمهيداً لهذا العمل الوحدوي، ملأت لوحاتها الإعلانية الكبيرة بسؤال: «من وراء كل امرأة عظيمة؟»!!
ولم يطل انتظارنا، بعد أن أعادت ملء تلك اللوحات بالجواب القاطع والحاسم:
«وراء كل امرأة عظيمة سائل فريند»!!..
وللتوضيح، فإن السيد «فريند» الذي هو «وراء كل امرأة عظيمة»، ليس له صلة قربة مباشرة بالسيد «نابليون بونابرت» الذي سبق له القول: «وراء كل رجل عظيم امرأة»!!.. وبذلك طوّرت شركات الإعلان مقولة نابليون، لتعيد الربط إلى أصوله، وتُبين بشكل جدلي مكانة الرجال الخارقين في الزمن الجديد، بعد أن كشفت النقاب عن الحامل الموضوعي لمفهوم الرجولة الذي لا بد له أن يرتبط بمفهوم الأوطان..
وهكذا، فقد طهّرت نظافة سائل «فريند» العظيمة المعدن البشري لتشكل فتحاً جديداً يعيد النظر بكل المفاهيم القديمة البالية، لتنطلق بكل حرية مفاهيم عالم اليوم على طريقة النظام العالمي الجديد، ويصبح بالتالي: «وراء كل وطن عظيم، خائن أو مأجور»!!..
وترجمة لهذه المقولة المفترضة، نقرأ بعض الوقائع التي لم تُنس بعد:
■ سبق للجنة جائزة «نوبل» أن منحت جائزة «السلام» مناصفة بين الخائن السادات والصهيوني بيغن، بعد التوقيع على اتفاقية «كامب ديفيد» تحت الرعاية الأمريكية..
■ تطورت شعارات «ثورة الاستقلال» اللبنانية التي بدأت بالبحث عن الحقيقة، لتمرّ بشعار: «حرية سيادة استقلال»، وصولاً للمطالبة بعودة رموز الحرب الأهلية اللبنانية (عودة عون، وإطلاق سراح جعجع)، اللذين كانا يتعاونان بكل إخلاص مع رفاقهم الإسرائيليين، على اعتبار أن «لبنان هو وطن خارج إطار الدول العربية وإرثه التاريخي القومي هو الفينيقية وليس التاريخ العربي، وأهم أعدائه البلدان العربية، والصديقة الوحيدة للبنان ضمن محيطه الجغرافي هي إسرائيل، وإن الحدود بين لبنان وإسرائيل مصطنعة ويجب إزالتها»!!..
■ في اليوم الذي اندلعت فيه الحرب اللبنانية (15/4/1975)، نشأ حزب «حراس الأرز» الذي رفع شعار: «لن يبقى فلسطيني على الأرض اللبنانية»، وتطور هذا الشعار خلال مجرى الحرب ليصبح: «على كل لبناني أن يقتل فلسطينياً»، وطلبوا مساعدة الصديقة إسرائيل ضد قوى الشر: (الفلسطينية والسورية والإيرانية)!!..
■ وفي عام 1983 طالبوا بتطبيق اتفاق 17 أيار وإتباعه باتفاقية سلام مع إسرائيل..
■ ومع بروز ظاهرة الجنرال ميشيل عون، التحق «حراس الأرز» بهذه الحركة المتقدمة!!..
■ بعد مجازره العديدة، ناشد الجنرال عون الإسرائيليين لمساعدته في الوصول إلى سدة الرئاسة، والتي كلفت نحو ألف قتيل عام 1990، وفي نهاية حربه هرب إلى السفارة الفرنسية في لبنان وهو يرتدي البيجاما..
■ وجه القضاء اللبناني للجنرال عون ثلاث تهم وهي (اغتصاب السلطة وسرقة الأموال العامة والقيام بنشاطات سياسية محظورة)، كما أصدر القضاء يوم 24/10/2003 مذكرة توقيف غيابية بحقه بعدما قدم شهادته للجنة التابعة للكونغرس الأمريكي التي ناقشت «قانون محاسبة سورية» بتهمة الإرهاب..
■ قبل أيام من عودة عون إلى لبنان، عقد لقاءً مع قادة إسرائيليين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وشعبة التخطيط في وزارة الدفاع الإسرائيلية تحت حراسة قوات الأمن الفرنسية.. إضافة إلى عدة لقاءات سابقة له مع جهات إسرائيلية عدة..
■ تمتلك ميليشيا «القوات اللبنانية» سجلاً طويلاً في التعامل مع إسرائيل، قبل وأثناء وبعد الحرب اللبنانية..
■ في حزيران 1978 قامت مفرزة من «القوات اللبنانية» بقيادة سمير جعجع بمهاجمة قرية إهدن واغتيال طوني فرنجية (ابن الرئيس) وزوجته وأبنائه.. وتسهيل اغتيال إيلي حبيقة، زميل الأمس في مجازر صبرا وشاتيلا.. كما اغتال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رشيد كرامي..
■ مفارقة لبنانية عجيبة: اليوم يطالبون بمعرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن مصرع رئيس الوزراء الحريري، في ذات الوقت الذي يطالبون فيه الإفراج الفوري عن قاتل رئيس الوزراء رشيد كرامي!!..
■ واليوم، الجنرال في لبنان مجدداً يستقطب الجميع.. ويقول: «ماعاد في شي إسمو معارضة وموالاة، صار في شي إسمو إصلاحيين وتقليديين»!!..
■■ عام 1989 هرب الطيار السوري الخائن (بسام العدل) بطائرة (ميغ 23) إلى إسرائيل.. وبعد أن استقبل هناك كالأبطال، وتطوع للتحقيق مع الفلسطينيين.. انتهت مهمته الخيانية.. فقطعت عنه إسرائيل المساعدة منذ مايقارب السنتين.. ليعيش على قمامة الحاويات، وينام في الشوارع ومحطات الباصات.. وقدم خدماته للعصابات الإجرامية كقاتل مأجور ليؤمن مصدراً لرزقه الحلال.. واليوم مطلوب في أكثر من قضية جنائية!!..
■■ عودة لتلازم المسارين «البقري والبشري»، نسأل: هل يُعقل أنه سيأتي يوم علينا تستقبل به ساحات دمشق استقبال الأبطال الطيار الخائن العدل، وبطل التعذيب السراج، والمناضل الصهيوني ـ الأمريكي فريد الغادري.. وأمثالهم، تحت شعار: «وراء كل وطن عظيم، خائن أو مأجور»، أسوة بالأشقاء اللبنانيين؟؟!!..
عذراً من الأبقار.. فما زالت الأبقار تضحك علينا!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال