الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة العاملة .. جوهر الصراع الطبقي صوب قيادة البروليتاريا 3/3

أصيل القباطي

2013 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


كيف ستحكم البروليتاريا ؟

لا تستطيع البروليتاريا أن تستولي على الحكم لتصل الى مبدأ "ديكتاتورية البروليتاريا" إلا باعتمادها على انتفاضة شعبية عارمة أولاً ثم على الحماس الوطني و الوعي الطبقي . وسوف تشترك البروليتاريا في الحكم بوصفها الممثل الثوري للأمة بإعتبار أبناءها من جميع الطبقات التي كان قد همشها النظام البرجوازي ، وبوصفها القائد الوطني المعترف به في النضال ضد الحكم المطلق والبربرية الإقطاعية. وباستلامها الحكم ، يبدأ عهد جديد ، عهد التشريع الثوري والسياسة الإيجابية ، ولكنها بهذا الصدد لن تستطيع المحافظة على كونها المعبر الشرعي عن إرادة الأمة . وسيكون أول إجراء تتخذه هو تنظيف إسطبلات العهد البائد وطرد سكانها ، ذلك الإجراء الذي يحظى بتأييد الأمة بأسرها بالرغم مما يزعمه التنابل الليبراليون عن رسوخ بعض الحساسيات في أوساط جماهير الشعب ، وتواكب عملية التنظيف السياسي هذه إعادة تنظيم العلاقات في إطار الدولة بين مؤسسات الدولة بعضها البعض و بينها و بين المجتمع على أسس ديمقراطية تكفل للمواطن حقوقه . هذا ما يضطر الحكومة العمالية ، تحت تأثير الضغوط والمطالب المباشرة من جموع المواطنين ، إلى التدخل الحاسم في جميع العلاقات والأحداث ذات الصلة بالمواطن كقبيل محاسبة كل من يعيق وصول المواطن الى حقوقه و حقوق المواطن الى المواطن .
وهكذا كلما وضحت سياسة البروليتاريا بإتجاه تشديد القبضة العمالية وازدادت تصلبا و جموداً ، ضاقت الأرض من تحت أقدامها وتزعزعت إن هذا جد محتمل وهو واقعياً سيصبح حتمي الحدوث حيث إن مما لا شك فيه السمتين الأساسيتين لسياسة البروليتاريا اللتين سوف تلقيان أشد المعارضة بين أوساط حلفاء البروليتاريا هما التجميع في نظام الدولة والنزعة الأممية أيضاً ، يقول تروتسكي باحثاً عن حل لهذهِ العثرة التي قد تعيق مضي الثورة "حالما تنتقل السلطة إلى يد حكومة ثورية ذات أغلبية اشتراكية، فتقسيم برنامجنا إلى برنامج الحد الأدنى وبرنامج الحد الأقصى يفقد كل معناه على الصعيد المبدئي وعلى صعيد العمل المباشر. فلا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تسجن حكومة البروليتاريا نفسها ضمن هذه الحدود الضيقة، فلنأخذ مطلب ثماني ساعات عمل في اليوم. إن هذا المطلب لا يتناقض، كما هو معلوم، مع العلاقات الرأسمالية، لذا فهو مدرج في برنامج الحد الأدنى الذي تعمل به الحركة الديمقراطية-الاجتماعية. ولكن، ماذا يحصل لو حاولنا تحقيق هذا المطلب خلال الثورة، في فترة من العواطف الطبقية العنيفة؟ لا شك في أن الرأسماليين سيتصدون له بمقاومة منظمة وصامدة قد تتخذ شكل المقاطعة أو إغلاق المصانع أما إذا كانت الحكومة تحت سيطرة البروليتاريا السياسية، فإن تنفيذ قانون الثماني ساعات عمل في اليوم يؤدي إلى نتائج جد مختلفة. بالنسبة لحكومة تسعى إلى الإعتماد على البروليتاريا وليس على رأس المال، كما تفعل الليبرالية، والتي لا تسعى إلى لعب دور الوسيط "الحيادي"، الذي تلعبه الديمقراطية البرجوازية، بالنسبة لحكومة كهذه لن يكون إغلاق المصانع بالطبع مبررا لزيادة ساعات العمل في اليوم.." فهنالك دائماً طريق وحيد تسلكه الحكومة العمالية وهو أن تصادر المصانع المغلقة وتنظيم العمل فيها على أساس اشتراكي .

دور الفلاحين المقبل الى جانب البروليتاريا :
يقول تروتسكي "في حال انتصار الثورة الحاسم، تنتقل السلطة إلى أيدي الطبقات التي لعبت الدور القيادي في النضال، وبكلمات أخرى: إلى أيدي البروليتاريا. فلنستدرك بسرعة قائلين أن هذا لا يعني إقصاء الممثلين الثوريين للفئات الاجتماعية غير البروليتارية عن الاشتراك في الحكم. إن اشتراك هذه الفئات بالحكم أمر ممكن وواجب. لذا، فإذا اتبعت البروليتاريا سياسة سليمة فإنها ستدعو قادة البرجوازية الصغيرة البارزين في المدن، والمثقفين والفلاحين لمشاركتهم الحكم. إلا أن المشكلة تدور حول السؤال التالي: من سيحدد محتوى سياسة الحكم؟ لمن ستكون الأغلبية الثابتة داخل الحكومة؟" ..
يطرح ليون تروتسكي هذا التساؤل الهام لمجابهة عوائق قد تحول مستقبلاً دون وحدة البروليتاريا ،
إلا أنه يضع أطروحة تحل هذه المعضلة "إن اشتراك ممثلي القطاع الديمقراطي من الشعب في الحكومة ذات غالبية عمالية شيء، أما اشتراك ممثلين عن البروليتاريا في حكومة ديمقراطية-برجوازية صرفة بصفتهم اسراء مستكينين فشيء آخر تماماَ إن سياسة البرجوازية الرأسمالية الليبرالية، بكل تذبذبها وتراجعها وخيانتها، سياسة محددة بوضوح. أما سياسة البروليتاريا فهي أكثر وضوحا وكمالا. ولكن سياسة المثقفين، بسبب طبيعتهم الاجتماعية الوسطية وميوعتهم السياسية؛ وسياسة الفلاحين، بسبب تنوعهم الاجتماعي ووضعهم الوسطي وبدائيتهم، وسياسة البرجوازية الصغيرة في المدن، أيضا بسبب هلاميتها ووضعها الوسطي وفقدانها التام للتقاليد السياسية - إن سياسة هذه الفئات الاجتماعية الثلاث غير محددة قط وغير مبلورة ومليئة بالاحتمالات وبالتالي مليئة بالمفاجآتيكفي أن نحاول تخيّل حكومة ديمقراطية ثورية بدون ممثلين عن البروليتاريا، لكي نرى رأسا تهافت مفهوم كهذا. لذا، فإن رفض الديمقراطيين-الاجتماعيين الاشتراك في حكومة ثورية يجعل تشكيل مثل هذه الحكومة أمرا مستحيلا ويكون بمثابة خيانة صريحة للثورة. إلا أن اشتراك البروليتاريا في حكومة من الحكومات أمر محتمل موضوعيا ومسموح به مبدئيا، فقط عندما تكون هذه المشاركة مشاركة قيادة تكون فيها البروليتاريا هي الفئة المسيطرة. وبالإمكان طبعا تسمية حكومة كهذه "دكتاتورية البروليتاريا والفلاحين" أو "دكتاتورية البروليتاريا والفلاحين والإنتليجنسيا" أو حتى "حكومة تحالف الطبقة العاملة مع البرجوازية الصغيرة"؛ ولكن يبقى السؤال مطروحا: من سيسيطر على الحكومة ذاتها ومن خلالها على البلد؟ فعندما نتكلم عن حكومة عمالية نعني بذلك أنه يجب أن تكون السيطرة للطبقة العاملة..".

"ثورتنا، هل هي برجوازية أم اشتراكية في طابعها العام؟ يقول كاوتسكي أن هذه الصيغة قديمة. إن السؤال لا يطرح بهذا الشكل، ليست هذه الطريقة الماركسية لطرحه. إن الثورة في روسيا ليست ثورة برجوازية، لأن البرجوازية لم تعد إحدى القوى الدافعة للحركة الثورية الحالية في روسيا. ولكن الثورة في روسيا ليست ثورة اشتراكية."
(لينين: المؤلفات الكاملة: المجلد 8 -ص 82- الطبعة الروسية).

"إن العبارة السوسيولوجية العامة "ثورة برجوازية" لم تعد قادرة على حل القضايا السياسية والتكتيكية ولا التناقضات التي يطرحها علينا تركيب ثورة برجوازية معينة".
(تروتسكي: "ثورتنا" -1906- المقالة "نتائج وتوقعات" -ص 224- الطبعة الروسية).


يا عمال العالم إتحدوا

المراجع ..
1.نتائج و توقعات الثورة الدائمة (ليون تروتسكي)
2.الدولة و الثورة (فلاديمير لينين)
3.البيان الشيوعي الاول (كارل ماركس و فريدريك إنجلز)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يلقي مناشير في معسكر جباليا تطالب السكان بالإخلاء ا


.. مظاهرة في العاصمة الإسبانية مدريد تطالب الدول الأوروبية بالا




.. لحظة استهداف إسرائيلي بمنطقة جباليا في غزة أثناء تغطية صحفيي


.. مظاهرة لعشرات الإسرائيليين بالجليل تطالب بتنحي الحكومة لتخلي




.. أمريكا تعرض على إسرائيل معلومات استخباراتية لتحديد موقع قادة