الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهدات من بلاد النكت .. والزحمة .. والشطارة - الجزء الأول

فارس حميد أمانة

2013 / 8 / 21
كتابات ساخرة


مصر أم الدنيا .. هكذا يقول أهلها ..
انها بلد النكتة .. والزحمة الخانقة .. بلد الشطارة أو الفهلوة كما يحلو للمصريين ان يدعوها هكذا .. بلد لا تنام عاصمته حتى الصباح .. عاصمة تطوي نهارها بليلها المترع بالأضواء والصخب والمتعة .. شيطانية كانت أم رحمانية .. بلد لا بد لك من ان تنتبه لجيبك ولا تدع عقلك يسرح مع متع أسواقها وحاراتها .. كان أبي رحمه الله عاشقا للقاهرة الكبرى كما يسميها ..اذ زارها أكثر من عشرين مرة وعقد فيها صداقات متينة وكان يقول عنها انها متعة بجوامعها لمن كان يبحث عن الجوامع ويتيه بأجواءها .. ومتعة لمن يعرف كيف يصل الى شارع الهرم ويرجع بأقل الخسائر عند الفجر بعد سهرة صاخبة .. ومتعة لمن يعرف ماذا يختار من دكاكين خان الخليلي .. انها متع لكل الأذواق والمشارب .. لذا فقد شددت الرحال عام 1977 وانا لا أزال في الثانية والعشرين من عمري ..
حطت بنا طائرة الخطوط الجوية العراقية مساء يوم خريفي رائع في مطار القاهرة .. كنت أسافر لوحدي وقد كانت المرة الأولى لي لأكون خارج بلدي .. كنت متحفزا ومتلهفا لأن أمر بأصعب المواقف وتجربة ان أكون وحيدا لمواجهة أي موقف مهما كان ..حال خروجي من بوابة المطار هجم علي اثنان حمل أحدهما حقائبي الثقيلة واقتادني الآخر مسرعا الى سيارة أجرته .. تفاجأت حقا ولم يكن لي خيار آخر اذ كنت متعبا من السفر ولا بد لي من آخذ سيارة أجرة الى فندق ما .. لكن أن "يسرقني" اثنان من" الجدعان " من بين السواق الآخرين بطريقة الشطار هكذا فهذه طريقة مفاجأة تستدعي لحظات تفكير وعلي اذن منذ اللحظة ان أشغل وسائلي الدفاعية جميعا دون استثناء..
جلست في المقعد الأمامي وجلس الشخص الثاني خلفي وأنا أحاول أن أجد تفسيرا منطقيا لوجود شخص آخر يعمل مع السائق حيث لم يكتف بتحميل الحقائب بل ركب معي !!!.. في الطريق من المطار سحبت من جيبي ورقة صغيرة وقلما ثم سجلت رقم السيارة الذي كان مسجلا أمامي بالصبغ الأبيض على مقدمة لوحة أمامي ثم دسسته في جيبي وعندما انتبه السائق لما أفعله تلك اللحظة تسائل مدهوشا : "بتعمل ايه يا بيه؟ " .. فأجبته : " أنها هواية عندي منذ الصغر أن أسجل رقم السيارة التي أركبها ".. ولم يكن هذا صحيحا فقد كان اجراءا احترازيا مني لمواجهة ما قد يحدث لاحقا .. وقد بدا عليه الانزعاج اذ حدس السبب الحقيقي..
وصلنا مركز مدينة القاهرة وسط زحام شديد حيث توقفت سيارة الأجرة عند بوابة فندق وطلب مني السائق ترك الحقائب والدخول للاستفسار عن وجود غرفة غير مشغولة والحجز ثم الرجوع لأخذ الحقائب !!! ايها الشطار .. لن أترك حقائبي معكم صاعدا لحجز غرفة في فندق .. فرفضت بالطبع وقد ألح الاثنان علي الحاحا عجيبا لم أجد له تفسيرا.. فزادني ذلك اصرارا وطلبت منهما النزول وحجز غرفة وأنا من سيبقى في السيارة وسأزيد لهما الأجرة .. فانصاعا لاصراري ونزلا من السيارة الى قاعة الاستقبال في الفندق وبقيت في السيارة الا انهما عادا الي وقد عرفت من تجهم وجهيهما ونقاط العرق على الأنفين انهما قد أخفقا في مهمتهما .. تكرر وقوفهما عند عدة فنادق دون الحصول على حجز خمس مرات وفي السادسة وعند توقفنا عند فندق قصر النيل في وسط البلد تمكنا من الحصول على حجز فحملا الحقائب صاعدين .. عند ذلك فقط نقدتهما أجرتهما البالغة ستة جنيهات مصرية ..
سأكون فهلويا أكثر منكم أيها المصريون اللطفاء..
في الأجزاء التالية سأحدثكم عن مشاهدات آخرى من هذا البلد الرائع وعن شعبه الدمث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متابعة ..
أراس ( 2013 / 8 / 21 - 11:05 )
تحياتي الاخوية للكاتب المحترم والى كتاباته الجميلة والطيبة والساخرة ..لقد سافرت ايضا في ذلك العام من بغداد الى القاهرة سفرة شبابية ولم أكن وحدي وانما مع صديق وأتذكر اننا ابقينا في صالة الانتظار في مطار القاهرة قرابة الثلاث ساعات الى ان انهو ختم جوازاتنا وكانو في تلك السنوات يدققون كثيرا في جوازات العراقيين وعند خروجنا من بوابة الجوازات هجم علينا عدد ممن يسمون ( امناء الشرطة ) يطلبون هدايا مما ابتعناها من السوق الحرة واحدهم اتذكر كان يتوسا بأن اعطيه القلم الجاف الذي كان مشبكا في جيب قميصي وصرفتهم ومررنا بسلام وهناك قبل البوابة الخارجية ( هجم ) علينا الحمالين ( الشيالين ) ومعهم سواق التاكسي في صولة مشتركة ! المهم صعدنا الى التاكسي ولم يكن مثل حالتك اذ كان بدون ( سكن) !! واخيرا وعند وصولنا طلبت منه التوقف لنبحث بأنفسنا عن فندق مناسب ولو مؤقتا وطالبنا السائق بمبلغ عشر جنيهات وبعد الجدال والمساومة اعطيناه خمسة جنيهات لنتخلص من الحاحه وليكف عنا وهكذا كان ..ثم وجدنا فندقا لابأس به في ميدان الاوبرا ليوم واحد واتذكر انه كان بالقرب من ( قهوة الامريكيين ) وكانت تشبه مقهى البرازيلية في بغداد


2 - متابعة ..
أراس ( 2013 / 8 / 21 - 11:08 )
تحياتي الاخوية للكاتب المحترم والى كتاباته الجميلة والطيبة والساخرة ..لقد سافرت ايضا في ذلك العام من بغداد الى القاهرة سفرة شبابية ولم أكن وحدي وانما مع صديق وأتذكر اننا ابقينا في صالة الانتظار في مطار القاهرة قرابة الثلاث ساعات الى ان انهو ختم جوازاتنا وكانو في تلك السنوات يدققون كثيرا في جوازات العراقيين وعند خروجنا من بوابة الجوازات هجم علينا عدد ممن يسمون ( امناء الشرطة ) يطلبون هدايا مما ابتعناها من السوق الحرة واحدهم اتذكر كان يتوسا بأن اعطيه القلم الجاف الذي كان مشبكا في جيب قميصي وصرفتهم ومررنا بسلام وهناك قبل البوابة الخارجية ( هجم ) علينا الحمالين ( الشيالين ) ومعهم سواق التاكسي في صولة مشتركة ! المهم صعدنا الى التاكسي ولم يكن مثل حالتك اذ كان بدون ( سكن) !! واخيرا وعند وصولنا طلبت منه التوقف لنبحث بأنفسنا عن فندق مناسب ولو مؤقتا وطالبنا السائق بمبلغ عشر جنيهات وبعد الجدال والمساومة اعطيناه خمسة جنيهات لنتخلص من الحاحه وليكف عنا وهكذا كان ..ثم وجدنا فندقا لابأس به في ميدان الاوبرا ليوم واحد واتذكر انه كان بالقرب من ( قهوة الامريكيين ) وكانت تشبه مقهى البرازيلية في بغداد

اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-