الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دي كوورة يا عم !!

خالد غميرو

2013 / 8 / 21
كتابات ساخرة



قال القذافي في إحدى تصريحاته الغريبة، أن "كورة القدم" لعبة غير ديمقراطية، ولكي يشرح وجهة نظره هذه، طرح سؤالا قال فيه: كيف يعقل أن تجلس كل هذه الأعداد الغفيرة من الجماهير لتتفرج وتشجع إثنان وعشرين لاعبا فقط؟ "إنها حقا لعبة غير عادلة وغير ديمقراطية"، بالنسبة لي هذه الوجهة نظر القذافية جديرة بالمقارنة والتحليل. فبصيغة أخرى ومن وجهة نظر سياسية وديمقراطية، كيف لايشارك الجميع، جمهورا ولاعبين رجالا ونساءا في اللعبة؟
في الحقيقة وعندما تبدأ في التفكير في الإجابة على هذا السؤال، تجد أن هناك أوجه تشابه كثيرة بين مايقع في لعبة كرة القدم، وبين ما يقع في لعبة السياسة الآن، فكلا اللعبتين تعتمدان على اللاعبين، الخطط والإستراتيجيات، من اجل تسجيل وتحقيق الأهداف، مع إختلاف في التسميات وبعض التفاصيل الثانوية، وسآخد كمثال مايحدث في "لعبة السياسة" في مصر الآن للقيام بمقارنة بسيطة، محاولتا مني لإتبات أوجه التشابه بين اللعبتين، وإتبات هذه الوجهة نظر.
إدا إعتمدنا المصطلحات الكروية وأردنا ان نحلل بها الوضع الحالي في مصر، واعتبرنا أن ما يقع هو مبارات في الكورة، فمن سنعتبرهم الفريقان أكيد، هما "الإخوان المسلمون وما يمثلونه" و"العسكر وما يمثلونه"، وأن الإخوان كانوا يريدون تسجيل هدف بواسطة لاعبهم مرسي بعد ما قاموا به من مراوغات وتمريرات مند 25 يناير، لولا أن العسكر أسقطهم في فخ التسلل بعد محاولتهم الإستفراد "بحارس السلطة"، وتسجيل هدف كان من الممكن أن يكون محققا لولا فخ التسلل، ليسترد العسكر الكرة لصالحه ويبدأ في هجمته المرتدة، ليمرر الكرة لرأس الحربة "السيسي"، فيسجل هدفا مفاجئا في مرمى الإخوان، لكن الإخوان لم يسكتوا و إحتجوا على الحكم و قالوا أنه لم يكن هناك تسلل وطالبوا بإلغاء الهدف، وإحتج أيضا مشجعيهم وقامت مواجهات دموية بين الجماهير المشجعة المتعصبة لفرقها...
لكن من المهم أن نعرف من يكون الحكم هنا في حالتنا "الكورسياسية" هذه؟ إنها بطبيعة الحال ليست الجماهير، وإنما من يرتدي القميص الأسود هي "أمريكا" و التي تمثل هنا مصالح الأبناك والشركات، التي تدعم اللعبة بأكملها، والأكيد أن الحكم لن يلغي الهدف، أولا لكي يحافظ على سمعته كحكم، و ثانيا لإن مايهمه ويهم داعمي اللعبة بالدرجة الأولى هو إكمال المبارات، وأن تكون أكثر إثارة ليضل الجمهور متتبعا ومتعصبا ومنفعلا بما يجري في المبارات وفي اللعبة.
بعد هذه المقارنة المختصرة، نعود لما قاله القذافي: أن "كرة القدم" لعبة غير ديمقراطية، و بما أن السياسة الآن تشبه الكورة، إذن فهي أيضا لعبة غير ديمقراطية، لكن السؤال الآخر الذي يهمني أكثر والتي فقط الجماهير المتفرجة والمتعصبة هي من تملك القدرة والحق على الإجابة عليه، هو إلى متى ستبقى الجماهير متفرجة بهذا الشكل، ولا ترفض هذه اللعبة بأكملها التي لا دور لها فيها سوى التصفيق والصفير، ولا تحقق من وراءها سوى التعصب والمعارك والحروب؟ و لماذا لا تفكر في خلق وتنظيم ألعاب شعبية أخرى متعددة ومتنوعة يكون لها فيها دور أكبر، وتشارك فيها جميعا بشكل مباشر وإيجابي بدون تعصب أو عنف؟؟

خلاصة القول أننا يجب أن نختار بين ان نكون لاعبين أذكياء نختار ألعابنا ونشارك فيها، أو نكون جمهورا من الأغبياء المتعصبين...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟